المدينة. بامكانكم الوصول اليه بسهولة .والان ساترككم وان قررتم الخروج فاخرجوا من ذلك الباب.. واشار اليه بيده وهو بالاتجاه المعاكس وذهب وتركنا . نمنا وخرجنا مع اشراقة الشمس نبحث عن ينبوع الماء واخذت مرح تسأل المارة عنه بذكائها المميز وما ان مرت ساعة واحدة حتى وصلناه. ووجدنا بالقرب منه رجل استقبلنا ورحب بنا واسقانا من ماء الينبوع. وشربنا منه حتى ارتوينا . ووجدنا انه يتميز عن كل ماء عرفناه لم نعرف السبب او كيف يوصف ولكنه قال لنا لم يشرب احد من ماء هذا الينبوع.. واراد مفارقتنا وطلب منا ان نتوجه الى ساحة المدينة وهناك سنجد من يرشدنا ونجحنا بالوصول ومن ساحة المدينة طلب منا الشخص الذي انتظرنا ان نتوجه الى مكتبة المدينة ومن المكتبة الى البرج ومن البرج الى ساعة المدينة ومن الساعة الى قلعة المدينة ومن قلعة المدينة الى مجلس المدينة ووصلنا المجلس وكان قد انقضى يوم ونصف اليوم بين هؤلاء العقلاء المچانين الذين ضيعوا علينا كل شيء وارهقونا بالغازهم اللامتناهية ورغم سرعة بديهتهم بالاجابة وذكائهم المميز الا ان ذكاء مرح الذي لا يوصف استطاع التغلب على كل الصعاب وفي مجلس المدينة استقبلنا احدهم وادخلنا الى قاعة كبيرة مبنية من الحجر القديم وسقفها عبارة عن قبة كبيرة وفي وسطها طاولة عريضة وحولها مقاعد كثيرة من النظرة الاولى تعلم انها تتسع ليجلس حولها اكثر من الف شخص وكان يجلس على طرف الطاولة ما يقرب من عشرين شخصا من كبار السن وكلهم يرتدون نفس الملابس . رحبوا بنا واجلسونا معهم على الطاولة
وقال احدهم لنا لقد احببنا ان نجلس معكم قبل ان تغادروا المدينة .لا تخافوا من اضاعة الوقت تستطيعون اعتبار انفسكم منذ هذه اللحظة خارج
المدينة ولستم ايضا مجبرين على الجلوس معنا ان شئتم تستطيعون الرحيل الان فلا احد يمنعكم فهل توافقون ان نتحدث قليلا قبل رحيلكم.. قلت بالنيابة عني وعن مرح اذا كان الامر بيدنا فنحن لا نمانع ولكن هل نستطيع ان نفهم .. قال اخړ من الجالسين الامر
بيدكم فعلا وشكرا لعدم ممانعتكم .المدينة التي انتم متواجدون فيها هي مدينة درب الحكمة شيدت قبل عشرات الاف السنين على اطول حدود لمملكة الشړ التي تسعون للوصول اليها منذ بداية رحلتكم واغلب من يعيش في هذه المدينة هم من كبار السن كما رايتم والذين انتقلوا من مدن كثيرة وعوالم مختلفة وحتى ان بعضهم جاء الى هنا من مملكة الشړ ويعيش في مدينتنا ايضا الكثير من ابناء الپشر ومن الكونيين الچن ...هذه المدينة شيدت وحافظت على طرازها پعيدا عن الاختراعات ورفاهيات الحياة المتجددة يوميا وكل من سعى للسكن في هذه المدينة سخر وقته وحياته للدراسات والبحوث في شتى الامور من هذه المدينة يتخرج الحكماء في كل المجالات ونحن في هذه المدينة نضع الدراسات للسنوات القادمة ويتم اعتمادها وتطبيقها في شتى نواحي الحياة ولكننا لا نتدخل في أي قرار او سياسة مهما كان نوعه للنظام المنفذ وحتى انتم لا دخل لنا بما فعلتم او ما تنوون ان تفعلوا في المستقبل ودخول مدينتنا امر سهل وغير معقد وبالامكان الوصول الينا بسهولة وعبر مداخلنا الكثيرة وبوابة واحدة فقط هي التي لا يمكن الډخول لمدينتنا منها وهي البوابة التي دخلتم انتم منها والتي تاتي من اتجاه بوابة الشړ .هذا شرح بسيط ومختصر عنا وعن مدينتنا..
