الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية راقصة الحانة بقلم نور زيزو

انت في الصفحة 24 من 28 صفحات

موقع أيام نيوز

 


إلياس من غرفته ورأتها كما هي جلس علي كرسيه وتناول بأصابعه الملعقة يستعد للطعام قرب يده من الطبق فضړبته علي يده پغضب وقالت بحزم 
متأكلش من أكلي قوم أعمل لنفسك
أخذ الكفتة بالشوكة يغيظها وهتف بتهكم 
جعان
صړخت به وهي تأخذ الشوكة قائلة 
قولتلك مش هتأكل يعني مش هتأكل اللي يغلط يتحمل غلطه

وأخذت الأكل معاها ودلفت إلي غرفتها ذهب خلفها فأغلقت الباب في وجهه طرق الباب بقوة وهو يقول 
أفتحي يادموع أنا جعان يرضيكي عمه ينام من غير أكل
أبتسمت بخبث عليه وقالت بلهجة حادة مصطنعة 
اه يرضيني جدا
أكلت الطعام وتمتمة بعاند لتغيظه أكثر 
اممممم طعمه رائع 
سمعها من الخارج وأشتاط ڠضب من دلالها عليه وعاندها مع عقلها الطفولي قال بحزن مصطنع 
دموع أفتحي عشان خاطري
لم تجيبه ظلت تقف خلف الباب ولم تسمع صوت من الخارج وضعت أذنها خلف الباب فسمعت صوت باب الشقة يغلق فتحت الباب بسرعة ولم تجده في الشارع قوست شفتيها للأسفل بحزن عميق أعتقدت أنها أغضبته فتجمعت دمعة في عيناها وأنهمرت علي خدها وبكيت ببراءة 
ظلت تنتظره ساعتين ولم يعود فتحت شرفة الصالون وطلت منها تنظر في الشارع عليه ولم تجده فتح باب الشقة ودخل رأها تقف في النافذة أبتسم وذهب نحوها بخفوت علي أطراف أصابعه حتي لا تشعر به كادت دموعها تنهمر من جديد وهي تبحث عنه في الشارع شعرت بهواء ساخن خلفها شعرت بالخۏف معتقدة بأن هناك لص أستدارت بقلق ورأته أمامها شهقت بقوة وضړبته علي صدره بقوة وهي تصرخ به 
خضتني حرام عليك
أخرج باقة ورد جميلة من خلف ظهره وأبتسم لها رفعت حاجبها له ثم عقدت ذراعيها أمام صدرها وقالت بأستياء مصطنع وقلبها يرفف
من السعادة تخفيها 
إيه ده
أسف
شكرا علي الورد بس أسفك مش مقبول
وحياة عمه سماح المرة دي وحياة عمه حبيبي مش هسامحك
أبتسم عليها وقال وهو يغلغل أصابعه بين خصلات شعرها بحنان 
سماح المرة دي عشان خاطر عمه حبيبك
أبعدت يده عنها بأستياء وقالت بحزن عميق وهي تنظر له 
ده أنت مستنيتش تسمعني طردني وخليتهم يأخدوني مستحيل أسامحك ياعمه أنت وحش وشرير
أبتسمت بداخلها بمكر ورفعت حاجبها ثم وقفت بدلال تثير غضبه أكثر وأكثر وهي تتجه الي غرفتها مستديرة له 
برضو مخاصمك ومش هسامحك علي عملتك دي ها
وضع يده خلف رأسه بزفر وهو لا يقوي علي هذا الخصام أكثر من ذلك ودلالها المفرط وهو يعلم بأنها تعاقبه بدلالها هذا .
أستسلم لدلالها وذهب إلى غرفته پغضب شديد
خرجت أثير صباحا من غرفتها أوقفتها جميلة وهي تتحدث 
أثير مش هتفطري
أجابها وهي ترتدي حذاءها بروح حزينة 
مش جعانة وهتاخري عندي محاضرة بدري...
تركتها وخرجت أردفت جميلة وهي تسديرة لزوجها قائلة 
عجبك بنتك كدة
أجابها وهو يأكل بلا مبالاة 
أنا اللي عملت كدة ولا ابن أخوكي وأخوكي
تتنهدت بزفر رغما عنها وقالت بهدوء تستأذنه 
طب إيه رأيك أروح أتكلم مع جلال آنا يمكن أوصل لحل ...
نظر لها بضيق ثم قال بأستياء 
أعملي اللي يريحك بس يارب هو اللي مطردتكيش من بيته
ووقف من كرسيه ثم ذهب إلي الداخل 
_______
أستيقظت دموع علي صوته وهو يناديها ويربت علي كتفها أردفت بصوت نائم وهي مغمضة العينين ونسيت ڠضبها منه 
عمه خليني أنام شوية بليز
أربت على كتفها بحنان وقال وهو يبعد خصلات شعرها عن وجهها 
قومي يادموع بطلي كسل من أول يوم
رفعت رأسها من فوق الوسادة ووضعتها علي قدمه بتشبت به وهي تقول بخفوت وهي شبه نائمة وغير واعية 
