الدهاشنة كاملة بقلم اية محمد
ذلك عله لا يفسر الأمور بمنظور أخر فقال بثبات وتحكم شديد
كويس وأهو تغير جو وتنسى بقا اللي فات لازم تبص لنفسك ولحياتك يا
________________________________________
بدر...
أومأ برأسه بهدوء فتعجب كلا منهما حينما استمعوا لصوت شجار عڼيف يأتي من أمام باب شقتهم فردد بدر بدهشة
أيه الصوت ده
رد عليه احمد
معرفش تعالى نشوف في أيه
وبالفعل خرجوا سويا فوجدواماسة تبكي بشدة وتتعلق باللعبة التي يحملها طارق والأخير لا يقبل بتركها أسرع إليهم بدر فجذب ما بيد طارق ثم قال
في أيه يا طارق
قال پغضب شديد
كل ما بمسك لعبة عايزاها دي بقت حاجة تقرف.
انكمشت ملامحأحمد
بضيق شديد فقال وهو يحاول تهدئتها
مش هتبطل عنادك ده يا طارق قولنالك ألف مرة متحاولش تضايقماسة لإنها تعبانه!
رد عليه بكره شديد
الكل عمال يقول تعبانه تعبانة وهي بتجري وبتنطط فين التعب ده
تدخل بدر سريعا قبل أن تزداد الأمور سوء فهو يعلم ماذا تعني ماسة لأخيها
طلعها فوق يا أحمد وأنا هحاول أفهمه.
منحه نظرة قاتمة قبل أن يجذب يدها برفق للأعلى أما بدر فجذب طارق للأسفل بعدما لف يديه حول كتفيه ليشير له بابتسامة هادئة
تعالى يا بطل.
وولجوا سويا للداخل فأخذ يحاول بقدر المستطاع أن يجعله يستعب طبيعة مرض ماسة فبنهاية الأمر مازال صغير تتعقد الأمور له أحيانا.
أما بالأعلى.
مسح أحمد دموعها وهو يردد بابتسامة صغيرة
ما خلاص يا ستي جبنالك اللعبة أهو ولا أنتي لسه عايزة حاجة تاني
هزت رأسها بطفولية فتساءل بمرح
أمم شكلك عايزة تحتلي ألعابه كلها والمرادي هيولع فيا وفيكي.
لوت شفتيها بحزن فقربها أحمد إليه پألم ثم قال
بكره وأنا راجع من الشغل هجبلك ألعاب كتيرة أحسن من اللي عنده إتفقنا
ابتسمت وهي تشير له برأسها فنادى المربية ثم قال
خديها أوضتها يا إلهام وخليكي جنبها.
أومأت برأسها في طاعة ثم جذبتها للداخل وعينيه متعلقة بشقيقته التي صار حالها ېمزق القلوب!
استرخى آسر بمقعده بعد إنتهائه من العمل الشاق الذي تراكم عليه لسفره للبلد بالفترة الماضية فجذب جاكيته المطروح على ظهر المقعد ثم ارتداه ليتجه للخروج كاد بتخطي الطرقة التي تفصل بين مكتبه ومكتب يحيى فتوقف وهو يتأمل باب المصعد الحديدي المغلق ضيق عينيه بنظرة متفحصة فاقترب منه ليتفاجئ بالمصعد العالق بين الطبقتين خشى أن يكون بداخلهما أحدا فبالطبع كيف تعلق هكذا فصاح عاليا
مصطفى... مصطفى..
أتى مهرولا إليه وهو يردد
أمرك يا بشمهندس.
أشار له بضيق شديد
عامل الصيانة مجاش ليه يعمل الأسانسير!
أجابه مسرعا
من الصبح عمال يقول ساعة وجاي ولسه لحد الآن مجاش.
بحزم أضاف
وأنتوا مستنين أيه هاتوا واحد غيره شكل في حد بالأسانسير... إتحرك بسرعة.
ركض وهو يرفع صوته
حاضر.
وصليحيى للعمارة التي تضم شقة صديقه القديم بعدما إنتقل لشقة أكبر منذ سنوات صعد الدرج مسرعا حتى وصل للطابق المنشود كاد بأن يطرق على باب الشقة فتفاجئ به مفتوح فأسرع للداخل باحثا عنها..
ابتسامة خبيثة تشكلت على ثغرها ففور رؤية سيارته بالأسفل حتى رتبت أمرها فوقفت على سور الشرفة لتضمن نجاح خطتها اهتدت نظراته الباحثة عنها حينما رآها تقف على سور الشرفة فأسرع إليها وهو يصيح بها بإنفعال
يمنىأوعي تتهوري وترتكبي ذنب تدفعي تمنه غالي.
واقترب منها بحذر ثم مد يديه إليها وهو يتابع حديثه
هاتي إيدك وبطلي جنان.
