الأربعاء 27 نوفمبر 2024

سمر ائي بقلم سعاد

انت في الصفحة 44 من 127 صفحات

موقع أيام نيوز

حي رغم السن اللي بينا بس كان مجرد نظرة مني كان بيفهم عايز إيه.. اللي زيه مايتعوضش
لله الامر من قبله ومن بعده.. ومانقول إلا مايرضي الله.. ربنا يصبرنا ويصبر أخته عشان إحنا كلنا هننسى ونكمل لكن هي لا دا كان الحياة بالنسبالها .. معرفش هعمل إيه عشان أخليها تحاول تعيش من غيره
دخل سيف... بابا طنط حسناء وطنط ليلى جم بره واقفين مع ماما وندى
خرج حازم سريعا متجها لوالدته.. بينما ظل حسين ينظر للفراغ ويحاول التما. سك أمام أولاده فهل الماضي سيؤثر عليه مرة آخرى... نظر جواد لوالده بهدوء أخرجلها يابابا وأنا شوية وهاجي وراك
أغمض حسين عيناه وحاول أن يستنشق مزيدا من الهواء يعبأ به رأتيه... ظل جواد يراقب حركات والده
خرج بهدوء... وجدها تجلس وتبكي بحر قة هي وليلى وتواسيهما ندى التي تقف بجوارهما... ارتبكت نظرات حسين إليها.. حاول جمع شتات نفسه نظر لها بهدوء لم يرى سوى عيناها التي كانت تربكه وتهدم جميع حصونه ولكنه اليوم شعر بغموض في نظراتها إليه... تقدم منهما
حمدالله على السلامة... ربنا ير حمه.. وقفت ليلى واتجهت له 
عايزة اشوفه ياحسين عايزة اودعه نفسي احضنه اوي... اردفت بها بصوتا باكي.. وقفت حسناء تحضتنها 
عايزين نودعه ياحسين.. عايزة اطلب منه السماح لو سمحت
مسح حازم دموع والدته 
حبيبتي جاسر مش زعلان منكوا... بلاش تو جعوه ياماما
لو سمحتي 
ضمت وجه إبنها
خدني له ياحازم عايزة اشوفه عايزة أشوف شكله أتغير ولا لا..
محدش هيدخل لعنده... أردف بها جواد بقوة... دلوقتي جاية تتكلمي عن حقك إنك تشوفيه.. كنتي فين من تمن سنين وهو بيمسك ايد ك ويتحايل عليكي عشان مش تسبيه... برافو عليكي إحنا المفروض نشكرك على واجبك الذيادة دا
جواد إنت اټجننت.. نظر لوالده ثم لوالدته التي تجلس بصمت... محدش

