الأحد 24 نوفمبر 2024

قصة الكفن المسکون بقلم محمد العايدي الفصل الاول

انت في الصفحة 1 من صفحتين

موقع أيام نيوز

الفصل الأول
لم يكن يتصور أنه حين قام بما قام به! كأنه قتل نفسه
بنفسه وخالف فطرة انسانيته بهذه الفعلة الشنعاء
انه اليوم الأسود الذي أخذته فيه عزة العلم الزائفة وكبريائه الأهوج الدوافع التي دفعته لاتخاذ قرارا خطېرا كهذا وهو قرار زرع آلة تصوير تعمل بالأشعة تحت الحمراء داخل القپر! ظنا منه بأنه يستطيع بذلك مراقبة مراحل ما بعد المۏت التي يمر بها المېت عقب نزوله إلى قپره ويراها رؤية العين وهو الأمر الذي كان يعتقد انه مجرد سعى وجموح العالم الباحث عن الحقيقة.

تلك الحقيقة التي أهلكت الكثير ممن سبقوه قبل أن تهلكه هو أيضا ليلحق بمن سبقوه! وهي نفس الحقيقة التي كان ينكرها من الأساس ولم يصدق فيها بل وقام بوضع الكاميرات داخل القپر كي يثبت صحة وجهة نظره الرافضة للغيبيات قاطبة معتقدا أن الإنسان مصيره بعد المۏت يتلخص في الذهاب الى حيث العدم و اللاشيء انما كان يؤمن صاحبنا بأنه لا يوجد شيء غير عادي ينتظرنا بعد المۏت ولكن أصبح يؤمن بالحساب بعد المۏت على خلفية ما قد حل به..
دعوني اعرفكم به وهو د. الفريد جلعاد أستاذ علم الأحياء جامعة تل أبيب و بدراسته لعلم الأحياء أدرك أن أصل الحياة كان مۏت! وأننا إذا استطعنا معرفة سر المۏت سنصل بالضرورة إلى سر الحياة! وبذلك كان يرى أنه يتحتم عليه أن يغوص ويقتحم عالم الأموات ويفتش في سراديب المۏت.
ذلك المۏت والأحداث المزعومة داخل القپور! أراد ألفريد جلعاد عبور بوابات المۏت ليكشف عن حقيقة عدم صحة الاعتقاد بحياة اخرى تنتظر الإنسان بعد مۏته!
كان المۏت بمثابة النقطة المركزية في أبحاث ألفريد جلعاد ومن أجلها سافر الى مصر من أجل البدء في تنفيذ عملي للبحث عن أسرار المۏت وبل أسرار ما بعد المۏت ايضا! فكما يقول
إذا أردت معرفة سر الحياة فتش عن المۏت
و هذه المقولة كانت كلمة افتتاحية لبحثه القيم حول المۏت ومنذ وصوله أرض مصر عكف على إيجاد القپر المناسب لوضع آلة التصوير بداخله من أجل
تصوير أدق تفاصيل مراحل ما بعد المۏت وما الذي يحدث للمېت بداخل القپر وهل حقيقي أنه يحاسب حساب الملكين داخل القپر كما يعتقد المسلمين!
أراد الوصول لإجابات منطقية يقينية تحسمها رؤية عين
اليقين التي لا تكذب أبدا استطاع هذا العالم شراء الجميع بالمال وجعلهم جميعا مسخرون لخدمة هدفه المنشود وذلك بالتواصل مع نباش قبور عبقري على حد تعبيره وهو رجل في الخامسة والخمسين من عمره لديه وشم على كف يده اليسرى يحتوي على طلاسم سحر سفلي هذا التربي النباش في القپور يدعى الحاج سرحان إنما أدهش الفريد جلعاد اللقب الذي ينادى به سرحان هذا الحاج سرحانهذا اللقب الذي يستخدمه البعض كدرع واقي من كل الشبهات! أو كستار رائع يخفي خلفه أبشع الصفات القڈرة!
بالفعل قام الفريد بمعاونة سرحان بزرع آلة التصوير بداخل قبر لم يسكنه أحد من قبل وتم تجهيز كل شيء من شاشات للعرض ومجسات صوتية شديدة الحساسية حيث تستطيع تسجيل ونقل اقل حركة او كما يقول المصريين دبة النملة إذا مرت بداخل القپر .
انتظر قدوم أول مېت سيسكن القپر لكي يراقب مراحل حسابه يلاحظ ويسجل ما سيتعرض له من نعيم أو عڈاب.
وصول الأمانة..
الأمانة هو لفظ تلفظ به الحاج سرحان كوصف يصفون به المسلمون أجسام مۏتاهم قبل دخولها إلى القپور عندما أبلغ سرحان الدكتور العالم الفريد بوصول الأمانة قائلا
الأمانة وصلت يادكتور أيدك على باقى الأتعاب
أعطيته باق المبلغ المتفق عليه لتبدأ الرحلة

انت في الصفحة 1 من صفحتين