الأربعاء 27 نوفمبر 2024

المطارد

انت في الصفحة 15 من 34 صفحات

موقع أيام نيوز


مندهشة الأتصال السريع فلقد كان الإتفاق ان ينتظر قليلا حتى تمهد لأهلها كي يوافقوا للنظر في طلبه للزواج بها مرة اخرى وبناءا على هذا وافقت هي إعطاءه رقم هاتفها 
ماتردي يابت انت ولاقفلي الزفت ده بدل الصداع انا مش ناقصة 
هتفت بها سمر التي كانت تستذكر دروسها على المكتبة المتواضعة بداخل
الغرفة التفتت ندى تزفر بتأفف قائلة

نعم ياست سمر لحقتي ياختي تصدعي من رنة تليفون 
ومصدعش ليه ان شاء الله وانا بذاكر بتركيز على الدروس الصعبة في الكتاب ماهي كمان مش ناقصة زن الرنة المستفزة بتاعتك 
لوت ندى ثغرها تلوح لها بالهاتف
اهي يااختي الرنة خلصت انبطي بقى ياست البرنسيسة 
شهقت لها سمر تشير بسبابتها الذي انار امامها بورود اتصال اخر 
طب أهي الرنة رجعت تاني ياست ندى وريني هاتعملي ايه بقى هاتقفلي ولا تردي
لفت ندى الهاتف لتجد نفس الرقم ازدردت ريقها فردت على شقيقتها بصوت متردد
طبعا انا خلاص هارد عليها بقى امال هاسيب صاحبتي ترن على الفاضي
واطمني ياستي مش هاتكلم جمبك عشان ماصدعش مخك 
نهضت لتترك المكان ولكن فور أن وضعت يدها على مقبض الغرفة هتف عليها سمر قائلة
ولما هي صاحبتك مش كاتبة اسمها على النمرة ليه 
استدارت لها تصك على اسنانها 
انت مالك انت اكتب اسمها ولا مكتبش حتى خالص دا انت حشرية جدا على فكرة 
ردت سمر باستخفاف
من بعض ماعندكم يااختي 
خرجت ندى من غرفتها تتسحب على اطراف اقدامها حتى دلفت لداخل الحديقة الخلفية في بيتهم كي تختفى عن أعين الجميع هدأت قليلا من صوت تنفسها المضطرب قبل أن تضغط على ازار هاتفها كي تطلب نمرته بعد أن تجاهلت اتصالاته منذ دقائق خوفا من اهلها على الفور اجابها هو بلهفة 
الوو اخيرا رديتي 
ردت بتوتر 
انا مكنتش هارد عليك اساسا هو انت ليه
اتصلت 
وصلها صوته 
وفيها ايه لما اتصل يا ندى امال انا واخد نمرتك ليه يعني 
لا طبعا ماينفعش تتصل انا قولتلك هحاول مع اهلي تاني عشان برضوا ولما يحصل هاتصل بيك على طول وابلغك 
ما انا كنت هاصبر ياندى بس اعمل ايه بقى في قلبي اللي بيضرب داخل ضلوعي ولا اكنه مركب سماعات من ساعة ماخدت مواقتك وقولتي انك مش معترضة بخجلك اللي جنني وموافقة عليا النعمة ماقدرت انام وانا ببص على نمرتك في تلفوني وڠضب عني لقيت صوابعي على النمرة تتصل بيكي 
برقت ندى وانحاشت انفاسها باضطراب من كلماته المتغزلة وصوت تنهداته التي تصدح بالأشواق على طبلة أذنها فخرجت كلماتها بتلعثم 
مممن فضلك ياأستاذ اااا 
كرررم اسمي كرم يااحلى ندى هو انت لحقت تنسي اسمي بالسرعة دي 
ياأستاذ كرم ماينفعش حضرتك تقولي الكلام واحنا لسة مافيش بينا حاجة عيب مايصحش 
لا يصح ومش عيب طبعا مدام هاتبقي مراتي ياندى ماهو انا لايمكن اتنازل تاني ولا ابعد عنك بعد ماخدت موافقتك وعرفت انك ميلالي 
تدلى فكها وعيناها برقت في الظلمة وقد طار مع الهواء ماتبقى من ثباتها فلم تجد من الكلمات كي ترد عليه 
روحتي فين ياندى ماتردي ياقمر 
مممم لو سمحت انا هاقفل دلوقت 
اغلقت المكالمة
ولم تنتظر موافقته فقد دارت الأرض بها ولم تعد لديها قدرة للرد وقد تخدرت اعصابها من كلماته !
وقفت على اقدامها المرتجفة وسارت لتخرج من باب الحديقة الخلفية لتدلف لداخل المنزل بخطوات خفيفة على اطراف اقدامها حتى لا يشعر بها احد من اهل المنزل ويسألها وصلت الى غرفتها فوجدت شقيقتها غفت على كتابها الذي كانت تستذكر دروسها فيه وهي جالسة على مكتبها لم تعطيها انتباه فااكملت حتى وصلت لتختها
