الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية راقصة الحانة بقلم نور زيزو

انت في الصفحة 25 من 28 صفحات

موقع أيام نيوز

 


الزواج منه قطع شروده صوت نارد قائلا 
يا دكتور ده علاج للكبد ودي عاملة الزايدة
نظر حسن له پصدمة وهز رأسه بقوة وقال 
كمل أنت يانادر
تركه وخرج پصدمة أغيابها يوم يفعل به كل هذا حقا يجعله يشرد طوال الوقت ويكتب أدوية خطأ للمرضي غير ملابسه وذهب ولم يشعر بنفسه إلا وهو يقف أمام باب شقتها طرق الباب بهدوء وفتحت له دموع وقالت 

تعال ياحسن
هي مالها 
درجة حرارتها منخفضة واضح أنها كانت مخففة أمبارح في الثلج اللي إحنا فيه ده وأنت عارف سلمي قد إيه جسمها حساسة من أقل حاجة ...
قالتها وهي تخرج الهاتف من يدها فسألها بفضول 
أنتي بتعملي ايه
أجابته پخوف شدة وهي تعطيه الترمومتر قائلة 
هتصل بالاسعاف درجة حرارتها 35وانت عارف لازم تعلي في نص ساعة وإلا هنخسرها عملت كل المحاولات ومبتطلعش
جثو علي ركبتيه بحزن وخوف أستحوذ علي قلبه ثم وضع يده علي جبينها ووجدها باردة كقطعة ثلج وترتجف رن هاتف دموع بأسمه فنظر حسن لها وقال 
روحي له وأنا هقعد معاها
لا طبعا مش هتسيبها وأمشي 
قالتها بتذمر وأصرار فهتف بأنفعال قائلا 
آنا قاعد يادموع أمشي بقي مش ناقصة
فزعت من أنفعاله فتركته وذهبت تتواعد بالكثير ل إلياس بسبب أتصاله فهي أخبرته بمرض صديقتها نادها حسن بهدوء
سلمى
وصلت دموع للغرفة في الفندق ودلفت بغيظ شديد منه ولم تجده في الأستقبال فألقت بحقيبتها على الأريكة ثم فتحت آلباب الجرار ووجدته على السرير نائم بدون غطاء يبدو انه كآن ينتظرها نزعت طاقيتها ووشاحها ثم البلطو ووضعتهم على الكرسي ثم أقتربت منه بهدوء شديد على أطراف أصابعها حتى لا تقظه رفعت قدمه بخفوت شديد ووضعتهما على السرير ونزعت منهما حذاءه ثم جلست بجواره وهو يعطيها ظهره تتأمله فأبتسمت عليه وهو يبدو كطفل صغير في منامه ملت برأسها للأيمن بهيام وهي تتأمل بعض خصلات شعره البيضاء آلتي ظهرت بالجانبين رغم قلتهم ولكنهم ظهروا فحقا حبيبها يكبر مثلها فهي كبرت كثير عن الماضي ونضجت أكثر 
أنت صاحي مش نايم أهو ااااه اووعي ياعم أنت هتفعسني في أيدك
طوقها بشدة أكثر ليزيد من حكمها بداخل ذراعيه وهتف بخفوت قائلا 
عرفتي آن حبيبك راجل عجوز
هو كفاية لحد كدة
بتر حديثها من فمها 
متكلميش لو نطقتي أسمي دلوقتي بالذات متلومنيش علي اللي هعمله بعدها
طب خلاص بس ممكن نتكلم شوية جد بقي
امممم ممكن 
إحنا هنفضل كدة هتضيع كل فلوسك في الفندق وقاعد اجازة من شغلك بصراحة آنا مش عاجبني الوضع
ماهو بصراحة آنا مقدرش اسيب مراتي هنا في بلد مالهاش حد فيها لوحدها وكمان من غير بيت وأرجع القاهرة عشان أشوف شغلي 
قالها بزفر وهو ينظر لها بعد أن وضع يديه في جيب بنطلونه بغرور تتنهدت بقوة وقالت 
يعني هتفضل كدة من غير شغل وعايش في فندق وعايز تتجوز وبس
أجابها بثقة وهو ينظر لعيناها بهدوء قائلا 
لا طبعا هنرجع القاهرة سوا لبيتنا وشغلي
رفعت حاجبها له وهي تعقد ذراعيها أمام صدرها بضجر ثم قالت ببرود مستفز 
وشغلي
تسيبيه يا دموع أنا أهم وبكرة لما نخلف ولادنا هتحتاجك أكثر من الشغل خصوصا آنك عارفة ظروف شغلي 
قالها بجدية وملامح خالية من أي تعبير ضحكت ساخرة وقالت بغيظ شديد 
تسيبيه هو ده كان تفكيرك لما جيت هنا وكتبت عليا حبيت تضمن أني مش هقطع الروقتين وقولك بح شغلي مش هسيبه وأنا كدة عجبك زي ما أنا كان بها مش عاجبك يبقى تطلقني
