روايه مظلومه
ترى امامها
وبينما هى تجر رجليها بصعوبة لتواصل طريقها التى لا تعلم مافى نهايته
اذا بها ترى قصرا فخما من بعيد يشع نوره ليضيء ما حوله من حدائق
تنفست نيرمين الصعداء واحست انها ولدت من جديد اخيرا ستجد احدا يساعدها
استمرت نيرمين فى التقدم حتى وصلت الى باب القصر الفخم
وكان باب الحديقة مفتوحا بعض الشئ تقدمت ببطء شديد
وهى تستند عليه وتتنفس بسرعة شديدة وطرقت الباب عدة مرات
ثم لم تصمد لحظات حتى اغشى عليها مرة اخرى
الفصل الثانى
فتحت نيرمين عيناها ببطء شديد وكانت تشعر بصداع يكاد راسها ينفجر منه
كانت هناك سحابة بيضاء على عينها لا ترى بوضوح حاولت استجماع وعيها وقوتها وفتحت عينها فاذا بها مستلقاة على سرير فخم فى حجرة كبيرة بها ستائر ذهبية مزرقشة
قامت نيرمين مستندة على يديها الاثنين لتحاول الجلوس على السرير ونجحت فى محاولتها تلك وامسكت براسها الذى كان معصوبا بشاش ابيض مكان جرحها وضعت يدها على جبينها مكان الچرح الذى كان يؤلمها بعض الشئ ثم نظرت يمينا ويسارا فى ذهول
من جاء بها الى هنا وماذا حدث لها وما الچرح الذى براسها
لا تتذكر شئ حاولت نيرمين الضغط على راسها وهى فى محاولة لاستجماع ذاكرتها ولكن دون جدوى
قامت نيرمين مستندة بيدها على حافة السرير متجهة ناحية النافذة الكبيرة التى يظهر منها حديقة القصر الفارهه واشعة الشمس اللطيفة تضئ عدسة عينيها البنيتين وتعكس لمعان شعرها الاسود االلامع الذى كان يظهر من طرحتها البيضاء المزينة بالتل وبه لمعة بيضاء
ايه المكان دهايه اللى جابنى هنا
وهنا تذكرت نيرمين لمحة بسيطة جدا من وصولها للقصر فى ظل المطر الغزير وكيف ان حالها كان يرثى له عند وصولها للقصر
وعندما تذكرت ذلك احست بدقات قلبها تتسارع كانها تخاف ان تتذكر شئ ما
وهنا طرق باب الحجرة ثلاث طرقات بسيطة وبعدها فتح الباب
قالت هذه السيدة لنيرمين
ايه ده انتى أيه اللى صحاكى دلوقتى ووقفتى ليه انتى لازم ترتاحى الدكتور قال لازم راحة تامة لمدة كام يوم
ثم ذهبت اليها وامسكت بيدها وقالت لها تعالى يا حبيبتى اقعدى هنا ارتاحى
اسطحبتها لسريرها ولم تنطق نيرمين بكلمة واحدة
ايه يا حبيبتى مالك انتى محرجة ولا ايه اعتبرى نفسك فى بيتك
واحب اعرفك بنفسى انا دادة فاطمة اعتبرينى من هنا ورايح زى والدتك
هااا وانتى اسمك ايه هنا نظرت نيرمين الى السيدة وهى لا تعرف بماذا تجيب ثم خفضت نظرها فى الارض
فاطمة ايه مش عايزة تقولى اسمك لو كده خلاص اللى يريحك انا بس كنت عايزة ارفع عنك الحرج مش اكتر
نيرمين لا ابدا انا بس مش عارفة استجمع ذاكرتى وحاسة بلغبطة جامدة
دادة فاطمة فى تعجب مش فاكرة اسمك
نيرمين هزت راسها بالنفى فى حزن ثم خفضت نظرها للارض
هنا اومأت دادة فاطمة براسها كانها فهمت ماتقصده نيرمين قائلة ولا يهمك بكرة تخفى وتبقى زى الفل احنا جبنالك الدكتور امبارح وكنتى فى حالة صعبة اوى بس هو طمنا وقال انك ان شاء الله هتقومى بالسلامة فى اسرع وقت
بس انتى مش فاكرة ايه اللى حصلك بالظبط يظهر انها كانت حاډثة جامدة اوى
نيرمين بصوت مخټنق كل اللى فاكراه انى كنت واقفة على الباب بخبط والدنيا بتمطر بس
دادة وهى تستعد للرحيل من حجرة نيرمين على العموم البيت بيتك يا بنتى ولا يهمك واى حاجة تعوزيها اندهيلى
نيرمين بابتسامة خفيفةمتشكرة اوى
