الدهاشنة كاملة بقلم اية محمد
استدارت اليه لتتساءل بفضول
دي شقتك صح
شقتنا..
انطبع وجهها بحمرة الخجل فألهت ذاتها بالتطلع للنهر ومن ثم قالت
جميلة أوي..
مش أجمل منك.
كاد بأن يقترب منها فتركته واتجهت للشرفة المجاورة وهي تتساءل بتوتر
دي اوضتك
قال وعينيه تتابعها
تحبي تشوفيها..
اكدت له بإيماءة رأسها ففتح الباب الصغير الذي يفصلهما عنها ومن ثم أشار لها بالدلوف دخلت هي أولا لتتمرر عينيها ببطء شديد على ممتلكات الغرفة بإعجاب شديد فنالت تلك الخزانة الزيتوتية اعجابها بما تحتويه من بذلات أنيقة للغاية مرورا بسرحته الخاصة وأحذيته فهمست بصوت منخفض
ذوقك حلو في كل حاجة..
ابتسم وهو يجيبها
اكيد عشان كده اختارتك.
التفتت له وكأنما فتح لها سبيل الحديث عما فكرت به كثيرا فقالت بارتباك
اشمعنا أنا يا أيان وأنت عارف العداوة اللي بينك وبين بابا!
جلد وجهه الثبات والصلابة منحها نظرات أطالها عمدا قبل أن يجيبها
لما حبيتك محطتش لنفسي قيود لا فكرت أعرف عيلتك ولا أعرف انتي مرتبطة ولا لا كل اللي همني أيه اللي قلبي حاسه تجاهك..
حاوطتها هالة مخيفة من المشاعر الجياشة تجاه حديثه المعسول فاقترب منها ومن ثم أزاح حجابها ليفرد خصلات شعرها الغجري فډفن رأسه بداخله وهو يشم رائحتها فاتبعته همسة أرجفت جسدها
القدر اللي جمعني بيك..
ومن ثم أدارها تجاهه وهو يتأمل رعشتها تلك بابتسامة ماكرة لم تمنحه هي مبتغاه فابتعدت عنه وهي تتفحص ساعتها پصدمة
المحاضرة!
خلع ساعتها التي بدأت تضيقه ثم قال بضيق
وأنتي معايا متبصيش
على الوقت تاني.
ثم أشار لها والخبث يترنح بين رومادية عينيه
متقلقيش مفيش حاجة هتحصل من غير رضاكي فمفيش داعي للهروب ده..
أخفضت عينيها للأسفل حرجا فابتسم وهو يدفعها للخارج قائلا
اتغدي وهوصلك مكان ما تحبي..
أومأت برأسها اليه فجلست على المقعد المجاور له ووضع الخادم أصناف الطعام على المائدة فجذبت طبقا فارغا وشوكة وبدأت بوضع لقمات بسيطة من الطعام ارتشف أيان من عصير البرتقال من أمامه وهو يسألها دون النظر اليها
غريب انك مش مطبعة على عادات الصعيد
أجابته بابتسامة سحرت عينيه
لإني بقضي وقت في القاهرة اكتر ما بقضيه في الصعيد..
ومن ثم ادلت شفتيها بتذمر
بصراحة انا مبحبش العيشة هناك بحس بالملل ويمكن ده اللي كان مخليني مش متقبلة موضوع جوازي من احمد..
توقف عن مصغ طعامه ومن ثم
طالعها بنظرة هلعتها وخاصة حينما أخشونت لهجته
ما تنطقيش باسمه تاني قدامي اللي بينكم انتهى من اللحظة اللي مضيتي فيها عقد الجواز..
لعقت شفتيها بارتباك
أنا اسفة مقصدتش بس خني التعبير مش أكتر..
ثم جذبت حقيبة يدها وكتبها لتستعيد للرحيل فجذب يدها ليجلسها مرة أخرى وهو يخبرها بنبرة هادئة
كملي أكلك...
نظراتها المرتعشة تجاهه جعلته يمرر يديه على وجهها الناعم ليمنحها ابتسامة نطقت وسامته
من طباع الراجل الشرقي انه بيغير على مراته وأنا بالنهاية راجل صعيدي ومن حقي أغير عليكي ولا أيه
بسمة رقيقة رسمت على وجهها وهي تهز رأسها ثم استكملت طبقها حتى انتهت منه فقالت
شبعت الحمد لله هنزل بقى عشان متأخرش..
جفف يديه بالمنشفة ثم نهض ليشير للخادم الذي اتى بجاكيته فعاونه
بارتدائه ومن ثم جذب مفاتيح سيارته ليشير لها قائلا
يلا هوصلك بسكتي..
قفز قلبها سعادة فاتبعته للاسفل ومن ثم صعدت لسيارته التي قادها تجاه جامعتها فأوقفها على مسافة من باب الجامعة حملت روجينا الكتب ثم ودعته قائلة
باي.