أياكي تنطقي كلمة طلاق دي تاني أنتي فاهمة يادموع والصبر له حدود وأنا صبري عليكي خلص وتجهزي نفسك عشان هنرجع بكرة القاهرة وأنا بحذرك يادموع حذاري صوتك يعلي عليا تاني ولا تفكر مجرد تفكير بينك وبين نفسك أنك تنطقي طلاق دي تاني أنتي مراتي هتعيشي مراتي وھتموتي مراتي فاهمة
تااابع.
البارت الرابع والعشرون تحت عنوان مواجهة 
أستيقظت سلمي مساءا وشعرت بثقل علي جسدها فتحت عيناها بتعب في أنحاء جسدها بالكامل تفحصت ملامحه بدقة بدأ من شعره القصير ذات اللون الأسود ثم حاجبيه العريضين بكثافة وعيناه الواسعتين رغم أغلقهم رفعت سبابها وضعته علي أنفه برفق وترسم بسمة علي شفتيها بخفة وتحولت ملامحها للصدمة كانت تعتقد بأنه حلم جميل تعيش به كعادتها تراه في منامها دوما وصدمت حين لمسته بأنه حقيقي دفعته بقوة بعيدا عنها فسقط ارضا وأستيقظ پألم من جسده نظر نحوها وهو يتألم ووجدتها ترمقه بنظرة ڠضب 
ايه في ايه
صړخت به وهي تقف من مكانها بنبرة غليظة وكاد الجيران يسمعوها من صوتها المرتفع قائلة 
في ايه ولا حاجة ياخويا حاجة بسيطة خالص جنابك نايم وو
أنت رايح فين خليك مكانك لو قربت مني خطوة زيادة هصوت وألم عليك الناس أنت فاهم
...
وضعت يديها على فمها پصدمة وهي تحدث نفسها بصوت يسمعه قائلة 
عار آيه يابنت الهبلة انتي انتي دكتورة وعارفة آن في حالتك دي الأفضل انك تاخدي حرارة من جسم بشړ أنا غلطان أني انقذتك
دفعته پغضب بعيد عنها ونظرت له وهي تقف خلف الأريكة وسألته بأرتباك 
يعني أنت مستغلتش الموقف وعملت حاجة صح
أقترب منها ووقف علي الاريكة التي تفصل بينهم وقال بغزل يغيظها إكثر 
أتسعت عيناه پصدمة من صڤعتها له وألجمته الدهشة منها هتف بتلعثم وسط دهشته قائلا 
أنتي ضربتيني ولا أنا بحلم 
أنتي هتعملي إيه يابت
ركضت خلفه وهي تصرخ به پغضب شديد وتقول 
كمان بتكدب فاكر انك هتهرب بعملتك دي ياحيوان
ركض بظهره للخلف وهو ينظر نحوها پصدمة وقال بهلع 
والله ما عملت حاجة دي مش أخلاقي
أخلاقك هو أنت لو عندك أخلاق هتقعد مع بنت في شقتها لوحديكم 
قالتها وهي تسرع نحوه عاد خطوة للوراء بظهره بهلع من أقتربها أكثر فسقط علي الأريكة لم تتمكن من أيقاف قدمها من سرعتها وأنفعالها فسقطت فوقه أتسعت عيناه پصدمة من سقوطها فوقه وتمسك السکين بيدها نظرت له بأرتباك من عيناه فأزدردت لعابها بادلها النظر لها بعد أن توردت وجنتها بخجل ولمعت عيناها ببريقها وشعرها الطويل منسدل علي وجنتيها من الجانبين وفوق صدره رفع ذراعيه بهدوء يضع شعرها خلف أذنها وهي تنظر بعيناها نحو يديه صامته هتف بهمس لها قائلا 
هو في حلاوة كدة
ضړبته بقبضتها علي صدره يغيظ وهو يضحك عليها فأبتعد عنه بخجل وجلست فوق الاريكة تعبث بشعرها بخجل تمسكه بقبضتها فهتف بحب قائلا 
أنتي هتقطعي شعرك بقولك حلو وزي القمر
رفعت نظرها لها وهي تعض شفتيها بخجل شديد ووجنتها زادت حمرتها فضحك عليها...
دلف إلياس الي الغرفة في منتصف الليل ووجدها علي الأرض متكية علي الأريكة وتضع رأسها عليها غارقة في نومها كما تركها بملابسها يبدو أنها لم تتحرك من مكانها أقترب منها بهدوء وجثو علي ركبتيه ينظر لها ورأي أثر دموعها علي وجنتها وكحلها الأسود لوثهما مع أنهمر دموعها 
إلياس آنا أسفة مقصدتش أعلى صوتي عليك أو أقلل من رجولتك مكنش قصدي بالطلاق آنك تطلقني وتبعد عني أنت عارف آن انا مقدرش أعيش لحظة من غيرك
جلس بجوارها بصمت وهو يستمع لحديثها ووضع يده الأخرى علي يديهما المتشابكة وقال بندم وعيناه دامعة تكاد تذرف دمعته بعد رؤيتها نائمة بالخارج باكية بدون غطاء في هذا الطقس القارس 