انصرفت دادة فاطمة من حجرة نيرمين وتركت نيرمين فى حيرتها الشديدة كيف ستقضى نيرمين ايامها بين ناس لا تعرفهم ولا يعرفونها اخذت تحاول التركيز ولكن بدون جدوى
فضلت نيرمين ان ترتاح قليلا ربما تكون مرهقة بسبب المجهول التى لا تتذكره فاستلقت على السرير بخفة واسبلت جفونها بهدوء على عينها
فى هذا الوقت كان سيف يجلس فى مكتبه الفاره الواسع الملئ بالكتب وهو يراجع بعض اوراق شركاته التى يمتلكها
وثم استقبل اتصالا من احد شركاته ليخبروه عن صفقة مهمة وان كانت الاوراق قد اعتمدت من قبله ام لا
وبينما هو كذلك استاذنت عليه دادة فاطمة للدخول
هنا قال سيف طيب طيب خلاص ابعت حد ياخد الاوراق بكره ان شاء الله ماشى سلام
ثم اغلق الهاتف وقالتعالى يا دادة واقفة ليه
دادة فاطمةالغدا جاهز يلا علشان تلحق تاكل قبل ما يجيلك تلفونات تانى انتى مش بتلحق ترتاح من الشغل ده
حتى وانت هنا
سيف اعمل ايه بس يا دادة امال السيب الشغل ده كله لمين لازم اعتمد الاوراق بنفسى
دادة فاطمة طب سيبك دلوقتى من اى حاجة لحد ما تتغدى
وبالفعل اتجه سيف الى السفرة الطويلة وكان يجلس على راس تلك السفرة ممسكا بسکينه وشوكته ثم نظر الى دادة فاطمة وقال واقفة ليه يا دادة ماتقعدى
دادة فاطمةلا يا حبيبى انا مش جعانة خالص
سيف وكده ينفع هاكل لوحدى خلاص انا كمان مش هاكل
فبادرته دادةخلاص خلاص هاكل معاك بس كل
ابتسم سيف ايوة كده وبدأ ياكل بطريقة ارستقراطية بها بعض التأنى
لاحظ سيف ان دادة فاطمة لا تأكل وانما تقلب الطعام بملعقتها فقط يبدو انها تريد ان تخبره بشئ ولكنها مترددة
فقال سيف مالك يا دادة فيه حاجة قوليلى بصراحة
دادةفعلا فيه حاجة عايزة اقولها بس خاېفة احسن تزعل
سيف واضعا شوكته جانبا ثم ضم يديه الى بعضها ووضعها تحت ذقنه
خير يا دادة
كانت نظرة سيف لدادة فاطمة تقلقها وقعت عينيه العسليتين عليها وبها حدة بعض الشئ
فقالت البنت اللى فوق انا طلعتلها يمكن تكون محتاجة حاجة وسالتها عن اسمها والحاډثة اللى اتعرضت لها وبعدين
لم تكمل حتى قاطعها سيف وقالتلك هتمشى امتى
دادة فى توترماهو ده اللى انا عايزة اكلمك فيه البنت مش متذكرة اى حاجة حتى اسمها ده حتى
قاطعا سيف شوفى يا دادة انا مينفعنيش الكلام ده متحاوليش تخلى حد يخدعك يعنى ايه مش فاكرة حاجة حتى اسمها ومش عارفة حصلها ايه
ده تمثيل الظاهر ان المكان هنا عاجبها على الآخر فقالت يمكن ټضرب معايا استهبل عليهم شوية
دادة فاطمةلا يا سيف متقولش كده والله شكلها طيبة اوى
سيف انا مالى ومال شكلها هو انا هناسبها شوفى يا دادة اخرها عندنا هنا النهاردة بس بكرة تشوفلها مكان تانى
انا ناقص
ثم انتفض دون ان يكمل طعامه والقى الفوطة على السفرة پعنف وانصرف
تنهدت دادة فاطمة بحزن قائلة فى نفسها منك لله يا نيفين سيف عمر ه ما كان بالقسۏة دى انتى السبب انتى عقدتيه
استيقظت نيرمين من نومها على طرق الباب انها دادة افطمة قد احضرت لها طعاما
وضعت دادة فاطمة الطعام على السرير امام نيرمين ثم جلست بجانبها تحاول اطعامها
دادة فاطمةكلى يا بنتى انتى مكلتيش من ساعة ما جيتى الدكتور قال لازم تتغذى كويس انتى نزفتى كتير
نيرمين صدقينى ماليش نفس
دادة فاطمة امسكت بقطعة من الدجاج المسلوق طب خدى دى منى بس علشان خاطرى
نيرمين طب هاخد دى بس لانى بجد ماليش نفس
دادة فاطمة وشوية شوربة بس صغيرين
