السبت 23 نوفمبر 2024

قصة الكفن المسکون بقلم محمد العايدي الفصل الاول

انت في الصفحة 2 من صفحتين

موقع أيام نيوز

داخل القپر! رحلة التفتيش عن ما وراء المۏت وفي المۏت من أجل معرفة ماذا تخبئ بوابات المۏت!
مكث أمام شاشة العرض ليراقب المرحلة الأولى من رؤية أو متابعة مراحل ما بعد المۏت الذي ينتظر دخول الچثمان داخل القپر وغلق أبوابه عليه مرت الساعات الأولى ولم يحدث أى شيء غير عادي فقط صمت وظلام يصل الى حد الملل والجنون لمن يشاهده لكنه ملل غير عادي وجنون يبعث الى الخۏف على الفور قام بتدوين أول هذه الملاحظات المبدئية
ظلام وصمت
بعد مرور ردح من الوقت قام ليستريح بعد عناء وقت طويل
من البحث والاستعداد تاركا الأجهزة تسجل كل شيء عند حدوثه بشكل آلي...
سبات العقل
وكأن هالته الفيزيقية قد انفصلت عن بدنه حيث ذهب ليستريح تاركا روحه أو هالته الروحية جالسة أمام الشاشات تتابع كل شيء لترسله مرة أخرى الى عقله الباطن ليراه أثناء غفوته العجيبة التي سببت نوع غريب من حالة سبات الإدراك الحسي وخلال هذه الحالة البرزخية عاد أو رأى كأنه عاد ليتابع الأحداث ولكن هذه المرة لم ير انه يتابعها من امام شاشات المراقبة بل كأنه هو داخل القپر شاهد أمرا ما قد تغير فترة تغيبه عن المتابعة
جثمان ساكن القپر كان موجود ناحية اليمين ما الذي أتى به ناحية اليسار!!!!! من! هكذا تسائل في دهشة حاول ان يستعيد الوعي بكل الطرق وقد حدث ذلك وقبل أن يقدم على تدوين هذه الظاهرة قام بمراجعة اللقطات التي تم تسجيلها أثناء ذهابه الى حالة الانفصال عن الإدراك المؤقت فتأكد لديه بما لا يدع مجالا للشك عند رؤيته بعين اليقين أن الچثمان كان بالفعل موجود ناحية اليمين ثم تحول الى ناحية اليسار الأمر لا يحتمل أي شك أنه قد تم نقل الچثمان بالفعل من يمين القپر الى يساره! ولكن..
كيف ومن ذا الذي نقل الچثمان بالكاد ابتلع ريقه الجاف ثم أمسك بالقلم بأنامل مرتعشة واخذ يدون أول الأشياء التي تم تسجيلها كظواهر تثبت بدون أدنى شك أن خروج الروح وانفصالها عن البدن لا يدل بالضرورة على حدوث حالة المۏت!
لم تسجل مجسمات الصوت الحساسة أية أصوات تذكر سوء عادية أو غير عادية ذلك قبل أن تدوي بأذن الدكتور الفريد هذا العالم صاحب الفكر المادي البحت أصوات بكاء لم يقم بتفسيرها إلا مع رفع مستوى الصوت ودقته ليتضح ان الصوت حقيقي صوت بكاء واضح بوضوح بكاء شديد بحس رجولي جهور لكنه يعاني الإذلال! معنى ذلك أنه من الممكن أن يكون صاحب الچثمان رجل وليس امرأة وأن هذا البكاء هو بكائه وهو قطعا بكاء ندم وليس بكاء ألم أو حزن أو فرح لأن المېت لا يشعر بهذه
المشاعر الوجودية
في عالم اللا وجود!
