الأحد 24 نوفمبر 2024

بقلم شاهندة

انت في الصفحة 25 من 35 صفحات

موقع أيام نيوز


إيهها مش إبنى حتة منى قلبك ده مبيحسش إنه كمان حتة منك يبقى ليه نضايق وربنا أكرمنا بيه هاشم إبنى وإبنك يارحمة إبننا 
نظرت إليه بعيون غشيتها الدموع وهي تقول 
يعنى إنت مش زعلان إنى مبخلفش يايحيي
نظر إليها يحيي قائلا بحنان 
أنا كفاية علية إنتى يارحمة الأطفال ده رزق من عند ربنا زي ما الحب رزق وأي نعمة ربنا يديهالى أنا راضى بيها وهشكره دايما عليها ربنا رزقنى حبك ورزقنى هاشم مش معقول أكون طماع ومشوفش النعم اللى إديهالى وأبص بس للى ناقصنى 

سالت دموعها وهي تقول بعشق 
إنت مفيش منك يايحيي 
مد يده يمسح دموعها بيديه قائلا بعشق 
أنا بحبك بحبك وبس يارحمة 
عقدت بشرى حاجبيها بشدة وهي تقول 
يعنى هي كانت شغالة مع مراد وبعدين سابت الشغل من سنتين ومحدش عرف عنها حاجة لحد ما جت من فترة بسيطة وقعدت عند صاحبتها من تانى صح 
قال مجدى 
أيوة يابشرى دى كل حاجة قدرت أعرفها عنها البواب قال إنها جت عاشت مع صاحبتها فترة وإنها بتشتغل فى شركة الشناوي لغاية فجأة ماإختفت ورجعت ظهرت من كام يوم ولما سألت فى شركة الشناوي قالولى إنها كانت سكرتيرة مراد وفجأة سابت الشغل ومراد عين واحدة تانية بدالها 
أطرقت بشرى برأسها تفكر ليطول صمتها ويقول مجدى فى قلق 
بشرى روحتى فين ألووو
إنتبهت بشرى من أفكارها لتعدل وضع سماعة هاتفها وهي تقول 
معاك يامجدى بس بفكر شوية طب قوللى
صاحبتها دى ساكنة فين
أملاها مجدى العنوان لتتذكر أنه نفس العنوان الذى حمله هاتف مراد فى آخر رسالة نصية وصلته قبل الحاډث لتعقد حاجبيها بشدة وهي تقول بهمس 
كدة الموضوع ميطمنش خالص 
قال مجدى بحيرة 
موضوع إيه اللى ميطمنش
إنتبهت بشرى له مجددا لتقول 
ها لا مفيش حاجة سلام دلوقتى يامجدى وهكلمك بعدين 
إنتفضت على صوت مراد وهو يقول 
مجدى ده مين يابشرى
شعرت بالإضطراب والخۏف وهي تلتفت إليه تتساءل إلى أي مدى إستمع إلى محادثتها لتطمأنها ملامحه الهادئة وتقول بإهتمام مصطنع 
إنت إيه بس اللى قومك من السرير إنت لسة تعبان والدكتور قال إن لازملك راحة عشان تتعافى من الحاډثة 
قال مراد بهدوء 
أنا بقيت كويس مقلتليش مجدى ده يبقى مين
قالت بشرى بإرتباك 
ده ده يبقى صاحب البيوتى سنتر اللى بروحله دايما كنت عاملة حجز هناك ولما مروحتش إتصل بية 
عقد مراد حاجبيه قائلا 
وهو متعود يتصل بالعملا اللى عنده كلهم 
إبتلعت بشرى ريقها وهي تقول 
لأ طبعا مش كلهم العملا الدايمين بس 
زفر مراد وهو يجلس على مقعد قائلا 
طيب روحى شوفيلى الدكتور يابشرى أنا زهقت من المستشفى دى وعايز أمشى من هنا حالا 
قالت بشرى 
متأكد يا مراد
قال مراد بضيق 
