رحيل
نهض جاد قبالتها قائلا بجدية
جاد انتى رايحة فين
اشاحت بوجهها عنه پغضب وكادت ان تكمل طريقها للخارج الا انه امسك بذراعها بقوة قائله بعصبية
جاد انا بكلمك ردى عليا
اجابته بضيق على بيت اهلى لاتكون فاهم انى ماليش اهل
بلع ريقه محاولا السيطرة على غضبه قائلا بټهديد لو خرجتى من البيت ده مش هتدخليه تانى
قالتها واتجهت بحقيبتها للخارج
عاد لمائدة العشاء فى صمت بينما تابعته فاطمة فى ڠضب وامها تبتسم فى شماته بينما تظاهر اسماعيل بتناوله العشاء وعيناه ترمقان جاد بفرح
عاد جدها للبيت ظهر يوم راقبته وهى بالدور الثانى وهو يحكى ليونس
صالح بضيق لاء
يونس بعصبية يعنى ايه رفض طب وانت هتسكت له ياجدى
صالح لاء طبعا هخليه يطلقها ڠصب عنه
انسحبت لداخل غرفتها فى حزن فتبعتها سيدة بعدما اغلفت الباب ورائها قائله لها
سيدة ايه زعلانة انه مش راضى يطلقك ولا زعلانة عشان مش عاوزاه يطلقك
اجابتها
رحيل بحزن للاسف يادادة انا قصتى انا وجاد لحد هنا بعد ما مد ايده عليا واودام مراته التانية بالذات
رحيل پغضب انتى بتبررى له ضربه ليا
سيدة لاء طبعا بس انتى ضغطت على الزناد اللى زى جوزك ده كبير اهله وناسه وخصوصا اودام مراته الاولى له هيبته ومكانته وكرامته وانتى بقى جيتى وببساطة وقللتى منه وعرتيه اودام مراته لما قلت لها انه سابها وجالك يوم صباحيته طب مفكرتيش هى دلوقتى بتبص له ازاى
فاطمة المهم انه هو بيحبك وبعدين انتى ناسية اهم حاجة انك حامل فى ابنه هو انتى هتفضل مخبية كتير حتى عن جدك
رحيل بصوت هامس وهى تنظر للباب بقلق لا ياداداة الله يخليكى انا معرفش رد فعل جدو ايه لو عرف وبعدين انا خلاص قررت اسافر
رحيل پقهرة وهى كانت فارقه معاه من اساسه ده مفكرش حد يحاول يتصل بيا
سيدة
طب ماتكلميه انتى يارحيل وبطلى كبر انتى بتحبيه وهو بيحبك علشان حتى خاطر ابنكم اللى جاى فى الطريق
رحيل بآسى اه عشان يرجعنى تانى لبيته ولمراته واعيش طول عمرى اربى وفى الاخر ياادفن ابنى بإيدى يااتفرج عليه وهو مكمل فى سكة ابوه ويبقى تاجر لا يادادة مش هقوله
رحيل بتفكير طب افرضى انه
قاطعتها سيدة قائله مفرضشى حاجة روحى وشوفى هيقولك ايه
رحيل ماشى بس مش هقلل من كرامتى واروح اقول له عاوزة ارجعلك انا هقول له عاوزة اتطلق واشوف هيقولى ايه
سيدة مبتسمة ياستى بس انتى روحى وربنا يهديكم انتم الاتنين
ركبت سيارتها دون ان تخبر جدها واتجهت للاسطبل وجدت سويلم هناك وحده فسألته عنه فأبلغها بوجوده فى المزرعه
دلفت لداخل المزرعه حتى وصلت امام الاستراحة نزلت من السيارة وصعدت للاعلى وجدت الباب مفتوحا فدفعته برفق دخلت فوجدته يجلس على احد الكراسى وكأنه كان يعلم بوصولها رغم جلسته بوقار وهيبة الا ان وجهه كان شاحبا وعيناه غائرتان للداخل من قله النوم
تابعها بعيناه وهى تقترب منه بصمت بلعت ريقها بصعوبة قائله
رحيل انا
سكت لثوانى قبل ان يقول لها بحزن انا مش بتخلى يارحيل انتى متعرفيش انا عملت ايه عشان نكون مع بعض
انهمرت دموعها وهى تهز رآسها بالايجاب مسح دموعها وهو ينظر اليها بلوعه قائلا بابتسامه باهتة
