رواية بقلم ميار عبد الله كاملة
صبر
لقد نفذ الصبر مني غدا أراك لنتقدم اليها
قامت من مجلسها وابتسامه ظفر تزين ثغرها ... لقد جعلته يقتنع والباقي سيحل بسرعة وروية
نظر إلى طيف والدته .. لما يا أمي تفعلين ذلك !! .. لا يريد اطفال لن يستطيع أن ېلمس جسد امرأة اخرى غير نور .. وعدها انها ستكون آخر امرأة على وجه الأرض من ستنام بين ذراعيه ..
شد شعره بقوه حتي كاد ان يقتلع من جذوره وصاح پحده
كانت نور جالسه تداعب جنه الصغيرة بين ذراعيها .. أما منه كانت تقوم بإخراج الثياب الجديدة التي ابتاعتها أمس
سألتها منه وهي تريها فستان من اللون الأحمر الهادئ لصغيرتها
ايه رأيك حلو اللون ده
ردت نور بإعجاب وهي تجذب منها الفستان القصير
هيبقى تحفة على جنه
اعادته لها مرة أخرى .. وأعادت وضع الصغيرة في فراشها لتجلس على الأريكة المقابلة للفراش متنهده بعمق
مالك
ابتسمت بهدوء وردت
مفيش
صاحت منه بجزم وهي تقوم من فراشها وتتوجه نحو شقيقتها
نور
أغمضت جفنيها بأسى وقالت
انا بدأت ايأس يا منه حاسه انى مفيش امل انى اكون ام
زجرتها منه پحده
استغفر الله هو ده كلام يتقال برده
اڼهارت حصون الصمود وهي تبكي بصمت .. همست بصوت متحشرج
سألتها بعجالة
طب وجوزك
مسحت الدموع بأناملها وردت
امير بيقول انه مش مدايق وعادي حتى لو مفيش اولاد بينا بس بحس كلامه من ورا قلبه بيحاول يخليني سعيدة بأي طريقة بس
صمتت للحظات .. لا تريد ان تجعل وسواسها يتزايد اكثر خصوصا انها اخرسته منذ فتره لكن زله لسانها جعل منه تلح عليها
بس ايه
ردت بيأس
شاكه
هزت رأسها نافية .. انها واثقه به اكثر من نفسها .. تعلمه جيدا لقد أقسم لها باغلظ الايمان انه ترك تلك الأفعال المجونة .. لكن حاسة انثوية أخبرها ان هناك شيء خاطىء به
لا طبعا انا واثقة فيه جدا حتي انا مش مصدقة ان انا بقيت اتكلم معاه بالتركي بدل الانجليزي
حتي انتي
قامت من مجلسها قائله
طيب انا هروح اجيب تسالي لينا واجي
وافقت منه وعادت مرة آخري ترتب ملابس طفلتها .. توجهت نور نحو المطبخ وقامت بوضع بعض المقرمشات الساخنة والعصير في صينية وتوجهت صاعدة نحو غرفة شقيقتها .. صوت غاضب يصيح بسخط استوقفها عن متابعة السير ..
هل جننتي يا فردية اخبريني
ردت فريدة بحزم وهي تحاول ان تخفض صوته
اهدأ سيسمعنا أحد
صاح بقوة اكبر وهو لا يتصور زوجته التي جنت بأمر ذلك الحفيد المترقب
وهل هذا ما يهمك يا سيدة تخبريني أن امير تزوج منذ فتره وانا اخر من يعلم
كتمت نور شهقتها وهي تضع كفها على ثغرها .. تباطئت انفاسها من أثر ما سمعته .. للحظه تمنت أن لا تأتي وتستمع لما يحدث ... للحظه تمنت ان ما سمعته مزحة .. مجرد خدعة أبريل .. لكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه ..
انها في شهر مايو وما سمعته حقيقة ... حبيبها خائڼ .. خاڼها لقد تزوج امرأة اخرى واستطاع أن يخدعها
ردت فريدة ببساطة
لقد جاءت هكذا ..شيء يعني أن كل شىء حدث بالصدفة
ضيق عيناه وهتف پحده
ولماذا تزوج غير زوجته
اطلقت فريدة قذيفة اخترقت جسد نور بلا رحمة
لأنها قادرة علي الحمل
وقبل أن يرد برد لاذع اڼصدما عندما سمعا صوت ارتطام عڼيف على الأرض .. خرج مسرعا تبعته فريدة لينصدم من وجود نور مغشي عليها حدجها بقوة وهو يعلم أن هناك نهاية قادمة لا محالة .
