الدهاشنة كاملة بقلم اية محمد
واتصالحوا يبقوا نلم نفسنا ولا أيه
تعالت ضحكاته الرجولية وهو يتابع
واحنا نطول يا عم ربنا يهني سعيد بسعيدة..
كف عن الضحك حينما حاوطه يحيى وهو يشدد من غرس أصابعه بكتفيه
مش يلا يا عبده ولا لسه هتكمل وصلة الضحك والتريقة بتاعتك دي!
تنحنح بجدية وخوف مصطنع
أنا بقول اتاخرنا أوي..
جذبه بقوة
طب يلا يا خفيف..
غادروا سويا للأسفل فرفع عبد الرحمن صوته قائلا
متتساش الاخبار اللي قولتلك عليها يا احمد..
أغلق يحيى الباب ومن ثم لكزه للاسفل فوقف بدرجوار أحمد وهو يتساءل بعدم فهم
أخبار أيه دي!
ببسمة ساخرة أجاب
بسلامته وقع لشوشته مع الأجانب وعايز يشغلني عصفورة نقل الغراميات..
انكمشت تعابير وجهه بضيق شديد
أجانب مين دول!
علم أحمد ما يدور بخلده فقال بخبث
وده يهمك في أيه يا بدر مش أنت خلاص نسيتها ولا أيه!
جز على أسنانه وهو يسأله بحدة
متردش على سؤالي بسؤال يا أحمد هو يقصد مين بكلامه ده
أجابه بنظرة شك
يقصد تالين يا بدر مش رؤى متقلقش..
سكنت معالمه بحرج فمرر يديه على شعره الأسود وهو يتهرب بلباقة
أنا بقول أروح اجهز لقمة خفيفة للفطار كده وأهو نصحي أبوي يفطر معانا..
وكاد بالمغادرة من أمامه فجذبه أحمد من تلباب قميصه ليشاكسه بسخرية
مش هتخلع بالسهولة دي قبل ما تجيب اللي في معدتك أر وقول مخبي أيه تاني عليا..
استدار برأسه للخارج
ومن ثم تطلع إليه ليهمس بصوت منخفض
يرضيك أبويا يطلع يلاقيك ماسكني ماسكة حرامي الغسيل دي
هز رأسه نافيا
لا..
ثم استكمل قائلا
بس يرضيك أنت تستغفلني وتخبي عني التقدمات المحدثة في علاقتك بالأجنبية اللي كانت شبه منتهية!
هز رأسه نافيا بتلك الطريقة
لا...
ثم همس له مجددا وهو يراقب باب غرفة والده
بليل هحكيلك..
أومأ برأسه ومن ثم حرره فاتجه سريعا للمطبخ أما أحمد فابتسم وهو يهمس بسخط
الأجانب احتلت العيلة ولا أيه!
بغرفة حور..
نهضت عن الفراش أخيرا وهي تحارب ألم قدميها كلما تحركت ومن ثم خرجت للشرفة لتجد تسنيم تقف بالخارج وحينما اقتربت لتقف جوارها وجدتها تراقب ماسة التي تعبث بنافذة السيارة بنظرات مشفقة ابتسمت حور على قلب رفيقتها الحنون ثم قالت
شكلك منمتيش طول الليل!
انتبهت لها تسنيم فأومأت برأسها وهي تجيبها
مجاليش نوم..
ثم سألتها بلهفة
هو مفيش تطورات في حالة ماسة!
انتقلت عينحور تجاه ما تشير اليه فاعتادت الحديث عن كل صغيرة وكبيرة لتسنيم حتى حالة ماسة قد قصتها على مسمعها من قبل
لا للأسف
لسه زي ما هي الحالة اللي عندها شكلها مطولة..
بشفقة وحزن قالت
ربنا يشفيها ويعافيها يارب..
وعادت لتسألها مجددا بقلق
طب ليه عربية الاسعاف اللي واقفة دي هي حالتها متستدعاش اسعاف ولا أيه
أجابتها بابتسامة مشرقة
لا دي لنقل والدة عبد الرحمن عمي فهد قرر إنها ترجع الصعيد وتعيش معاهم..
صمتت قليلا تستوعب تصرفه النبيل ومن ثم قالت باعجاب
الراجل ده عظيم بجد بالرغم كل اللي حكتهولي عنها وعن اللي عملته زمان في عيلته وسمحلها عادي كده انها ترجع تعيش وسطهم!
ابتسمت وهي تخبرها
عمي فهد مفيش زي طيبة قلبه واللي شبهه بالظبط هو آسر ميتخيرش عنه في
الطيبة..