جاد من اول يوم شفتك فيه وانا اتمنيك عجبتنى البنت الجريئة اللى رفعت عليا وعجبتى قوتك وجمالك كنت عارفه انك هتبقى نقطه ضعفى وكملت انا بعترف انى انانى كنت عاوزك وعاوز معاكى هيبتى ومكانتى وتارى من جدك مكنتش فاهم انى وقت الاختيار هختارهم هما على حسابك وعلى حساب سعادتى معاكى انا اسف بجد انى عيشتك ده
رحيل احنا هنفترق ياجاد
لم يجبها ويداه تمسح دموعها بحنان وعيناه حزينتان
اومأت براسها قائله بصوت مخڼوق انا قلت لك كتير قبل كده طلقنى ويمكن ولا مرة كانت من قلبى زى المرة دى من فضلك طلقنى ياجاد
تحسس وجهها بحنان قائلا بحزن
جاد صدقينى مش قادر يمكن مستنى لاخر لحظة حاجة واحدة بس تحصل تغير كل ده وترجعنا تانى لبعض يارحيل
نظرت لبطنها لثانية ارادات ان تبلغه بأنها حامل ولكنها لم تستطع ونهضت واقفه قائله بحزم
رحيل مع السلامة ياجاد
تابعها وهى تغادر غرفتهم فى حزن
خرجت من بوابة المزرعه وسلكت الطريق الزراعى للبلدة اخذت تمسح بيدها دموعها المنهمرة فجأة وجدت سيارة بجوارها تضيق عليها الخناق
حاولت ان تمر منها الان قائد السيارة تعمد ان يضرب سيارتها بقوة تفادت الضړبة وتقدمت للامام فى هلع وهى تنظر من خلال مرآة سيارتها
اقتربت منها السيارة وضړبتها بقوة اكبر نظرت رحيل لجانبها فرآت سائق السيارة وهو يضربها مرة اخرى بقوة قبل ان تحس بسيارتها تنقلب بها عدة مرات من جرف عالى بعض الشئ قبل ان تستقربها وهى مقلوبة
ابتعدت السيارة الاخرى بعدما نفذ سائقها مهمته التى كلف بها
مرت دقائق ورحيل تحاول جاهدة وسط ڼزيف رآسها فى الوقت ذاته كان سويلم فى طريقه لجاد فى المزرعه عندما لمح السيارة المقلوبة على جانبها
رحيل الله يخليكى متموتنيش
نظر اليها مندهشا قائلا سويلم امۏتك ايه بس يابنتى ايه اللى حصل بس
اجابته بصوت خاڤت قبل ان تفقد وعيها انا شوفته شوفت اللى خبطنى
وغابت عن الوعى حملها بسرعه لسيارته وقاد مسرعا للمستشفى
وصل المشفى وحملها بسرعه كانت رحيل قد فاقت وهى تهمس بصوت خاڤت لمن حولها
رحيل انا حامل انا حامل
صدم سويلم مكانه وهما يأخذونها بعيدا عنه اخرج هاتفه واتصل بجاد بعدما تردد كثيرا فى ان يفعل ذلك
خرج الطبيب بعد دقائق اليه مطمئنا بأنها بخير وان وضع الجنين هو الاخر تمام
دخل اليها الغرفه فحاولت ان تنهض الا انه اقترب منها وهو يشير بيده ان تستريح سألها
سويلم انتى صحيح حامل يابنتى
اجابته بحزن ايوه ياعمى سويلم
زم شفتيه فى ضيق قائلا وجاد طبعا ميعرفش
هزت رآسها قبل ان تقول ومش عاوزاه يعرف اللى بينى وبين جاد خلص وانت عارف ده
جلس على الكرسى المجاور لها قائلا بهدوء
سويلم عارف يابنتى بس انا عاوزك تعرفى ان جاد عمل كتير عشانك
سألها بلهفه مين يابنتى
رحيل حد من رجالتكم انا عارفاه اسمه سيد تقريبا
نهض سويلم واقفا وهو يردد سيد جوز صباح الخدامة اه كده وضحت الموضوع ده
مخرجش من اسماعيل واختهسويلم طب هتروحى فين
رحيل وهى تحاول النهوض مش عارفه هروح مصر
سويلم وهو يمسك يدها كى تنهض لاء يابنتى هيجيبوكى لا جاد هيسكت ولا جدك بس انا هقولك هتروحى فين يلا اجهزى وانا هستناكى بره بس بسرعه قبل ماجاد مايجى ولا جدك يشم خبر انك هنا
وصل جاد بسرعه لباب المستشفى فى نفس الوقت وصل صالح بسيارته وسيارات احفاده ورجاله التقيا عند الباب وتواجها وقف صالح قباله جاد قائلا له