لكن عالم القپور يعد عالما حقيقيا عالم موجود بالفعل وليس يقبع باللا وجود هو فقط حالة برزخ يفصل بين البين وتنقل المرء من أقصى الى أقصى الأقصى الخارج عن التصور المحدود! كل ذلك حدث والرجل يزال يدون الذي حدث بصاحبنا صاحب القپر أو ساكن القپر المتكفن...
البكاء يزيد ويعلو من دون حركة للجثمان وإذ فجأة تظهر على الشاشة هالة بل هالتان فيزيقيتان ! كانتا تبدوان غير مرئيتان لكنها الآن أصبحت مرئية تظهرها الأشعة تحت الحمراء تلك الأشعة التي تضيء بدورها الظلام الدامس.
نظر نظرة شاخصة وهو يحاول أن يستجمع شجاعته أثناء متابعة ما ليس سهل متابعته ورؤية ما لم يراه إنسان قط ثم بدأ يلاحظ كلمة تأتيه كالهمس في في الأذن منكر! ثم كلمة آخرى
نكير! قفز إلى ذهنه عدة أسئلة ماذا تعنى كلمة نكير أو كلمة منكر وهل هما كلمات أم أسماء لأشخاص سأل نفسه ولم يجد إجابات ظل يدون ويدون بيد مرتعشة خائڤة أنه ليس مجرد خوف بل الفزع الرهيب ړعب من شيء مجهول لديه مجهولية الأشياء والعجز عن ترجمتها من أهم أسباب تسلل الخۏف لدى الانسان.
خلال هذه اللحظات أدرك أن انتظار ماقد يخيف المرء يعد مخيف أكثر من الخۏف ذاته! زاد به الارتعاش حين لاحظ بعض الحركة تدب بالبدن المېت المتدثر بالكفن!
نعم انها حركة بالفعل واضحة يصاحبها صوت قوي يدوي في اذنيه من جديد صوت رنان يدوي كاد يخرق أذنه صوت تألم لا يصدر إلا عن إنسان يتم ركله بقوة وضربه ضړبا عڼيفا! ظهرت من جديد الهالة وتسللت الى جسم الفريد جلعاد نفسه مما زاد صوت الركل بشكل فظيع عجز خلال معايشة ضجيج تلك الأصوات عن التعامل بأي شكل فلم يبدى أي ردة فعل سوى التأوه جاءت كلمة جديدة اتضح انها سؤال
من انت
وكانت الإجابة عن هذا السؤال شديدة الفزع حيث وجد نفسه يجيب من دون أن يشعر قائلا
اسمي الفريد جلعاد
ظل يرتفع صوت البكاء والتألم مع كل إجابة عن أي سؤال
بشكل يفوق القدرة على التحمل أو الوصف حاول أن يخفض مستوى الصوت ولكن دون جدوى وبشكل مفاجئ لدرجة الفزع الحقيقي بدأ الچثمان يحدث به هذه تشبه
الرعشة كأنه يتحرك محاولا التخلص من التدثر بالكفن
ثم تحول صوت الأنين والألم الى صوت صړاخ مهول
يفوق التعبير عن شدته من هنا ظل الفريد يتحدث مع نفسه المتهالكة على غرار ما يجر له
ما الذي يجر بجسدي! لقد بدأت أشعر بنفس الرعشة!
لقد بدأ ينتابني الشعور بنفس ما يحدث بصاحب الچثمان!
انني أصب عرقا وجسدي يرتعش كالذي يعاني من حمى شديدة!
ولكنه... حاول التماسك من جديد في اللحظات الآخيرة بدافع من الفضول العنيد الذي يتمتع به كل رجل علم باحث عن الحقيقة وحاول متابعة الحساب داخل القپر وكأنه قد أصبح شريكا لساكن هذا القپر أصبح يعيش لحظات الألم وفقدان الوقت به وكأنه هو صاحب الچثمان الذي يحاسب صاحبه!.. وجد الفريد الشاشات تهتز والمقاعد تترنح من أمامه ومن حوله بشكل مخيف لتعلن عن ظهور الفزع الأكبر.
الثعبان الأقرع!
 

انت في الصفحة 2 من صفحتين