رواية عازف بنيران قلبي كاملة بقلم سيلا وليد.
مخطط ..انت عامل إيه
على الجانب الآخر كان يجلس بجوار ابنة خالته ووالدته يتناول العشاء
أعملي حسابك بكرة بعد الجامعة هنخرج مع بعض شوية ..ارتبكت بجوابها وحاولت الحديث
نور إحنا اتكلمنا في الموضوع دا كتير . قولتلك بابا هيرفض متنساش مفيش بينا رابط قوي ..نهض وحاول السيطرة على انفعاله
ماليش دعوة أنا عايز أخرج مع خطيبتي براحتنا عايز أحس إني خاطب مش مجرد رايح زيارة وخلاص
نور أنا مشغولة دلوقتي ممكن نتكلم بعدين بعد إذنك هقفل دلوقتي
ألقى الهاتف پغضب أمام ابنة خاله ولم تكن سوى سارة ..ابتسمت بخبث
علشان تعرف إزاي تروح تخطب واحدة مش من مستواك ..وصلت عايدة حيث جلوسهم ونظرت إلى نور
مالكم فيه إيه..لكزت ابنتها وتحدثت پغضب
مطت شفتيها وهي تنظر إلى نور بسخرية
مش أنا ياماما..البنت اللي خاطبها دي حتى أسألي خالتو هي سمعت المكالمة
أشتعلت نظرات نور الموجهة إلى سارة فڼصب عوده وجمع أشيائه وهو يرمقها پغضب
ياريت تاخدي بالك من دكتورك الفاشل اللي مش قادرة عليها قالها وتحرك للخارج
شوفتي إبنك ياخالتو بيقول إيه ..وضعت شريحة اللحم بفمها وبدأت تلوكها بهدوء ثم رفعت نظرها إلى سارة
عايزة منه إيه ياسارة ..مش دا نور اللي مقدرتيش تحبيه وسبتوا بعض هو حر خليه يتعامل مع خطبته براحته
قاطعتها عايدة
ماهو ابنك اللي معجبوش ياسلوى هنيجي دلوقتي نتحاسب وبعدين إنت عارفة سارة من صغرها مرتبطة بيونس
يونس اللي رايح جاي مع بنت أسعد ياعايدة ..فاكرة أسعد
عند ليلى بعد إغلاقها الهاتف بتلك الطريقة
ظلت تتجول بالغرفة ذهابا وإيابا كلأسد الجائع ثم أرجعت خصلاتها للخلف بقوة كادت تقتلعها
هو مفكر نفسه مين جلست تحاول أخذ أنفاسها التي سلبها منها ..شهقيا وزفيرا حتى هدأت تماما وذهبت بذاكراتها لليوم الذي حفرته بقلبها اليوم وهي قريبه منه تذكرت نظراته وهو يضمها عندما سقطت من فوق الحصان ..وحديثه لها
تيجي
تركبي الحصان بلاش حركاتك دي ..كان ممكن ټتأذي ..قالها وهو يمسد على ظهر الحصان وهي بجواره
أمسك بعض الطعام الخاص به من حبوب ووضعها بكفها وأمسك كفيها يقربها من فم الحصان ..ونظر لمقلتيها
حسسيه إنك مهتمة بيه ..خليها يحس بحنانك..رفع كفيها فوق كفيه وأطعم الحصان اتجهت ببصرها تنظر إلى وجهه القريب وكفيها فوق كفيه إستدار إليها وابتسامة جميلة على وجهه جعلته كنجم سينمائي يخطف القلب والعقل ثم
على فكرة الحصان دا بقى ملكك خلاص محدش يقدر يقرب منه..أغمضت عيناها فكانت زخات المطر تشتد من فوقهما ..خلع جاكتيه ووضعه فوق أكتافها
خليه علشان هدومك ماتتبلش ..كان يرتدي قميصه الأبيض كحال قلبه في ذاك الوقت ..رفعت نظرها إلى صدره وتذكرت تلك الړصاصة التي اخترقت صدره
كأن وجود الډماء مازال على قميصه فارتجفت شفتيها وتحدثت مسلوبة بالكامل من قربه الذي ذلذل كيانها
الچرح عامل إيه مكنش قصدي وقتها
قطع حديثها عندما ابتسم إليها
عارف مكنش قصدك ..أنا كويس وبعدين لسة فاكرة
ابتعدت عنه برفق تطرق رأسها للأسفل قائلة بشفتين مزمومتين
على فكرة كنت بسأل سليم عليكمين كان عايز يموتك ..اكتفى بتنهيدة مرتجفة افلتت من بين شفتيه
دول ناس مكنش عاجبهم الحكم في القضية فحاولوا يتخلصوا مني ودي مش أول ولا آخر مرة
ظلت صامتة لثوان تحاول تنظم دقاتها الهادرة وأنفاسها العاړية أمامه من فكرة فقدانه ... حمحم مردفا
بلاش سليم دي ليه بتحسسيني انكو أصحاب..تحركت عندما لم تجد ما تجيبه ولكنها توفقت بعد خطوة وامسكت جاكتيه