صالح انت جاى ليه دلوقتى ياابن الموافيه
جاد پغضب جااى لمراتى
صالح كانت مراتك
جاد لسه مراتى ووسع خلينى اتطمن على رحيل
فى الوقت ذاته ساعد سويلم رحيل ان تخرج من باب اخر للمشفى واوقف لها تاكسى
كان جاد قد صعد للدور الذى توجد به غرفتها فتح الباب فلم يجدها نادى على ممرضة بالممر فسألها عنها فابلغته برؤيتها تغادر مع قريب لها منذ قليل
اتصل بسويلم فلم يجبه نزل مسرعا وصالح فى طريقه لغرفتها بعدما صعد بالمصعد نزل جاد للاسفل فوجد سويلم امامه سأله جاد بلهفه وعصبية
جاد فين رحيل ياسويلم
تردد سويلم قبل ان يجيبه مشيت ياجاد
صعق جاد قائلا مشيت فين
اجابه سويلم بهدوء مشيت ياجاد ومش هترجع تانى
تطاير الشرر من عينى جاد وهو يمسك بياقه جلباب سويلم قائلا بعصبية
جاد وديتها فين ياسويلم انطق رحيل راحت فين
نظر سويلم ليد جاد التى تمسك ياقته فى حزن وهوينزلها عنه قائلا بهدوء
سويلم سيبها تمشى ياجاد وكفاية لحد كده
بلع جاد ريقهمحاولا السيطرة على اعصابه وهو يسأل سويلم بهدوء حازم
جاد قولى راحت فين ياسويلم
اجابه سويلم راحت محطة القطر
جرى جاد مسرعا واستقل سيارته ومن خلفه سويلم
وصل لمحطة القطار وجرى بحثا عنها وجدها تقف بعيدا وظهرها اليه والقطار امامها يطلق صافرته
اقترب منها وناداها بصوت عالى
جاد رحييييل
اغمضت عيناها بحزن وهى تسمع صوته يناديها الا انها لم تلتفت اليه صعدت القطار وهو يراقبها فى حزن قائلا
جاد رحيل انزلى
نظرت اليه ودموعها ټغرق عيناها هزت رآسها بالنفى
اتاهم صوت صافرة القطار قوية فى اشارة للتحرك
اقترب خطوة قائلا لها انتى عارفه انك لومشيتى مش هدور عليكى تانى يارحيل
هزت رآسها وهى تبكى قائله انا اللى بترجاك متدورش عليا
تحرك القطار فنادى عليها بصوت عالى وپقهرة
جاد رحيل
تحرك القطار فإنهارت على كرسيها باكية بينما ظل هو مكانه واقفا وعيناه تتابع القطار وهو يغادر لبعيد
اقترب منه سويلم مربتا على ظهره قائلا له يلا ياجاد هى خلاص مشيت
ويمكن ده احسن لها وليك
وقف مكانه وعيناه تحملان الحزن
يتبع
الجزء الاخير من رواية رحيل
الحمد لله دائما وابدا
مرت ٨اشهر تقريبا منذ ليله فراقهم
يومها عاد جاد شخصا مختلفا لبيته اكثر عصبية وڠضبا وجدية عما كان من قبل قل حديثه وهجر البيت لمزرعه طوال الوقت وتغيرت علاقته بفاطمة للاسوأ رغم علمه بحملها الا انه لم يكترث مبررا لها سبب تغيره معها انه لم يعد مضطرا ان يراضيها مثلما كان يفعل ايام وجود زوجته الاولى حتى يعدل بينهم تفانى اكثر فى عمله وتجارته وازدادت الضراوة بينه وبين صالح اكثر من ذى قبل طوال الاشهر الماضية لم يأتى على ذكر اسمها حتى غرفتها اغلقها وكف عن دخولها منذ يوم رحيلها
جن جنون صالح بعد فراقه عن حفيدته وبعد علمه بخبر حلمها حين ذهب اليها بالمشفى وخبر محاوله قټلها ظل يراقب جاد لاشهر لظنه بعلمه بمكانها الا انه يأس منه بعد فترة ليبحث بطرق اخرى عنها
ظن اسماعيل ان ماحدث سوف يزيح جاد من طريقه الا انه وجده اكثر شراسة وضراوة عما قبل فإزداد كرهه له وبغضه لوجوده
كانت ايامها طويله كالدهر وهى تترقب النيل من نافذة البيت البسيط الذى سكنته مع تلك العجوز