أمسك معصمها فباتت
تلك الحركة مقربة لقلبها تطلعت اليه وعينيها تتساءل ماذا هناك اخرج أيان من جازانه فيزا ثم قدمها اليه قائلا
خلي دي معاكي..
تطلعت لها باستغراب ثم قالت
مش محتاجاها بابا وآسر بيبعتولي فلوس على طول.
عادت نظراته القاتمة لتحتل عينيه فتناولتها منه على الفور فقال بحزم
انتي دلوقتي مسؤولة مني انا مش منهم.
هزت رأسها عدة مرات ثم منحتها ابتسامة اخيرة قبل أن تهبط وتلوح له بيدها فاستند برأسه على المقعد وتفكيره يقذفه تجاه ذاك الوجه الرقيق الذي ينيره ابتسامة أهلكت قلبه المحتبس خلف صدره القاسې..
توقفت السيارات تباعا أمام منزل الكبير فهبط الفريق الطبي الذي تولى نقل مروج والدة عبد الرحمن للداخل ومن ثم هبط يحيى بصحبته وبصحبة ماسة التي تعلقت بذراعيه كالطفل الصغير الحائر هبط طارق هو الاخر ليركض للداخل بفرحة عارمة يبحث عن والدته بسعادة ليتبعه يحيى فما أن ولجوا للداخل حتى هرعت ريم تجاه ابنتها وهي تردد بحنين
ماسة بنتي..
تعلقت بيديه وهي تقرب جسدها منه پخوف فمرر يديه على خصلات شعرها بحنان
مټخافيش يا حبيبتي أنا جنبك أهو..
ثم قال لها بحزن
معلش عشان بقالها فترة مشفتكيش بس.
اڼهارت دموعها فاستدارت تجاه عمر تشتكي اليه مما حدث فاقترب منها ومن ثم احتضنها وهو يهمس لها
شوية وهتبقى كويسة يا ريم..
أومأت برأسها بتقبل ثم وقفت جوارها تتأملها بشوق هبطت هنيةللأسفل مستندة على عكازها وما أن رأتهم حتى قالت بفرحة
يا مرحب بالغالي ابن الغالي..
واحتضنت عبد الرحمن بدموع افاضت لتقص ما تحمله من شوق
________________________________________
تجاه ابنها الراحل هبطت رواية هي الأخرى لتستقبلهما بترحاب فما أن رآها يحيى حتى تساءل عن آسر فأخبرته بأنه بالأعلى يستعد للخروج فصعد على الفور ليعلم منه بأنه سيتجه لزيارة منزل تسنيم لطلبها للزواج سعد كثيرا وصمم على الحضور معه رغم عنائه من السفر..
ارتجت حوائط المنزل من شدة ڠضب العم فضل فالموعد المحدد لاستقبال ضيوفه قد حان ومازالت ابنته لم تصل بعد وما زاد استيائه وصول كبير الدهاشنة وعائلته صب عباس الهبة النيران ليزيد من ڠضب الأب تجاه ابنته فقال بخبث
وهي هتتعلم الادب منين وانت باعتها بلاد غريبة تنام وتاكل وتشرب بعيد عنيك والله اعلم بتعمل ايه من وراك..
تعصب عليه العم قائلا
اخرس قطع لسانك اني بنتي بمية راجل.. وأكيد عمرها ما هتكسر كلام ابوها ولا تطلعه عيل قدام الناس..
وكأنها نصفته حينما دق الجرس ومن ثم ولجت لتقف أمامهما فقالت بارهاق بادي على معالمها
ركبت متأخر..
ابتسم بثقة إليه ثم قال ومازالت نظراته متعلقة به
ولا يهمك يا حببتي يلا غيري خلجاتك وانزلي عشان الناس تحت.
أومأت برأسها ثم صعدت سريعا للاعلى حتى لا تمنح ذاتها فرصة لقاء ذاك اللعېن صعدت للاعلى لترتدي أول ما التقطته يدها دون اهتماما وكأن جسدها غادره الروح فاتبعت والدتها للأسفل ثم حملت منها الصينينة المملؤة بالعصائر بآلية تامة ومن ثم ولجت للداخل لتضع ما بيدها على الطاولة فتخلل لمسمعها صوت مألوف اليها
عروستنا تعبة نفسها ليه ما الحاجات كتيرة قدامنا أهي!
رفعت عينيها تجاه صاحب الصوت فوجدت فهد من يتحدث ضيقت عينيها پصدمة ازدادت حينما مرت بعينيها على الجميع لتراه يجلس أمامهاذاك الآسر الفاتن الذي سلبها قلبها النقي العذري لا تعلم بتلك اللحظة السيطرة على انفعالاتها فرسمت البسمة تاجا وارتاح بالها أمانا له... لوجوده المرتبط بأمانها المفقود... وجود آسرها!!
............. يتبع..............
الدهاشنة.... بقلميملكة الأبداع آية محمد رفعت...
