عشقت جواد ثائر بقلم دينا الفخراني
علاقتى انا... ماذا تريدون منى
نقلت انظارها بينهم ..تحاول فهم ما يدور...يريد ان يتزوجنى من اجل صديقه وابنة خالتى عن اى هراء يتحدث وما علاقة صديقه بإبنة خالتى !
هى حقا الأن تحتاج للفهم فماذا تستطيع ان تقول الأن وهى لا تعى حرفا مما قيل !
لم يبخل عليها محمود فقرر انهاء حيرتها بإخبارها كل شئ
بصى يا انسه سلمى انا عارف ان كل ده صعب عليكى لأنك مش فاهمه حاجه انا حابب انك تهدى بس وانا هاحكيلك كل حاجه عشان بجد نفسى تساعدينى
التقطت هاتفها لترد على رنينه المزعج فقد اخرجها من صومعة تفكيرها لتقول بشرود
الو.....ايوه يا وليد ...لا انا لسه فى المطعم .......طب خلاص خلص مشاويرك وعدى عليا ......لا خلاص ما تقلقش شوف وراك ايه وانا كمان لسه ما خلصتش ....طيب ماشى لما تخلص رنلى ....حاضر سلام.
اتفضل ....حابه اسمع
وطالعت حسام بنظره ذات معنى
وافهم
ليشيح هو وجهه عنها بضيق ...بينما يتنهد محمود براحه
خلاص كده يا انسه سلمى ..انا هاحكيلك كل حاجه ....بصى انا مش هاحكيلك من دلوقتى انا هاحكيلك من البدايه ...انا اسمى محمود لما اتولدت وشوفت الدنيا شوفت حاجات كتير ما عدا ابويا ...ناس قالولى ماټ ..وفيه اللى قالى انه هاجر وسابنا وفيه اللى قال انه مش معروفلى اب اصلا .. انا كنت طفل مش فاهم... كل اللى عرفته وقتها انى مستحيل اشوف بابا ...كنت عايش مع ماما فى اوضه صغيره اشبه بخرابه وامى كانت بتشتغل عشان تصرف عليا ...لسه فاكر ايام كانت تنام جعانه عشان انا اتعشى واليوم اللى بعده نعكس هى تاكل وانا لا واحيانا كنا ننام احنا الاتنين جعانين ....بس بعدين ماما اتغيرت بقت عصبيه ودايما بتزعقلى وتلومنى وتتهمنى انى سبب بؤسها فى الحياه وكانت تفضل على الحال ده كتير لحد
وانا طفل عشر سنين اخدنى علمنى وشغلنى معاه احيانا كنت بغير من ولاده انى مش عندى اب زيهم وكمان انا عمرى ما كان عندى الجرأه انى اعتبره زى ابويا ...مع انه عمره ما حسسنى بالنقص او انى مش ابنه..... بس ولاده كانو كفيلين انهم يحسسونى بكده كل ما يشوفونى مش عارف ليه ..كنت وسطهم متأكد انى يتيم و فقير وخدام عندهم لحد ما جه عمو رامز وهو بېموت وكتبلى جزء صغير من ثروته عشانى ...يمكن عشان كده هما اعتبرونى غشتهم وسړقت ابوهم بس والله انا شغلت الفلوس دى وكسبت ولما نجحت فى شغلى رجعتلهم الفلوس دى تانى ولولا خوفى من ربنا كنت اديتهلهم بالفايده كمان ...اصل كده مش خساره فى الراجل اللى ربانى وعلمنى وخلانى السبب فى اللى انا فيه دلوقتى ولولاه الله اعلم كنت هاكون فين دلوقتى.. وبعد ده كله لسه فى عيون اللى حواليا نصاب وحرامى
لكنها لم تبالى فهذا الرجل مصطنع فى كل شئ فلا مشكله ان يكون ايضا فى مشاعره ...وجهت انظارها ناحية محمود والذى كان يبدو عليه انه مازال تحت تأثير ذكرياته
مش فاهمه برضه ايه دخلى فى الموضوع
نظر حسام اليها قبل ان يشيح بوجهه ناحية محمود والذى ظهر عليه جليا الاسى
خلاص الوقت اتأخر وانتى لازم تروحى ...وبكره نبقى نتقابل وتعرفى الباقى ...ودلوقتى يلا عشان اوصلك
نظرت اليه بارتباك ...ودت لو صړخت به لا اريد منك شيئا ولكنها مقيده بواجب اللباقه..فردت ببرود
مفيش داعى انا هاروح..
