عشقت جواد ثائر بقلم دينا الفخراني
انت في الصفحة 1 من 36 صفحات
الفصل الاول
زفرت بضيق وهى تدلف لداخل المنزل ..يوم اخر ممل رتيب لا شىء به جديد..لتقابلها والدتها عند الباب تطلب منها ألا تحدث اى جلبه وعندما طالعتها سلمى بإستفهام ..لما!!
وكزتها الأم بسعاده وهى تشرأب بعينيها ناحية غرفة الصالون وتقول بهمس
فيه عريس قاعد جوه مع باباكى
فتتسأل سلمى بدهشه يصحبها الإستغراب
عريس لمين !
يعنى هيكون ليا ولا لأخوكى..مين هنا على وش جواز غيرك
لتفغر فاهها وتقول بشهقه
هارررر اسود... عريس ليا
لتوكزها الأم مره ثانيه
يعنى هيكون ليا ..انجرى يالا على اوضتك غيرى هدومك
وظبطى نفسك على ما اجيبلك العصير تقديميه
القت مابيديها وهى تنظر ناحية غرفة الصالون بتوعد
حاضرر ماانا لازم اعمل كل حاجه بنفسى
فى غرفة عتيقه ذات اثاث كلاسيكى قديم ..وبينما الأب يتحدث مع العريس المتقدم لإبنته بهدوء ...إذ فجأه دخلت ابنته كالإعصار لم يسعنا الكلام عن ابنته كثيرا حسنا فلنصفها ..فتاه عشرينيه ..ذات قوام ممشوق وعينين عسليتين..بريئه كبرائة الأطفال عفويه ..تحب الحياه وتكره الإرتباط
استأذن الأب وخرج تاركا لهم الفرصه للتعرف وليته ما خرج ..
فما ان خرج حتى التفتت الفتاه للعريس
انت... اتفضل بره ما عندناش بنات للجواز
ليطالعها الشاب بإ ستغراب ناطقا
اومال انتى تبقى ايه
لأ أنا مش من البنات
نعم!!!
انا عملك الاسود فى الدنيا لوما خرجتش من هنا
يااه للدرجادى مش طيقانى وعايزه تطفشينى..ليه فى حد تانى ولا إيه
قال جملته الأخيره وهو يغمز بإستهزاءوجملته كانت كفيله بإثارة البراكين داخل عقلها
انت بتقول ايه يابنى ادم انت ...بقى انا يا حقېر يا زباله يتقالى كده
رأت إلتماع الڠضب فى عينيه ...فابتلعت ريقها بصعوبه ولامت نفسها بشده على ما تفوهت به وفكرت مجرد تفكير ان تفكر فى ان توصل له فكرة انها اسفه
أخرج شىء معدنى من جانب سترته وظل يمسح عليه لفتره قبل ان تتبين معالمه
جحظت عيناها ورمشت عدة مرات وهى تتمتم عن ماهية هذا الشئ انه مسډس
ليقول بهدوء
كنت بتقولى ايه
فترد سريعا وهى ترتجف فما لا تعرفونه انها شجاعه جدا جدا جدا
قهقه بقوه وهو يعاود الجلوس مكانه فسبقته بسرعه لتمسح كرسيه قبل الجلوس ..وتقول بطريقه مسرحيه
اتفضل ..اتفضل يا سعادة الباشا
عاود الضحك مرة ثانيه وهو يضع مسدسه على الطاولة
لأ..واضح انك بنت حلال فعلا وبتقدرى الناس كويس
نتعرف بقى على بعض عشان ډخلتنا دى كانت غلط ..انا الظابط حسام ...حسام فاروق 28سنه..كنت جاركوا هنا بس بعدين عزلنا... جاى اطلب ايدك وعاوز اعرف رئيك
للحظه لمع شىء بعينيها شىء لم يتبين ما هو تبعه تنهيده واغماض جفون عينيها كأنها تطبق على سر تخشى رحيله
رسمت ابتسامه بلا اى معنى وردت
اللى حضرتك تشوفه طبعا ..هو انا اقدر اتكلم ..خدامين الجذم سعادتك
ضحك بشده على طريقتها وقال بثقه
يبقى تطلعى كده زى الشاطره تقولى لأهلك انك موافقه ..وموافقه ان الفرح يكون كمان شهر
شهر!!!
ليقترب من مسدسه قائلا بنعومه
ايه كتير نخليه كمان عشرة ايام
فتجاوبه بقوه
ياباشا لو تحب الډخله النهارده انا ما عنديش مشكله
لأ بصراحه مش مستعجل اوى كده ..شهر كويس اوى
حاااضر
خارج الغرفه ..