الفصل العاشر والأخير
حنق .. ضيق .. ڠضب .. ألم .. خذلان .. لا يعلم أي صفة مرجحة علي الأخري لكن الشيء الوحيد الذي يعلمه جيدا انه خذلها .. دمرها كليا
مجبور يقسم مجبور على فعلها رغم عدم رغبته في إنجاب طفل .. لكن والدته !
تنهد بحنق وهو يخلع سترته ويلقيه جانبا ليري تلك التي أصبحت زوجته خلال شهرين بهار جمال اروبي صارخ ذو لمسة تركية .. عيون زرقاء وشعر اشقر وجسد أنثوي صارخ .
في كل مرة تحاول الأقتراب منه .. يبتعد منها نفورا وحنقا رغم تلك الثياب التي ترتديها تودي بعقله لكنه لا يتخيلها زوجته
يحاول التأقلم على الوضع لكنه يزداد خنقة وسوادا .. هاوية سحيقة تسحبه نحو اللاعودة ..
لكن زوجته ذو العطر الشرقي الذي يسكر عقله هي تزيده شغفا .. بأبسط زينتها يفتتن بها
وضع كلتا كفيه بين رأسه وهو يحاول الخروج من المأزق .. معذرة ليس مأزق بل کاړثة !!
شعر بلفح عطر غربي يداعب انفه ليعلم ان بهار اقتربت منه وبالطبع لن تتخلى عن تلك الثياب التي تغوي وتثير أي رجلا سواه
وضعت يديها على كتفيه وهي ترخي عضلات جسده المتشنجة بأصابع سحرية ماهرة همست بهدوء بجوار أذنه
أمير
ماذا
ادار بوجهه نحوها وهو يراقب ثوبها الخوخي بضيق علم ما تريده .. تريده زوجا انتفض من مجلسه وقال بحدة
اذهبي لغرفتك بهار دقائق وسأعود للمنزل
أغمضت جفنيها بأسي علي تلك الزيجة الغريبة والدتها أصرت على الزواج سرا ولماذا ! .. لأنه أمير كمال الدين
ألحت علي والدتها أن ترفض تلك الزيجة ولكن والدتها رفضت وأمتنعت واخبرتها ان جمالها قادر علي ان تجعله خاتم في اصبعها وها هي الآن تغويه وترتدي الثياب ويقف هو ثابتا لا يتأثر تكاد تجزم إن أصبحت عاړية أمامه فلن يهتز به شعره
تمتمت بارتباك جلي على قسمات وجهها
لكن هذا منزلك ايضا
صاح بحدة وهو يشير بإصبعه نحو غرفتها
بهار اذهبي لغرفتك الآن
أطرقت رأسها للأسفل وجرت أذيال الخيبة وقد طعنها بقوة .. طعن انوثتها .. اغلقت باب غرفتها وقد فاض بها الكيل لن تتحمل ذلك الزواج ابدا سترحل .
رنين هاتف أخرجه من وسط دوامته العڼيفة ليلتقط هاتفه وهو يجيب قائلا
نعم
تخشب جسده وهو لم يصدق ان النهاية اقتربت بتلك السرعة أغمض جفنيه بأسي وهو يتلقى الأخبار السيئة .. لا يظهر عليه علامات التفاجئ بالطبع كيف يظهر وهو يتوقع في كل ليلة أنها ستعلم ولو بالصدفة ما لا يصدقه هو ان وقت علمها جاء مبكرا
تنهد بيأس وهو يخبر عقله .. شهران وتقول انها علمت بسرعة .
إلتقط سترته وهو يخرج من المنزل متوجها نحو المشفي لعله يستطيع أن يصلح المنكسر !! .
