رواية بقلم ميار عبد الله كاملة
اريد ان اخبرك ما بداخلى
لم يجد سوى الصمود لتتابع وبدأت العبرات تتجمع نحو مقلتيها
عندما تأخر الحمل راودتنى أسوأ الكوابيس شعرت للحظة انني سأصبح نصف انثى لن أقدر أن اجلب طفل منك وإلحاح الجميع بوجود طفل بأسرع وقت وكأنني أنا الذي أؤجل ذلك الأمر !! وانت ايضا كلما كنت اخبرك ان نذهب بادىء الامر تتهرب منى ثم بعد محاولاتي البائسة اتخذت اسلوب الرفض القاطع بعدم الذهاب ..ماذا ظننت اننى سأفعل !
اسف حبيبتى
مسح عباراتها بأنامله ليحيط وجهها بكفيه ويهتف بنعومة
ستصبحين أم يا حبيبتى ولكن لا يوجد امامنا سوى الصبر
ابتسمت فى خفوت وهى تمنى بداخلها ان يحقق الله امنيتها
همست فى خفوت
سأصبر يا أمير انا وانت سنصبر ولكن ماذا عن الجميع هل سيصبرون
هتف بهدوء
لا تهتمي بأحد سواى انا
كانت ترتشف قهوتها التركية بتلذذ قاطع لحظاتها الهادئه المشاغب إياد وهو يتذمر بحنق طفولي
تيته نازلى
وضعت فنجانها على الطاولة لتبتسم بهدوء
ما الأمر يا عزيزي
أمى لا تسمح لى باللعب مع جنه
لتهتف بتعقل
جنه ما زالت طفلة صغيرة يا إياد
سمعت صوت شهقه من خلفها لتستدير برأسها لتتطلع الى فريده وهي تهتف پصدمه
تحملها !! عمرك ستة أعوام وتريد ان تحمل طفله تبلغ أربعة أشهر التوبة يا ربى طفل يريد حمل طفلة رضيعة
عبس إياد وهتف بحنق
انا لست طفلا تيته فريده
جلست على المقعد لتهتف بتزمر
اذهب الى والدتك يا إياد
هتف بعبارة حاسمة قبل رحيله
وانطلق بسرعة إلى والدته لتضحك نازلى بخفوت ثم وجهت حديثها الى فريده الحانقة وهي تتحدث برزانة
إنه طفل يا فريده تعلمين كم هو طفل عنيد
أعلم ذلك جيدا
ثم تابعت بحماس
كم اتمنى أن ارى حفيدا لعزيزى أمير
هتفت نازلى بجديه وهى تعلم مغزى حديثها
اتركى نور وشأنها يا فريدة فى كل مرة تأتي إلى هنا تتفوهين بعبارات قاتله تجعلها حزينة
أستغفر الله ...أحزن نور
صاحت بجدية
دعى نور وشأنها يا فريده ليس كل مرة تأتي المسكينه الى هنا وتتطرقين في الحديث معها عن الانجاب والحمل وما شابهها
كونى اريد ان اصبح جده فى اسرع وقت هل هذا خطأ
ثم تابعت بتوجس
مرور عام كامل وبدون وجود حمل يقلقني
شهقت نازلى پصدمه
استغفر الله ما هذا الذي تتفوهين به يا فريده ماذا تحاولين ان تصلى بحديثك هذا
زجرتها نازلى مقاطعة ذلك الحديث الذي بات عادة كل صباح
فريدة دعى الفتاة وامير بمفردهم لا تكدرى صفو حياتهم .. وإن فعلتى فدعينى أخبرك أن النهاية قادمة وانت اول شخص س يتأذى فى ذلك الأمر
امي ارجوك ما الذي تقولينه هل تريدنني ان اتزوج امراة اخري غير نور ما هذا التفكير كيف تريدنني ان اكسرها
صاح بتلك الكلمات امير وهو يصيح بحدة نحو وجه فريده متناسيا للحظه ان التى واقفة امامه هى والدته
زمجرت بسخط
الله الله ماذا يا ولد هيا قم بضربى ايضا
لن استطيع فعلها .. لن استطيع ان المس امرأة غير زوجتى تفهمى ذلك الأمر
زفرت فريدة بيأس
امير لما رأسك اصبحت صلبه .. قلت لك لن تعلم ولن يعلم احد كل ما اريد رؤيته هو حفيد لى هل هذا امر طلب صعب
هز أمير رأسه يائسا
لم يحن الوقت امى ولن انجب سوى من زوجتى سأرحل الآن لقد تأخرت
نظرت إلى أثره الذى اختفى فى مهب الريح وهي تمتم بسخط
اووف لا أعلم من أين جاء بتلك الرأس اليابسة
وضعت طفلتها الصغيرة على فراشها بعد وصلة بكاء صمت أذنيها تنهدت براحة لتقفز الى فراشها وهى ستحظى بالنوم اخيرا بعد ان خارت قواها من التحمل .. غفت عيناها قليلا وهى تحمد ربها على ان كل شىء يسير على ما يرام ..
