الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية بقلم ولاء رفعت

انت في الصفحة 29 من 43 صفحات

موقع أيام نيوز


في الساحة الكبيرة اللي قدام بيتكم.
مرت ثلاثة أيام وهي سجينة غرفة ابنة عمها ممنوع أن تخطو قدميها خارجها هكذا أمر عمها حتي يفكر فيما سيفعله بها فالذي حدث لم يمس سمعتها فقط بل سمعة العائلة بأكملها كلما تذكر حديث الرجل الذي قابله في صلاة الجمعة فهو من إحدى معارفهم في القرية أخبره بما حدث لشقيقه وإبنته والأقوال المتداولة علي الألسن وعائلة نصار قد تلطخ اسمها في الوحل كما أقترح عليه هذا الرجل لإغلاق تلك الأفواه عليه بحل واجب النفاذ.

و في مساء اليوم الرابع أخبر زوجته بأنه سيأتي إليهم ضيوف وعليها أن تعد واجب الضيافة وبالفعل كما أخبرها دوي رنين جرس المنزل وقام محمود بفتح الباب واستقبال ضيفيه وفي انتظارهما بالداخل أشقائه يحيي و حجازي.
قام بمناداة زوجته
_ يا أم محمد.
لبت ندائه و عينيها نحو غرفة الضيافة تنظر إلي الغرباء وأدركت من مظهر احدهم هويتهم
_ أمرك يا حاج.
_ أدخلي لبنت أخويا وخليها تلبس حجابها وتيجي عشان تمضي.
غرت فاهها وقالت
_ يعني اللي جوه دول...
قاطعها بصرامة وأمر حاسم
_ ما تنجري روحي أعملي اللي قولت لك عليه من غير لت وعجن أعوذبالله منك وليه.
أخذت تتمتم بدون أن يسمعها وذهبت تفعل ما أمرها به.
وبداخل الغرفة كانت تبكي بين ذراعي ابنة عمها التي تقول لها
_ ماتخافيش يا شمس بابا سمعته الصبح كان بيكلم أعمامي إنه خلاص لقي حل والله أعلم شكله هيرجعك لعمي البلد وممكن ياخد لك حقك من الكلب اللي عمل فيكي كده.
أجابت الأخرى پبكاء مرير
_ قلبي بيقولي عكس كده خالص أنا حاسة إن عمي بيحضرلي مصېبة أكبر من المصېبة اللي أنا فيها وأنا كل اللي طلباه منه هو وعمامي يسيبوني أروح لبابا وأوعدكم مش هحكيلهم علي أي حاجه حصلت أنا عايزة أمشي من هنا.
_ تمشي تروحي فين يا حلوة 
سألتها شوقية ساخرة بعدما ولجت للتو انتفضت شمس ونهضت قائلة إليها برجاء و توسل
_ بالله عليكي يا مرات عمي خلي عمي محمود يكلم بابا يجي ياخدني أو أنا أروح لوحدي أنا لو فضلت هنا يوم كمان ممكن أموت أو أنتحر.
أحست الأخرى بشعور الشفقة لأول مرة نحوها لاسيما بعد الذي عزم عليه زوجها وفي انتظار هذه المسكينة بالخارج فقالت بتردد
_ بالله عليكي أنتي ما تعمليش مشاكل مع عمك أنتي عرفاه طبعه صعب وممكن ېخرب الدنيا هو طلب مني إنك تلبسي وتطلعيله هو وأعمامك في أوضة الضيوف مستنينك.
نظرت إلي أسفل بخيبة أمل فقالت رحاب كما ظنت
_ إيه ده بابا هيرجعها البلد ولا عمي جاي ياخدها
رمقتها والدتها بنظرة تحذيرية لكي تصمت وقالت
_ يلا يا شمس عشان قاعدين مستنينك.
وبعد أن اعتدلت من ثوبها و ارتدت وشاحها وأمسكت بالمحرمة تجفف بقايا عبراتها ذهبت خلف زوجة عمها وحينما وصلت إلي باب الغرفة تسمرت في مكانها عندما سمعت صوت شخص غريب يردد
_ وأنا قبلت زواج موكلتك شمس محمد نصار.
توقف عقلها هنا يحاول إدراك ما يحدث ولم تستعب ما يجري وحين دفعها عمها إلي المأذون الذي يعقد قرانها علي رجل لا تعلم من هو وضع القلم في يدها وأجبرها ڠصبا واقتدارا علي إمضاء عقد الزواج لكن أنقذها القدر تلك المرة و قد فقدت وعيها علي الفور.
تتمدد علي السرير بعد أن أصابها دوار وانخفاض في ضغط الډم كاد يودي بحياتها لكن أسعفها إحضار زوجة عمها طبيبة تمكث في العمارة المقابلة لهم جاءت وقامت بفحصها وقالت
_ لازم يتعلق لها محاليل فورا دي بټموت.
ذهب عمها وهو يشعر پخوف شديد وبرغم ما أقترفه معها من ظلم وجبروت وعدم صون أمانة شقيقه لديه أحضر كل ما قامت الطبيبة بطلبه من دواء وأدوات.
فسألها ويديه ترتجف خوفا
_ أرجوكي يا دكتورة طمنينا عليها
أجابت الطبيبة و تغرز إبرة المحلول بالوريد
_ أنا علقتلها المحاليل و كل شويه هتابعها بس هي لازم تروح للمستشفي هناك التخصصات اللازمة عشان نحدد اللي عندها بالظبط ونعالجها صح.
قالت شوقية
_ جيب العواقب سليمة يارب ربنا يقومك بالسلامة يابنتي ويسامح اللي كان السبب.
و خارج الغرفة جاءت رشا وهي تصيح پغضب وتنهرهم جميعا بما فعلوه فهي كانت لا تعلم بل كانت في زيارة لدي والدتها وجاءت للتو
_ حرام عليكم ربنا يمهل ولا يهمل
 

28  29  30 

انت في الصفحة 29 من 43 صفحات