مش محتاجاه اتفضله ...جذب الجاكيت ووضعه فوقهما و تحركا متجهين إلى نوح وهو يتحدث
أمشي ياليلى متخليش صبري ينفذ
خرجت من شرودها وهي تمسك كنزتها بين يديها تستنشق رائحته كمدمن يتجرع جرعته ..استمعت لأشعار رسالة ..ظنت أنها منه ولكن جحظت عيناها عندما وجدتها من ذاك المدعو ماجد
شوفي يالولا الشيك هرفعه على باباكي في النيابة مفيش غير بكرة بس وبعده نكتب كتابنا
جلست على الفراش وكأن روحها تنسحب منها وهي تقرب تلك الورقة المصورة ويوجد به إمضاء لوالدها ..ظلت جالسة لبعض الوقت ثم رفعت الهاتف تحاول الوصول إلى حمزة ولكن هاتفه مغلق
أنكمشت ملامح وجهها بإمتعاض ولمعت عيناها ببريق الخۏف على والدها من ذاك المتجبر ..وضعت وجهها بين راحتيها علها تجد مخرجا من ذلك المأزق ..قاطع شرودها مع نفسها رنين هاتفها
ضيقت عيناها عندما وجدته سليم ..رفعت الهاتف وانتظرت حديثه
عاملة إيه ياليلى ..قالها سليم الذي كان يحتسي مشروبا دافيا وهو يجلس أمام حاسوبه
ارجعت خصلاتها واجابته
الحمد لله كويسة حضرتك رجعت ..كان يدقق بالعمل وأجابها وهو على وضعه
أيوة وبراجع على المشروع ..جهزي نفسك إنت هتسافري مع آسر بكرة إسكندرية علشان تشوفوا كل حاجة على الطبيعة
مسحت على وجهها وزفرت بحزن
ممكن أطلب من حضرتك أجازة يومين آسفة بس حقيقي محتاجة اليومين دول
ممكن تشوف حد من الزملا
ترك جهازه وتسائل
ليلى فيه حاجة بتواجهي أي مشاكل
هزت رأسها رافضة
لا يافندم كل حاجة تمام أنا تعبانة شوية وعايزة أرتاح ...أطبق على جفنيه لقد إشتاق إليها كثيرا وكان يتمنى أن ترافقه تلك الرحلة ...أغلق الهاتف واتجه لشرفة جناحه يتذكر وجهها البرئ وحديثها المهذب ...دلفت والدته إليها
سليم هو راكان لسة مارجعش قالتها زينب وهي تنظر لشرود إبنها ..سليم كررتها زينب مرة أخرى وهي تربت على ظهره حتى افاق من شروده
أيوة ياست الكل ..طالعته بنظرات تفحصية ثم تسائلت
إيه اللي واخد عقلك ياحبيبي..احتوى كفيها وجذبها تجلس على المقعد وجلس على عقبيه أمامها
ماما إبنك بيحب واحدة !! برقت عيناها وتسألت
إبني مين فيكم إنت ولا راكان!
قهقه سليم عليها وغمز بطرف عينيه
إيه ياست الكل هو راكان بتاع حب برضو دا سمعته في مصر كلها ..لكزته بكتفه
احترم نفسك ياباشمهندس دا راكان البنداري ..قبل كفيها
بهزر يازوزو إيه متعرفيش الهزار ..مسدت على وجنتيه
ربنا يسعدك ياحبيبي وأشوفك إنت وأخوك دايما مرتاحين وتتجوزوا وتكونوا أسرة بقى ...تنهدت وتجولت بأنظارها في أرجاء الغرفة
شوف أنت دلوقتي كملت التمانية وعشرين وهو داخل على الأربعة وتلاتين ولسة أوضكم فاضية ياحبيبي..نفسي أسمع كلمة نانا من ولادكم
ڼصب عوده واتجه لغرفة ملابسه وهو يحادثها
طيب ياست الكل جهزي نفسك علشان يومين كدا نروح نعملهم زيارة أنا وأنت وراكان
تبسمت بحبور وتحدثت لكي تتأكد
بجد ياسليم يعني مابتخدنيش على أد عقلي وهتتجوز ..هي حلوة حد أعرفه توقفت فجأة تسائلت
طيب فرح جدك هيسكت ولا هيوافق ..مش كفاية عدواته مع راكان
وصل إليها ماما دي حياتنا وجدو مالوش دخل ..وأنا وفرح مفيش حاجة بينا غير الأخوة وبس زيها زي سيلين
هزت رأسها وتوقفت متجهة للخارج
شكل راكان جه صوت عربيته تحت تصبح على خير ياحبيبي
قبل جبينها وإنت بخير ياست الكل
بالأسفل وصل راكان وظل جالسا لبعض الوقت بسيارته يعيد أحداث اليوم اغمض عيناه للحظات ثم ترجل من سيارته ودلف للداخل
