رواية عازف بنيران قلبي كاملة بقلم سيلا وليد.
يترقرق من عيناها ..جفف دموعها مقبلا جبينها ثم همس إليها
أنا مش هتكلم معاك دلوقتي هسيبك ترتاحي وبعد كدا نتكلم ..أومأت برأسها ثم ذهبت بثبات عميق هروبا من واقعها الأليم
بعد فترة وصل إلى الشركة ..جلس بمكتبه ينظر بساعته ينتظرها ولكن لقد مر الوقت ولم تأت قام الإتصال على السكرتيرة الخاصة به قاطعه دلوف سليم لمكتبه
بخطوات ظاهرها ثابت ولكن متعثرة في خيبات أمله منها ومن هروبها المعتاد أشعل تبغه الذي زاد نيران صدره أكثر وأكثر فأومأ لسليم دون حديث
مساء اليوم تم خطبة يونس وسارة في جو عائلي مبهج سوى من سيلين وراكان الذي شعر بوجود خطب ما لأخته
سامعك ياسيلي مالك أيه اللي حصل في الرحلة مخليك حزينة كدا ولا الموضوع متعلق بيونس
كانت الصدمة تجتاحها من حديث أخيهافظلت تنظر إليه مدهوشة من معرفته بادلها نظراتها فخرجت الكلمات من فمه غاضبة رغم محاولته السيطرة على نفسه
فيه حاجة بينك وبين يونس مش كدا وهو كالعادة اتخلى عنك وراح سمع كلام توفيق البنداري
لا ياراكان هو قاطعها عندما أشار بسبباته إليها
عارفة لو كان جه وطلبك للجواز كنت رفضته فياريت تشيليه من دماغك مش تشليه بس ياسيلين لا دا تمسحيه من حياتك
حاول أن يهدأ فأردف بهدوء
مش هو ابن عمنا لكنه مش أمين ياسيلي دا كل ليلة في حضڼ واحدة حبيبتي ودا يوجعني أكتر منك
زي حضرتك كدا ياآبيه ماهو انتو الاتنين زي بعض
طافت اعينه في جميع الأتجاهات فزفر پغضب وتحدث ولم ينظر إليها
مش كل اللي تسمعيه تصدقيه ياسيلين أنا ويونس مختلفين تماما فلو هتصوريني بيونس هقولك يبقى معندكيش ثقة في اخوكي
انتوا الاتنين واحد للأسف ياراكان هرب اللفظ مت بين شفتيها فجأة سرعان ماوضعت أناملها
يبقى لازم تعرفي اخوكي من أول وجديد
بعد يومين دلفت إلى مكتبه كان منهمكا في بعض التصاميم التي أمامه ولم يلاحظ وجودها ..فركت يديها وهي تنظر بكافة الإتجاهات لم تعلم كيف تحادثه ..شعر بوجود أحدهم ظنا أنها السكرتيرة الخاصة ..رفع رأسه وتحدث سريعا
ليلى إنت رجعتي إمتى واقفة كدا ليه فيه حاجة
دنت من مكتبه وهزت رأسها
عندي مشكلة ومفيش غيرك هيقدر يحلها أنا بحاول أتصل بأستاذ حمزة لكن تليفونه دايما مقفول
نهض سريعا متجها إليها ..وهو يحثها على الجلوس
بتسألي على حمزة ليه وأنا موجود وبعدين حمزة مسافر ..جلس بمقابلتها وتفحصها بنظراته
ليلى عندك مشكلة ! وعلشان كدا مجتيش الشغل بقالك يومين ومبترديش على تليفوني ! هز رأسه يمينا ويسارا مستنكرا مافعلته بتعاقبي مين بالظبط قالها صارخأستقامت بوقفتها عندما شعرت بإنقباض شديد في قلبها يكاد يمزقها من الألم من فكرة إرتباطها بذاك الشخص وقف راكان أمامها
قولتلك عايزك في موضوع مهم عملتي إيه هربتي مني وطلبت أجازة من سليم
دنى بخطوة منها فلم يعد يفصل بينهما شيئا وهمس إليها
عايزة توصلي لأيه ياليلى عايزة تقنعي نفسك إني بجري وراك ضحك ضحكة مستهزئة من نفسه وأشار بسبابته
مهما كنت تعنيلي لكن مبحبش اللي بيشوف نفسه عليا ..نظر لداخل مقلتيها وابتسم بحزن
مفكرة نفسك هتكسريني ..احتدت نظراته وأكمل
لا ياباشمهندسة غلطانة مش راكان البنداري اللي تهزه واحدة ست قاطعته عندما رفعت بصرها إليها اغروقت مقلتيها بالدموع لأول مرة بحضرته فهربت من نظراته الغاضبة.. وهي تتحدث بصوت خاڤت