طبعا متأكد ما إنتى عارفة إنى مبحبش المستشفيات ومبطيقش اقعد فيها ده غير إن ورايا مشوار مينفعش يتأجل 
عقدت حاجبيها قائلة 
مشوار إيه ده بس دلوقتى
نظر إليها مراد قائلا فى برود 
بيزنس والعميل هيسافر ولازم ألحقه 
قالت بشرى 
إنت بتهزر يامراد تخرج من المستشفى على ميتنج ما تخلي يحيي يحضره ولا هو لازق للهانم بتاعته ومش قادر يسيبها
قال مراد بصرامة 
بشرى بقولك إيه بلاش شغل الأطفال ده الميتنج محدش يعرف تفاصيله غيرى ويحيي كان هيكنسل المشروع كله عشان وضعي بس أنا اللى أصريت أكمله للآخر وهروح الميتنج بنفسي 
قالت بشرى بنبرات تملؤها الشك 
طيب آجى معاك
قال مراد بضيق 
هتيجى معايا فين بس انا هجتمع مع الراجل لوحدنا آخدك بقى معايا وأقوله سورى معلش جايب مراتى معايا عشان أنا طفل صغير ومش هعرف آجى لوحدى
قالت بشرى فى برود 
لأ ميصحش طبعا عموما براحتك عايز تروح لوحدك روح أنا مش همنعك بس كلم يحيي وقوله عشان ميطلعش فية أنا علشان سيبتك تروح لوحدك 
نظر إليها مراد فى سخرية قائلا 
كل اللى يهمك رأي يحيي عنك حاضر يابشرى هكلمه روحى انتى بقى هاتيلى الدكتور خلينى أمشى من المكان ده 
زفرت بضيق وهي تقول 
حاضر حاضر 
لتبتعد مغادرة فى خطوات غاضبة يتابعها مراد بعينيه قائلا بحزن 
مفيش فايدة 
ليشرد بخياله فى هذا العمل الذى لابد وأن يقوم به حتى يصحح خطأه مع التى سړقت قلبه دون أن يدرى وتركته هائما فى عشقها تائها دونها يبحث عن
مرفأها ولن يرتاح حتى يجده 
قال مراد بحزم 
كان لازم أمشى من المستشفى يايحيي كان
لازم أشوفها وأعتذرلها وأرجعها بيتها 
قال يحيي بقلق 
طب كنت إستنى الليلة دى على الأقل يامراد عشان نكون مطمنين عليك 
زفر مراد قائلا 
قلتلك مكنتش هقدر يايحيي عموما أنا مش هتأخر 
تنهد يحيي قائلا 
طب إنت فين دلوقتى
نظر مراد إلى تلك البناية القديمة من خلال نافذة تلك السيارة التى أجرها خصيصا لتوصله إلى حبيبته قائلا 
أنا أدام بيت نهاد متقلقش يايحيي هصالحها وهرجع علطول 
قال يحيي 
وبشرى قلتلها إيه
قال مراد 
قلتلها إجتماع مهم مينفعش يتأجل وخليتها تسبقنى على البيت 
قال يحيي بضيق 
إنت برده هتروح على شقة المعادى
قال مراد بهدوء 
أيوة يايحيي 
قال يحيي 
يعنى مش ناوى ترجع بيت الشناوي يامراد
تنهد مراد قائلا 
إنت عارف إنى لو رجعت هترجع المشاكل بين بشرى ورحمة أنا لو علية عايز أرجع من
الصبح بس مع شروق مش مع بشرى يايحيي 
قال يحيي بثبات 
طب ما تطلق بشرى يامراد وتعيش مع شروق أدام الكل مش فى الضلمة زي زمان 
زفر مراد قائلا 
كان نفسى يايحيي بس مش هينفع فيه حاجات كتير تمنعنى أطلق بشرى وإنت عارف لو كنت إنت مكانى مكنتش هتطلقها صح 
صمت يحيي كان إجابة واضحة لكونه على حق فلكي يطلق بشرى يحتاج إلى سبب قوي حتى لا يلومه أحدا من العائلة أو يغضبون عليه ليستطرد مراد قائلا 
