صاحب الجمل
انت في الصفحة 1 من صفحتين
.. كانا يمشيان و قد نفد من عندهما الماء صديقان أحدهما يملك جملاً و الآخر لا يملك فوصلا إلى بئرٍ منعزلة لا يوجد فيها دلو لاستخراج المياه فتبرع صاحب الجمل بالنزول في البئر لجلب الماء على أن يساعده الآخر .
و بالفعل لفَ حول وسطه حبلا و نزل في البئر ملأ قربتي الماء و ربطهما بالحبل فسحبهما صاحبه الذي طمع بالجمل فأفلت الحبل بعد أن أخذ قربتي الماء و ولا هاربا تاركا الرجل المسكين وحيداً في قاع البئر .
احتار الرجل ماذا يفعل فالبئر عميقة و في منطقة شبه مهجورة جلس مستسلما لقدره و قد حل الليل
كان القمر مكتملا و عند انتصاف الليل اجتمع حول البئر مجموعة من الأشخاص استغرب الرجل ما يحصل لكنه التزم الصمت و أخذ ينصت لأحاديثهم التي عرف من خلالها بأنهم مجموعة من السحرة يجتمعون كل عام حول هذا البئر
يعرض كل واحد فيهم أعماله خلال السنة قال أحدهم متباهيا أنه صنع سحرا لفلان جعله يخسر تجارته قال آخر بأنه عطَل زواج إحدى الفتيات
و قال ثالث أنه تسبَب بمۏت فلان تكلَم الكل إلا ساحر عجوز كان صامتا يبتسم بخبث طيلة الوقت
سألوه عن أعماله فقال : أما أنا فقد قمت بعمل عظيم لقد سحرت ابنة حاكم هذه المدينة و جعلتها تصبح مچنونة لا يستطيع أحد الاقتراب منها لقد جلبوا لها أمهر الأطباء و لم يفلحوا في إعادتها إلى طبيعتها لا أحد يعرف دواءها غيري
سألوه : و ما دواؤها ؟
أجاب : أن يُرشَّ عليها من ماء هذا البئر
أخذوا يضحكون و يتسامرون إلى أن لاحت الشمس في الأفق عندها رحلوا
كان الرجل قد استمع إلى كلِ أحاديثهم و صمَم على إنقاذ ابنة الحاكم إن قدر له الخروج من هنا .
شاء الله و وصل إلى البئر مجموعة من الرجال احتاروا في كيفية إخراج الماء منه فصړخ الرجل الحبيس في قاعه قائلا أنه يستطيع مساعدتهم إن وعدوا بإخراجه
فزع الرجال و أرادوا الهرب لكنه سارع إلى طمأنتهم قال لهم بأنه إنسي و ليس عفريتا من الجنِ كما اعتقدوا و قص عليهم كيف صديقه غدر به و تركه في قاع البئر
مدوا إليه حبلا فملأ قربهم بالماء و من ثم ربط الحبل حول وسطه و ساعدوه على الخروج شكرهم الرجل و كان قد ملأ لنفسه أيضاً من ماء البئر .
مضى في طريقه قاصدا قصر الحاكم و عند الباب قال بأنه جاء لمعالجة ابنة الحاكم المړيضة سخر الحراس منه قائلين بأن أمهر الأطباء لم يقدر على ذلك لكنهم بنفس الوقت أوصلوه إلى الحاكم الذي كان يائسا تماما من شفاء ابنته
لذلك عندما استقبل الرجل لم يتحمَّس كثيراً و قال له : سأدخلك عليها لكن لا شأن لي إن أصابك مكروه بسبب چنونها فطمأنه الرجل قائلاً : أنت فقط دعني أراها و كل شيء بعدها سيكون على ما يرام بإذن الله .
مضوا به إلى غرفةٍ منعزلةٍ في القصر كانت الفتاة محبوسةً بها دخل عليها فوجدها تملأ وجهها الچروح و شعرها أشعث ، و ما كادت تراه حتى هجمت عليها
ذهبو بصاحب الجمل به إلى غرفة منعزلة في القصر كانت الفتاة محپوسة بها دخل عليها فوجدها تملأ وجهها الچروح و شعرها أشعث و ما كادت تراه حتى هجمت عليها