رواية اسلام بقلم ساره منصور
رأسها قليلا وعينيها مضيقة بتعب لترى انها بداخل السيارة وبجانب رامى
صاد الصمت لدقائق فعقلها مايزال تائها لا يتذكر أى شئ
وفجأة وقفت السيارة نظرت حولها يميا ويسارا
نسمات البحر ټخطف عيناها حتى تذكرت هذا المكان
خرجت كلمات بصعوبة من ثغرها وهى تتذكر أخر شئ أنها تناولت العصير
_ كنت عوزانى أسيبك تتجوزى اخويا وترميني وأنا اللى وقفت جنبك كتير
ليه بتصعبيها عليا وأنت عارفه أنى بحبك
قال جملته الاخيرة وهو مقربا منها ويضع يده على كتفيها وضي عيناه يزداد بلمعة الدموع
عقلها يعود تدريجيا الى العمل وجسدها يبدأ فى إستعادة نشاطه
_ انا مابحبش سيف يارامي
جحظت عيناه وقد عاد اليها بريق الأمل وهو يقول
_ طب ليه رفضتيني
_ أنت صديق يارامي وقلبي مش شايفك
لم يعلق على كلمتها بسبب الألم الذي سببته كلماتها داخله فاستمر يقود السيارة مسرعا
ولم ينصت الى كلماتها وهى تخبره بأن يوقف السيارة
_ أسبوع واحد أديني فرصة أخليك تحبيني
مالت ياسمين رأسها يمينا ويسارا بالنفى تريد أن تخبره أن قلبها لم يعد يراه ليحبه لكن تخشي على مشاعره من الټحطم أكثر
فأردف
_ فرصة واحدة توفى وجدي معانا متخفيش منى ياسمين أنا أحميكي مأذكيش أبدا
أستسلمت ياسمين لأمرها فهو لن يصمت حتى توافق ولأن هذا الطريق يصل اليه فى خمس ساعات ومن الصعب الرجوع اليوم الى منزلها
دخلت الى البيت معه لينظر اليها الجد بعجب فقال الجد لرامي وهو يقوم بسحبه الى جانب أخر
_ هى حصلت ياولد تجيب بنت معاك هنا
_ دى مش مجرد بنت ياجدي دى حياتي
فأمال رأسه بايجاب وهو يربط عليه
جلست ياسمين مع توفى فى غرفتها تتفقد محتوياتها الرقيقة والجذابة فقالت لها توفى
_ أنت اسلام صح
_ عرفتي إزاى !!
_ من عنيك وكمان من نظرات أخويا ليك
نظرت اليها ياسمين متعجبة فأردفت توفى
وبعدين كنت خاېفة على أخويا لانه بيبصلك زي ماتكونى حبيبته وأنت ولد فا دلوقتى
مفهمتيش حاجه أنا عارفه بس أنا كدا أرتحت
قالتها توفى وهى تريح جسدها على الفراش
طوال الليل لم تنم تتقلب على الفراش وعقلها يذكرها بأدم وعمها شيئا داخلها يخبرها أن تصمت ولا تخبرهم عن مكانها
فأحبت تلك الفكرة
وصل عقرب الساعة الى الثانية عشر ليلا يهيم فى أنحاء المشفى وأنحاء المدينة و فى الشوارع الضيقة ولا يجد لها أثرا قلبه ينبض پخوف قاټل وعقله يخبره بأنها هربت منه
_ زعلان على ايه ما أنت السبب بتقرفها ليه هى واحده مش عوزاك ليه بتغصب عليها أهى هربت وسبتلك البيت
يهتف بها والده أمامه وهو يراه جالسا فى غرفتها على الارض يبكي
لا يعلم أن كلماته كالسکين الحاد يمر على قلبه العاشق حتى ينذف دما اشتياقا وخوفا
كان يريد فقط أن يجعلها بين يديه دائما يستنشق انفاسها وعطرها صباحا ومساءا لم يتوقع أبدا أن تهرب منه بسبب اظهار مشاعره لها
أنهمرت عيناه بالدموع وهو يرى السلسة ملقاه على الارض فأمسكها واقبل ينظر اليها بحزن
وكأن الدنيا أخذت من حياته الكثير ولم يعد بها شئ سوي فراغ قاټل
_ مش هسيبك ياسمين تضيعي مني ابدا ياحبيبتي
وفى الصباح الباكر
أخبرها رامي أن تتصل بعائلتها وتخبرهم انها فى رحلة مع إحدي صديقاتها لكنها رفضت تماما
لا تعلم لما رفضت لكن أرادت أن لا يعلم أدم عن مكانها
فوافق رامي على كلامها واخذها الى طريق البحر
لم تسقط عيناه عنها طول الطريق فى جبعته كثير من الكلمات والمشاعر لو بقي طوال عمره يحكي لها كم يحبها لن يكون فى العمر مايكفى فواصل التحدث لها بعيناه التى تصرخ بحبها
_ ياسمين !!
تعرفي أمنيتى إيه
إن أنا وأنت نعيش هنا بعيد عن الناس كلها مع توفى
وجده ومحدش يعرف عننا أى حاجه
طول ما إنت معايا مش هعوز من الدنيا أى حاجة
أنا بحبك جدا
تلك المشاعر لم تصل الى أذناها التى كانت شاردة فى كلمات أدم لها ولمساته مع صوت البحر
مر اسبوع كاملا بالليال الصاخبة الثقيلة التى جعلتها تشتاق الى كلماته التى تمر داخل أذناها برعدها حتى جعلت قلبها يلين الى رائحته ونبضاته
لأول مرة تشعر بهذا الشعور الغامر وهى ترى قلبها يفتح لها طريقا خصبا بعيدا عن