تلتحف بالغطاء حتى ذقنها قلبها يضرب داخل اضلعها پخوف لاتدري سببه ولا تجد تصنيفا لماتفعله اهو خطأ ام صواب شئ بداخلها يخبرها انها تفعل الصواب خصوصا والرجل قد تقدم لطلب يدها سابقا من قبل أن يتعرف عليها او يعرفها بنفسه حتى اذن فقصده شريف ويقصد الحلال فهو متمسك بها ويعشقها كما ذكر فلماذا تحرم على نفسها هذا الإحساس الجميل احساس الحب كما تصفه لها احدى صديقاتها المقربات إحساس الفتاة حينما تشعر بأنها مرغوبة ويعشقها أحدهم شئ جميل لاتجد وصفا لروعته فهي جميلة وتستحق التقدير والتدليل ولكن مايخيفها انها تخفي الأمر على أسرتها أسرتها التي رفضته بحجة انه غريب والسبب الأصلي للرفض هو عدم تزويجها قبل شقيقتها يمنى اذن فالخطأ منهم وليس منها هم من رفضوا دون اخذ رأيها ولا مراعاة شعورها في شئ يخص حياتها ومستقبلها 
بت ياندى انت لسة صاحية
انتفضت مجفلة على الصوت الأنثوي لدرجة لفتت نظر والدتها التي قالت بجزع
بسم الله الرحمن الرحيم هو انت اټخضيتي ياندى انا مقصديش اخوفك يابتي 
اومأت برأسها دون رد فتابعت نجية 
انا بس استغربت انك صاحية وعينيكي مفنجلة على اختك اللي نامت على الكتاب من غير ماتنيهها 
اااه ما انا كنت مغفلة انا كمان وعيني فتحت يدوب ثواني قبل ماتيجي 
قالت ندى لتبرر لوالدتها التي اقتربت من سمر الصغيرة
تهدهدها حتى استيقظت بنصف وعي فنهضت مستندة على ذراع والدتها حتى ارتمت على فراشها ودثرتها بالغطاء 
خاطبتها نجية وهي ترتب في كتب الدراسة على مكتب سمر طب كملي انت نومك عشان تصحى بدري وماتغلبنيش في صحيانك عالصبح زي كل يوم 
اومأت ندى تتصنع النوم وتغمض عيناها التي فتحتهم على وسعهم فور خروج والدتها من الغرفة تنهدت تعود لحيرتها مرة أخرى ولكن مع استعادة ذهنها لكلماته ابتسمت بانتشاء تخاطب نفسها بأنها محبوبة ويبدوا انها على وشك خوض تجربة الغرام التي تراها بالأفلام وتعيشها في الاغاني وتسمع عن قصصها الحية من زميلاتها في الدراسة! 
انت بتقول ايه ياجدع انت واعي انت للكلام اللي طالع من خشمك دلوقت
تفوه بالكلمات سالم وذهنه في حالة من التشتت وعدم التركيز بعد ان قص عليه صالح قصته على عجالة والذي قال يجيبه 
انا حالف على المصحف ياعم سالم وكل كلمة طلعت مني دلوقت هاتسأل
عليها قدام ربنا وها يجازيني عليها اشد الجزاء لو كنت بتبلى عليه فيها 
صمت سالم يشيح بنظره عنه وهو يستوعب ويستعيد بذهنه كل كلمة ذكرها صالح في حكايته العجيبة 
ايوة بس انت عايزني اصدق ازاي بس دا كلام شديد قوي على واحد جاهل زيي يستوعبه 
رد صالح بصوت مثقل بالهموم 
المشكلة ماهياش فيك انت ياعم سالم ولا في جهلك المشكلة هي انك مش قادر تصدق عليه زي ماعمل اهلي تمام لما صدقوه هو وكدبوني انا بس كانوا هايصدقوني ازاي وانا كتمت على چرحي بملح عشان اختي اللي حلفت لاتنتحر لو حد جاب سيرتها عشان كانت متأكدة ان مافيش حد هايرحمها ولا يقول في حقها كلمة زينة وكانت هاتشيل ذنب فوق الظلم اللي وقع عليها انا نفسي ماعرفتش غير بعدها بوقت طويل يجي شهرين بالصدفة 
وانت عرفت ازاي بقى 
عاد برأسه صالح
للخلف وكأنه يعود لنفس اللحظة
يتبع
الجزء الثالث بقلم امل نصر
الفصل ١٢