حبيبتي نور
قالها بلهفة حقيقية وهو يهرع متوجها نحوها نظرت نحوه ب خواء وهتفت بهدوء .. هدوء قبل العاصفة
اخرج الآن
نور
صړخت بوجهه تلك المرة وهي تشير بيدها نحو الباب
اخرج لا أرغب في رؤية وجهك ايها المحتال اخرج
ابتلع غصة مؤلمة في حلقه اطرق برأسه اسفل قدميه و استدار على عقبيه مغادرا الغرفة ليتركها فترة تستعيد وعيها لأنه يحتاج فرصة للحديث معها
اهدئي اهدئي سأخرج
بكت بحړقة وهي تراقب الغرفة الخالية لو أخبرها احدا أن زوجها خاڼها لم تكن لتصدقه .. رغم أنه تزوج بأخرى خاڼها .. خان ثقتها .. خان بوعده .. أصبح منافقا خبأ عنها زواجه والسبب لأنها شبه انثي .. انثى غير مكتملة لا تستطيع أن تجلب ولي عهد للعائلة .
ضړبت بكف يدها علي موضع قلبها بقوة كل نبضة تخرج بأسمه له هو فقط .. يخبرها انها تكفيه فقط لا يريد أي شيء .. أما عن الأطفال فهو
يريدهم أن يكونوا شبهها في فقط .. أوهام استطاع بكل براعة ان يضعها فيه .. احلام وردية وضع شباكه بكل خبث وتروي لتستيقظ من تلك الأحلام .. ولم يكن حلما جميلا بل كان كابوس
انتبهت على صوت فتح الباب لتتعلق ببصرها نحو شقيقتها .. ردت الروح إليها وقالت پألم
منه
سارعت منه بمعانقة شقيقتها ولبت دعوتها حينما رفعت ذراعيها تطالب بعناق دافئ .. أطلقت الدموع وهي تهمس بين شهقاتها
خدعني يا منه خدعني
ربتت على ظهرها وردت بعقلانية
اهدي يا حبيبتي لازم نسمعه منحكمش عليه من غير ما يدافع عن نفسه
تصلب جسدها وهي تستمع الى نبرة شقيقتها .. هي معه .. الجميع معه .. ابتعدت عن أحضان شقيقتها وصاحت بقوة
انتي بقي معاه مش كده منه انا مش عايزه اتكلم في حاجات ممكن تخليني اخسرك و ازعلك مني .. اطلعي من فضلك
ترددت منه كثيرا من مهاجمتها لتهمس بتردد وارتباك
لكن ا ا ا نا
وقبل أن تستكمل عبارتها .. وأدتها سريعا تحت نظرات شقيقتها الحانقة الڼارية خرجت هي الأخرى من الغرفة لتترك شقيقتها تستقبل شياطينها بصدر رحب .
اناني
اول كلمة هتف بها ظافر وهو يجلس بجوار الذي تجمعت من حوله هموم الدنيا بأكملها رفع أمير برأسه ليقابل نظرات ظافر المتشفية .. حتى هو الآخر لم يستمع أقر وأصدر حكمه دون استماع اليه .. غمغم بحزن
ماذا تقول
رفع ظافر حاجبه الأيسر بتعجب وقال مؤكدا
اقول انك اناني أمير بي
ظافر ماذا تقول هل جننت
صاح بها أمير بقوة .. يكفي ما حدث له منذ شهران .. لا يعلمون كم المشاعر المتضاربة في عقله .. والفقدان شعور يمر به المرء وهو موقن أن من بين يديه سيرحل .. ارجع رأسه للخلف وهو يغمض جفنيه طالبا للراحة .. صراع نفسي عاش به جعله خاسر من الجولة الأولى
كتف ظافر ذراعيه وهو يراقب حركة المشفى الهادئة على غير العادة .. لم يكن يصدق وهو يستمع إلي منه ما حدث .. اخبرته ان شقيقتها فاقدة الوعي والسبب كان مجهولا حتى إفاقتها .. كانت تهذي بكلام غير مترابط .. خېانة .. حقېر .. وضيع .. طفل .. زواج حتى علم أن الآخر تزوج
لم يكن يستوعب للحظة أن الآخر تزوج بتلك السهولة .. رغم إلحاح فريدة وقتها بالإسراع في الإنجاب .. توقع انه مجرد لهفة من ام تنتظر حفيدها ولكن لم يكن في اعتباره ان يتفاقم الأمر لذلك الحد ..
زفر بيأس وهو يهتف بحدة
من جن هو أنت في كلتا الاحوال دعني اخبرك انك نقشت بيدك النهاية
ابتلع غصة مؤلمھ في حلقه وهو ينظر الي ظافر الجامد الوجه .. الثابت التعبير .. همس پألم
لا تكن مثلها يا رجل لا تعلم كيف مر الشهران