حكاية حب سمية احمد
حصل أمبارح.
هزيت رأسي بهدوء
مفيش حاجة حصلت حصل خير عن أذنك.
فتحت باب الشقة ودخلت وقفلت الباب فضل عمار واقف مكانه شوية وبعدها نزل.
....................................
طلع عمر على السطح وهو بيدندن بصوت منخفض
_كل ده كان ليه لما شفت عنيك حن قلبي إليك وأنشغلت عليك وأنشغلت عليك قالي كام كلمة يشبوه النسمة في ليالي......
سكت لما شافليالقاعدة فوق السطح وباصة عليه بأبتسامة.
_أنت هنا!.
لا هناك.
بصلها بضيق وقال بهدوء عكس شخصيته تماما
_لو كنت أعرف مكنتش طلعت.
عمر بلاش نظرة العتاب اللي في عينك بلاش تحسسني إني عملت چريمة.
_بلاش احسسك هو أنت شايفة نفسك معملتيش حاجة نهائي!.
الكلام معاك مفيش منه اي فايدة نهائي.
_وانا كلامي مش معاك يا ليال.
ضيقت عيونها بأستغراب وقالت
قصدك أي مش فاهمه.
_هتفهمي قصدي بعدين عن أذنك.
................................
أوقات كتير بنستغرب من كرم ربنا علينا وإزاي بيكرمنا في حياتنا وإحنا بنعمل معاصي وذنوب وبعاد عنه..
إحنا فاكرين أن صفات ربنا بتظهر بس لما نكون كويسين معاه ومبنعملش حاجات تزعله بس صفات ربنا ذاتيه وبيظهرها عليك دايما عشان تحس بيه يمكن تقرب في يوم من الأيام لما تشوف كرمه ده عليك..
يعني هو عارف إنك ممكن متستحملش البلاء في حياتك فبيكرمك ويدخلك من طرق تانيه تحببك فيه وتقربك منه.
رسايل الحياة بتتقيد في أوقات والأشارات التافهة بالنسبة للبعض هيا كانت بداية لينا جديدة بس احنا ضياعنها ضياع الفرص وتجاهل مواقف تكاد تكون بسيطة هيا اللي بټوجعك بعدين وترجع وتقول ليت يعود يوما ما ربنا بيكرمنا رغم ذنوبنا وبيرزقنا رغم المعاصي اللي بنرتكبها ومازلنا كل واحد وليه رزقه وزي ما لينا رزقنا في المال والبنون والفرح لينا رزق في الحزن والبلاء والمصاېب وأمتحانات ربنا لكن ربنا بيهون البلاء علي عبده.
بدات احط سكر في كنكة القهوة واحركها بهدوء
مش هتقولي مين اللي كان بيهددني وتريح دماغي.
قفل الموبيل وسند على الرخامة
_وأنت تعبة دماغك ليه!.
علشان الموضوع يخصني يا عمر وأنا مش هرتاح غير لما أعرف.
_الموضوع اتحل ومش لازم تعرفي.
اصرارك ورفضك في أنك تعرفني مين اللي عمل كده بتقلقني مش بطمني.
_اقفلي على الموضوع وبلاش تفكري كتير علشان التفكير كتير بيوقع الشعر وبيبوظ البشرة.
متحاولش تغير الموضوع مين اللي عمل كده.
بصلي بضيق وقال بحنية
_يا عيوني والله الموضوع مش مهم نهائي.
سألتو مباشر من غير لف ودوران وأنا واثقة إنه مش شخص غريب اللي بعت الصور وهددني لا ده حد قريب وقريب أوووي كمان وأصرارهم إني معرفش ده اللي أكدلي أكتر.
_ليه بتقولي كده!.
علشان عارفة وجربت الشعور ده قبل كده.
_وعلشان أنت عشتي نفس التجربة قبل كده يبقي مش ملزم أقولك.
مش هتفرق يا عمر قول مين.
_صدقيني هتبقي صعبة عليك وأنا خاېف عليك.
مين يا عمر ومن غير لف ودوران.
فارت القهوة وأدلقت على البوتاجاز كأنها بتعرفني إني ضيعت حاجة من حياتي.
_هاتي القهوة علشان بدر وعمار في البلكونة.
طلع عمر واخد القهوة معاه بصيت مكانه نسي يأخد السكر يدوب هخطي أول خطوة سمعت صوت عمر وهو بيقول بخنقة
_أختك لازم تعرف مش هتتهد غير لما تعرف.
أخد بدر فنجان القهوة وقال بقلة صبر
عايزني أقولها صاحبة عمرك الأنتيم هيا اللي عملت كده أنت عبيط.
وقع السكر من بين إيدي زي قلبي ما وقع لو تنصنفا الحياة مرة واحدة ونقابل صحاب تحبنا بصدق من غير أي مصلحة.
نزلت دموعي بحسرة وهمست
أميرة!!! مش ممكن.. دي تيجي من الكل إلا هيا.
مسكينة راهنت عليها دي تيجي من الكل إلا هيا يؤسفني أقول إنها مجتش غير منها ومن مين من صاحبة الطفولة.