وبينما كان الأب يجرى إتصال هام والأم قد نفذت اعصابها من التوتر والإنتظار...خرجت الفتاه إليهم وعلى وجهها ملامح الإنتصار وترسم على محياها إبتسامه هادئه...يتبعها حسام العريس المبجل
فتقبل الأم إليهم بسرعه ولهفه...وينهى الأب إتصاله سريعا ويذهب إليهم ..وقبل ان يباغته بسؤال قال حسام بسرعه
أظن حضرتك انك تعرفنى كويس فمش هتحتاج انك تسأل عليا كتير وكمان بصراحه كده الانسه سلمى عجبتنى جدا واتمنى يعنى بعد اذن حضرتك ان الفرح يتم فى اقرب وقت
فجيبه الأب بإرتياح
أكيد يا ابنى بس ناخد رأى العروسه الأول
كل هذا والعروس صامته تنظر الى الأرض بخجل أو بالأحرى هم من ظنوه خجل ....لترفع رأسها لهم على صوت حسام يسألها بتهكم يشوبه بعض السخريه
ها يا عروسه ايه رئيك
فترمقه بنظره خاطفه قبل ان توجه نظرها لوالدها قائله بثقه
بصراحه كده يا بابى مش موافقه...عن اذنكم
وتظهر البسمه جليه على وجهها وهى تستدير لتذهب لغرفتها
تاركه اياه خلفها يكاد ينفجر من الڠضب وتذهب الأم خلفها ..بينما الأب يربت على كتفه يخبره بأسى ..ليس هناك نصيب
أبدلت ملابسها سريعا وتحاشت الحديث مع والدتها وهى تدعى النوم .....فتركتها الأم متحسره على ذلك العريس الذى لا يعوض بنظرها..ونامت هى قريرة البال سعيده بما حققته من انجاز وهو رفضها له.....لقد ربحت بعد
خساره ...ترى أسيظل الإنتصار حليفها أم أنها مازالت البدايه..
الفصل الثانى
أشرقت
الجوناء على وجه فتاتنا الحسناء ..ومازالت البسمه رفيقتها غبطه تملأ قلبها فرحا ..كلما تزكرت وجهه وهو يكاد ينفجر من الغيظ..تضحك لا إرادى ...نعم هى تذكره هو ابن الجيران الذى لطالما ضايقها وهم أطفال ..قد يكون أ صبح شخصا أخر الأن ناضج ..لكن بداخلها مازال هناك تلك الطفله المشاكسه.
انتهت من ارتداء ملابسها وخرجت من غرفتها تدندن بسعاده وتبعث رسائل صباحيه لصديقاتها تعدهم فيها بإخبارهم بأمر سيجعلهم يتسامرون فيه كثيرا
الټفت مع العائله حول طاولة الطعام وحاولت الأكل مع تجاهل والدها لها ...ونظرات العتاب من والدتها ...حاولة مشاكسة اخوها الوحيد ليسبقها قائلا بمرح
بقى كده يا بت ياسو تطفشى العريس من غير ماتستنينى..اخص عليكى ..
ثم تابع بضحكه عاليه وهو يصفق بيديه
اكيد طلع من هنا وهو بيقول مش عايز اتجووووووز
ابتسمت لمداعبة أخوها فقالت بتعالى
لاااا... يا بابا انا المرادى اللى رفضته مع انه كان ھيموت عليا ...اعمل ايه متيم طبعا
حدجها الأب بقوه وهو يحاول فهم ما يدور بخلد ابنته
ولما هو متيم رفضتيه ليه...ومن غير تفكير كمان
لترد بمزاح ..تتقنه جيدا فهو غالبا منقذها من ڠضب من حولها
جرا ايه يا حاج هو كل متيم هاتجوزه ...ده انا على كده هاتجوز دسته ..دستة ايه ..ده مش بعيد ابقى مجواز عام
لتدخل الأم قائله بغيظ
اه ..اتلمضى اتلمضى ..ماانت مش فالحه غير فى كده خليكى عماله تطفشى فى العرسان كدهوو لحد ماتقعدى جنبى
فتجيبها سلمى وهى تنهض ..
..فيوقفها صوت والدها وهو يسألها برجاء
سلمى ..ممكن تفكرى تانى ..انا عارف انك مافكرتيش اولانى بس عشان خاطرى فكرى
فتومأ له رأسها بشرود وتخرج ..يتبعها بقليل خروج أخيها ذاهبا لكليته
وتظل الأم مع الأب تحاول أن تخفف عنه
فيه ايه يا ابو وليد ...مالك
بنتك يا ساميه ..تعبانى وتعبه قلبى معاها كان نفسى تريحنى وتوافق ..كنت هابقى مرتاح ومطمن عليها ....الواد ما يتعيبش محترم ومتربى على ايدينا وكمان شريها ..لأ ..وكانوا هيسكونا قدامنا يعنى مش هتبعد بس اقول ايه بقى .. ربنا يهدى
من نافذة شركه راقيه .....
وقف شاب ذو بشره سوداء لامعه
وانف محدب ببعض خصلات ناعمه تتطاير على جبينه اعطته مظهر جذاب ..مظهر شخصيه واثقه كفيله بأن تسطر الړعب فى قلب من يراه ..ولكن عيناه والتى كانت تلمع ببرائة طفل اوقف حياته عند السادسه من عمره
جعلوه شخصيه محيره... مهابه ولكن ايضا محبوبه...