راكان محتاجة مساعدتك
ساد صمتا مخټنق بحزن بينهما ..هو حزن مسيطر پألم قلبه وهي من مطالبة آخر شخص بالنسبة لها مساعدته ..شعر ببعض تأنيب الضمير عندما شاهد طبقة كرستالية من الدموع تتشكل في حدقتيها .. وأيقن بالفعل إنها تقع بمشكلة
جذب كفيها وأجلسها وجلس بجوارها على الأريكة
فيه إيه مالك هنا استمعت لرنين هاتفها ارتعشت يديها وهي تنظر للذي يهاتفها ثم رفعت نظرها إلى راكان
فيه واحد بيهددني وبيهدد بابا ..قالتها وعبراتها تنسدل بقوة لأول مرة أمام عينيه ..عبرات كوت قلبه لا يعلم كيف يزيل ألم قلبه ..كم آلمه دموعها التي ټغرق وجهها هذه المرأة أستولت على كيانه بالكامل اشتعلت نظراته بشكل مخيف وتحدث
مين دا وعايز إيه وليه بيهددكم
تلعثمت بالحديث وهي تفرك كفيها وخرجت الحروف من بين شفتيها متقطعة
ابن صاحب الشركة اللي بابا كان بيشتغل فيها دا اللي عمل القضية لبابا قبل كدا
بصعوبة كمم صړاخ قلبه الذي انتفض ڠضبا وألما على مظهرها وخۏفها من ذاك المنحط
أمال بجسده يحاوطها بنظرات تفحصية
عايز منك إيه ظل يراقب عيناها الهاربة منه طرق بقوة على سطح المكتب
بيهددكم بإيه ياليلى ..قاطعهم دلوف حمزة ويتحدث بمرحه المعتاد
عرفت إنك مسافر..توقف عن الحديث عندما وجده بجوار ليلى ونظراته تتجلى بالڠضب ...حمحم وتراجع للخلف
شكلك مشغول هشوف سليم لما تخلص شغلك نهضت ليلى إليه سريعا
أستاذ حمزة بحاول اتواصل مع حضرتك من يومين ممكن نتكلم في موضوع مهم
جز على جانب فمه يحاول منع نفسه من صفعها بقوة ليعلمها كيف تتخطى الحديث معه وتذهب تتحامى بغيره
لم تعطي حمزة التفكير فأشارت بيديها على الخروج
هنتكلم في المكتب ..رفع بصره لراكان الذي اشتعلت نظراته ود لو يطبق على عنقه ..أشار حمزة بيديه لكي يهدأ ثم خرج سريعا خلفها
بعد فترة بمكتبها ..
والدك بالفعل مضى على الشيك دا ..مسحت على وجهها حتى تهدأ وهزت رأسها
بالموافقة
الندل حطه ضمن أوراق كتيرة وبحكم شغل بابا مضى طبعا زيه زي ورق مهم
للأسف ياباشمهندسة الموضوع مفهوش ثغرة ..أولا الأمضاء صحيح مش مزور كان سهل نطعن فيه يعني لازم السداد
أطبقت على جفنيها بقوة فكان لديها أمل بحمزة ..دلف راكان وهو يطالعهم
إيه ياأستاذ حمزة مالقتش حل للمنهدسة ولا إيه ..قالها بزواية فم ملتوية بعبث عندما لجأت إلى حمزة ..دنى بخطواته وهو يرمقها وبداخله حربا شعواء تدور بين عقله وقلبه
لماذا تفعل به ذلك
توقف حمزة متجها إليه وسحب كفيه
فيه موضوع مهم عايزك تعرفه في قضية عمك قبل ماتسافر ..كان يصوب نظراته لتلك التي كانت بعالم آخر
أومأ رأسه روح على مكتبي وأنا لاحقك
همس حمزة إليه
أمسك لسانك البنت في مشكلة ..قالها حمزة وتحرك للخارج
دنى واستند بظهره بمقابلها على المكتب ورغم انزعاجه منها إلا قلبه الخائڼ لم يتحمل ضعفها وحزنها
حبس أنفاسه داخل صدره ..ضاغطا على كل عصب في جسده ألا ينفلت ويتعصب عليها
ليلى متختبريش صبري ..رفعت نظرها إليه واكتسى الحزن ملامحها وسقط قناع القوة عن وجهها فاردفت پألما مزق روحه
ليه مش كنت بتقول إني بدلل عليك ..خلاص الموضوع اتحل وأنا هتصرف
مسح بكفيه على وجهه في محاولة لتهدئة نفسه من الادرينالين الذي ارتفع عن معدله الطبيعي بسبب هدوئها
