رحيل
الحانية يوم سفرها ترجت سويلم ان يساعدها فى ان ترحل كى تزيح عبء وجودها من صدر جاد والذى اصبح يعاير بوجودها فى حياته من جميع
من حوله حتى ان سويلم نفسه تمنى لو تبتعد عنه لذا لم يتردد ان يخيرها ان تذهب للاقامة غند اخته المسنة باسوان والتى تقطن وحيدة بعد زواج بناتها وسفر ابنائها للخارج قطنت رحيل عندها فى راحة خاصة وان البيت ذو طابع اهل اسوان الاقرب لبيوت النوبة يطل على النيل مباشرة والوانه زاهية واثاثه نظيف ومرتب حتى الطعام كانت السيدة العجوز تعده دائما على البخار او فى الفرن بطريقه لذيذة وطازجة سعدت رحيل بها كما سعدت السيدة هى الاخرى بوجود رحيل معها وتسليتها زارهم سويلم مرتان خلال الاشهر الماضية سالته رحيل عن جاد فرد عليها ردود مقتضبة محاولا التخلص من اجابتها كى تيأس منه سألها مرة عن خطتها بعد الانجاب فأبلغته بنيتها للسفر خارجا
اسماعيل پغضب اظن انى عملت اللى عليا ياصالح وقدرت انى اخلى جاد يطلق بنتك انت بقى عملت ليا ايه
صالح پغضب وهو الاتفاق انك تبعت وراها عربية تخبطها وتحاول تموتها يااسماعيل احمد ربنا انها مامتش وانى ساكت عليك لحد دلوقتى
اسماعيل مدافعا مش انا دى اختى وانت عارف غيرة الستات ولعلمك اتفقت على ده من ورايا
اسماعيل عاوز ابقى الكبير وجاد يتزاح من طريقى
اسماعيل اولا جاد ميعرفش انها كانت حامل منه وده فى صالحنا ثانيا انا هساعدك اننا نرجعها مقابل انك تخلصنى من جاد
صالح بتفكير طب والواد او البت اللى فى بطنها
اسماعيل لما نرجعها نبقى نشوف هنعمل ايه مش يمكن بمۏت قبل مايتولد
صالح لاء طبعا بس اهم حاجة عندى سلامة رحيل المهم قولى هترجع رحيل ازاى انا مسبتش مكان الا ودورت فيه انت وصلت لمكانها
اسماعيل تقريبا بعد تفكير لشهور مكانش فيه حل اودامى غير انى افكر هى شافت مين اخر مرة وبما ان جاد ميعرفش مكانها وطلقها ورمى طوبتها يبقى مفيش غير سويلم
صالح فهمنى اكتر يعنى سويلم عارف مكانها ومقالشى لجاد عليه
اسماعيل بثفه بالضبط لانه عارف ان مكانة جاد كانت خلاص بتتهز طول مارحيل موجودة فعشان كده تلاقيه ساعدها وخبى
عليه مكانها
صالح بتمعن طب وايش ضمنك انه هيقولنا على مكانها
صالح لا متقلقش هارون ده سيبه ليا انا عندى اللى يسكته بس اللى انا مستغربه يعنى مش فارق معاك ان اختك حامل منه وهتترمل قبل مايجى ابنه
صالح اتفقنا اهم شئ عندى رحيل ترجع سليمة
قالها وهو يمد يده لاسماعيل وابتسامه كريهة ترتسم على وجهيهما
ابتسم وهو يتمتم فى سخرية وهو ينزل اليهم بشجاعه
جادواضح انهم متوصيين بيا المرة دى ودافعين كتير يلا انا اهو
مرت ساعات ثقيله على هارون وسويلم وهما ينتظران فى قلق كان اسماعيل قد انصرف للبيت بعدما اتصلت به امه لتبلغه بتدهور حاله اخته وحاله مولودها
عاد ظهر اليوم الثانى وهو مكفر الوجه
كان الجميع ينتظرون خارج غرفه العمليات حينما خرج اليهم الطبيب الكبير قائلا لهم فى يأس
صعب نستخرجها لانها ممكن تأثر على العمود الفقرى وتسبب له شلل طول العمر فياريت لو تقدروا تسفروه بره يتعالج وفى اسرع وقت
صړخ فيه هارون قائلا يسافر انا اقدر اوفر له طيارة خاصة
نظر اليه اسماعيل بغل قبل ان يبتعد ليتصل بصالح ليبلغه بقرار هارون
