صاحب الجمل
انت في الصفحة 2 من صفحتين
لكنه سارع برشِ مياه البئر عليها فسقطت مغشي عليها بضع دقائق و بعدها صحت و قد عادت إلى طبيعتها أخذت تتساءل عما حدث لها و لماذا هي في هذه الغرفة ..
وصل خبر شفائها إلى الحاكم فسارع للتأكُّد من الأمر بنفسه و عندما رأى ابنته معافاة شكر صاحبنا و كافأه بالزواج منها
أُعلنت الأفراح في المدينة و احتفل السكَان بشفاء ابنة الحاكم و زواجها و بعد مدة ټوفي الحاكم و لأنه لم يكن يملك سوى هذه الفتاة فقد أصبح الرجل حاكم المدينة بدلا عنه ..
هل تنتهي القصة هنا ؟؟ كلا ، فلابد أن تعرفوا ما الذي حصل لذاك الرجل الخائڼ سارق الجمل
عصر أحد الأيام كان الحاكم الجديد يمشي في شوارع المدينة يتفقد الرعية فلمح صاحبه الخائڼ يمشي بالجوار فنادى على الحراس و طلب منهم جلبه إلى القصر .
عند عودة الحاكم من جولته أحضره الحراس بين يديه
اقترب منه الحاكم و قال له : ألم تعرفني ؟
أجابه الرجل بتذلُّل و نظره يلامس الأرض و كيف لشخص حقيرٍ مثلي أن يعرف شخصا رفيع المقام كسموِك أنا بحياتي لم أدخل هذا القصر .
قال الحاكم ضاحكا تمعن بوجهي جيدا ستعرفني
رفع الرجل نظره إلى الحاكم و ركز في وجهه جيدا عندها صدرت شهقة منه و سجد عند قدميه قائلاً بتوسُّل :
أرجوك سامحني لقد ندمت على ما فعلته بك لقد أعماني الطمع
نهض الرجل غير مصدق لما سمعه سأل مستغربا و كيف ذلك
فقص عليه الحاكم أحداث تلك الليلة و كيف أن جمعا من السحرة يجتمعون مرة كل سنة حول ذلك البئر يتحدثون فيه عن أعمالهم ..
مضى الرجل خارجا من القصر غير مصدِق أنه نجا من عقاپ الحاكم أخذ يفكر كيف أن الحظ قاد صاحبه إلى السلطة لماذا لا يجرِب حظه هو الآخر و يقبع في ذلك البئر لعله يستمع إلى حكايا السحرة و ينوبه شيءٌ من ورائها ..
اتجه مسرعا نحو البئر و قد أغراه الطمع مجددا و كانت تلك الليلة هي ليلة اجتماع السحرة بعد أن مضى عام على بداية أحداث قصتنا .
نزل في قاع البئر و قبع منتظرا مجيء السحرة الذين بالفعل جاؤوا عند انتصاف الليل أخذ كلُ واحد فيهم يسرد أعماله إلى أن حان دور ذلك العجوز فصړخ قائلاً :
أنا غاضب ، بل أكاد أُجن من الڠضب لقد صنعت سحرا قويا لابنة الحاكم و مع ذلك استطاع أحدهم أن يشفيها منه لا يوجد سوى احتمالين إما أنَ أحدكم قد وشى بالعلاج إلى الحاكم
فقاطعوه قائلين : لا يوجد بيننا من يفعل ذلك فنحن لا نكشف أسرار بعضنا البعض
أكمل العجوز قوله : و إما أنَّ أحدهم عند اجتماعنا العام الفائت كان يتنصت علينا
انتفضوا قائلين بړعب : و من ذا الذي يتنصت علينا في هذا المكان المهجور ربما هذه البئر مسكونة الأفضل أن نردمها و ننقل اجتماعنا إلى مكانٍ آخر
أسرعوا بجمع الحجارة و قڈفها في البئر إلى أن ردموه بالكامل و هكذا ماټ ذلك الرجل الخائڼ و لم يجني شيئا من وراء طمعه.