لم يمهلها فرصة ان تكمل جملتها حتى ثار بها
انت عارفه الساعه كام دلوقتى ....وعايزه تروحى لوحدك
نظر الى محمود والذى بدا عليه الألم لتذكره ما حرص دوما على نسيانه ..وزفر بهدوء
خلاص هوصلك لبره لحد اخوكى ما يجى ياخدك
تتبع نظراتها وهى تنظر له ثم لمحمود فأكمل بحزم
هو محتاج يقعد لوحده شويه ...هوصلك وارجعله تانى
سارت بجواره وهى تتطلب اخاها الذى استجاب سريعا واخبرها انه أت...لم تنتظر منه اى مبادره بحوار لكنه ادهشها عندما تكلم قائلا
ياريت الكلام اللى اتقال هنا دلوقتى ميطلعش بره ...وكمان ياريت رقم تليفونك علشان لما احب اقابلك بكره اقدر اوصلك
رمقته بثبات وهى تقول
انا عمرى ما هطلع خصوصيات حد من غير اذنه ...وثانيا بقى لو عاوزنى ياريت توصلى زى النهارده كده ..تستأذن من بابا
فتح فمه ليرد عليها لكنه توقف عندما رأى شاب مقبلا عليهم تعرف عليه من اول وهله فهو يشبهها لحد كبير
استبقت خطاها ناحية اخيها الذى ذهب ليوقف تاكسى بينما عادت هى اليه ومالت على اذنه لتخبره بثقه
بالمناسبه انا عينى عسلى مش سوده
لم تنتظر منه رد فقالت ما قالت وذهبت ...وفى ثوانى كانت ركبت تاكسى مع اخيها واختفت عن نظره
بينما وقف هو صامتا للحظات يحاول استيعاب ما قالت ...هذه الفتاه حقا مجنونه ....وستلقى به يوما ما ناحية الجنون
عاد الى محمود الذى كان على شروده ...جلس بهدوء فقال محمود
مشيت
ايوه
تفتكر هتوافق
مش بمزاجها... لازم توافق
اومأ محمود رأسه وعاد كل منهم لصمته وشروده كل يفكر فى ما يخصه وما سيأتى عليهم ...ثم ما لبث ان استأذن حسام من اجل عمله وظل محمود وحيدا...على ما يبدو ان الوحده قدره
الفصل الرابع
تململت بضيق فى الفراش ...ليس سهلا عليها كل ما يحدث تشعر ان الماء ينسكب من بين يديها ....تتمنى ان يكون كل ما يحدث حلم بل كابوس مزعج ستستيقظ منه بعد
قليل ...
تقلبت بضيق... فوقع نظرها على ذلك الخاتم الذى يزين اصبعها ..وشعرت بغصه وهى تتذكر صاحب هذا الخاتم ...لا تصدق انها اصبحت الان زوجة ذلك المعتوه
دفنت رأسها فى وسادتها ..لا تريد الاعتراف بهذا الواقع الذى اصبح الزاما عليها...فتسلل اليها صوت والدتها وقد دخلت غرفتها وتظنها نائمه فتحاول ايقاظها
يلا يا سلمى يا حبيبتى ...اصحى ...حسام مستنيكى ....يلا يابنتى الراجل مستنى
نهضت بتكاسل وزفرت بملل فأخر شىء تتمناه فى هذه الحياه هو لقاء هذا المغرور
ارتدت ملابسها على مهل فهى لا تحترق شوقا لرؤياه ...وخرجت بوجه عابس لتستقبلها والدتها متزمره
ايه ده يا سلمى كل ده بتلبسى وفى الاخر تلبسى ده
ايه ياماما وحش
لا حلو ..بس فى احلى
والله بقى يا ماما انا مرتاحه كده....وبعدين اصلا الحكمه مش فى اللبس الحكمه فى اللى لابس اللبس ...وبنتك ما شاء الله قمر
انت هتقوليلى مين يشهد للعروسه .....يالا روحى لجوزك منتظرك فى الصالون مع اخوكى
بدا عليها الضيق وهى تستمع لوالدتها فقالت بتذمر طفولى
بس هو مش جوزى ...احنا بس كتبنا الكتاب ...فمتقوليش جوزى ده
طالعتها والدتها بإستغراب
يابنتى مش قبل كده قولت
خطيبك اعترضتى ودلوقتى جوزك برضوه اعترضتى ...يعنى اقوله ايه
سلمى بتفكير
الراجل
اللى كاتب كتابه عليا
امشى يا سلمى ...امشى يا بنتى الله يهديك...هو مستنيك جوه وانا هاروح اشوف ورايا ايه
تركتها والدتها وظلت سلمى تفكر لما ڠضبت والدتها فحتى هذا اللقب لا تريده عليه فهناك العديد من الالقاب اطلقتها عليه وخشيت اخبار والدتها بها ..منها المغرور ..المعتوه.. الاحمق ... وغيره كثيرا ..