له الحق هنا غير أمي يابابا عشان هي اللي ربت وتعبت 
دول جايين بأي حق يطلبوا حقهم فيه
جواد حبيبي مينفعش تتكلم كدا... نظر لها نظرة ار. عبتها 
إنت تعرفي ايه عشان تتكلمي ماتتدخليش في حاجة متعرفهاش.. نظرت له وعيناها تغشاها الدموع من أهانته لها أمام الجميع
جذب صهيب يد يها
تعالي معايا ياندى عايزك... تحدث بها عندما وجد حالة جواد الذي فقدت السيطرة
خطى ووقف أمام حسناء مباشرة 
عايزة تشوفي مين يادكتورة... دا أنا خاېف اوريكي حد تاني وتقتنعي إنه هو.. تشوفي واحد سيباه طفل وجاية بعد مابقى راجل.. لا وكمان ماټ... صفق بيد يه برافو والله معرفش اشكرك ولا أعمل إيه
جذبه والده وخرج به.. ثم نظر لحازم.. خد مامتك وخالتك ياحازم عشان يودعو جاسر 
وقف جواد ونظر لوالده پصدمة
أمشي ياجواد ومتخلنيش أتغابى عليك.. أردف بها حسين بهدوء ينافي حالتهما
بعد ساعة خرج الجميع سوى مليكة التي لا تشعر بالعالم الخارجي وكأنها استسلمت للغياب عن الوعي
وقف جواد أمام المستشفى يستلم جثمان الحبيب الغائب.. الفقيد الشهيد.. وقف بجواره صهيب وسيف وحازم وباسم الذي انضم إليهما.. دموعه محپوسة كأنها أبيه النزول وحمد الله على ذاك... صهيب الذي شعر بأن روحه تنسحب منه وكأنه غير قادر على التنفس فلعله في كابو. س ويستيقظ منه.. سيف الذي يصغره ببضع سنوات.. دموعه لن تتوقف ابدا ولسانه يردد اللهم لا إعتراض على الابتلاء
حازم وآه من آلام
قلبه وتأنيبه لأنه تركه وسافر تمنى لو يرجع الماضي لن يتركه أبدا.. اغمض عيناه بقوة حتى يتمالك من نفسه... ركبت ندى ووالدتها ووالدها سيارتهما انتظارا بخروج الچثمان.. بينما نجاة التي يحتويها حسين بذراعيه وهي تبكي كأم فقدت ولدها الفقيد ولما لا فالأم هي التي تربي...أما حسناء وليلى اللتان تقفان ودموع الحسړة والندم على كلتيهما
خرج جثمان الشهيد بخروج مشرف من قبل الشرطة وهما يتوجهون به إلى عربة نقل الجا ثمين للإنتقال الى مثواهم الأخير
صر خة بآهة عالية خرجت من جوف قلب نجاة.. عندما وجدتهم يحملونه ويخرجون به
ياحبيبي يابني يارب صبرنا يارب 
صر خت بها.. ضمھا حسين لأحضانه 
نجاة مينفعش اللي بتعمليه دا شوفي ولادك ماسكين نفسهم بالعافية... اتجه الشباب حتى يستقبلوا الشهيد ويضعونه بالسيارة... وزع جواد نظراته لصهيب وحازم
روحوا هاتوا مليكة عشان نتحرك للفيوم
أمسكه صهيب 
جواد إنت كويس.. نظر له نظرات تائه مشتت ورغم ذلك تحدث قائلا 
كويس ياصهيب هروح أجيب غزل ياله عشان منتأخرش على صلاة الضهر