رواياتي كلها موجودة في
معرضبغدادالدوليللكتاب في الفترة من 19 مايو حتى 28 مايو في أرض معرض بغداد الدولي في شارع المنصور أمام مول بغداد....
وتشارك أحدث إصدارات إبداع بأفضل الأسعار والخصومات بالمعرض...
للتواصل في بغداد واتساب الرقم 00201004022774
٥١٢ ١١٨ ص زوزو الدهاشنة...صراعالسلطةوالكبرياء..
الفصل التاسععشر..
إهداء الفصل للقارئة الجميلة إيمان سلطان بتمنى أحداث الفصل تنال إعجابك يا جميلة وشكرا من القلب على دعمك المستمر...
كسفينة صغيرة خاب شراعها القوي بين أمواج البحر العتية فباتت تائهة بين زورقة المياه المتشابهة وبعد عناء منها أخيرا وجدت شراعها وبوصلة توجه سفينتها الضائعة فإطمئن قلبها أمانا لما سيعاونها على النجاة ذاك الشعور نفسه سيطر على تسنيم حينما التقت حدقتيها بعينيه المحببة لقلبها وعاطفتها فشعرت وكأن من حولها مجرد غبار يتلاشى من حولها لتبقى روحها منفردة بلقاء جمعها بنفسه وروحه وعقله ذاك الآسر سيقودها للجنون حتما فبات عقلها متحير لما يغلفها من أمانا بوجوده هو لا تعلم ما الذي تريده بالتحديد ولكنها ترغب بوجوده لوجوارها بأي طريقة يختارها هو واختار هو الأفضل لها اختارها زوجة له... حبيبة.. سكنة لقلبه وشريكة لروحه التي ستجمعه بها لم يقاوم آسر سحر تلك البسمة المرسومة على شفتيها حتى نظاراتها أهلكته فود لو اقترب منها ليستطيع تأملها بدقة وربما يسترق السمع لما تهمس بها شفتيها تعلقت عينيه بها لثوان استطاع
آسر.....
تمنى لو رفعت صوتها الهامس عله يؤكد ظنونه بما تلفظه عادت تسنيم لواقعها حينما أشار لها فهد قائلا
اقعدي يا بنتي واقفة ليه
صوته الخشن أعادها لواقعها الذي يبدأ من تلك الغرفة وأمام تلك الطاولة تحركت تسنيم بجسدها للخلف حتى استقر جلوسها على المقعد القريب منه فبذلت ما بوسعها الا تتطلع تجاه ولكن خانتها عينيها وكأنها لا تنتمي اليها كالمسافرة التي حنت للقاء من هاجرته
قوليلي أيه اللي حور مقالتهوش ليكي عني!
ارتبكت قليلا مما قال فأدعت انشغالها بضبط حجابها ثم قالت بتوتر
حور مكنتش بتتكلم عنك كتير..
ثم رفعت عينيها تجاهه لتسترسل بصوت رقيق
بس الفترة اللي اشتغلتها مع حضرتك تكفي اني اعرفك وأعرف اخلاقك..
ازدادت ابتسامة آسر فنهض عن مقعده ثم أختار المقعد المقابل لها مع حفظ مسافة آمنة لا تعرضه للحرج من أهل المنزل
سهلتي عليا مهمتي وأعتقد كده مفيش وجه اختلاف بينا..
رفعت حاجبها بدهشة
مش فاهمه!
قرص ارنفة انفه بخفة وهو يخبرها بوضوح
يعني أنتي تعرفي عني كل خير وأنا اللي اختارتك وده لانك بالنسبالي البنت المناسبة ليا فكده مفيش داعي ناخد وقت نفكر في بعض الفاصل هي فترة الخطوبة عشان تقدري تعاشريني وتعرفي العيوب اللي مقدرتيش تشوفيها كسكرتيرة ولا أيه يا ريس
ضحكت رغما عنها حينما تعمد ان يذكرها بكنايتها الغامضة فقالت بصعوبة بالحديث
كلامك مظبوط يا بشمهندس آسر..
مازجها قائلا
هو إحنا في مقابلة شغل ياتسنيمشوية وهلاقيكي داخلة عليا بفنجان قهوة محوج!..
كتمت ضحكاتها بيدها وكأنها حرمته رؤية جمال وجهها حينما تبتسم فاعتدل بجلسته ثم تنحنح بجدية مصطنعة
ها تحبي تعرفي أيه عني دي فرصتك عشان بعد كده مش هجاوبك على أي حاجة هسيبك تكتشفيني بنفسك..
خفق قلبها سريعا حينما أضافها لمجلد حياته الاساسي تلميحاته بأنه سيكون هناك علاقة تجمعهما أربكها فركت اصابعها بابتسامة صغيرة وعينيه لا تفارق الارض حينما وجدته يتأملها بنظرات تخللت بداخلها طرقات باب الغرفة جعلتهما يستدورا سويا فما كانت سوى والدتها توزع نظراتها بينهما بسعادة لذاك الرضا والتقبل النابع على وجه ابنتها فماذا