مين دا ياليلى أنا مش مكفيك علشان تحتاجي حمزة
الموضوع إتحل
إن شاءالله وخلاص لو احتجت لك أكيد هجيلك قالتها بعصبية
مط شفتيه يهز رأسه
ليلى السوبر ومن بتعرف تحل مشاكلها كلها من غير ماتحتاج لحد..كان رده على كلامها مختصر ساخر بطريقة آثرت حنقها
فأخذت جرعة كبيرة من الهواء
ممكن تبطل تريقة لو سمحت ...رفعت نظرها لتصطدم بعيناه الصقرية التي كانت قريبة جدا منها تناظره بطريقة جعلت أنفاسه ساخنة تلفح وجهها فتجلى على وجنتيها فأصبح خديها محمران وضربات قلبها التي دقت پعنف حتى شعرت بأنه يسمعها
بأنفاس مرتجفة ولسان تجمدت فوقه الحروف تسائلت حتى تخرج من حالتها
كنت عايز مني إيه وعلى فكرة أنا مكلمتش الباشمهندس سليم هو اتصل فأنا
أشش ..إهدي بعدين نتكلم ..اخلص من الحقېر اللي مخلي العيون الحلوة دي تبكي وقف يتأمل شحوبها وعيناها الدامعة لم يتعود على هدوئها وعجزها هكذا
كم آلمه هذا الشعور والذي كسکين ينخر عظامه
فتحرك بعض الخطوات وتوقف لدى الباب
أتمنى ماتكونيش مخبية حاجة تانية تراجع ينظر لمقلتيها
الحقېر دا صدقيني مش هرحمه وهعرفه إزاي يتعدى على خصوصياتي ..
عايز يتجوزنيتصنم جسده وتحولت عيناه لڠضب چحيمي فرجع إليها بخطوة
كان عايز إيه ياختي يأ إيه...أشار بيديه حتى تعيد ماقالته
منعت إبتسامة من مظهره ..وحدثت حالها
هذا الرجل أصبح خطېر على قلبها الضعيف ..خاطرتها فكرة حتى تغضبه ..دنت بخطوات سلحفية فأردفت
عايز يتجوزني هو الصراحة كويس يعني شاب تتمناه اي بنت لكن طريقته بالجواز اللي خلتني ارفضه
أنحنى ينظر لمقلتيها ونيران عيناه لو خرجت من مقلتيه لأحړقتها
لا والله..إيه أروح أقوله غير طريقة طلبك في الجواز علشان الجميلة توافق عادي ممكن ادخل
ملئت صدرها بأكسجين عطره مبتسمة على عصبيته المچنونة فأجابته
لا طبعا هو لازم حد يعرفه كان المفروض يكون عارف إن بنات الناس مش لعبة
أخرصي قالها وهو يدقق النظر بمقلتيها أشار بسبباته
صدقيني كله هيخلص بس بوقته ..تحرك خارجا قبل فقدانه أعصابه أمامها
بعد عدة أيام عادت مياه الأمل تركض من جديد بعدما علمت ما صار لذاك المتجبر المدعو ماجد وحبس راكان له
جلست أمام مرآتها لأول مرة تنتقي ثيابها بشكل منمق حتى مكياجها الذي أظهرها بطلة خاطفة ارتدت فستانا من اللون الأزرق السادة ويلتف على خصرها شريطا باللون الأبيض من الستان وحجابا بنفس لون حزامها ابتسمت برضا على جمالها الهادئ وتحركت للخارج بأناقتها فاليوم سيعود الغائب الحاضر بالقلب وتحل لغز كلماته إليها ..ابتسامة واسعة شقت ثغرها كلما تذكرت لقائهم آخرة مرة
وصلت بعد قليل إلى الشركة ولكنها تسمرت عندما وجدته يترجل من سيارة نورسين وهي تحاوط ذراعيه .وهذا إن دل على شيئا فيدل على رابط بينهما
اشاحت بوجهها آهة خاڤتة تحررت من بين شفتيها يتبعها قولا مبررا لنفسها ولكنه كسکين بارد انغرس بقلبها
زعلانة من إيه ! دا واحد دي حياته الطبيعية كدا لأول مرة تشعر بإنقباض حاد يسري كالنيران بصورتها فأصبح كل أنش في جسدها يأن ألما وڠضبا بآن واحد
كنت مفكرة إنه بيحبك ..دا راجل هلاس فوقي ياليلى ودوسي على قلبك وخز قوي صاحب قلبها فشعرت بآنينه
فتسللت دموعها المتقطرة والمتجبرة على وجنتيها لټحرقها كحړق قلبها المسكين هرولت لتختبأ بأحزانها داخل المصعد قبل أن