لمجرد سماعها لإسمه ارتعشت خفقات قلبها خلسة وكأنها تخبرها بتصميم على ارتباطها به فحاولت قدر الإمكان السيطرة على مشاعرها التي تكاد تقفز لتترنح في الأفق استفاقت من غفلتها القصيرة حينما اقترحت حور قائلة
مش صحيح أنتي نازلة البلد النهاردة ما تسافري معاهم أحسنلك من بهدالة القطر..
زمت شفتيها وهي تجيبها
لا القطر معاده العصر اكون فكرت كويس.
سألتها باستغراب
فكرتي في أيه
جلست على الأريكة القريبة من الازهار وهي تجيبها بتوتر
بصراحة يا حور بفكر مسافرش أنا مش هقدر أرجع أشوفه تاني وأكيد العريس ده من مجيبه وأنتي عارفة كويس إن اللي هيجيبه اكيد زيه..
جلست جوارها وهي تجيبها بهدوء
عارفة يا قلبي بس متنسيش إن مهما كان مين اللي متقدملك مينفعش متكونيش موجودة لإن اللي هيحصل هيكون في وش والدك..
وربتت على يدها وهي تستطرد
لازم تسافري عشان شكل عمي
________________________________________
فضل وبعد كده ابقي ارفضي براحتك محدش هيجبرك على حاجة.
أومأت برأسها باقتناع وعقلها شارد بمن أحبته وتمنته أن يكون هو من تصبح على عصمته وحينما ينغرس عقلها بالتفكير بذاك الامر عادت لتفق منه بأنه مجرد حلم ليس له واقع أو أمل بالتحقق!
استيقظت من نومها ففردت ذراعيها بدلال والابتسامة لم تترك وجهها من الأمس مازالت لا تصدق بأنها تزوجت فارس أحلامها جذبت ساقيها على جسدها ثم اسندت رأسها عليها
وهي تعبث بخصلات شعرها بسعادة صفنت لدقائق مطولة ثم جذبت هاتفها تعبث به فانتفضت بلهفة حينما وجدت رسالة منه فتحتها على الفور لتجد بها عنوان عمارة قريبة من جامعتها استغربت من محتوى رسالتها فراسلته بسؤال عن ذاك العنوان رأى أيان رسالتها ولم يجيبها فتعصبت ملامحها وهي تردد بضيق
برضه مردش طب أنا مش فاهمه عنوان أيه ده!
هداها تفكيرها الأحمق أن تغتسل وتذهب الى العنوان أولا خاصة أنه قريب من جامعتها فما أن انتهت من حمامها ارتدت فستان أسود طويل وحجابا زهري اللون يتماشى مع حذائها وحقيبتها الزهرية ومن ثم ودعت نادين واتجهت للمصعد كادت بالدخول ولكنها انتبهت لباب الشقة المقابل لها يفتح لتجد أحمد يقف مقابلها ويتطلع لها بنظرات غاضبة ابتلعت ريقها بتوتر ومع ذلك رسمت ابتسامة مصطنعة
صباح الخير يا أحمد.
حاوطتها نظراته وسكونه الغائم يغلفه حتى كسره بعد دقائق متعمدا
صباح الخير.. رايحة على فين
أشارت بارتباك على الكتب بيدها
رايحة الجامعة..
قرص أرنبة أنفه برفق ثم قال
روجينا مش فاضل على فرحنا غير شهر وشوية لازم نقرب فيها من بعض عشان نحاول نفهم بعض أكتر..
ارتبكت للغاية حينما ذكرها بموعد زفافها فاسترسل أحمد حديثه بحنان تحلى به حتى يكسبها
أنا عارف إننا مكناش متفاهمين خالص بالفترة الأخيرة عشان كده بفكر أننا نخرج كتير الفترة دي يمكن الامور تتحسن بينا ولا أنتي رأيك أيه
توترت كثيرا وتوتر لسانها الناطق بتلعثم
معاك حق...
منحها ابتسامة أطلت جنب من وسامة وجهه القمحي وسرعان ما بددت سريعا حينما رفعت يدها لتعدل حجابها فأخشونت نبرته وهو يسألها
فين دبلتك يا روجينا
رفعت يدها تتفحص اصبعها بتوتر فبللت شفتيها الجافة وهي تبحث عن حجة مناسبة فقالت بتلعثم
آآه.. تلاقيني نسيتها على الحوض وأنا بغسل ايدي الصبح لما هرجع من الجامعة هشوفها...
ثم رفعت يدها وهي تتفحص الساعة
همشي بقا لاني اتاخرت.. سلام..
وولجت للمصعد ومازالت عينيه تتبعها بنظرات غامضة تحاوطها شكوك بائسة حول شخصها المتغير ولكنه حاول أن يصدق ما قالت حتى لا تتسخ صفحتها الجديدة التي فتحها لها..