انتفضت فجأة علي صړاخ الصغيرة .. وبدلا من أن تهرع إليها بكت معها وصوت شهقاتها تعلو بارتفاع .. قامت من فراشها وهى تتوجه نحو الفراش الصغير و حملتها بين ذراعيها قائلة بعتاب
يرضيكى ماما متنامش النهاردة طب ساعتين يا جنة ساعتين واتحولى بعدها زى ما انتى عايزة
وبكاء الصغيرة كان يعلو بين ذراعيها .. ربتت عليها بهدوء وتناست او نست للحظة كيف تكون ام وخبرتها اختفت مع تعاملها مع تلك الصغيرة الهشة التى تحمل ملامح والدها كثيرا ..
احتضنتها بقوة وهى تربت على ظهرها وتهمس في اذنها بتعويذة سحرية ليهدأ تشجن الصغيرة شيئا فشىء حتى استكانت تماما وذهبت في سبات عميق
لم تضعها تلك المرة فى فراشها بل اخذتها بجوارها و اضطجعت على فراشها وعقلها شارد فى شقيقتها ..
شقيقتها تتألم ترى نظرة الحزن المنكسرة فى داخلها ..رغم كل شيء يضيق عليها الا انها تبتسم وتاج القناعة يزين رأسها ..
غفت قريرة العينين وهى تشدد ببطء على صغيرتها وهى تخبر رسالة خفية انها معها لذا لا يجب عليها البكاء ..
فتح ظافر الباب ببطء وهو ينظر الى السكون المخيم فى غرفتهم .. ظن أن أخطأ فى عنوان غرفته .. الا ان وجود زوجته نائمة وبجوارها كائن صغير علم انه لم يخطأ فى عنوانه
ابتسم بسعادة نحو أسرته الصغيرة التى كونها .. جلس على الأريكة وهو يخلع حذائه بتعجل شاركها قميصه ليتوجه بخطوات بطيئه نحو فراشهم .. وقبل أن يلتقط جنة ليعيدها الى فراشها اندفع الصغير اياد وهو يصيح بحدة لا تتناسب مع عمرها الصغير
ابى هذا ليس عدلا اخبر امي اننى اريد حمل جنه
وضع أصبع السبابة على شفتيه وهو يهمس پحده
اصمت لقد ناما
ألقى اياد نظره إليهم ليصيح بغيرة طفولية
وانا ايضا اريد النوم
هز ظافر رأسه يائسا .. عقد ذراعيه على صدره وهو يقول
هل ترغب فى احضان النساء أم الرجال
وضع اياد اصبع الابهام وهو يحك ذقنه مصطنع التفكير
افضل النساء لكن بما ان امي غير متاحة الآن سأنام بجوارك
شهق بل ذهل من رد اياد ذلك الطفل الصغير القامة وصغير السن لكن لسانه .. هز راسه باستياء وهو يشتم امير
لقد افسدك امير
شد اياد من بنطاله صائحا بنفاذ صبر
هيا
كانت محقة منه أن ذلك ذو العقلة الاصبع يحتاج إلى إعادة تقويم سلوك سيبعده عن مفسد الأخلاق سحبه نحو الفراش وهو يقول پحده
تحتاج لمن يقوم سلوك يا وقح
بروية وببطء شديد سحب الصغيرة بين ذراعي أمها وتوجه ببطء الي مهد الصغيرة وهو يطبع قبلة حانية على جبينها .. دثر صغيرته جيدا ليعود نحو زوجته وابنه الصغير .. اقترب من جسد منه وهو يحاوطها بقوة واياد يحتضن والدته .. ابتسم بسخرية وهو يراه يتمسك بوالدته كمن يخشى فقدانها او بتعبير اصح يقلد الصغيرة ما أن حملها حتى انقض على والدته يحتضنها همس فى خفوت نحو صغيره
هذا ليس عدلا
رد اياد ببساطة
اننى احتضنكما
رفع حاجبه بدهشة على بساطته فى الجواب احتضن ظهرها بقوة وهو يقبل عنقها لينام قرير العينين ولا يوجد لديه شىء آخر في الحياة يريده سوي الحفاظ علي عائلته .