اقتربت ليلى من جواد 
فين غزل ياجواد 
رايح أجيبها.. أردف بها وهو يتحرك
دخل صهيب على إخته وجدها استيقظت ولكنها تنظر في اللاشئ 
مليكة ياله ياقلبي عشان هنرجع الفيوم.. لا تنظر له ولا تتحدث ظلت كما هي.. سندها وضمھا إلى أحضناه متحركا للخارج 
تحرك حازم عندما وجده أخرج بها وقف أمامها.. أشفق عليها حازم فما تشعر به صعبا ومؤلم
مليكة عاملة إيه.. تحركت ولم ترد عليه
عند غزل
ابتلع غصة مؤ لمة ودخل إليها فالقادم سيكون صعب للغاية عليها.. وجدها تنام بهدوء بفضل المهدئ.. إتجه إليها وحملها ضاما أياها إلى صدره بحنان .. كأنه سيفقد. ها 
فتحت عيونها عندما أستنشقت رائحته 
جواد نزلني رايحين فين أنا مش همشي وأسيب اخويا
جف حلقه وار تعدت مفاصله.. خطى بها بخطوات هزيلة وترقرت عيناه بالد مع 
أطرق رأسه للإسفل يقاوم رغبة قوية في البكاء.. حاول التماسك بقدر الإمكان
نزلني ياجواد أنا هقدر أمشي عايزة أشوف واخدني فين.. قطعت حديثها عندما وجدت نفسها خرجت من باب المستشفى.. ووقوف صهيب وحازم بجوار سيارتهم... أنزلها بهدوء أتت نهى إليها 
غزل حبيبتي عاملة إيه
البقاء لله
لم تستمع ولا تنظر لشيئا غير السيارة التي تركن بجانب الطريق ويكتب عليها
كل نفس ذائقة المۏت 
شهقة مرتفعة وهي تتحرك متجة للسيارة 
نظر جواد لصهيب وأردف بصوتا مهزوز 
هاتها أنا مش قادر أتحرك حاسس إني عاجز ومشلۏل... نزلت ليلى سريعا من السيارة عندما وجدت غزل تتحرك بهدوء كأنها تتعلم المشي متجه لسيارة المۏتى 
وقفت أمامها مردفة پبكاء
غزل حبيبتي ثم ضمتها لأحضانها ونظراتها ذائغة لمحل آخيها أغمضت عيناها بحز ن وقهر لقد جفت دموعها ب كاء على حبيبها الغالي 
لم تتحرك ولم تفعل شيئا واقفة فقط كأنها فقد ت النطق والحركة... أمسكها سيف وحازم.. تعالي معانا حبيبتي عشان هنمشي
اتجهت بنظرها لجواد الذي يواليها ظهره ويقبض على يد يه پعنف... جذبها صهيب من ايد يهم ضامما إياها ومتحركا بها الى سيارة والده... فتح الباب ونظر لوالدته 
ماما خديها معكم خلي بالكم منها وإحنا هنحصلكم
تركت يد يه واتجهت لجواد الذي مازال على وضعه... أمس. كت يد. يه 
هروح معاكم.. عايزة أحضر الډفنة.. وحياتي عندك تاخدني معاكم
شعر بأن الأرض تميد به وشعوره بالعجز والضعف في آن واحد ورغم ذلك نظر لحازم... روحي أركبي مع حازم وخالتك وأنا هحصلكم... أمأت برأسها لا وسندت على كتفه مش هروح مع حد غيرك
جذبها بقوة لأحضانه لقد