كان هارون قد طلب من رجاله ان ينصرفا لتجهيز كل مايخص لانقاذ جاد قبل ان يرى صالح وهو يتجه ناحيته فى ثقه
وجد هارون صالح قادما بإتجاهه فنهض ناحيته پغضب وهو يمد يده الى ياقته قائلا والشرر يتطاير من عينه قائلا
هارون انت اللى عملتها ياصالح دى متطلعاش براك ابدا
انزل صالح يده فى قوة قائلا ببجاحة اهدى كده وتعال نتكلم جوه فى اوضه فاضية ياهارون واستهدى بالله بس يجى معانا اسماعيل وسويلم اتفقنا
نظر اليه هارون بتشكك قبل ان يؤمى برأسه موافقا وهو يتحرك بجواره لغرفه مرضى خالية امامهم
دخلا فأغلق صالح الباب ورائه قائلا لهم بجرأة
صالح بص ياهارون عاوز تسمعها بالصريح ان انا اللى وراها اقولها لك ومش انا لوحدى ابن عمى معايا فى ده
كاد اسماعيل ان يختنق قبل ان يتدخل صالح قائلا لسويلم بټهديد
صالح سيبه ياسويلم والا اقسم بالله هتدفن صاحبك النهاردة
ابتعد سويلم فى قهر فابتسم صالح قائلا
صالح دلوقتى نقدر نقعد نتكلم بعقل
هارون محتدا العقل الوحيد انك والخاېن ده متخرجوش صاحيين من الاوضة دى النهاردة
قالها وهو يبصق على وجه اسماعيل ربت صالح على كتفه قائلا بمكر
صالح مابلاش انت ياهارون تتكلم عن الخېانة ولانسيت
تحب افكرك مين اللى قعد معايا واتفق معايا نخلص على ضياء جوز اختك الوحيدة ابو جاد
صعق اسماعيل وسويلم وهما ينظران لهارون والذى تهاوى على اقرب مقعد امامه فى انكسار فإقترب منه صالح قائلا
صالح فاكر وقتها كان ضياء فى عزه وقوته كان راجل بمعنى الكلمة نسخة من جاد دلوقتى شاطر وذكى ويعرف يحول التراب لدهب بعد ما فتح لنا اسواق شغل فى مع ناس من بره والفلوس لعبت فى ايد الكل حتى احنا عدوينه بصراحة كنا مستفيدين وكسبنا من وراه الوفات وكنزنا ثروات لحد ما كبر وبقى غول والكل بقى بيعمل له الف حساب ومحدش بيتحرك من غير اشارة من ايده لدرجةةانه لغاك وانت كبيرنا
يومها قعدنا وقلنا لازم نخلص منه انا وانت فاكر يا هارون
هز هارون راسه قائلا فى اسى للاسف وكان القرار الغلط فى حياتى والغلطة اللى فضلت كل يوم ندمان عليه خصوصا لما اختى ماحصلته بعده بكام يوم واتيتم ابنهم منهم الاتنين بسببى
صالح تمام كويس انك عارف ده ولو مش عاوز تتحرم من ابن اختك دلوقتى يبقى تخلى الراجل بتاعه يدلنا على مكان رحيل تيجى نخليك تسفر جاد على اول طيارة ولو رفض يبقى تجهز نفسك لعزاه بكره
هارون بيأس سويلم تعرف مكان مراته
سويلم حتى لو اعرف يستحيل هدلكم عليه
صالح متجها للباب مشيرا لاحد رجاله قائلا بتحدى
صالح عبد الودود خلص عليه
بلع سويلم ريقه قائلا فى يأس
سويلم لو دلتكم على مكانها هتعملوا لها ايه
صالح ولا حاجة هرجعها بيتى معززة مكرمة
اسماعيل واللى فى بطنها لو ولد هاخده احنا اولى به انما لو بنت متلزمناش جدها يتصرف فيها زى ماهو شايف
صالح من الناحية دى ماتقلقش كفاية عندى انه يعيش مذلول ومكسور طول العمر وانا باخد منه كل حاجة مراته وابنه واسماعيل ياخد فلوسه وكل املاكه وحتى رجالته بعد ما يرجع تانى الكبير
سويلم ياما حذرته منك وقلت له ابن عمك واطى وحرص منه بس هو مسمعنيش
اسماعيل پحقد خلص دلنا عليها وانقذ صاحبك
تقدم اليه صالح قائلا
صالح اتصل بيها قولها جاد بين الحياة والمۏت ولازم تيجى تشوفيه وبسرعه
