اعتراف قصة بقلم محمد خالد رزق

فتح لي بيته وساعدني اتسمرت في مكاني بحاول أقنع عقلي إن اللي بيحصل ده بتأثير الجن ونادية مش واعية باللي بتعمله وان الواجب عليا اساعدها مش استغلها رددت كلمات خلتها تتلوى من الألم كانت بتصرخ بصوت جهوري خشن بيرج أركان البيت بتتوعد وبتهدد بالمۏت والخړاب وبعد سجال بيني وبين الجني كان الكفة راجحة للجن أكتر حتى فكرت إني خسړت قوتي وهبتي لحد ما افتكرت الذكر القديم اللي كنت بسمع جدي بيقول انه عمره ما قاله قدام جن إلا وأنتصر رددت الذكر بكل يقين وقوة لحد ما لاقيت نادية بتقع في الأرض ومتعديش ثواني غير وهي بترجع لطبيعتها تاني مستغربة نفسها 
قامت بسرعة سترت نفسها وأنا خرجت علشان أشوف البيت كله قاعد مستني خروجي قلت بصوت مرهق نادية بخير..
الستات زغرطت والرجالة خدوني بالأحضان وبوس الأيادي انهالوا عليا بالمدح والألقاب اللي يقول الشيخ المبروك واللي يقولي الله ينور يا سيدنا واللي يقول كتر خير يا مولانا ميعرفوش أنا ابقى مين وايه حقيقتي ...!!
بيتي بقا ملجأ كل محتاج مبقتش عارف احط الأكل فين ولا فين البيوت اتفقوا يبعتولي كل يوم واحدة تخدمني واللي تطوع لتنظيم دخول الحالات وعرضها عليا بس أنا مقدرتش صړخت فيهم كلهم وطردتهم أنا مش شيخ ولا مبروك أنا واحد محتال كداب أنا استاهل المۏت مش التبجيل أهل القرية احترموا رغبتي ومبقاش حد يقرب من البيت منهم حتى لو بالصدفة شافوا حالات من القرى المجاورة بتسأل عليا كانوا بيقولولهم اني سيبت القرية .. 
عيشت في حالي حاولت أرجع إنسان عادي فكرت اسيب القرية وكأن مكتوب عليا هروب من بعد هروب الباب خبط فتحت علشان الاقي واحدة مشوفتش في جمالها قبل كده عينيها بټخطف القلوب بسحر في بير عميق مالوش قرار بتقول بخجل أنا محتاجاك تعالجني وقبل ما أنطق بحرف قاطعتني وقالت ..
أنا عارفاك كويس عارفة كنت مين قبل ما تيجي القرية عندنا وموافقة على كل طلباتك..!
مكنتش قادر أقاوم بس حاولت قلتلها أنا مبقتش اقدر اعمل كده بطلت وتقريبا خسړت مهاراتي في التواصل مع الجن قاطعتني مرة تانية وقالت ازاي والبلد لسه بتحكي وتتحاكى باللي عملته مع نادية بنت بيومي البقال بزفير حار قلت حالة نادية كانت استثناء ليه ظروفه وراحت لحالها..
مسكت الباب وطلبت منها تمشي لكن الغريب انها ممشيتش دخلت معايا البيت وكأن رفضي مسكها بيا أكتر محستش بنفسي غير واحنا قريبين من بعض قريبين لدرجة التقاء حرارة انفاسنا حسيت برجفه في جسمي كله بعدت عنها وبعدتها عني علشان وشها يتحول لشيء مخيف دميم وبصوت مخيف قالت ..
العهد والاتفاق مبيتلغيش بدون عقاپ..
وفجأة حسيت البيت اتملى بالجن قلت بثبات 
أنا جاهز للمۏت رددت الذكر
كتير على أمل ينقذني زي ما انقذ نادية اتقدم الشيء مني وقال هتبات ليلة جوا حفرة في مقاپر القرية لو طلع عليك النهار هتعيش ولو مطلعش هتعيش في الظلام ليوم الفصل..
مشيت وسط عشيرة كاملة من الجن لحد مقاپر القرية وكأنها تشييع جنازتي شوفت حفرة نزلتها ونمت كنت عايز أرتاح نمت وشوفت التراب بينهال عليا مكانش في دماغي حاجة غير سؤالي القديم يا ترى هيقبلني..
لكن خلاص واضح بلا شك إن دي نهاية الطريق واخره..
غمضت عيني واستسلمت لأعماق الظلام.....
خالد ..
خالد ..
فوقت بحاول اخد نفسي بصعوبة فتحت عيني في ذهول ببرق لعم بيومي ونادية وكام واحد من رجال القرية..
فرحت اني شايف الضوء والنهار اتمنيت بداية جديدة..
بعد كام يوم اتجوزت نادية ورجعت لبيتي ولحياتي كان فيه حاجة غريبة مش عارف لما نزلت الشارع محدش عرفني الناس نسيت ولا سامحتني مش عارف مبقاش حد يشاور عليا ولا يتهمني بحاجة كنت ماشي كأني مش موجود علشان اتفاجيء إني في حضڼ الشيء الدميم بيضحك ويقول .. الحياة في الظلام مليانة بالخداع العقاپ هيدوم ليوم الفصل واليوم في الظلام بألف نهار...
تمت 
اعتراف 
محمد_خالد_رزق