قصة حسن الحمال
أن أوضح لي كثيرا من الأمور ..
هنا ابتسم الطحان وقال كفى لقد حللت اللغز
ثم استوى الطحان جالسا وقال ذلك الشخص وهران هو أنت يا حسن
ذهل حسن للغاية مما سمع وصاح تقول أنا
رد الطحان على حسن هو أنت ذلك الشخص وهران هو أنت يا حسن لكن من المستقبل فأنت ستغير إسمك الى وهران وستستخدم طاحونتي في المستقبل من أجل العودة الى هذا الزمن
أجاب الطحان أليس السبب واضحا
فلو بقيت أنت في السجن لما استطعت إنقاذ عائلتك أو تحرير فاطمة ولكان الشړ قد انتصر وطغى على العالم
لكن بتصرف وهران ذاك وإقدامه على استخدام تأثير الزمان والمكان للظهور في زنزانتك فإنه يكون قد غير من معادلة الزمن وقلب كفة الأمور لصالح الخير
قال الطحان كل ما أخبرتك به صحيح لكن لا تنسى أنني مجرد حفيظ على الزمن وأكتفي بدور المراقب فقط
أما وهران فقد تطفل على الزمن وعبث به ولكن الأمور جائت هذه المرة على خير مايرام وستستمر ان شاء الله على ذلك مادمت أنت يقظا ..
وهكذا وضع حسن نفسه موضع وهران وفكر في مدى تعاسته فيما لو فقد أهله وفشل في إنقاذ فاطمة ..
ثم اضطراره للعيش خمسون سنة بلا أهل في عالم يملؤه الشړ والطغيان من أجل أن يتمكن أخيرا من العودة بالزمن ليصحح الأوضاع التي فشل في تخطيها في المقام الأول ..
فتح حسن أولا القارورة فخرجت منها زوبعة سرعان ما لفت حسن في طياتها فأخذ الفتى يدور صارخا حتى أصيب بالدوار
فلما فتح عينيه وجد نفسه يقف وسط صحراء تحيط به كثبانها من كل جانب فعلم بأنه قد انتقل الى زمان غير زمانه وقد يكون في الماضي البعيد ربما ..
وضع حسن الخاتم في العلبة ثم أغلقها ورماها أرضا فأثارت غبارا خانقا لم ينكشف إلا وحسن يقف وجها لوجه أمام فتاة جميلة لم ير أحسن منها
الفتاة نفسها قد ذعرت من ظهور حسن المفاجئ فصړخت وفرت هاربة من أمامه
فلما هزت رأسها بالإيجاب رفع حسن خاتمها عن الأرض وقال أنا حسن الحمال الذي طلبتي مساعدته وأعطيتيه هذا الخاتم
هنا خف روع الفتاة فأخذت منه خاتمها ثم نهضت وهي تبتسم وقالت لابد أنك قد مررت بالكثير من الصعاب حتى وصلت الى هنا ..
قال هو ليس لديك أدنى فكرة لكن بالمناسبة أين عائلتي
قالت إنهم في الزنزانة المجاورة
وفي تلك الأثناء سمع الإثنان صوت خطوات قادمة باتجاههما فهمست فاطمة أسرع واختبئ فقد جاء الحارس ..
وقف حسن خلف الباب فتقدم الحارس وألقى نظرة خاطفة على فاطمة من خلال فتحة الباب فلما تأكد أنها جالسة في الطرف الآخر فتح الباب وتقدم باتجاهها ..
وما إن فعل ذلك حتى فوجئ تماما بحسن وهو ينقض عليه كالصاعقة فيضربه ضړبة أفقدته وعيه ..
ثم أخذ مفاتيحه وهرب مع فاطمة نحو الزنزانة الأخرى ففتحها ويا للفرحة فها هم إخوته وتلك أمه ..
تعانق الجميع بسعادة وتهاطلت الدموع
وبعد لحظات قالت فاطمة شكرا لأنك حافظت على خاتمي وأبعدته عنهم أما الآن وقد عاد إلي هذا الخاتم الذي وهبني إياه أبي فسأقوم بنقلنا جميعا الى زماننا حيث أبي ..
أمسك الجميع بأيادي بعضهم بعضا ثم فركت فاطمة خاتمها فلم يشعروا إلا وهم في المدينة عند عطوان العطار
شكر عطوان حسن كثيرا على صنيعه فأخبره الأخير أن هناك الكثير من الأمور التي أشكل عليه فهمها خلال رحلته تلك
فأجابه عطوان سوف احكي لك كل الاسرار وكل الامور التي مرت عليك وسوف تعرف لماذا اختارتك غصون انت بالضبط
بدأ عطوان يحكي لي حسن وقال له ان عصابة الشياطين والسحرة الأشرار كانوا قد قاموا باختيار غصون وسلحوها بقوى خارقة من أجل أن تغامر بخطڤ ابنتي من داخل بيتي لكنها كانت بحاجة الى إنسان مميز نقي القلب لا تؤثر به تعاويذ الحماية التي تحيط بفاطمة كي يتمكن من حملها الى