اتصل سويلم على مضض وابلغ رحيل والتى اڼهارت باكية قبل ان تغير ملابسها وهى تسند بطنها الكبيرة ركبت القطار
وصلت بعد ساعات طويله
كان رجال صالح بالاسفل ينتظرون ظهورها فور ظهورها اتصلوا بصالح فى الاعلى فنهض واقفا قائلا لهارون وسويلم
صالح دلوقتى تقدروا تسفروه
هارون بقلق انا مش هفوت لك ده ياصالح لا انت ولا الجحش ده بس اطمن على جاد ولنا يوم سوا
صالح ضاحكا بسخرية اللى عندك اعمله يلا يااسماعيل
فور وصول رحيل للمشفى وجدت رجال اغراب ينتظرونها حاولت ان تهرب الا ان ثقل بطنها منعها امسكا بها وكمما فمها بمخدر لتغيب عن الوعى
فاقت بعد وقت قصير تأملت المكان برأس ثقيله وجدت نفسها فى مكان اشبه بمخزن قديم وهى على سرير شبيه بسراير المستشفيات ويداها مقيدتان كانت رائحة المكان اشبه برائحه مطهر الحمامات نظرت حولها فوجدت ادوات طبية ذعرت وحاولت ان تفك يدها الا انها لم
تستطع اخذت تصرخ خاصة حينما وجدت سيدتتانتتقدمان ناحيتها وهم يرتدون ملابس الاطباء وعلى وجههم كمامه الفم
سألتهم
پخوف انتم مين وعاوزين منى ايه
اقتربت احدهم قائله بهدوء احنا مين مش مهم بس عاوزين ايه عاوزين اللى فى بطنك لابوه
صړخت رحيل قائله جاد !!!!!
هزت احدهم رأسها فى ايجاب وهى تقترب منها كى تحقنها بالمخدر لتغيب رحيل عن وعيها وهى تهمس بإسمه
فاقت بعد ساعات فوجدت نفسها فى غرفتها ببيت جدها وسيدة تبكى بجوارها
حاولت ان تنهض فتألمت مدت يدها تتحسس بطنها فلم تجد طفلها بكت وهى تصرخ قائله
رحيل ابنى فين يادادة ابنى فين
دخل صالح اليها قائلا وهو يجلس بجوارها بتأثر
صالح ابنك خدوه يارحيل جاد ابن الموافية ڼصب لك مکيدة عشان يستدرجك وياخد ابنه منك وبعدها رماكى ليا بس انا مش هسيب حقك
رحيل وهى مڼهارة انا عاوزة ابنى ياجدو هاتلى ابنى
اشفق جدها عليها فى النهاية وهو يبلغها بمۏت طفلها بعد ولادته مباشرة نظرا لضعفه الشديد حتى انه اضطر للاتصال بإسماعيل هاتفيا واسمعها حوارهم ليؤكد لها هو الاخر مۏت الطفل فور ولادته مباشرة الا ان رحيل لم تصدق ايا منهم
كانت سيدة قد ابلغت رحيل اثناء هذا الوقت بحاډثه جاد وسفره للخارج وعدم عودته وبراءته الاكيدة من خطڤ الطفل
مرت ثلاث شهور
حتى القصر نفسه كانت فاطمة قد غيرت فيه الكثير بعدما القت بأشياء رحيل واحرقت ملابسها وخصصتها لطفلها والذى اسمته اسماعيل على اسم اخيها
قابلت جاد بفتور وهى تراه امامها على كرسيه المتحرك
علم جاد بأن اسماعيل قد صرف جميع رجال جاد القدامى واتى برجال جدد كما استحوذ على اراضى جاد ومخازن والبضاعة فيه بعدما طلب من جاد ان يوقع له على توكيل عام بالتصرف فى املاكه
قبل ان يبلغه بأن هو من سيتولى مسؤلية كل شئ بدءا من الان رضخ جاد لكل كلامه فى اذعان تام قبل ان يطلب منه ان يترك سويلم لخدمته مؤقتا قبل ان يسافر لاخته فى اسوان بعد فترة
ذهب جاد لزيارة قبر ابيه وامه بمساعدة سويلم وعاد ليلا
مكث بعد ذلك فى حجرته لايام دون ان يخرج منها حتى انهم قد كلفوا امنة بخدمته ووضع الطعام له طلب منها ان تبعث له بفاطمة فصعدت له على مضض
نظرت لجاد على كرسيه المتحرك وهى تحرك اساور امه الذهب فى يدها وخاتم رحيل فى اصبعها