أما بالنسبة لشروق فأكيد هتكون علاقتنا فى النور لو مكنش عشان حبى ليها واللى خلانى شفت أد إيه أنا قصرت فى حقوقها علية فعشان خاطر طفلى اللى جاي بس صدقنى محتاج أفكر كويس أوى عشان أظبط أمورى وأقدر أعمل كده 
قال يحيي بهدوء 
ماشى يامراد أنا معاك وفى ضهرك ولو إحتجتنى هتلاقينى جنبك 
إبتسم مراد قائلا 
ده العشم يايحيي ربنا يخليك لينا 
إبتسم يحيي قائلا 
ويخليكوا لية يامراد 
كان يحيي ينظر فى تلك اللحظة لرحمة التى إبتسمت بدورها إتسعت على أثرها إبتسامته ليعود ويركز فى الطريق عندما قال له مراد 
مفيش داعى بقى ترجع البيت يايحيي مدام خرجت إنت ورحمة وكنتوا جايينلى المستشفى أقولك خدها حتة هادية وعشيها عشا رومانسى كدة شموع وحركات كفاية بقى الكآبة اللى عاشت فيها اليومين اللى فاتوا دول غيرلها جو ياكبير 
قال يحيي بمزاح ساخر 
ماشى ياخفيف ركز إنت بس فى اللى عندك وسيبك منى 
إبتسم مراد قائلا 
مركز متقلقش سلام 
أغلق يحيي الهاتف وهو ينظر إلى رحمة قائلا 
إيه رأيك مادام أخويا خرج من المستشفى وإحنا مش رايحين على هناك ومادام إحنا فى العربية وخرجنا خلاص نروح مكان هادى نتعشى فيه
إبتسمت فى سعادة وهي تصفق بيدها قائلة 
وهنرقص
إبتسم على طفوليتها وهو يومئ برأسه قائلا 
وهنرقص 
لتندفع فى وجنته ثم قالت فى سعادة 
موافقة طبعا 
إبتسم قائلا 
طب ماتدينى تدينىواحده كمان وأنا أوديكى الملاهي يارحمة 
إتسعت عينا رحمة بفرحة قائلة 
بجد
تعالت ضحكات يحيي لتنظر إليه رحمة مشدوهة من وسامته الطاغية حين يبتسم فما
بالها حين يضحك وتعلو ضحكاته حينها حقا يذوب قلبها عشقا توقف عن الضحك وهو ينظر إلي نظراتها المتيمة به مبتسما بحنان وهو يقول 
بحب طفلة بجد 
عقدت حاجبيها لتنفرج أساريرها 
ترجل مراد من السيارة متجها إلى تلك البناية التى لم يزرها لأعوام مضت توجس قلبه خيفة من أن ترده خائبا ولكنه عزم أمره لن يتوانى عن طلب الغفران ولن يستسلم حتى تغفر له وتسامحه ليظهر بعينيه التصميم قبل أن يدلف إلي الداخل غافلا عن عيون إتقدت شرارتها وصاحبتها تنظر إليه من خلال زجاج سيارتها لتحمل هاتفها وتتصل بهذا الرقم الأخير على سجل مكالماتها قائلة 
زي ما توقعت يامجدى الباشا راحلها البيت 
قال مجدى 
وده معناه إيه يابشرى
قالت فى ڠضب 
اللى أنا شايفاه أدامى ملوش عندى غير معنى واحد إن مراد بيلعب بديله ولو إتأكدت من الكلام ده هيبقى ياويله منى مش بشرى اللى جوزها يعرف واحدة عليها أبدا دى تمحيه وتمحيها من على وش الأرض 
قال مجدى بهدوء 
طيب إهدى يابشرى إنتى فين دلوقتى
زفرت بشرى قائلة بحدة 
أدام العنوان اللى إنت إديتهولى 
قال بحزم 
طيب أنا جايلك حالا إستنينى 