سعادة وفخر استحوذت على قلب كبير الدهاشنة وهو يرى ابنه الوحيد يتبعه كظله منذ الصباح فلم يسمح للسائق بالصعود لسيارة أبيه وأخبره بأنه سيقود بذاته فاتبعه إينما ذهب حتى الحقول والمصانع المجاورة بقنا ذهب معه شرد حدقتي عين فهد به قليلا فمال برأسه تجاهه ثم قال بابتسامة عذباء
متخيلتش إن هيجي اليوم اللي تكبر وأعتمد فيه عليك وتبقى راجل صوح..
الټفت آسر تجاهه ثم قال بمرح
الصغير بيكبر يا كبيرنا..
ضحك فهد ثم قال
بقيت مصراوي شبه امك بس هيجي منك..
ناطحه بمشاكسة
مهي المصرواية دي اللي وقعت الكبير ولا أيه!
ابتسم بهيام
وقعته بس دي خليته دايب فيها دوب..
أوقف آسر السيارة ثم قال بتعصب مصطنع
لا يا كبير ما اتفقناش على كده نراعي إن ابنك لسه مدخلش دنيا برضه حس بينا يحس بيك ربنا خف شوية من المشاعر الجياشة دي في شاب أعزب معاك في البيت بدل ما ألم خلجاتي وأطوح بأي مكان متعرفوش توصلولي فيه..
بنظرة صارمة أشار بها تجاه المقود
إطلع..
پخوف مصطنع قاد السيارة وهو يردد في طاعة
تؤمر يا كبير لو عايز تهج بأي مكان سواقك وتحت أمرك لحد بعد العشا..
ضحك وهو يردد ساخرا
آه قول كده بقى بتعمل الشويتين دول عشان مشوار بليل.. متقلقش مشاغلي الكتير مش هتخليني مكنش موجود في أهم يوم في حياة ولدي..
ابتسم آسر ثم ردد بجدية
ربنا يخليك لينا يا أبوي وميحرمنيك منيك..
ربت بيديه على ساقيه بحنو
الكبير ميبقاش كبير لو نسى أولوياته يا ولدي وأنت وأختك وأمك أهم شيء بالنسبالي..
ثم استطرد
حط كلامي في دماغك لأجل اليوم اللي هتمسك فيه مطرحي..
قبل يديه وهو
يردد بضيق شديد
بعد الشړ عليك الدهاشنه ملهاش غير كبير واحد يا ابوي..
کسى وجهه سعادة عارمة فأشار بحزم مصطنع
ركز في طريقك يا ولدي..
استقام بجلسته ثم اتبع ارشادات والدته حول مكان المصنع المقام حديثا ليقود تجاه وجهته التي كان ابيه مرشدا وسيدا لها..
مازالت حقيبتها موضوعة جانبا لم تصفها بعدا ففتحتها لتخرج فستانا لترتديه ومن ثم أغلقتها مجددا لتستعد للرحيل ودعت تسنيم حور ثم انطلقت لتلحق بقطارها الذي اتتقل بين البلدان ببطء رغبت به ودت بتلك اللحظة أن لا يصل لوجهتها أبدا فكلما تخلل لفكرها ما سيحدث تلك المرة تزورها صورة لآسر برجولته وذوقه الذي جعلها تطمئن بأن مازال هناك رجال يستحقون ما نالوه من لقب تمنت وبأمنيتها تردد وحيرة بكونها خلقت رجلا فربما تركها خالها الأرعن بحالها..
وصلت روجينا للعنوان المدون وما أن تأكدت من عنوان العمارة من البواب حتى صعدت للطابق الرابع كما كتب لها وزعت نظراتها بحيرة بين الجرس وباب الشقة ومن ثم انصاعت لإصبعها الذي دق لمرة واحدة على الجرس ومن ثم انتظرت على بعد بترقب وحيرة لمنحها ذاك العنوان فتح شابا الباب وهو يتطلع لها بدهشة فسحبت الكلمات على لسانها وتخلت عنها وقبل أن تنطق بحرف وجدت صوت قادم من خلفه يأمره
خليها تدخل يا علي..
تنحى جانبا على الفور وهو يردد بطاعة
اتفضلي يا أنسة..
إطمئن قلبها حينما وجدتأيان يقف أمامها فولجت للداخل بإرتباك ازداد حينما اقترب منها قائلا بثبات
اتاخرتي..
رفعت كتفيها بانزعاج
وأنا هعرف منين اللي تقصده برسالتك! طبعك غريب وغامض..
ابتسم على كلمتها الاخيرة فقدم لها يديه وهو يردف
هتتعودي..
وزعت نظراتها بين عينيه ويديه الممدودة ومن ثم وضعت يدها بين يديه واتبعت خطاه حتى ولج بها لشرفة العمارة التي تطل على نهر النيل انسحبت روجينا من يديه ثم ركضت لحافة السور قائلة بإنبهار
المنظر هنا يجنن..
ثم