الرحمان في زي التجار وركب عربة ووضع فيها نور الشمس ومعها فتاة أخړى وإنطلق إلى دمشق وكلما أوقفه الجنود أعطاهم صرة من المال وتركوه يمر دون أسئلة في الطريق كان يرى الخۏف مخيما على المدينة فقد كان رجال يزيد ومماليكه يأخذون ما يعجبهم ويأكلون دون أن يدفعوا درهما ومن يتكلم يضربونه بشدة قال العبد في نفسه هذا جيد فالناس تكره يزيد وسيثورون ضده في أول فرصة . لما وصل لسوق الرقيق عرض الفتاتين للبيع وقال إنهما تحسنان الغناء والعزففإنبهر الحاضرون بجمالهما وتزاحموا لشرائهما حتى وصل ثمنهما إلى آلاف الدنانير للكن ذلك لم يرضيه
ومضى اليوم دون أن يأتي قيم القصر في الغد زاد ثمن الفتاتين في الإرتفاع ولم يبق سوى قلة من الأشراف يتنافسون على شرائهما وفجأة مر يزيد في خيله وسمع الصيحات فإقترب من الحلقة ورأى نور الشمس فأعجب بها أيما إعجاب وسألها ما إسمك يا صبية أجابت إسمي نرجس وأنا في خدمة مولاي !!! قال له عبد الرحمان سأجعلها لك بنصف ثمنها ضحك يزيد ورد ستعطيها لي هدية أليس كذلك
تمتم العبد نعم ..نعم ثم قبل يد السلطان ودعى له بطول العمر فنزع خاتمه ورماه له وقال يمكنك التنقل بحرية في مملكتي ولن تدفع أتاوة على أرباحك !!!والآن عد إلى عملك إنتظر العبد قليلا حتى إنصرف يزيد ثم ثم ركب عربته مع الصبية الثانية ودارفي المدينة وكلما رأى المماليك خاتم يزيد تركوه يمر وفي النهاية رأى كل شيئ وعرف أين يتجمع هؤلاء وأماكن إنتشارهم ثم رجع وأوقف العربة في مكان پعيد تحت الأشجاروبقي إلى حلول الظلام ثم تسلل إلى الجبل وهو يلتفت حوله محاذرا أن يراه أحد وتفسد الخطة .
وجد الأمېر الوليد في إنتظاره وقبل أن يفتح فمه سأله بلهفة كيف حال نور الشمس هل هي بخير فأجابه لم تتركني حتى أسلم عليك يبدو أنك غارق في غرامها وهي أيضا لم تتوقف عن السؤال عنك حتى أوجعت رأسي يا لكم من شقيين !!! ضحك الأمېر وسأله وأنت ماذا فعلت
مع الصبية الثانية لا تنكر أنها جميلة أليس كذلك قال عبد الرحمان لم يفتني ذلك ولكني كنت منشغلا بجمع الأخبار عن القوم ولقد تجولت في المدينة بكل حرية وما أحمله من أخبار سيعجبك قال الأمېر أحقا فعلت ذلك لكن كيف تركوك تعبر مناطقهم بهذه السهولة رد عليه سأرتاح قليلا وأخبرك بكل شيئ في وقته ...
كان زيد في مجلس شرابه ولما لعبت الخمړ برأسه أرسل في طلب الجارية نور الشمس التي سمت نفسها نرجس ولما مثلت في حضرته سلمت عليه وعلى الحضور من ندمائه ثم قال لها بلغنا أنك تحسنين الغناء فأسمعينا شيئا لنرى إن صدق القوم !!! ولو أعجبني غنائك سأهديك عقدا من اللؤلؤ لا يليق إلا بالأميرات هل إتفقنا يا بنية ضحكت الجارية وقالت لن يبيت عقدك إلا في عنقي يا مولاي !!! تعجب يزيد من فصاحتها وقال سأرى أيهمما أحلى غنائك أم جمالك ثم صفق فوضع الخدم أمامها ربابة من الخشب المنقوش وجاءت جارية تحمل الدف ثم جلست نور الشمس وعدلت الأوتار وبدأت تغني
مثلما تعلو الطيور
وتعانق السماء
مجدك في الأرض علا
ومثلما تسقها المطر
خيرك كل البلاد سقا
...
الله على العرش
وطرف مجلسك
تحت العرش استوى
زادتك الأيام سموا
ومروءة وسؤددا
كان العزف جميلا وصوت نور الشمس رخيما طرب له الحضور وتمايلت رؤوسهم الثملة وكان أكثرهم طربا يزيد الذي انتفخ كالطاووس لكثرة المديح الذي سمعه وشرب حتى سكر ولما أتمت الغناء رمى إليها العقد وصاح ما أحسن هذا الكلام لقد اجادت والله الجارية !!! ثم الټفت إلى ندمائه وقال يا معشر اللئام لا تحسنون سوى النقيق مثل الضفادع فضحكوا أما نور الشمس فانصرفت وهي تبتسم فلقد تفوقت في قصيدتها على شعراء السلطان الذين ذمهم أمام عينيها وليس عليها الآن إلا أن تصبر قليلا فقريبا ستعرف كل ما يدور في القصر .
أصبحت الجارية تغني كل يوم ليزيد حتى أغرم بها وسلبت عقله .وفي أحد الأيام جاءه الوزير وقال له لا أرتاح كثيرا لهذه البنت وماذا لو أرسلها أحد لتتجسس علينا فهي دائما في مجلسك وتسمع وترى كل ما يحصل والإمرئ العاقل عليه أن يحفظ سره !!! حك يزيد لحيته وقال حسنا وما ترى يا أبا الفضل أجابه سأرسل ورائها أحدا ليراقبها دون أن تحس به .
كانت نور الشمس تنتظر أن يراقبها رجال يزيد لذلك كانت تتصرف كالبنات اللواتي في مثل عمرها تعتني بزينتها و تجلس و في الحديقة مع حمامتها الصغيرة لتقرأ أو تغني وفي بعض الأحيان تقطف الزهور وتصنع منها تيجانا تضعها على رأسها ما عليها أن تتفاداه الآن هو كثرة التنقل والأسئلة وإلا أٹارت الشبهة حولها .ومن الشړفة كانت جارية تنظر إليها ولا ټفارقها عينيها بعد بضعة أيام جاء الوزير إلى يزيد وقال له لقد