ابتسم فى استهزاء وهو يستدير ليتكلم مع صديقه ..الذى كان يجلس باديا عليه الضيق بشده والذى لم يكن سوى حسام
كنت متأكد انها هترفض
ليزفر حسام بضيق
شكرا على المعلومه ....اللى انا اصلا لحد دلوقتى مش فاهم ليه يعنى..هى كانت تطول واحد ذيى يبصلها
فيقول محمود بهدوء وعمليه
ماهو عشان كده رفضتك..لأنها مش عارفه انت ايه اللى خلاك تتقدملها ...انت واحد رايح تقولها انا متقدملك وكنا بنتعارك واحنا صغيرين ومش طايقين بعض و فرحنا كمان شهر .. طبيعى ترفض ده مش بعيد كانت طلبتلك السرايا الصفرا
حسام وما زال على ضيقه
ما انت عارف ان انا مش طايقها اصلا انا عملت كده عشانك وإلا عمرى ما كنت بصتلها اساسا
محمود بإهتمام
حسام انت مش مضطر تعمل كده وبعدين انا اصلا مش موافق على اللى انت عاوز تعمله..هى ملهاش ذنب وانا حاسس ان احنا كده بنخدعها
يعنى انت شايف حل تانى
محمود بحيره
لأ.. بس كمان مش هتكون سعادتى على حسابك انت وهى
لو على يا سيدى ..سعادتى من سعادتك وقولتهالك قبل كده
بس هى مش عارفه ولو عرفت ممكن ترفض
طب ما نجرب نقولها
تفتكر ممكن توافق ..!
مش عارف بس أهى تجربه وبعدين أنا حاسس إنها هتوافق
ليه يعنى !
حسام متهربا من السؤال
معرفش ..انا بقول يمكن
ثم يتابع بثقه
وبعدين حتى لو رفضت مفيش منها خطړ ..لأنها مش هتتكلم انا عارفها كويس مش من النوع الشكاى
محمود بإستغراب وبسمة حيره
وإنت ايه اللى خلاك متأكد كده
ليطالعه حسام بشرود كأنما يتذكر شئ هام
جربت بنفسى ...
يتبع كلمته بتنهيده حزينه قبل ان يضيف
وبعدين احنا هنفضل نخمن ليه ماتيجى نسألها وننجز ..بس المرادى انت اللى هتتكلم معاها
محمود بعدم فهم
ليه أنا!
فيرد حسام بغيظ
لأنى لو اتكلمت معاها تانى اللى احنا عاوزينه هيحصل بس لسبب تانى وهو مۏتها
محمود بضحكه خافته
انا مش فاهم انت هتتجوزها ازاى
حسام نافيا بسرعه
لاااا..انا يستحيل اتجوزها ...دى حركه كده لحد اللى احنا عاوزينه ما يحصل وبعدين كل واحد منا يروح لحاله
فيتابع محمود بجديه
عشان كده لازم تعرف
اغلقت الملف الذى بين يديها سريعا..ونهضت بسرعه تخطو ناحية مكتب مديرها..وقبل ان تدلف اتجهت ناحية فتاه تتوسط مكتب السكرتيره وتنظر بقوه ناحية
شاشة الكمبيوتر..
لتقترب منها سلمى قائله بهمس كمن يخبر بسر يخشى انتشاره
انهارده هنضرب
...كشرى عند ابوصلاح بلغى البنات بكده
فتهز رحمه رأسها بهمه ..وتلتقط سماعة الهاتف لتخبر الفتيات بينما دلفت سلمى الى داخل المكتب
وبدأت رحمه اتصالاتها
لتبدأ الأول بصديقتها سهيله... وتنتظر فترة إلى أن يأتيها الرد
أما عند سهيله فقد كانت تتتابع أحد المسلسلات الهندى كما العاده عند معظم الفتيات ..قبل أن يصدح صوت والدتها فى النداء تطلب منها المساعده ....فتقوم بتكاسل لتلحق بوالدتها فى المطبخ التى أخبرتها أن تقوم بسلق البيض فتجيبها سهيله بحزن
مش بحب اسلق البيض فى كتاكيت جواه
وقبل أن تكمل مبرراتها ....اتاها إتصال رحمه كنجده لوالدتها
لتفتح الخط بتنهيده حالمه
يا ..نعم
رحمه بسرعه وجديه تامه
هنضرب كشرى انهارده عند ابو صلاح
فتجيبها سهيله بفرحه
تمام
وتغلق الخط لتذهب وتستعد
وتكمل رحمه اتصالاتها
لتخبر ايمان التى قالت بلهفه
انا هطلع من المدرسه واستناكوا هناك
فتغلق رحمه معها الخط ... وتكمل ايمان ما كانت تفعله وهو تعليم الواجبات المدرسيه للطلاب ....وكما هو الحال فى التعليم لطالب مصرى نجيب يجب ان ينبهر المعلم بهذا الطفل ..والطلاب فى الواقع لم يتركوا فرصه إلا وأبهروها من طالب كتب لها الإمتحان ده مش من مستوايا فتلقى بكراسته فى دهشه ..لأخر كتب انا مش هرد على الأسئله دى إلا فى وجود المحامى بتاعى
فتتمتم بحيره
هو احنا فى نيابه
وأ خر قد أجاب على كل الأسئله