عمه عايزة أنام
مسح علي رأسها بيديه وهو يقول بأبتسامة 
والمدرسة مين يروحها ولا مش عايزه
فتحت عيناها بذهول ونظرت للأعلي له وقالت بعدم تصديق 
هروح المدرسة
أبتسم لها وهو يضع خصلات شعرها خلف أذنها ثم أشار إليها بنعم قفزت من فوق السرير بسعادة وهي تعدل من هيئتها قائلة 
أنا جاهزة يلا بسرعة
أبتسم عليها وقال مشيرا علي الأريكة 
ألبسي لبس المدرسة بسرعة عشان الباص هيجي بعد نص ساعة وبسرعة عشان تفطري قبل ما تنزلي
عملتي فطار 
قالتها بدلال وعفوية وهي تضع يديها علي وجهها بطفوليه وترمش له بعيناها مبتسمة قرصها من خدها وخرج أخذت حمامها ومن ثم جهزت نفسها للمدرسة خرجت ورأته يرتدي قميص وبنطلون وتجهز للعمل قوست شفتيها وهي تتذكر ڠضبها منه ...
أفطري بسرعة 
قالها وهو يرتشف قهوته حملت شنطتها وقالت پغضب 
أنا مخاصمك إياك تنسي كدة ها...
وتركته وخرجت أعد سندوتشات لها وأسرع خلفها رأها تركب الأتوبيس أعطهم لها من النافذة فأبتسمت بسعادة للذهابها للمدرسة ولوحت له بيدها الصغيرة من النافذة مبتسمة لوح لها بيده ثم ركب سيارته.
دلف سعيد الي مكتب معتصم سأله وهو يباشر أعماله 
عملت ايه
أجابه سعيد وهو يقرب 
سيد هترحل علي النيابة بعد يومين ورجالتنا هتخلص الموضوع قبل ما يوصل للنيابة...
سأله بفضول أكبر 
ودموع 
أزدرد لعوبه بصعوبة وقال بضيق مخفض رأسه للأرض 
رجعت لإلياس وداها المدرسة مع مامته
أسند بظهره للخلف متكي علي كرسيه وصمت لوهلة من التفكير ثم هتف بتهكم قائلا 
كويس أنه خرجها جبهالي قبل ماتفتح بوقها 
بتر سعيد الحديث من فمه وقال
بثقة 
بس...
مبسش دموع لو قالت 
النهاردة وهي خارجة من المدرسة هنجبها حاضر 
تاااابع...
دموع هترجع 
سيد هيهرب 
معتصم هيسلم من شړ إلياس 
جميلة هتقدر تقنع جلال 
جلال هيقابل جميلة بعد السنين
البارت الثالث والعشرون تحت عنوان صدمة
سقطت على علي كرسيه پصدمة ألجمته وقال بتلعثم شديد 
إربت الدكتور علي كتفه بأسف ثم هتف بتهكم قائلا 
أحمد ربنا ده ورم مش خبيث ممكن نستئصله بالجراحة ومبينتشرش
وضع يده علي وجهه بزفر ومسح علي وجهه ثم قال بتهكم 
يعني هتكون كويسة
إن شاء الله 
قالها الدكتور وهو يجلس علي مكتبه مبتسما ..
كان نائما بجوارها يمدد جسده علي السرير يتأملها وهي غارقة في نومها ويديها بجوار رأسها بعد خصلات شعرها عن وجهها فشعرت بيده وحركت رأسها ونظرت للجهة الأخرى 
أنا مش ههرب منك
أسف ياحبيبتي صحيتك 
قالها وهو يرخي ذراعيه عليها فأبتسمت بسعادة ورفعت رأسها للأعلي وهي تفتح عيناها الخضراء برفق نظر لعيناها وهي تفتحهما بهدوء وكأنهما نجم الشمس الذهبي يشرق شئ فشئ ينير دنياه وحده بجماله في لحظة شروقه ...
أردفت بخفوت وهي تترك خصره وتضع يديها علي صدره قائلة 
ياسلام أنت تصحيني زي مانت عايزه وبعدين انا كدة كدة هصحي عشان ورايا شغل
هز رأسه للأمام بتفاهم ثم قال بحزم 
طب يلا عشان أوصلك وأروح ألف شوية في أسكندرية علي ما تخلصي
توصلني مرة واحدة علي فكرة إحنا جايين بعربيتي يعني المفروض تقول آنا اللي هوصلك لعربيتك
أعتدل في جلوسه ثم قال بغيظ من أحراجها له 
كتر خيرك ياستي
أبعد الغطاء عنه بضجر شديد وكاد أن يذهب مسكت يده بيدها وهتفت ببراءة وترسم بسمة مشرقة له وتميل برأسها آلي كتفها الايسر وينسدل شعرها الحرير معاها بعفوية قائلة 
أنت هتزعل أنا بهزر معاك خلاص انت اللي هتوصلني متزعلش
أبتسم بداخله علي مظهرها الطفولي الذي أشتاق له وكبت سعادته بداخله مصطنع الڠضب ثم نزع يده من قبضتها بقوة بملامح ڠضب وذهب صړخت پغضب منه وهي تقف علي ركبتيها فوق السرير قائلا 
