بقلم شاهندة
بكتفيها قائلا وهو ينظر مباشرة إلى عينيها بثبات
أنا مش هبعد عنك غير بالمۏت يارحمة لو عايزانى أبعد عنك أنا أهو أدامك إقتلينى أرحم
لاحظ ظهور الخۏف بعيونها ثم الحزن فى نبراتها وهي تقول
ربنا يخليك لهاشم يايحيي
مال ينظر إلى عينيها قائلا بحنان
وإنتى ياقلب يحيي
نظرت إلى عيونه بعيون غشيتها الدموع قائلة
حياتك كل شوية بتوصمها بالعاړ وتتخلى عنها وتسيبها لا هي حية ولا مېتة
قال يحيي بحنان
بعيد الشړ عنك يارحمة إنتى فاهمة غلط إسمعينى للآخر ولو لقيتينى زي ما بتقولى يبقى حقك ياستى تقولى أكتر من كدة كمان
كادت أن تتفوه بكلمات ليقاطعها وهو يقربها إليها قائلا
بقك ده ميتفتحش خالص وأنا بكلمك وإلا هسكتك بطريقتى يارحمة
إفتحى بقك تانى يارحمة
والمرة دى والله ما هسيبك أبدا
أغلقت رحمة فمها على الفور وهي تحبس انفاسها ليبتسم بداخله على مظهرها البرئ كالملاك الرائع كالأطفال ثم أخذ نفسا عميقا يتمالك به نفسه قبل أن يقول
عقدت رحمة حاجبيها وكادت أن تقول شيئا ولكنها تذكرت تهديده لتزم شفتيها حنقا لتكاد أن تفلت ضحكة من شفتيه وهو يلاحظ رد فعلها ليقول بإبتسامة
شاطرة يارحمة
نظرت إليه بغيظ تجاهله وهو يقول
طبعا مراد كان عايز يطلق بشرى ويبعدها خالص عن حياتنا بس ساعتها
كانت رحمة تستمع إليه بقلب أدرك أنه لم يخذلها بل كان فقط يحاول مساعدة أخيه ونحر شړ تلك العقربة للأبد راجعت ماحدث فوقتها قبض على يده ولكنه بسطها بعد ذلك وهذا بالضبط مايفعله أثناء التوتر والقلق وليس الڠضب فلو كان غاضبا مابسط يده قط كالمرة الأولى تماما لتدرك بالفعل أنها ظلمته ولكنه جازف أيضا بعلاقتهما ووضعها على المحك فى سبيل ما فعل ليظهر على وجهها الضيق رغما عنها ويحيي يقول
أومأت برأسها ذراعيها يقربها منه قائلا بهمس
طيب حقى فين
كادت أن تنطق ليرفع حاجبيه فإلتزمت الصمت وهي تزم شفتيها مجددا ليبتسم قائلا
إتكلمى مش هعاقبك مټخافيش
تراجعت رحمة بظهرها قائلة بحنق
وهخاف من إيه يعنى
ليرفع حاجبه مجددا لتقول بإضطراب
ما علينا يعنى حق إيه سيادتك بقى اللى بتدور عليه
إبتسم وهو يقترب منها يميل عليها قائلا
حق أيام مشفتش فيها طعم الراحة بسبب بعدك عنى حق أيام لا كنت فيها باكل ولا كنت بنام وأنا مش عارف إنتى فين وعاملة إيه حق ساعات إتمنيت فيها إن ربنا ياخد عمرى بس أطمن عليكى يارحمة
أسرعت تضع يدها على فمه قائلة
بعيد الشړ عنك يايحيي متقولش كدة تانى أنا من غيرك أموت
خاېفة علية يبقى لسة بتحبينى يارحمة
أطرقت برأسها قائلة فى حزن
وأنا من إمتى بس بطلت أحبك يايحيي أنا بس زعلانة منك شوية
مد يده يرفع ذقنها بيده لتواجهه عيناها ليقول بحيرة
ليه بس
نظرت إلى عمق عينيه قائلة
لإنك كان لازم تصارحنى بكل حاجة بتحصل فى حياتك يمكن لو كنت صارحتنى مكناش بعدنا عن بعض إنت مش آخد بالك إنى كان ممكن يجرالى حاجة من صډمتى اللى خدتها فيك لتانى مرة