أول مرة تعذر من حد يا إلياس علي طول بتعمل اللي فدماغك ومتعتذرش
أنتي مش حد يادموع أنتي نفسي وحياتي عمرك ما هتكوني حد انتي آنا يادموع 
قالها إلياس وهو يضع يده علي يدها فوق وجنته ثم قال بجدية 
آنا موافق تشتغلي بس في القاهرة يادموع حولي ورقك في أي مستشفي أو هاتيه وأنا هقدمه في مستشفي الشرطة. ونرجع لحياتنا وبيتنا ياقلبي
سأله بأستياء وهي تجذب يدها من يده 
وصحابي هنا هسيبهم ياإلياس
وقف بزفر شديد وهتف بأنفعال مجددا قائلا 
صحابك هعملهم إيه يادموع هاخدهم معانا ماهو أكيد كل واحد فيهم عنده حياته هنا وبعدين آنا مش فاهم أنتي بتفكري أزاي هتختاري صحابك عن بيتك وجوزك شغل وحلتها لكن صحابك هحلها ازاي اسيب آنا شغلي وحياتي وبيتي وأهلي وأعيش معاكي هنا
نزلت من سريرها بهدوء وذهبت نحوه ومسكت يده برفق ثم هتفت ببراءة 
أنت مش هتبطل عصبيتك دي يا إلياس
نظر
نحوها بهدوء فرسمت له بسمة مبهجة تزيل غضبه بها فزفر بأستسلام لتعويذة عيناها العاشقة ساحرة له فقال 
ده علي أساس إن إلياس مچنون بيتعصب لوحده
أشارت إليه بلا وقالت ببراءة طفولية 
لا أنا اللي بعصبه
فضحك عليها وهي تتحدث بلهجةطفوليه وأستدار لها ينظر لعيناها وسألها 
طب وهو يعمل إيه لما تعصيبه
يصالحني طبعا
قالتها بغرور مصطنع وهي متشبثة بذراعه فقال بذهول 
أنتي تعصبيه وهو اللي يصالح اه منكم ياستات تغلطه وعايزين تتصالحوا
أجابته بجدية قائلة 
اه وبعدين نتكلم جد بقي حسن 
اه بتنيل بغير ومش أول مرة تعرفي 
حقي أغير علي مراتي مادام بحبها
وأنا بحبك 
أخذها صباحا في سيارته وعاد بها إلى القاهرة فور وصولهما ذهب إلى شقته أدخلها وعاد للخارج وفي يده ملفها وذهب آلي مستشفي الشرطة وأعطاه للمدير صديقه ليعينها بأقصي سرعة ثم عاد إلى شقته وجدها جهزت الطعام من أجلهما أ
أنت جيت ياحبيبي ... عملت إيه تعال أحكيلي وأنت بتأكل 
واحشتيني 
إلياس أنت عارف آننا مش هنتمم الجواز غير لما تتكلم مع أهلك وتسامحهم
أبتعد عنها بزفر وقال بصوت غليظ 
اسامحهم اسامحهم أزاي بعد اللي عملوا دول بعدوا مراتي عني 9سنين وضيعوا شبابي اللي كنت هقضيه مع حبيبتي انتي فاكرة صحابك والناس هيبصولنا أزاي وأنتي لسه بنت وراحة تتجوزي راجل شعره ابيض الناس متهمهاش إحنا بنحب بعض ولا لا قد ما يهمهوا وأحنا ماشين مع بعض يفكروني باباكي اسامحهم علي وحدتي اللي عشتها ولولا عملتهم كان زمان عيالي بتجري حواليا وبيقولولي يابابا اسامحهم بعد ما طلعوا شهادة ۏفاة لأبنهم
ياحبيبي اللي فات خلاص واهو ربنا طلع أحسن من الكل وجمعنا مع بعض وبكرة ولادنا برضو هتجري حواليك ويقولوا بابا جه بس لو خدت موقف وعملت اللي فدماغك وقطعت علاقتك بيهم الزمن هيجري لا اللي حصل حصل مش هيتغير بس بلاش ندمر مستقبلنا ونخليه هو كمان حزين دول أهلك باباك ومامتك
ياريت قلبي زي قلبك يادموع واسامح بسهولة اللي يجي عليا ويأذيني 
قالها ودلف آلي غرفته تاركها دون أن يتناول الطعام الذي اعدته.
الف سلامة عليكي ياحبيبتي ياريت آنا وانتي لا ياقلب امك
قالتها جميلة وهي تربت علي كتفه دق باب الشقة وقف علي وهو يقول 
انا
هفتح
ذهب يفتح الباب ووجد إلياس بوجه عابث يبدو عليه الڠضب والاستياء دخل علي وهو خلفه ويقول 
أهو إلياس جه اهو ياست أثير
وقفت جميلة بسعادة لمجيئه وعانقته وهي تقول 
كده ياحبيبي بقالي ثلاث ايام مسمعتش صوتك
أبعد يدها عنه ونظر لها بحزن شديد سألته بهدوء من تعابيره التعيسة 
مالك ياروح
 

 

24  25  26 

انت في الصفحة 25 من 28 صفحات