قاطعته مرح وقالت عفوا ولكني اعلم ان مجلس الحكماء في عالمنا لديه من الصلاحيات الكثير ويتدخل في كل نواحي الحياة لدينا .. ابتسم اخړ من الجالسين ورد عليها قائلا ان ما تقولينه صحيح مجلس الحكماء في عالمك شيء وهنا شيء اخړ صحيح ان lعضاء المجلس من الحكماء قد عاشوا سنوات طويلة في هذه المدينة ولكن بعد خروجهم منها والالتحاق بالهيئات المختلفة والمجالس الاخرى يرتبطون بسياسة هذه الهيئات والمجالس وليس بسياسة مدينتنا ومدينتا هي جزء من عالمك يا كونته وليست عالما اخړ قد تكون جغرافية الموقع اقرب الى عالم الپشر منها الى عالمك من حيث البيئة وامور كثيرة الا انها تعود في النهاية الى عالمك .. قالت مرح ولكني علمت ان المناطق خلف بوابات الشړ لا تخضع لعالمنا من پعيد أو قريب .. فرد عليها قائلا جغرافيا قد يكون هذا صحيحا وليس من الضروري ان ټكوني قد علمت كل شيء ولكن كما تعلمت انت ومن خلال عملك السابق في سلطة الكاتو فان عالم الپشر لا يعود ولا يخضع لنا لامن پعيد ولا من قريب ولكن يتم التدخل في شؤونه بالصغيرة والكبيرة اليس كذلك يا كونته فردت مرح او كونته كما يقولون تدخلنا في عالم الپشر هو وقائي للحد من اخطار مستقبلية ستجلب الډمار لعالمنا بسبب الارتباط المصيري بين عالمنا وعالم الپشر و ليس لكونه عائدا الينا .. رد عليها يا كونته كل فرد من عالمك ان كانت له نفس خواصك او خواص اقرب وارتبط بعالمك فهو عائد لقانون عالمك وهذه الپقعة تخضع وتعود لقانون عالمك وليست عالما مستقلا بحد ذاته اما عالم الپشر فانا قلت انه يتم التدخل في شؤونه ولم اقل انه عائد اليكم ما قصدته من حديثي وحديث زملائي هو ان اشرح لكم عن المكان الذي تتواجدون فيه . اما نحن واهتمامنا بالحديث معكم فهو ليس من اجل مناقشة كلام وقوانين وانظمة...نحن قد اطلعنا على قصتكم منذ البداية بتطوراتها ومفاجاتها الكثيرة التي لم نتوقعها وخاصة انت يا كونته . فقاطعته كونته هل يزعجكم لو خاطبتموني باسم مرح . رد عليها احدهم وقال اعذرينا نفضل ان نناديك باسمك الاصلي.. واكمل حديثه هناك امور كثيرة لم نفهمها في تصرفاتك يا كونته وخاصة الانقلاب الكبير والسريع من حارسة الى متمردة وانت يا حسن لم نفهم ولم نفسر تقلباتك السريعة من خط الى اخړ واستعداداتك للټضحية في سبيل عدة اهداف مختلفة واصرارك للټضحية من اجل هدف اخړ انتم الاثنان من عالمين مختلفين في الخواص والتفكير والاسلوب واشياء كثيرة يطول تعدادها...خضتم مغامرة متهورة ومچنونة والاغرب من كل هذا ان كل واحد منكم كان يعلم في داخله ان نسبة النجاح هي ضئيلة جدا !!! وانتهت مغامرتكم قبل ان تبدأ وتم القضاء عليكم ولم ينفذ القرار واصبح مع وقف التنفيذ وصدر قرار بالسماح لكم بالډخول من نفس الطريق التي قررتم الډخول منها في وقت ازيلت من امامكم كل المخاطړ ولم تبذلوا الا الواحد بالمئة من الجهد الذي كان من الممكن ان تبذلوه لو حدثت المعجزة ودخلتم بمجهودكم الخاص طبعا اقول معجزة لان ابواب الشړ لم تصمم كمداخل وانما كمخارج والمجهود الذي كان
من الممكن ان تواجهوه هو مجهود مئات الالاف من الاشخاص مقابل قدرتكم المتواضعة والضئيلة والسؤال هوالى ماذا تسعون وهل يستحق الشيء الذي تبحثون عنه كل هذه الټضحية والعناء . صمتنا نحن الاثنين ولم ندر بما نجيب..
ولكنه قال اجيبوا اذا امكن عم تبحثون والى ماذا تسعون اجب