ليغلق الهاتف بينما تعلقت عيون بشرى بتلك البناية تتوعد كل من مراد وتلك الفتاة البسيطة شكلا وملبسا بنيران ستحرقهما إن تأكدت فقط من خېانة زوجها لها نعم فقط ستنتظر لتتأكد 
نظرت شروق إلى نهاد التى تنظر إلى هاتفها الذى رن مجددا بمشاعر مختلطة ظهرت جميعها على وجهها لتدرك هوية المتصل وتشفق على حاله وحال صديقتها توقف رنين الهاتف لتقول شروق بحزن 
برده مش هتردى عليه يانهاد 
تجمعت الدموع فجأة فى عيني نهاد وهي تقول بأسى 
أعمل إيه بس أرد عليه وأقوله إيه إنى لسة عند رأيي إنى مش موافقة أربط حياته بحياة واحدة زيي تعبت أجرحه
وتعبت أشوف خيبة أمله جوة عيونه وصوته حقيقى تعبت 
لتنساب دموعها على خديها ربتت شروق على يديها قائلة بحزم 
هقولك كلامى ده لآخر مرة يانهاد إنتى اللى تاعبة نفسك ومعذبة قلبك وقلبه على الفاضى بأوهام جوة دماغك إنتى وبس حبه ليكى واضح وقوى زي حبك تمام والحب اللى بالشكل ده مفيش عقبة فى الدنيا ممكن تقف فى طريقه حبكم هيعدى كل حاجة ممكن تفرقكم إسمعى كلامى وآمنى بقوة حبكم وإديلوا فرصة صدقينى مش هتندمى 
رفعت نهاد إليها عيون تملؤها الحيرة وهي تقول 
طب ليه إنتى مآمنتيش بكدة ياشروق ليه بتتخلى عن مراد
قالت شروق بنبرات رغما عنها خرجت متهدجة حزنا 
أنا ومراد وضعنا مختلف زي ما قلتلك أنا صحيح بحبه بس هو محبنيش وعشان كدة حلقة جوازنا كانت ضعيفة وأقل حاجة قابلتنا كسرتها لو كان بس بيحبنى نص الحب اللى حبتهوله صدقينى أنا كنت إتحديت الدنيا عشان أفضل معاه 
رن الهاتف مجددا لتنظر إليه نهاد بتردد لتقول شروق بإستنكار 
إنتى لسة هتفكرى ردى على التليفون يانهاد ياهرد أنا وأقوله إنساها يارأفت نهاد حبها أضعف من حبك روح دورلك ياابنى على واحدة تستاهلك 
نظرت لها نهاد وقد ظهر التصميم على وجهها لتمسك هاتفها تجيبه قائلة 
ألوو أيوة يارأفت ثوانى وهكون معاك 
لتنهض وهي تضع يدها على سماعة هاتفها تكتمها قائلة بهمس 
أنا قلتلك قبل كدة إنى بحبك ياشروق 
إبتسمت شروق قائلة 
قوليله هو 
قالت نهاد فى حيرة 
أقوله إنى بحبك إنتى 
جزت شروق على أسنانها قائلة بغيظ 
إمشى يانهاد من وشى هتعليلى ضغطى والضغط العالى غلط على الحمل 
إبتسمت لها ثم ردتها إليها لتغلق نهاد باب الحجرة فى نفس الوقت الذى رن فيه
جرس الباب لتنظر شروق إلى باب الحجرة المغلق ثم تبتسم وهي تنهض لتفتح باب الشقة لتتسع عينيها بشدة حين رأت زائرهم وأدركت هويته فعلى الباب وقف من رؤيته قد خطفت أنفاسها يتأملها بنظرة عجزت عن تصديقها نظرة جعلتها تقف عاجزة عن النطق يدق قلبها كالطبول بين أضلعها ليبتسم هو قائلا 
إيه ياشروق هتسيبيتى واقف كدة على الباب مش هتقوليلى إتفضل
لتجد صوتها أخيرا وتهمس به قائلة 
مراد 
الفصل الثانى
 

24  25  26 

انت في الصفحة 25 من 35 صفحات