دلفت الى غرفة الصالون فوقع نظرها عليه وهو يتحدث مع اخيها بأريحيه كبيره ..رسمت ابتسامه بلا اى معنى والقت السلام فور دخولها
بينما نهض هو متأففا ...وفى عين كل منهما سؤال واحد ماذا يجب علينا فعله
حضر الاب اليهم وفى يديه العديد من الاوراق وهويقول بفتور
تعال يا حسام يا ابنى شوف الحاجات اللى جهزناها عشان لو مش عاجبك حاجه نعدلها انا عارف ان والدك ومامتك لو كانوا عايشين كانوا عملولك افضل من كده كمان بس والله ده الللا قدرت عليها
فتوجه اليه حسام بإبتسامه ودوده
ياعمى ما انا قولت لحضرتك اعمل كل حاجه على ذوقك ولو حابب تستشير حد اسأل سلمى هى اكيد تعرف ذوقى كويس قوى
رمقها بنظرات استخفاف بينما حدجته هى بقوه فهو الان يلقى بالكره فى ملعبها ...فهى عنه لا تعرف اى شئ
انقذها صوت والدتها وهى تقول
يلا يا ولاد انتوا لسه ما مشيتوش... وراكوا مشاوير كتير يا حبايبى..لسه هتستقبلوا بنات خالتك من المطار وتوصلوهم وتروحوا تشوفوا الفستان وتتأكدوا من القاعه....وتعدوا على محل الموبيليا تشوفوا لو فى حاجه مش عاجباكم ...يالا عشان تلحقوا اليوم من اوله ..وراكوا حاجات كتير
نزل كل منهم يستثقل المهمه التى على عاتقه .....ليس الثقل فى المهام التى سيقومون بها..... بل الثقل فى مع من سيؤدون هذه المهام
زفر حسام بضيق وهو يركب سيارته
يعنى يوم الاجازه الوحيد اللى عندى فى الشغل اتمرمط فيه كده
فتجيبه سلمى التى جلست بجواره
مش دى فكرة جنابك ..نعمل اننا هنتجوز عشان حنين تيجى ولما تنزل مصر نبقى نفركش ...ادينا اتدبسنا فى بعض
ده على اساس انه كان عندك فكره افضل
لأ ..بس لوكنا فكرنا كان اكيد هيكون فى
ابتسم بسخريه وهو يدير محرك السياره ...ويذهب فلا تدرى تلك المغفله انها تعرف اشياء قليله فقط عن الحكايه ولا تعرف فيما تورطت
بينما هى شردت تتذكر يوم الخطبه المزعوم فعلى قدر حزنها ليلتها انها حتى فرحتها بها كانت مزيفه ...على قدر سعادتها بسعادة اصدقائها وعائلتها ..
ظنت ان بعد فتره ستتحرر من قيود هذه العلاقه ولم تدر بأن والدها يسعى لتوطيدها اكثر ...فلم تستطع الرفض وهى تراه قد جلب المأذون ويريد توثيق هذه العلاقه
وهكذا ظلت بين حيره وتردد ...حزن وندم ...قبول ورفض ..حتى انطلق من بين شفاه هذا ال حسام ..قبلت زواجها ..
فانتهى كل شئ ..وأصبحت الان زوجه لهذا ال حسام
خرجت من بؤرة تفكيرها على صوت هاتف حسام ..لم تكن لتهتم لمكالمته لولا صوته الرخيم وهو يناديها
سلمى
نعم هكذا نطق فؤادها ..لكن ابى عقلها على الاستجابه له وتظاهرت بالشرود فأتاها صوته مره اخرى غاضبا
سلمى
فترد بفزع
نعم
ما كان من الاول ...افتح الموبايل وشغلى المايك ..عشان مش هينفع ارد وانا بسوق
انصاعت لاوامره على مضض..... فأتاها صوت محمود يخبرهم بثقه انه ينتظر عند المطار يود استقبال حنين معهم
حاول حسام اثنائه عن رائيه.... ولكنه ابى الا ان يذهب ..فزفر بضيق بعدما اغلق الخط وقال پحده
مچنون ....اكيد حد من ولاد عمها هيكونوا هناك ...ولو شافوه هتكون مشكله كبيره
فتحت فاها لتتكلم ...لكنه اسكتها بنظره من عينيه يخبرها بتحذير
مش عاوز اسمع صوتك ...خالص ...فاهمه
اومأت برأسها بسرعه