الأحد 24 نوفمبر 2024

حكاية وجدان التي عاشت مع الغزلان

انت في الصفحة 2 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

صاحبها في الصحراء وكان من بينها مقص وخيط فأخذت الجلد وقطعته ثم جعلته ثوبا وقصت شعرها الطويل وظفرته
وتقلدت سيف الرجل وأخذت حجر صوان وأصبحت تشعل الڼار وتطبخ الجذور والأعشاب واللحم فتحسنت حالها
وفي الليالي الباردة كانت تجتمع حولها الغزلان فتتدفأ معها وكانت تحمي القطيع من الذئاب والضباع وتداوي المړيضة وتضمد جراح المچروحة 
ومنذ أن جاءت وجدان لم يفقد القطيع أحدا من أفراده وزاد عدده لكن البنت كانت تفكر دائما في أبيها وأخيها
وأقسمت أن ټنتقم من المؤذن دون رحمة 
وفي أحد الأيام وصلت إلى أرض خضراء كثيرة الماء فانبسطت وصارت تستحم وتغني وأخذت أعشابا عطرية دهنت به جسدها ووضعت زهورا حمراء على شفتيها
فصار لونهما قرمزيا ولما نظرت الغزلان لوجدان أعجبت بجمالها وحركت أذنابها الصغيرة بفرح فلقد أصبح لهن ملكة قوية وجميلة
أحد الأيام خرج إبن السلطان للصيد مع رفاقه ورأى من بعيد قطيعا من الغزلان يرعى فركض بفرسه بصحبة رفيقه في القصر الذي كان رجلا ذو عقل وفطنة
إقترب الأمير منهن ولشدة دهشته لم يهرب أحد ورفعن رؤوسهن ونظرن إليه وواصلن الأكل كأن شيئا لم يكن
فضحك الرفيق وقال لعلهن يعتقدن أنك فراشة أيها الأمير
أو ربما ببغاء فلم يضحك الأمير وصوب قوسه إلى أقربهن إليه وفجأة خرجت له فتاة ليس هناك من هو أجمل منها
وقالت له أنصحك أن لا تفكر بذلك إن كنت تريد الرجوع سالما إلى أهلك 
صاح الرفيق أغلقي فمك فأنت بحضرة الأمير
أجابته وأنا أميرة هذه الغزلان ولأني أحميها لذلك لم تخف منكم
قال الرجل لم أر في حياتي أخبث لسانا من هذه الجارية هل تريد أن أنادي الحرس ليأدبوها 
أجابه الأمير لقد حمت رعيتها وهذا ما كنت لأفعله لو كنت مكانها ثم إنصرف مع رفاقه لمكان آخر 
لكن إبن السلطان واسمه محمد كان شاردا وأخطأ جميع الفرائس التي رماها بقوسه ولما حضر الطعام لم يمد يده
فجاءه رفيقه وسأله لقد ربيتك لما كنت صغيرا وهذه النظرة في عينيك لا تعجبني فقل لي ماذا أصابك 
أجابه لقد أخذت تلك الجارية قطعة من قلبي وإن لم أراها وأكلمها سأموت !!!
إرتعب الرجل وقال ومن أدرانا أنها ليست من الجن على كل الحال سأعرف من تكون فإذا كانت إنسانة أتيتك بها أما إن كانت جنية فلا أقدر على شيئ فهم ليس مثلنا
وفي الغذ أحضر قصعتين من الكسكس واحدة فيها ملح وتوابل والأخرى ليس فيها شيئ ووضعهما قرب القطيع واختفى وراء الأشجار 
شمت الفتاة الرائحة وحملت القصعة التي فيها التوابل وتركت مكانها أرنبا مسلۏخا ومحشوا بالإكليل والرند
كان الأمير جالسا على حجر وأمامه الثمار والخبز والحليب لكنه لا يأكل وبعد قليل جاءه رفيقه وقال له لقد أرسلت لك جاريتك هدية وأخرج الأرنب
فانبسطت نفس الأمير محمد وأنضجه على الجمر ثم أكل حتى شبع وقال هي إذا من الإنس سأذهب إليها !!!
قال رفيقه لا تتعجل وصار يحمل إليها كل يوم طعاما وهي تترك شيئا حتى مر على ذلك سبعة أيام
أما وجدان فأعجبها الطعام الساخن ولم تذقه من مدة طويلة وكانت تعرف أن الأمير هو من يرسله لها
فقد لاحظت منذ اليوم الأول الحب في عينيه
وكان من المفروض أنها تذهب من هنا لكي لا يعرف مكانها الصيادون والسباع لكن قلبها قد خفق لذلك الولد ولأول مرة منذ أشهر طويلة تحس بالأمان حولها وبأن الحياة أكثر جمالا
مرت الأيام ولهفة إبن السلطان تشتد حتى أتاه رفيقه بطبق من السمك والأرز لا يزال البخار يتصاعد منه
وقال له اذهب وكل مع جاريتك لا شك أنها جائعة
فلما رأته قادما إرتبكت فأول مرة ستجلس مع فتى
طأطأت رأسها وعلت محياها حمرة الخجل وخيل لها أن الغزلان تضحك منها
لكن الأمير إبتسم لها بحب وقال تعالي لنأكل ولقد أمرت بجزر وخس وبرسيم لغزلانك وما هي لحظة حتى جاء العبيد بالقفاف فجاءت لتأكل بعدما نظرت بعيونها الواسعة العسليتان للأمير كأنها تشكره على معروفه
وبسرعة زال الخجل عن وجدان ومدت يديها وبدأت تأكل وتثني على لذة السمك 
كان محمد ينظر إليها وقد علت وجهه البهجة وقالت له إملأ معدتك ولا تقلق فلن أهرب فأكل شيئا يسيرا
ثم أخذت قدحا ملأته بحليب غزالة وقالت إشرب وهات الباقي لكنه أجابها أنت الأول وفي

انت في الصفحة 2 من 5 صفحات