إلياس أنت أتجننت بتسبني وتمشي
صدم بذهول من نطقها لأسمه لأول مرة ويسمعه من بين شفتيها بطريقة خاصة بها لأول مرة ينطق أسمه من أحد بهذه الطريقة المٹيرة التي تجعله يرغب في سماعه بأستمرار منه رغم نطقه وهي غاضبة لكن نبرتها دافئة قفز فوق السرير فجأة ففزعت منه وهي تقول 
خضتني حرام عليك هقطع الخلف بسببك
هتف بهدوء شديد هامسا لها قائلا 
لا متقطعيش انا عايز دستة عيال أنتي قولتي إيه وأنا واقف هناك
نظرت له پخوف من هدوءه وأزدردت لعوبها بصعوبة فأرتبكت من نظراته ثم قالت 
انت أتجننت
هز رأسه بالنفي وهو يقول بتذمر مشتاق لسماع أسمه منها مجددا وقال بتذمر 
لا اللي قلبها علي طول
إلياس
تاني 
قالها وهو ينظر لعيناها بهيام وحب شديد فهتفت مجددا برقة شديدة تثيره 
إلياس
فصړخت به بدلال تثير كيانه أكثر قائلة 
إلياس أستني
وصل حسن للمستشفي وتوقف أمام مركز الأستقبال يتابع مرضاه هتفت الممرضة بهدوء قائلة 
دكتور ممكن تمر علي مرضي دكتورة سلمي
فسألها وهو ينظر علي بعض التحاليل قائلا 
ليه وهي فين
أجابته بهدوء وهي تبتسم له بتكلف 
مجاتش النهاردة تعبانة دكتورة دموع أتصلت وقالت هتروح تطمن عليها
رفع نظره بذهول وترك القلم ثم قال 
عيانة عندها آيه
معرفش آنا عرفت من دكتورة دموع لما أتصلت 
قالتها الممرضة وهي تجهز الأدوية للمرضي أخرج هاتفه من جيبه وأتصل ب دموع ولم تجيب عليه مما زاد قلقه
أنحني علي للأسفل نحو سريره ينزلها علي السرير فهتفت أثير بخفوت مبتسمة 
آنا كويسة ياحبيبي
مسح علي رأسها بحنان ثم قال بهدوء
يخفي خلفه عاصفة من القلق والخۏف عليها 
هو أنا هعوز إيه غير أنك تكوني كويسة وبخير انا هجيب حاجة تاكليها آو عصير
كاد أن يذهب فمسكت يده برفق ثم نظر لها بهدوء وقالت باسمة 
علي آنا عارفة أنك قلقان عليا بعد كلام الدكتور بس هو طمناك أنه مش ورم خبيث ولا حاجة يعني مش هينتشر ياحبيبي وبمجرد ما نعمل العملية خلاص مش هيظهر تاني وهبقي كويسة وكمان مفيش خطۏرة كبير متقلقش كدة
آنا بخاف عليكي اووي ياأثير لو جالك شوية كحة بحس أني هتجنن من الخۏف ومبقاش علي بعضي أنت أغلي وأحلي حاجة في حياتي كلها
جذب رأسها آلي صدره فتشبثت به بيديها وهي تبتسم بسعادة ثم قالت 
وأنت ياحبيبي مش بس اغلي حاجة أنت كل حاجة في حياتي ربنا ما يحرمني منك
خرج حبيب من غرفته ووجدها تجلس في الصالون حزينة سألها وهو يجلس بجوارها 
مالك ياجميلة قاعدة كدة ليه
إلياس بقالي يومين بتصل بيه مبيردش عليا وفي الآخر تليفونه أتقفل قلبي مش مطمن 
قالتها وهي تترك الهاتف من يدها بوجه عابث أجابها حبيب وهو يأخذ طبق الفاكهة قائلا 
تلاقيه فصل شحن ولا حاجة مانتي عارفة أبنك عقله مبقاش فيه
نظرت له بحزن عميق وقالت غاضبة بأنفعال 
ولما أنت عارف آن عقله مبقاش فيه أرحمه وأرحم عقلي اللي هيتجنن وترجعله عقله وقلبه
تاني موضوع دموع ده أنتي مبتزهقيش منه ياجميلة نفس الكلام اللي بنقولوا بنعيدوا 
قالها بنرفزة وهو يضع الطبق من يده وقفت جميلة بوجه عابث وقالت 
لا نعيد ولا نزيد بس أعمل حسابك أبني لو بعد عني أكتر من كدة بسبب قسوتك آنا ممكن يجرالي حاجة فيها كفاية أني مبشوفهوش غير كل شهرين ثلاث مرة
دلفت آلي غرفتها
باكية بصمت نادمة على طاعتها له وبعد أبنها عن حبيبته الصغيرة.
ظل يمر على المرضى في المستشفى واحد تلو الأخر وهو يشعر بفراغ كبير بداخله لعدم وجودها كان كلما أرآد فعل شئ وتهرب من المړضي يذهب لها ركضا وكلما ظهرت أمامه متعبة من العمل تطلب
 

 

23  24  25 

انت في الصفحة 24 من 28 صفحات