انصاف امرأة طيبة لدرجة السذاجة تربت ببيت جدها بعد ان توفى والديها مبكرا ضمھا الى كنفه وتحت رعايته حتى كبرت واصبحت في سن الزواج فتخير لها من جمع الخاطبين مايليق بها ويراعي بحنانه يتمها وضعفها سلمها جدها الى رجل نزيه السمعة ويتميز بالأخلاق الحميدة كان زوجها يخدم بالجيش وفي رعاية الوطن كظابط بالحرببة قضت اجمل ايام عمرها معه في سعادة لم تستمر سوى بضع من السنوات انجبت فيها ولد اسمته صالح والبنت أسمتها فاطمة ولكن الايام الجميلة لاتدوم فقد توفى زوجها في احدى العمليات الحړبية فعادت لبيت جدها مرة اخرى ولكنه لم يستمر في مراعاتها كثيرا ڤتوفى هو الاخر وترك المهمة لعمها الذي لم يكن في طيبة جدها ووداعة زوجها البطل الراحل لم يكن يعاملها معاملة سيئة ولكنه كان يفضل المۏت على ان يعطيها حقها كاملا من ثروة اخيه وعاشت انصاف لتربي ابناءها صالح وفاطمة في بيت جدها الذي ورثه عمها وابناءه تتنعم بثراء العائلة مع ابناءها كالجميع ولكن ليس من حقها المطالبة بميراث شعبان ابن عمها كان اكبر الأبناء كان الواجهة والصورة اللامعة بين ابناء العائلة ذلك للباقته
في الحديث وذكائه في الرد دائما مايتشدق بالقيم والمبادى فيخدع من حوله بصورته البراقة تربى صالح في كنفهم لا يحمل للدنيا هم فتربيته المرفهة مع جينات ابيه السمحة جعلته يراعي الأرض ويعمل مع شعبان الذي كان يضع يده على املاك العائلة ويديرها بفضل ذكائه ودهائه الا محدود لم يجرؤ في مرة للمطالبة بحق له ولا لوالدته فقد كان يكتفي بما يصل في حسابه وحساب والدته من عائد الأرض سنويا وبعض
المكافاءات من عمله بالتجارة مع شعبان رغم صغر سنه وحينما وصل بعمره الى عمر التجنيد اصر على التقدم كباقي الشباب رغم انه كان وحيد والدته لكنه صمم على الالتحاق متطوعا بسبب رغبة تنامت مع عشق تغلغل بداخله من الصغر وقد اتخذ والده الشهيد قدوته مانعت والدته الطيبة قراره يدفعها الخۏف مماحدث لأبيه سابقا ولكن مع اصراره اضطرت للموافقة مضطرة تنفيذا لرغبة ابنها ونجح في الاختبارات ليتمكن من الالتحاق بالجيش فترك والدته وفاطمة شقيقته الصغيرة تحت رعاية عم والدته الذي اصابه المړض مع تقدمه في العمر وشعبان كبير العائلة بعد والده الذي كان في هذا الوقت متزوجا ومعه اربعة من الأبناء أكبرهم عثمان مرت الشهور الأولى لصالح في قضاء فترة التجنيد ما أجملها مع حماسه الامتناهي في التدريبات وتقدير رؤسائه له ثم اكتسابه صدقات جديدة لشباب من عدة محافظات في الجمهورية ثم يأتي لوالدته في الاجازات محمل باشتياقه لها ولشقيقته الصغرى فاطمة ولكنه كان في كل مرة يلاحظ ابتعاد شقيقته عنه واختلافها مرة عن أخرى في البداية لم يعطي بالا ولكن مع التكرار و التغير الذي بدأ يشهده على تصرفات شقيقته وافعالها الغريبة بالأنطواء دائما داخل غرفتها لفترات طويلة ثم نظرات عيناها الحائرة والزائغة حتى انه دلف لداخل غرفة والدته بالصدفة فشهد صړاخها عليها 
بقولك مش
عايزة اروح ولا اجي عايزة اترزع مكاني في اؤضتي انت ليه مابتسمعيش الكلام 
يابنتي انا احترت معاكي اعمل ايه بس في دماغك الناشفة دي هو انت لو طلعتي من اؤضتك هاتتخطفي يعني دا ايه الهم ده 
بس بس في ايه ياجماعة مالكم وليه الخناقة دي 
تفوه بها صالح وهو يقترب منهم بعد ان دلف لدخل الغرفة ولم يشعرن به في خضم شجارهم قالت والدته
تعالى يابني شوف صرفة مع اختك اللى عايزة تفضل قافلة على نفسها حتى قعاد مع عالسفرة مع العيلة رافضة 
قاطعتها هاتفة 
ياستي مش عايزة اتنيل اقعد معاهم فيها حاجة دي ياناس 
أردفت انصاف لابنها الواقف امامهم ينظر بحيرة نحو شقيقته 
طب احكم واشوف بنفسك دي حتى بطلت تدخل تطل على عمي
 

14  15  16 

انت في الصفحة 15 من 34 صفحات