أخفت ابتسامتها بحرافية ماكرة ثم قالت بلهجة حرصت لجعلها بائسة
وأيه اللي يخليني باقية على حياتي يا يحيى أنا قرفت من كل حاجة ونفسي أرتاح.
قال وعينيه تتفحص السور التي أوشكت قدميها على تخطيه
مفيش راحة اللي هتعمليه ده عقابه عند ربنا عسير.
قالت بيأس مصطنع
هيكون رحيم عليا من البشر.
إقترب المسافة المتبقية بينهما وهو يتابع بحديثه
طب إهدي وأنا هخلي أخوك يوافق على الشخص اللي حبتيه.
ابتسمت ساخرة والمكر يداهم عينيها
مش لما الشخص اللي بحبه يقبلني!
تصنعت عدم رؤيته وهو يقترب منها فتركته ينتشلها بعيدا عن السور لنجأتها مثلما ظن هو عاونها على الوقوف ثم جذبها للداخل وأغلق باب الشرفة ليصيح بها پعنف
إنتي إتجننتي! أيه اللي عايزة تعمليه ده
قالت پانكسار مزيف
مفيش بإيدي حاجة أعملها.
قال بهدوء
متقلقيش أنا هحاول أساعدك.
ابتسمت بخبث ثم إقتربت منه لترفع يدها على صدره فوزع نظراته بين قربها الشديد منه وبين يدها بعدم استيعاب وخاصة حينما قالت
لو عايز تساعدني يبقى تتقبل حبي ليك وتتجوزني يايحيى.
جحظت عينيه في صدمة وهو يحاول إستيعاب كونه الشخص المتزوج الذي تحبه! هز رأسه بعدم تقبل تلك الحقيقة فأبعدها عنه وهو يشير لها
أنتي أكيد مش في واعيك.
إلتصقت به مجددا وهي تجيبه بجراءة
أنا عمري ما كنت في واعي غير النهاردة أنا حبيتك من سنين من قبل حتى ما تتجوزها ولما اشتغلت معاك كنت بحاول أخليك تحس بيا بس دلوقتي خلاص جوازتك من المچنونة دي مش لازم تستمر أكتر من كده.
جلدته تلك الكلمة فنهشت جسده نهشا فدفعها بعيدا عنه حتى ارتطمت بالأرض بقوة وبتقزز أضاف
مسمحلكيش تتكلمي عن مراتي كده أنا بجد مصډوم فيكي وفي اللي وصلتي له من هنا ورايح المكتب متخطهوش برجليكي والكلام اللي قولتيه هنا النهاردة ده متكررهوش تاني.
وتركها وكاد بالرحيل فتعلقت بقدميه وهي تردد پبكاء
انا آسفة يا يحيى مش هتكلم عنها كده تاني ومش عايزاك تتطلقها.
ونهضت لتقف من أمامه ثم إقتربت منه بطريقة مخجلة لحيائها كأنثى لتستطرد
أنا عايزاك أنت وبس حتى لو هنتجوز بالسر!
إبعدي.
عن الفور تدارك ذاته باللحظة المناسبة فجذب قميصه الملقى أرضا وأسرع بالخروج من ذاك المكان الذي يشبه اللعڼة أسرعت من خلفه فدفعها بعيدا عنه وهو يردد بتقزز
أنا لولا أن أخوكي صاحبي وعشرة عمر أنا كنت ڤضحت وساختك.
وتركها وغادر فجزت على أسنانها بغيظ وصدمة من تماسكه أمامها! لا تعلم بأن من يعشق من صمام قلبه لا يرى أمامه الا من فتنت قلبه وعقله.
بعد معاناة تمكن العامل من تصليح العطل القابع بالمصعد وفور الإنتهاء من الإصلاح استكمل المصعد مهامه بالهبوط للطابق الأرضي فأسرع آسر للأسفل ثم فتح باب المصعد ليتفاجئ بها مغشي عليها فزع حينما رآها ملقاة كمن فارقتها الروح فإنحنى ليقربها إليه ثم لطم وجنتها برفق
آنسة تسنيم.. سامعاني
كانت شاحبة كالمۏتى فحملها بين يديه ليصعد بها لمكتبه مجددا بعدما طلب من العامل إحضار الطبيبة في الحال وبالفعل ما هي الا دقائق معدودة حتى انتهت من فحصها لتؤكد له بأنها بخير ولكن إحتجازها بمكان ضيق كهذا منعها من إستنشاق الإكسجين اللازم وأخبرته بأنها ما هي الا دقائق وستستعيد وعيها تدريجيا جذبآسر احد المقاعد ثم جلس لجوارها ينتظر لحظة استعادتها للوعي فتحت جفن عينيها الثقيل بصعوبة وهي تحاول التقاط نفسها المتقطع بدأت الرؤيا توضح تدريجيا فوجدت ذاتها بمكتبه انتفضت تسنيم بجلستها وأخذت تتأمل المكان برهبة شديدة إقترب آسر منها ليتساءل بشك
أنتي كويسة
إرتجف جسدها وتراجعت للخلف وهي تردد پخوف مبالغ به
أنا هنا بعمل أيه وأنت ليه مقرب مني كده
رغم دهشته من طريقتها الغريبة ولكنه تفهم بنهاية الأمر الحالة المسيطرة عليها فسمات الصعايدة صعبة فيما يرتبط بالأصول فأشار لها بيديه
إهدي بس الأول.