اغلق باب منزله وانامله تلعب بمفاتيح منزله وكلمات والدته اصابته فى مقټل .. شيطانه يستسلم للحظات قبل أن يجاريها عقله وقلبه يقفان كالمرصاد .. ليجر شيطانه مستسلما فى خيبة أمل متوعدا انه سيعود مرة أخرى بثورة اقوى
واستمرت الايام يليها الأشهر وهو صراع بين والدته وبين نفسه يخفى تعابير وجهه بصعوبة عن حبيبته
امير
هتاف من معشوقته جعله ينحي افكاره جانبا وهو يتوجه نحوها .. هز رأسه بيأس وهو يراها تشاهد احدي مسلسلاتها الشهيرة التركية يعترف لقد أصبحت تلك الفترة تنافسه في اللغة التركية .. اعتادت على اللغة واتقنتها أكثر حينما ذهبت لمركز لتعليم اللغة التركية .. ولكن عشقها لمسلسلات تحول لإدمان .. تتغزل بالأبطال وهو يقف كالجماد .. تخبره كيف اعترف هذا عن حبه والأخرى ماذا فعلت ..
جلس بجوارها على الأريكة وهو يحتضنها بقوة
حبيبتي اشتقت اليكى ماذا تفعلين
لمعت عيونها سعادة وهي تراقب التلفاز وبحماسة اطفال قالت
اشاهد مسلسل تركى جديد هيا اجلس لقد تعلمت بعض الكلمات شاهد ماذا يقول البطل للبطلة
همس نحو أذنها بخبث
دعيني اعطيكى بعض الدروس العملية بدلا من استياءك
زجرته پحده وهي تبتعد عن أنامله الخبيثة التي تلعب بمنامتها
تأدب امير
رفع حاجبه بمكر وهو ينظر نحو لقطة تسير ببطء عن مشهد اعتراف البطل للبطلة وبالطبع يجب وجود مشهد القبلة .. عاد ببصره نحو التي توردت وجنتيها من المشهد
داعب وجنتيها بأصابعه وقال
البطلة تقبل البطل ماذا ألا يوجد شىء لزوجك
امسكت بجهاز التحكم وهي تغلق التلفاز وټلعن عقلها الأحمق
سأغلق التلفاز
ردد ببساطة وهو يهب من مجلسه
رائع سنقوم بتطبيقها عمليا
اتسعت عيونها دهشه وهبت من الاريكه تختار الهروب لكن يده كانت الأسرع ليقوم بجذبها الي صدره
بللت شفتيها وقالت بتوتر
أمير توقف
همس بجانب اذنها ببحة رجولية جعلت معدتها تتقلص
كل مرة تنطقين اسمي بتلك الطريقة لن اتوقف عن فعلها جميلتى
بارع للغاية في جعلها تشعر بأنها ما زالت فتاة عذراء رغم مرور مدة عام على زواجهم .. ما زالت تخجل منه ومن حديثه .. يتفنن في جعل وجنتيها تشتعلان من الحمرة ..
همس بصوت أجش وانامله تمس شفتيها
اشتقت اليكى
رددت في خفوت
وانا ايضا
سحبها بين ذراعيه وتوجهها نحو غرفتهم التي شهدت لياليهم واليوم سيقوم بإعادتها ..
صاح بهدر وهو يهب من مقعده .. يا الهي والدته مصره وملحة على أمر ذلك الزواج .. لقد نسي ذلك لفترة أو تناساه
أمي توقفي لقد ظللتى تلحين على منذ أشهر طويلة
جذبته من يديه قائلة بروية
لقد أوشكنا على انتهاء العام الثانى يا امير ولم اسمع الخبر
غمغم بضيق وهو يجلس على الاريكة مرة آخري
من فضلك امى
امير هل ترفض طلبي الوحيد
مع جر خيط الناعم وتحول الملامح المتوحشة الي بريئة .. قدرات خارقة تستطيع الأم فعلها مع ابنائها تتحول من شرسة الي وديعه في ثوان
لا ولكن
وجود الشك والاهتزاز في صوته تلك المرة .. ستجذبه لصالحها .. كل مرة كان يرفض منعا باتا للحديث عن ذلك الأمر .. تلك المرة تراه متوتر يخشى شيء
ردت بحماس
استمع كما اخبرتك سيظل سرا عزيزى ستتزوج من فتاه اخترتها لك ولن تفشى بزواجكما أمام زوجتك
أغمض جفنيه لعدة لحظات يفكر .. نور إن علمت ستهجره .. لم تلتئم چروحها بعد ليقوم هو بوضع الملح على الچرح ..
لكن
صاحت فريدة بنفاذ