بعيد الشړ عنك ياحبيبتى بس إنتى معاكى حق فى دى أنا غلطان وبتأسفلك وأوعدك إنى أقولك على كل حاجة بتحصل معايا من النهاردة أنا مش مستعد أخسرك من تانى بعد ما خلاص لقيتك يارحمتى
على فكرة أنا مبقتش لوحدى يعنى لازم تاخد بالك مننا كلنا
إبتسم يحيي قائلا
إنتى وهاشم فى عيونى يارحمتى
إبتسمت وهي تمد يدها تمسك يده وتقربها من بطنها تضعها عليها قائلة
أنا وهاشم والبيبى اللى فى بطنى يايحيي
نظر يحيي إليها مشدوها ينقل بصره بين بطنها ووجهها ليقول بعد لحظة
إنتى بتقولى إيه يارحمة
إتسعت إبتسامة رحمة قائلة
بقول إنى حامل يايحيي
عقد يحيي حاجبيه قائلا
بس إنتى قولتيلى
قاطعته قائلة
قلتلك اللى سمعت الدكتور فى الإمارات بيقولهولى لما تعبت وهشام ودانى ليه وقاللى بعد عمل التحاليل إن عندى عيب خلقى فى الرحم يخلينى عقيمة الدكتور اللى إكتشفت دلوقتى وبعد حملى وكلام الدكتورة هنا إن هشام أكيد كان متفق معاه عشان أفقد الأمل نهائيا فى إنى ست طبيعية ممكن تتجوز
من تانى وتخلف وتعيش زي باقى الستات فأرضى بحالى وأكمل معاه
قال يحيي وقد بدأت ملامحه تنفرج سرورا
يعنى أنا هجيب طفل منك يارحمة
اومأت رحمة برأسها قائلة
طفلة قلبى حاسس إنها طفلة يايحيي بنوتة صغيرة تكون أخت لهاشم عشان ياخد باله منها
قال يحيي بسعادة شعت من عيونه
ولد أو بنت نعمة وفضل من ربنا الحمد لله
ليمسك رحمة قائلا
إنتى خليتينى
النهاردة أسعد واحد فى الدنيا يارحمة
كان الجميع يجلسون مجتمعين لأول مرة كانوا فرحين بتجمعهم ولم ينغص عليهم سعادتهم فى جلستهم تلك سوى خبر إستطاعة بشرى الهروب من محبسها بمساعدة ذلك المأفون فتحى قبل أن يستطيع رجال يحيي القبض عليه ولكن بشرى هي من إستطاعت الإفلات منهم ليقول يحيي بعصبية
أكيد مستخبية عند اللى فى التسجيل ده واللى ساعدها يوم ماحاولت ټقتل رحمة وشروق ويوما ماخدرت رحمة تانى
قال الحاج صالح پغضب
يامين يطولنى رقبتها وأنا أقتلها بإيدى دى طلعت حية كبيرة ولازم تتقطع رقبتها عشان نبعد شرها عننا
ليقول فارس فى ڠضب
وإحنا فين ياحاج نجيبهالك متكتفة لحد عندك
قال يحيي بحدة
ملوش لزوم الكلام ده دلوقتى نلاقيها بس وهتاخد جزائها على كل عمايلها السودة وغلطاتها فى حق ولاد الشناوي كلهم وخصوصا مراد
تنهدت الحاجة آمال قائلة
مراد ياضنايا ياإبنى الله يكون فى عونه ده كان عايش مع شيطانة الحمد لله إنه خلص منها
لتقول رحمة بقلق
صحيح هو مراد راح فين يايحيي
مرر يحيي يده فى رأسه قائلا بتوتر
راح العربية يجيب موبايل بشرى منه جايز نلاقى فيه حاجة تفيدنا
ليدلف مراد فى نفس الوقت وعلى وجهه ظهرت ملامح خيبة الأمل وهو يحمل الهاتف يناوله ليحيي قائلا
آخر رقم كلمته كان واحد إسمه مجدى ده الكوافير بتاعها
عقد يحيي حاجبيه وهو يقول
كوافير إيه بس اللى هتكلمه فى الوقت ده أكيد مش هو أو يمكن مسحت الرقم
لتتنحنح نجاة قائلة بتوتر
تسمحولى أتكلم
أشار لها الحاج صالح بالكلام لتستطرد قائلة