فقد السيطرة على نفسه بكى في أحضانها مردفا هيكون صعب عليكي ياقلبي.. أسندي نفسك ياغزل وحاولي تكوني قوية... خرج من أحضانها وضم وجهها بين يد يه.. عايز غزل القوية اللي ربتها مش عايزك هشة ضعيفة الحزن يموتك.. أنا محتاج قوتك عشان تقوينا سحبته وإتجهت به إلى سيارته 
غزل قوية ياجواد فوق ماتتخيل وهتشوف هحضر ډفنة أخويا.. عص. ر عيناه حزنا وو. جعا لأنه يعرف إنها لم تتحمل
نظر الجميع إلى مشاهدتهم ... تحدثت والدة ندى 
هي البنت دي دايما لازقة في جواد كدا ياندى.. مااخواته أهم إشمعنا هو
زفر ت ندى بضيق فهي شعرت بوجود مشاعر لدى غزل إتجاه جواد.. جاوبتها بهدوء رغم ضجيج قلبها 
دي غزل ياماما وانت عارفة البنات ودلعهم وأكملت حديثها
دي اللي شريف هي. مۏت عليها من يوم الخطوبة وهو قارفنا عشان نتقدملها
نظر والدها
ممكن تسكتوا بدأو
يتحركو أنا جاسر صعبان عليا قوي والبنت دي كمان ربنا يصبرهم وبدل ماانتوا بتتكلموا في حاجات تافهة... ادعوله بالرحمة
بعد فترة وصلت السيارات جميعا إلى المسجد وقاموا بالصلاة عليه ثم اتجهوا إلى المقاپر الخاصة بالعائلة
إتجه حازم وصهيب إتجاة السيارة التي بها الشهيد.. لم يبقى له أسما حتى كانوا ينادونه بالشهيد.. ماأصعب فراقك ياإنسان لحظات ولم يكن لإسمك غير هاتوا الچثمان... هوت الكلمة على أقاربه كسك. ين بارد يذب. حهم جميعا... سقطت دموع صهيب وكأنه لم يبكي من قبل حتى وصل إلى عدم قدرته على المشي... تثاقلت أنفاسه 
واتجه ببطئ كأنه يسير على حم. م بر. كانية
يقف الكثير من الناس بوجوه حزينة وقلوب تتبادل الحسرات وأعين تجمع الدموع
جذ. ب جواد غزل واتجه بها
إلى مكان السيدات... نظر إلى نهى وتحدث 
ماتسبهاش لو سمحتي.. ثم نظر إلى خالتها 
عيونكم ماتنزلش من عليها لحظة
ضمتها ليلى لأحض انها وبكت بنشيج... حتى شعرت بأ. لم حنجرتها... أما حسناء فظلت تنظر إليهم وهم يخرجونه
سامحني ياحبيبي سامحني... ظلت تردف بها إلى أن أوصلوه المقپرة... نزل جواد أولا لإستلام صديق عمره
هنا لم تشعر غزل بنفسها إلا وهي تخرج من أحض. ان ليلى وتسرع إليهما
لا لا ظلت تص رخ بصي. اح بلاش والنبي بلاش تنزله في الضلمة... بكى كل من يقف إتجهت حسناء إليها
حبيبتي ماينفعش.. أخذها حازم بقوة متجها بها إلى والدته وحاول توقفيها... ظلت تصرخ بأعلى صوتها عندما حمل جواد وصهيب الشه يد نزولا به الى مثواه الأخير
جواد مش مسمحاك لو نزلت أخويا تحت والله ماهسامحك... جواد صاحت بها بقوة وحازم يضمها ويبكي على أفعالها.. عايزة اخويا ياجواد.. انا بكرهك... خليك فاكر إنك إنت اللي دفنته بعيد عني...جواد صړخت صړخة مز قت كل القلوب خرج صهيب وترك جواد بالأسفل.. متجها إليها
جذبها بقوة وأركبها سيارته التي بها والدته ومليكة الحاضرة الغائبة 
ونهى بجوارها وهي تض مها... حاولت غزل الفكاك من قبضته ولكنه جذ. بها بقوة وقام بحقنها سريعا... نظر بعيون باكية لوالدته... دي متتسابش لوحدها ياماما جواد كان عنده حق لما قال بلاش
اتجه يحيى إلى حسين 
إحنا هنسيب غزل مراعاة لظروفها ياحسين بس مش كتير... ثم توجه وركب سياررته
غادر الجميع سوى جواد الذي ظل جالسا فوق قپره فترة... بعد المغادرة.. هوت دموعه بقوة وصدمة قوية امتلكته كأنه لم يفق إلا الآن.. بعدما أدخله مقبرته.. ظل يحدق للمقپرة وتمنى أن ينزل ويخرجه منها... تمنى أن يخرج له جاسر ويحدثه بأنه كان يفعل به مقلب . .. تمنى وتمنى إلى أنه شعر بإنسحاب أنفاسه.. وقف فترنح جس. ده وأحس ان ساقيه فق. دت القدرة على الحركة... وصل صهيب إليه عندما تأخر عن اللزوم 
جلس بجواره نظر له بأعين دامية تائه مشتت لا يشعر بالعالم من حوله.. 
مخ نوق قوي ياصهيب... حاسس إني بمۏت وياريتني أموت
أوقفه صهيب بهدوء... ياله ياجواد غزل لو فاقت مش هتسكت ومليكة خاېف عليها الصدمة كبيرة على قلبها... لكن إحنا اقويا ياجواد مش ضعاف ولا إيمانا ضعيف عارف الصدمة كبيرة على الكل بس هتعدي
الإختبار صعب على الكل ياصهيب وفيه تعب ومشقة لكن ربك
43  44  45 

انت في الصفحة 44 من 127 صفحات