واستطرد ليوضح لها
أنتي كان مغمى عليكي بالأسانسير وأنا طلبتلك دكتورة ولسه ماشية حالا.
ابتلعت ريقها على مهل ثم عدلت من خمارها الطويل لتجذب حقيبتها ثم رددت بصوت واهن
شكرا لحضرتك يا أستاذ آسر..
وتحملت على ذاتها لتنهض عن الأريكة فرفعت معصمها ومن ثم شهقت پصدمة
يا خبر الوقت إتاخر أوي أكيد باب السكن إتقفل.
استمع آسر لما قالت وإن كان صوتها منخفض فقال بذهول
بس الساعة١٠ونص!
رفعت عينيها إليه ثم قالت پخوف
الباب بيفقل الساعة ٩.
ثم اتجهت تجاه الباب فخطى خلفها وهو يناديها
تسنيم استني.
وقفت محلها تشدد على حقيبتها بارتباك فوقف مقابلها ثم قال
تسمحيلي أوصلك بعربيتي..
كادت بالاعتراض فقاطعها
زي ما قولتي الوقت إتاخر ومينفعش تمشي بالوقت ده لوحدك ويا ستي إعتبريني تاكسي واركبي ورا..
صمتت قليلا تحسبها فقال بحزم
متضعيش وقتك أكتر من كده يلا.
لم يكن لديها حلول أخرى اتبعته للأسفل باستسلام فأخرج سيارته من الجراج ومن ثم وقف مقابلها فصعدت بالخلف على استحياء تحرك بها وكانت مرشدته تجاه السكن الجامعي ومع أن وصلوا حتى وجدوا الباب مغلق من الخارج بالقفل المعدني مثلما تفعل مديرته كل يوما حرصا على سلامة الطلبات ولأجل الحفاظ على قوانين السكن انكمشت ملامحها في يأس ولمعت الدموع بحدقتيها فماذا ستفعل بهذا الوقت المتأخر وإلى أين ستذهب
هبط آسر من سيارته خلفها فوزع نظراته بينها وبين القفل الكبير ثم قال بثبات
ولا يهمك تعالي معايا وقضي الليلة مع حور والبنات.
أعدلت طرف خمارها الطويل وهي تجيبه بتوتر
لا مفيش داعي هشوف أي مسجد. أو سكن قريب من هنا.
بحدة قال
سكن أيه ومسجد أيه بلاش كلام فارغ بعيد عن إنك صاحبت حور فإحنا من بلد واحدة وبنعمل مع الغرب أكتر من كده ولا أيه!
أخفضت رأسها أرضا بحرج مما تعرضت له خلال هذا اليوم الغامض ففتح آسر باب السيارة الخلفي ثم أشار لها بالصعود فصعدت على استحياء ليتحرك بها تجاه العمارة الخاصة بهم.
بشقة عبد الرحمن.
ظل لجوارها حتى غفت تماما فداثر عبد الرحمن والدته بحنان ثم تسلل للخارج بهدوء حتى لا يوقظها فإتجه للمطبخ ليعد كوب من القهوة الساخن ثم جلس يحتسيها
بانتشاء وكأن مذاقها يذكره بتلك الفتاة ذات العين البنداقية لأول مرة تتعلق ذاكرته بأحد ليس لإنه يكره النساء ولكن لإنه لم يجد من تلفت انتباهه انتشله من شروده الهائم بفتاة أميركا رنين هاتفه فرفعه ليجد اسم الكبير ينير من شاشته لعق شفتيه بتوتر وكأنه يتلصص على تفكيره فوضع الكوب من يديه على الطاولة ثم وقف ليجيبه بلغة صعيدية
كيفك يا عمي يارب تكون بخير.
أتاه صوت فهد الحنون
بخير يا ولدي انت اللي أخبارك أيه وحشنني أوي.
ابتسم وهو يجيبه
اني بخير والله تسلم يا غالي.
انتظر دقيقة ثم قال
اني كلمتك عشان أقولك تتدلى البلد أخر السبوع الجاي أنت ووالدتك مع الشباب.
صعق عبد الرحمن مما استمع عليه فبترت الكلمات على شفتيه ولم يجد ما يقوله فاسترسل فهد حديثه قائلا
متقلقش هبعتلك عربية إسعاف تجبها وهي إهنه جوه عيونا يا ولدي.
ابتسامة
تسللت على