بغرفة سيلين ظلت فترة في شرفتها تنتظر رجوعه بفارغ الصبر ..أستمعت لصوت سيارته هبطت سريعا للاسفل وخرجت من باب القصر متجه لفيلتهم ...توقفت أمام السيارة وهو يترجل منها تصنم جسده وهو يراها
تقف تعقد ذراعيها وتطالعها بنظرات هادئة رغم إشتياقها الكامل له
سيلين أردف بها يونس ..تقدمت بخطواتها إلى أن وصلت أمامه
أيوة سيلين اللي حبيت تتلاعب بمشاعرها يادكتور سيلين اللي سلمتك قلبها ...فرت دمعة من عينيها تسيل فوق وجنتيها ببطئ وضعت كفها المرتعش وأزالتها
مبروك يادكتور كنت عرفني بدل ماأتفاجئ زي زي الغريب ..روح يايونس ربنا ينتقم منك لکمته بصدره بقوة
إلهي ربنا يوجع قلبك زي ماوجعت قلبي
قالتها وتحركت من أمامه سريعا وعبراتها تسابق خطواتها ...أما هو جلس بمكانها
عندما فقد الحركة يطالع خطواتها المتعثرة تذكر صباح اليوم
ماما أجهزي بالليل هنروح لعمو خالد نطلب سارة والفرح بعد شهرين...أغمض عيناه پألما شديد كلما تذكر دموعها ودعواتها عليه
تكملة البارت السادس
صباحا على مائدة الإفطار..هبط للأسفل كان الجميع ينتظرونه لتناول طعامهم
صباح الخير يابابا ! رد والده تحيته وهو يطالع جريدته ..
راكان أيه رأيك نسافر ألمانيا ياحبيبي عايزين نخلص من موضوع سيلين دا
ارتشف قهوته وتوجه لوالده بالحديث
الأسبوعين دول مشغول جدا يابابا ..عندي قضيتين مهمين وغير مشروع الغردقة اللي حضرتك ماصدقت سبت الشغل كله
ابعد عن راكان ياأسعد خليه يشوف شغله وإنت روح خلص موضوع سيلين ...كانت تجلس تتناول فطورها بصمت تام
طالعها بنظرات تقيمية
مالك ياسيلي رحلة شرم مش كويسة ولا إيه ..هزت رأسها بالنفي
أبدا ياآبيه بس منتمتش كويس ..دلفت سارة وهي تنظر إليهم بسعادة وترمق التي تجلس بصمت فتحدثت قائلة
صباح الخير ياعمو أسعد صباح الخير ياطنط زينب
تبسمت زينب وردت تحيتها
صباح الخير ياحبيبتي اقعدي أفطري معانا ..رفعت نظرها إلى راكان
اووبا راكي باشا متشيك ورايح على فين ليكون مسافر..اتجه الجميع بنظراته عليه
قوست سيلين فمها وأجابتها
راكي طول عمره وهو شيك يمكن حضرتك اللي مكنتيش بتركزي بس معرفش الصراحة النهاردة مركزة أوي ليه
جذبت مقعد وجلست بجوار سيلين ثم رفعت
نظرها إلى زينب
طنط زينب ممكن أخد سيلين عند الكوافير النهاردة ..حضرتك طبعا عارفة النهاردة أنا ويونس هنلبس الدبل
صاعقة قوية هزت جسدها بل ارتعشت يديها وتساقط كوب الماء من يديها رفعت عيناها إلى راكان وارتجفت شفتيها وبعينين مغروقتين
آسفة ماأخدتش بالي ...جذب راكان المنشفة من فوق ساقيه وبدأ يمسح الماء من على ملابسها
أهدي حبيبتي ولا يهمك اطلعي غيري وارتاحي ..اتجه بنظره إلى سارة
سيلين تعبانة ياسارة شوفي اختك ولا بنت عمك تروح معاكي قالها وهو يجذب سيلين متجها بها للأعلى
شعرت بدوار خفيف فتشبثت بذراعيه
راكان أنا تعبانة أوي ..أردفت بها سيلين بصوتا باكي ...توقف أمام المصعد ويضم وجهها بين راحتيه
مالك ياسيلي محتاجة دكتور ..أجبلك دكتور حبيبتي..هزت رأسها رافضة حديثه
لا بس خليك جنبي أنا تعبانة خليك جنبي النهاردة لو سمحت..أدخلها المصعد بهدوء ووصل لغرفتها ..وهو يحملها بين يديه عندما فقدت الحركة ..وضعها على مخدعها ودثرها بالغطاء
ارتاحي حبيبة اخوكي أنا جنبك لحد ماتنامي ..انسدلت عبراتها پقهر أمامه
جثى بركبتيه أمامها
سيلي إنت حصل معاك حاجة في الرحلة ولا إنت تعبانة جسمانيا
أغمضت عيناها مدعية النوم أمامه..علها تخرج من آلام قلبها ..نظر إليها والدمع مازال