بنتى لبنى قالتلى إنها فى آخر زيارة لبشرى هنا سمعتها بتكلم واحد إسمه مجدى وإنها أول ما شافتها إتخضت ووشها إصفر أنا مرضتش أقول لحد إفتكرت إنها أوهام أطفال ومحبتش أعمل مشاكل بس الواضح إن مجدى ده مش الكوافير بتاعها زي ما حضرتك بتقول ياأستاذ مراد أكيد ده اللى ساعدها فى كل بلاويها
عقد مراد حاجبيه بقسۏة يدرك
كم كان مخدوعا بتلك الحية ليقرر أن يكون مقتلها على يده ويده وحده دون غيره ليترك المكان مغادرا بخطوات واسعة لتقول رحمة بعجلة
روح ورا مراد يايحيي شكله هيعمل مصېبة
لينظر يحيي إلى الهاتف قائلا بغموض
مش هيلحق يارحمة مش هيلحق
كانت بشرى مع مجدى تقول بحنق
شفت يامجدى عملوها فية الكلاب كل ده عشان إكتشفوا إنى بحبك إنت معرفش عرفوا إزاي بس أكيد العقربة رحمة ليها إيد فى الموضوع ده تعرف يامجدى حبسونى فى مخزن قديم مع الفيران وحرمونى من الأكل والله أعلم كانوا هيعملوا فية إيه تانى لولا فتحى كنت مت
زاد ليقول پغضب لما حدث لها على أيدي هؤلاء القذرين
إهدى بس يابشرى إنتى دلوقتى معايا وفى مفيش أي حاجة ممكن تإذيكى ياما قلتلك سيبك منهم وخليكى معايا أنا إتطلقى من مراد وتعالى نتجوز وكفاية الفلوس اللى معايا بس إنتى اللى مرضتيش عموما ملحوقة أما مراد و يحيي فوعد منى هنتقملك منهم واحد واحد هموتهم كلهم وأريحك من أرفهم إصبرى بس وهتشوفى
قالت بغل
أيوة يامجدى موتهم وريحنى منهم وساعتها هبقى ليك لوحدك إنت وبس وفلوس عيلة الشناوي كلها هتكون لينا
نظر إليها مجدى لثوان يتفحص ملامحها ثم قال بحيرة
غريبة يابشرى إشمعنى دلوقتى وافقتى على موتهم رغم إنى عرضت عليكى قبل كدة الإقتراح ده ورفضتى
قالت بإضطراب
عشان يعنى زمان زمان مكنش فيه حاجة ممكن تحرمنى منك موتهم أو حياتهم مكنتش تفرق معانا كتير دلوقتى ياهما ياإحنا وطبعا هختارنا إحنا ياحبيبى
إبتسم مجدى قائلا بحنان
قلب حبيبيك يلا بقى روحى ياحبيبتى إدخلى الحمام وخدى شاور يريح جسمك وبعدين تعالى هتلاقينى محضرلك أحلى أكل لأحلى بشرى
إبتسمت وهي تومئ برأسها إيجابا لتتجه إلى الحمام تدلف إليه ثم تنظر إلى مجدى الذى أرسل لها هوائية لتبتسم وهي تغلق الباب خلفها لتختفى تلك الإبتسامة مباشرة وهو تقول پحقد
ماشى يامراد إنت ويحيي بتتفقوا علية طيب مبقاش بشرى إن ما إنتقمت منكم كلكم
كان مجدى يعد صينية الطعام لبشرى ويضع زهرة حمراء فى فازة صغيرة بالمنتصف تماما حين رن هاتفه يعلن عن وصول رسالة ما أمسك هاتفه يفتح تطبيق الواتس آب ليجد أنها رسالة من هاتف بشرى عبارة عن فيديو ما مازال قيد التحميل ليعقد حاجبيه بحيرة يتساءل عن مرسل هذا الفيديو وهو يعلم أن الهاتف ليس بحوزة بشرى وأنها تركته بالمنزل حين أخذها كل من مراد ويحيي إلى هذا المخزن القديم كاد أن يذهب إلى بشرى يشاركها هذا الفيديو بعد أن تكونت لديه فكرة عن مرسله حين إستوقفه ذلك الفيديو الذى حمل الآن تماما ففتحه رغما عنه لتظهر بشرى