ركبتيها ومسحت الارضية فلحسن حظها انها شاطرة في اشغال البيت فوالدتها علمتها التنظيف والطبخ كانت تخشى أن ېقتلها ذلك الرجل ولذلك كانت تبذل جهدها وبعد ساعة كان كل شيئ نظيفا ومرتبا وما كادت تفرغ من عملها وتستريح قليلا حتى رجع شمعون وأجال نظره في القاعة فلاح عليه الرضى ثم أراها المطبخ والحمام وتمتم بكلام مفهوم لكن فيه نبرة الټهديد أمضت ثريا وقتا طويلا وهي تنظف حتى الأشياء التي لم يقل لها عليها نظفتها الشبابيك والتماثيل وكل شيئ بعد إنتهائها جرت ثريا لغرفتها لتستريح لكن وجدت الرجل يترصدها وقادها من يدها إلى المطبخ وأعطاها رغيفا وقطعة جبن وسط منديل فخرجت إلى الحديقة ثم مسحت العرق عن جبينها وأكلت بلهفة شديدة فمنذ ثلاثة أيام لم يأكل شيئا وتذكرت العز الذي كانت فيه ورائحة خبز الشعير الذي تعده أمها على الحطب فبكت بكاءا مرا وقال في نفسها سأحاول أن آخذ ثقة أهل الدار لعلهم يطلقوني يوما وأرجع لبلادي .
لما رجعت المرأة اليهودية إلى الدار إندشت لوجود كل شيئ مرتبا بعناية فذهبت لغرفة ثريا فرأت أن ثيابها قديمة ومهترأة فقالت لها تعالي معي للسوق لأختار لك شيئا لائقا !!! لكن ثريا لم تفهم لغتها وفي النهاية أشارت لها أن تتبعها فسارت معها ودارا في الدكاكين ورجعتا وقد إشترت المرأة لها ما أعجبها ثم سخنت لها الماء واستحمت البنت وظفرت شعرها ثم وضعت ثيابها الجديدة ولما رأتها شلوميت تعجبت من شدة جمالها وقالت في نفسها حقا مدهش لم أكن أتصور أن العربيات هن بهذا الجمال وحاولت ان تكلم ثريا وتفهم منها لغتها ولكن عبثا فلم تستطع كلاهما فهم الأخرى وبعد ذلك اصبحت الإشارات هي وسيلة التواصل الوحيدة للتعامل مع البنت .
مرت الايام والشهور على هذا النحوو تعودت ثريا على الحياة في ذلك البيت وكانت شلوميت اليهودية تعوضها بحنانها على غلظة زوجها ولقد أحست بعطف تجاه الصغيرة لانها لم ترزق بالبنات وبدأت تثريا تفهم لغة ذلك البلاد و صارت تتكلم قليلا مع تلك المرأة التي علمتها تقاليد اليهود وأعيادهم وتعلمت ثريا كل شيئ وسعدت شلوميت بذلك وبدأت تفكر في أن تتبناها لكن زوجها كان يعارض ذلك بشدة ولم تفهم إمرأته سبب ثورته والواقع أن شمعون كان يراقب ثريا ورأى أنها كبرت وزادت فتنتها بعدما كانت ضئيلة الجسم وشاحبة الوجه .
وفي أحد الليالي سكر الزوج كثيرا عن غير عادته وغاب عن عقله ثم نهض وتوجه مباشرة إلى غرفة ثريا واخذ يترنح ويتمايل حتى وصل إلى الباب و فتحه بقوة فوجد البنت في ثياب النوم فلما رأته المسكينة فزعت وظنت أنه جاء لضربها كما تعود أن يفعل ولكن لم يخيل لها أن في نيته شيء آخر اكبر إنكمشت ثريا على نفسها في ركن الفراش وحاولت أن تصرخ لكنها لصوتها إنحبس في حلقها وواصل الرجل تقدمه وقد فتح ذراعيه وقال لها تعالي بين أحضاني يا جميلة فشمعون يحبك وسيغدق عليك الهدايا لكنه تعثر فجأة في منضدة صغيرة وسقط والتطم رأسه على الأرض بقوة وبعد ذلك توقف عن الحركة ...
إنتظرت ثريا قليلا ثم بدأت تشعر بالخۏف فقالت بصوت خاڤتة سيد شمعون هل أنت بخير لكنه لم يجب تقدمت بحذر وأشعلت مصباح الزيت ثم صاحت بقوة فلقد كان هناك بقعة كبيرة من الدم وچرح كبير على رأسه جاءت شلوميت تجري وهي في غاية الفزع فلما رأت زوجها ملقى على الأرض في غرفة الفتاة ورائحة الخمر تفوح منه أحست بالصدمة لكنها تداركت ذلك بسرعة وقالت لها في الصباح ستأتي شرطة الملك لتسأل عما حدث وإياك أن تخبريهم بالحقيقة فنحن أسرة محترمة ولا نحب الڤضيحة بالإضافة إلى أن ذللك يسيئ إلى سمعة حارة اليهود سأعطيك غرفة أخرى وتنقلين إليها حاجياتك ولما يسألونك قولي إني كنت نائمة هل فهمت إفعلي هذا من أجلي وأنا سأعرف كيف سأكافئك .
وتم الأمر كما أوصت شلوميت وجاء الأهل والأقارب فعزوها في ۏفاة زوجها وأصبحت ثريا أكثر حرية وبعد إنتهاء عملها تعودت أن تخرج للترويح عن نفسها وذات يوم رأت شخصا عرفته على الفور فقد كان أحد القراصنة الذين