حكاية وجدان التي عاشت مع الغزلان
انت في الصفحة 1 من 5 صفحات
كان لأحد التجار ولدين ولد وبنت إسمها وجدان ټوفيت أمهما فرباهما أبوهما أحسن تربية في يوم من الأيام أراد الرجل أن يحج فأمر إبنته بقفل الباب وجعل على نافذة عالية سلما
وأعطى المؤذن صرة دنانير وأوصاه بأن يحمل إليها كل مرة ما تستحقه من خضار ولحم لتطبخ ووعده بمكافئة سخية حين يعود من الحج
فأجابه المؤذن لا تقلق فهي مثل بنتي ثم غادر التاجر مع مع ابنه. إلى الحجاز وهو مطمئن فالمؤذن مشهور بالتقوى
لكن الفتاة لم تهتم به وهددته أن تشكوه لأبيها
وأدى ذلك لغضبه وقال لها سأتركك تجوعين فأنا أتعب من أجلك وآتيك بأفضل ما في السوق
أتعتقدين أن ما أعطاه أبوك لي يكفي لكل هذه الخيرات
أجابته لا تشغل نفسك بعد الآن بأمري واطلب من جارتنا أن تصعد السلم وتعطيني القفة أما أنت فلا أريد أن أرى وجهك
سترين كيف أنتقم منك
أجابته إفعل ما تريد فلن يصدقك أحد
بعد مدة سمع المؤذن أن التاجر وإبنه قد رجعا من الحج وأنهما قاربا على الوصول إلى القرية فبعث برسالة له يقول فيها إن ابنتك تستهين بك وهي وتراودني عن نفسها لكني كل مرة أستغفر الله وصرت أرسل لها جارتكم بجميع ما يلزمها
فلما قرأ التاجر الرسالة إشتد غضبه ولم يحاول أن يسأل
فهو يثق في كلام المؤذن ذلك الرجل الصالح فأرسل إبنه وطلب منه أن يحتال على أخته ويقودها إلى الصحراء
ثم ېقتلها ويأتيه بلسانها الذي ينطق بالسوء
فذهب إليها أخوها ولما سمعت صوته فرحت وفتحت له الباب وقال لها تعالي لنرى أبانا فهو ينتظرنا على جمله .
أجابته نعم لأن المؤذن الذي وثق فيه أبي طمع في لما رآني بمفردي تبا له من شخص لئيم ولقد هدد بتجويعي والنيل من سمعتي إن لم أستجب له
لكن تلك الجارة عطفت على وصارت تعطيني من عندها لما رأت أن ما في القفة لا يكفي
حين وصلوا إلى الصحراء سألت البنت عن أبيها فأخبرها أخوها بالحقيقة وأنه جاء هنا لېقتلها
فبكى وقال إني أصدقك فلقد أحسن أبانا تربيتنا وأمنا رحمها الله ذات علم وفضل وما أكثر من يخفي وراء الدين جشعه ولؤمه ثم شاهد غزالا فرماه بسهم وسلخه وقطع لسانه
ثم طلب من أخته أن تتوارى وتخلع ثوبها ثم رمى إليها بالجلد فالټفت به فأخذ الثوب ولطخه پالدم و قال هاك قربة ماء وسيكفيك اللحم بضعة أيام فتدبري حالك فإني لا أقدر على عصيان أمر أبي والله سيحميك ويجد لك مخرجا فيما أنت فيه من كرب ثم ودعها وانصرف
أما الفتاة فجففت اللحم ثم وضعته في صرة ومشت في البوادي والقفار حتى نفذ زادها وأحست بالجوع والعطش فسقطت على الأرض وقد أيقنت بالهلاك
ولم تعلم كم من الوقت بقيت نائمة وفجأة أحست بشيئ رطب على وجهها ولما فتحت عينيها رأت غزالة صغيرة تلعق وجهها و قطيع من الغزلان يمر أمامها
فتحاملت على نفسها وتبعته حتى وصلت إلى أرض فيها ماء وكلأ فشربت واستحمت ثم جعت العشب الطري وأكلته من شدة الجوع
وكان الغزلان تعتقد أنها واحدة منهن فلم يخفن منها وأحست البنت بالأمان معهم فلقد كانوا يحبونها
فقالت في نفسها الحيوانات لا تعرف الجشع لذلك لا تظلم وما دخل حب الدنيا على قوم إلا أفسد ما بأنفسهم فمرحى للغزلان وبؤسا للبشر
و بدأت تفكر من ان ټنتقم من المؤذن دون رحمة وتاخد حقها وتجعله عبرة لمن يعتبر
. بقيت وجدان مدة من الزمن مع الغزلان تأكل العشب وتشرب من لبنها وتصطاد الفرائس الصغيرة حتى توحش بدنها ولم تعد تخاف من شيئ
وذات يوم وجدت متاعا لأحد المسافرين هلك