نيرمين خلاص بقى الله يخليكى انا ماليش نفس
دادة طب دى بس وخلاص
نيرمين وهى تبتسم ابتسامة خفيفة حاضر ثم اشارت بيدها لتكف دادة فاطمة عن اطعامها
فتوقفت دادة فاطمة عن الحاحها ونظرت الى نيرمين وهى لا تدرى ماذا تقول لها انها تشعر بلاسى تجاه تلك الفتاة المسكينة كيف تقول لها ان هذه آخر ليلة لها هنا لا تستطيع قلبها لا يطاوعها
قطعت دادة فاطمة الصمت قائلة لسة برده متذكرتيش حاجة
نيرمين وهى تشعر بالحرج هزت راسها بالنفى
دادة فاطمةطب مش فاكرة مين اللى وصلك لهنا انا بس عايزة احاول ادور معاكى على مفتاح القصة علشان نفهم ايه اللى حصلك ومين اللى عمل فيكى كده
نيرمين صدقينى انا ما فاكرة اى حاجة وعقلى هينفجر من التفكير ثم نظرت باتجاه النافذة وقالت هو فيه يتمنى يكون مكانى ويفقد كل ما يتعلق بحياته انا تايهة وحاسة انى وحيدة ثم انهمرت دموعها دون ان تشعر وهى تقول صدقينى انا نفسى افتكر ايه اللى حصل وانا مين وايه اللى جابنى هنا علشان ارتاح
مش سهل عليا ابدا اعيش بين ناس ميعرفونيش ومعرفهمش ارجوكى يا دادة ساعدينى انا ھموت من التفكير انا مين وفين اهلى
ثم واصلت البكاء الشديد
هنا انهمرت دموع دادة فاطمة واحتضنتها بس يابنتى ارجوكى متعمليش فى نفسك كده
ان شاء الله كل شئ هيرجع لطبيعته بس استهدى بالله كده واهدى
ثم احضرت دادة فاطمة منديلا وقامت بمسح دموع نيرمين واعطتها اياه بعدها وقالت انا زى والدتك يا بنتى فيها ايه لما تقعدى معانا لحد ربنا مايشفيكى انتى زهقتى مننا ولا ايه
ابتسمت نيرمين ودموعها تسيل فى نفس الوقت محاولة الخروج من حزنها
دادة فاطمةايوة كده شوفتى وشك نور ازاى ايه رايك تنزلى تتمشى فى الجنينة تحت شوية الجو بقى جميل خالص
اقتربت دادة فاطمة من النافذة وهى تقول الجو بره هيطلعك من المود اللى انتى فيه ده
ولم تكمل حتى رات سيف يجلس فى الحديقه فى المكان الذى تعود ان يقرأ فيه كتابه المفضل
هنا استدارت دادة فاطمة لتتدارك فكرة نزول نيرمين للحديقة لانها تعلم ان هذا سيغضب سيف جدا وقد يصطدم بنيرمين وېجرحها كعادته مع صنف النساء
فقالت ولا اقولك تعالى اقعد انا وانتى فى البراندة ونشرب قهوة ايه رايك
وافقت نيرمين على ذلك حتى تخرج من حالتها النفسية السيئة
واخذا يتبادلان الحديث الذى يتضمن بعض القصص الطريفة من قبل دادة فاطمة وقابلت نيرمين ذلك باستحسان شديد
وبدأت تضحك من قلبها
ثم تغير الحديث بسبب سؤال نيرمين
نيرمين وهو مافيش حد فى القصر هنا غيرك ولا ايه يا دادة
دادة تجيب وهى تضحك لا طبعا بقى انا اعرف اعيش هنا لوحدى مقدرش طبعا
نيرمين امال ماشوفتش حد هنا من ساعة ما جيت ليه
دادة فاطمةلانك منزلتيش من ساعة ما جيتى
نيرمين يعنى فيه حد غيرك طب مين
دادة فاطمة فيه سيف ابنى اقصد زى ابنى انا اللى ربيته وهو صاحب المكان اللى انتى شايفاه ده
ومحدش عايش معاه غيرى حاليا عمته كانت بتيجى تقيم هى وبنتها هنا كل ما تنزل من السفر بس هى حاليا مسافرة هى وبنتها
والباقى بقى زينب وهند و رقية وعم حسين وماهر كل واحد حسب شغله هنا
نيرمين آه قولتيلى
استمر الحديث بينهما واحست نيرمين بارتياح تجاه دادة فاطمة وما تتميز به من طيبة قلب
مرت تلك الليلة بسلام واحست نيرمين ببعض الراحة بعد كلامها مع دادة فاطمة الذى اعطاها شيئا من الامان
وفى صباح اليوم التالى استيقظت نيرمين بنشاط وارتدت بلوزة