حسيت الدنيا بتلف بيا ومش شايفة غير السود...
_وبعدهالك! هتفضلي على حالك ده لأمتي يا سام.
قعدت على السرير بصيت للأرض وأنا بحاول أخبي دموعي
حالي! مالو حالي! منا كويسة وزي الفل.
وقفتأرين وزعقت بعصبية وخوف
_بطلي غباء بقا أنت بتضيعي نفسك علشان واحدة ملهاش أي تلاتين لازمة واحدة مكنتش تستاهل إنك تبصي عليها بالغلط مش شايفه نفسك بقيت عامله أزاي مش شايفة خسيتي ازاي وملامحك دبلت أزاي!
فتحت كراسة الرسم بعدم أهتمام ليها ولا لكلامها قولت بالامبالاة
مش شايفة ولا عايزة أشوف أنا مرتاحة كده.
سحبت كراسة الرسم من بين إيدي ورمتها بعصبية وقالت بصوت عالي
_فوقي بقا لنفسك يبنتي أنا خاېفة عليك بدر ماما وعمر وعمو كلنا خايفين عليك مش شايفة نفسك بقيتي عاملة ازاي! فين سام اللي بترد الروح اللي بتخلق بهجة وفرحة في أي مكان تبقي فيه راحت فين.
سؤالها رن في دماغي زي لسعة ڼار فوقتني! معاها حق أنا مين و روحت فين وأي اللي بيحصلي ده.
أتنهدت وقولت بهدوء
هحاول يا أرين بس بالله متضغطيش عليا اللي فيا مكفيني حقيقي.
اتنهدت بصوت عالي وخرجت وسبتني في الأوضة بين أربع حيطان مع دماغي وأفكاري وعقلي وقلبي أتسبت للهلاك بحد ذاته.
فات تلات شهور علي اليوم المشؤم من وقتها وأنا أتغيرت 180درجة وللأسف للأسواء بعدت عن الكل كل صحابي بقا عندي خوف ورهب من إني أعيد نفس التجربة دي تاني أو أتجرح بنفس الطريقة ونفس الۏجع صعبة تيجي ضربتين بنفس القوة علي قلب واحد وعلشان أحاول ابقي بخير وابعدت ومتعرضش لنفس الحاجة بعدت عن الكل كنت فاكرة إني بكده بنقذ نفسي وبحميها من أي حاجة ممكن تحصل قدام أنا منقذتش نفسي انا ضيعتها أكتر من الضياع.
كنت بدور علي حاجة في وسط حاجات كتير لقيت سام اللي ضاعت.
.............................
فتح الصندوق وهو قاعد على السرير أبتسم بحب وهمس
_ذكريات معظمها خناق وضړب ومشاكل بس أجمل ذكريات جمعتني بيك.
بدأ يخرج كل اللعب وفي أخر الصندوق كان في خاتم لونه سلفر فضة بص فيه بحب.
_لو تعرف إنه معايا مش ممكن تعمل مني بطاطس محمرة ربنا يسترها علينا.
سمع صوت حد بيخبط على باب الأوضة براحة.
قفل الصندوق اتنحنح وقال بصوت حاول يبقي طبيعي
_أدخل.
شفت نور الأوضة منور قولت أكيد سهران.
_تعالي يا حبيبي.
قعدت ليال جنبعمار شافت الصندوق وقالت بفضول
لسه محتفظ بيه.
أبتسم وقال بجدية
_ولبكرة كمان.
أنا خاېفة تضيع نفسك.
_مفيش ضياع لو مجتش بالنصيب هتيجي بالدعاء.
حبيبي هيا مش الفكرة في مين هيحب التاني أو هيتقبل فكرة وجوده والله وأعلم هتحبك ولا لا الفكرة في إنها ممكن متحبكش نهائي تبقي مش شيفاك مجرد شخص وخلاص أنا خاېفة تتعلق بيها وټتأذي قدام.
_أتأذي بس هيا مأذتنيش.
هيا مش مؤذية الحب هو اللي مؤذي.
_بقيتي عاقلة وتقولي كلام أكبر من سنك.
تجارب الحياة خلقت مننا أشخاص رغم صغر سنها إلا أن عقلها ميدلش عليه.
_كل واحد ومكتبلو يعيش الحاجة دي مهما كان صلاحيه ۏجعها.
الحمدلله علي كل حال في كل الأوقات.
_لو حابة تتكلمي أنا موجود يا لولو.
أوقات مينفعش فيه الكلام أوقات الصمت بيبقي أفضل وهينجدنا من عواقب كتير ف بنختار الأريح لينا.
قالت أخر جملة وخرجت لما حست نفسها أتكشفت قدامعمار.
نضج و واعي أنهاردة هو بسبب اللي حصلنا أمبارح.
.........................
سلم لفكرة إن كل حاجة حواليك قابلة للتغيير ظروفك أفكارك صحابك مبادئك أحلامك حتى أنت نفسك هتتغير فمن أولها كدا بلاش تعيش على أمل إن كل حاجة مضمونة وثابتة عشان دا هيخسرك كتير وهيزعلك أكتر بكتير.
الحياة مفيهاش ثوابت