الأربعاء 27 نوفمبر 2024

غرام ـ رواية كاملة بقلم ولاء رفعت

انت في الصفحة 47 من 54 صفحات

موقع أيام نيوز

الموسيقي اللي أنا وأنت بنحبها أهي
أمسكت بيده وجذبته إلي ساحة الرقص وعينيه لا تحيد عن عين التي ابتعدت قليلا تحاول الصمود و ألا تظهر ضعفها تراه وهو يراقص غيرها علي نغمات وألحان موسيقي رومانسية اشعلت نيران الحب داخل قلبها فازداد الألم وتفاقم اصابتها غصة حطمت صمودها الزائف لم تشعر بدموعها التي انسدلت علي خديها اكتفت إلي هذا الحد فولت مدبرة نحو مكان مظلم بلا وجهه محددة.
تبكي كطفلة تائهة في دروب مجهولة حتي انتشلتها قبضة علي ساعدها فوجدت ظهرها يرتطم بسور الفيلا الخرساني أصبحت محاصرة بين السور وبين صاحب القبضة يقف أمامها بأنفاس لاهثه فكان يركض خلفها حتي وجدها بعد أن انشغلت عروسه مع صديقاتها في الرقص.
و لما أنتي مش قادرة تستحملي تشوفيني مع غيرك جيتي ليه
ظلت تنظر إليه دون حراك
أمرها پغضب
ردي عليا ساكتة ليه
زادت قبضته وسببت لها الألم فتأوهت ترك ذراعها وحاول أن يهدأ قليلا
أنتي اللي وصلتينا للي إحنا فيه روحتي استعجلتي واتخطبتي لواحد ماسبش أي واحدة عرفها غير لما عمل معاها كل حاجة
هنا استطاعت التحدث
طب ما أنت زيه و لا تفرق عنه أي حاجة
أنا كنت فعلا زيه لحد
ما شوفتك كنت ضايع في حياة كل شئ فيها مباح و جيتي أنتي أنقذتيني منها لاقيت فيكي اللي عمري ما لاقيته في أي واحدة كنت بكدب مشاعري لحد ما زادت يوم عن التاني وأتأكدت إن بحبك
اتسعت عينيها وخفق قلبه بقوة من اعترافه وتركته يتابع حديثه
ايوه بحبك يا غرام بحبك وعايزك تكوني شريكة حياتي زي ما أنتي شريكة نجاحي في الشركة
للأسف مش هاينفع
هو إيه اللي مش هاينفع عشان الفرق الاجتماعي و لا عشان رامي اللي صدقتيه
أجابت وتنظر إلي أسفل بحرج
أنت ابن الأكابر وأنا البت السكرتيرة بنت الحارة اللي أشفق عليها ابن صاحب الشركة وشغلها وقدملها فرصة الشغل وتكمل تعليمها ووقف جمبها
عمري ما حسيت من ناحيتك بشفقة و أي حاجة قدمتهالك عشان بحبك و اللي بيحب حد بيبقي عايز يشوفه فرحان وسعيد
و داخل الفيلا كان رامي يسير وينظر خلفه ليطمئن أن لا أحد يراه طرق باب غرفة جانبية حتي أتاه إذن الدخول ولج و وجدها في انتظاره تجلس خلف مكتب زوجها
أظن بقي كده عملت اللي عليا يا منيرة هانم نفذت كل اللي طلبتيه و كمان يوسف خطب ماهي
ابتسامة حية لعينة علي شفتيها يعقبها خبر باتمام مخطط شيطاني
الموضوع لسه مخلصش فيه خطوة تانية لازم تحصل
نعود إلي يوسف و غرام مرة أخرى
و بعد الحب إيه هل رأفت بيه و منيرة هانم هيرضوا أن ابنهم يتجوز واحدة زيي
حتي شعرت بأنفاسه علي وجهها
محدش ليه دعوة بحياتي أنا اللي بختار و بقولهالك دلوقتي يا غرام أنا بحبك وعايز أتجوزك عايزك تنسي أي فرق ما بينا ما تخافيش طول ما أنا معاكي
مد يده أسفل ذقنها يرفع وجهها لتصبح عينيها صوب خاصته هناك أشعة من الأضواء الملونة تسقط علي وجهها جعلته يرى ملامحها بوضوح شفتيها ترتجف من كبت دموعها أمامه مد أنامله إلي دمعة سقطت دون إرادتها قام بإزالتها وبصوته الرجولي الأجش يخبرها
النظرة اللي أنا شايفها دلوقتي في عينيكي ودموعك اللي خانتك ونزلت ده أكبر دليل أنك بتبادليني نفس المشاعر
تخشي أن تبوح بكلمة ستدفع ثمنها لاحقا لا تريد التحليق كالعصفور بين سرب من النسور
قوليها يا غرامي نفسي اسمعها منك
وأتت الرياح أيقظت نيرانه ابتعدت فجأة عنه تزامنا مع تلقينه صڤعة قوية علي وجنته ركضت سريعا متجهة نحو داخل الفيلا استندت إلي أقرب حائط تضع يدها لدي موضع قلبها تشعر بدقاته كقرع الطبول تلتقط أنفاسها علي مهل وضعت كفها علي فمها لتمنع شهقة يتبعها بكاء يصل إلي مسامعها صوت رامي من غرفة قريبة توقفت عن البكاء رغما عنها تسللت نحو مصدر الصوت.
طيب حضرتك طلبتي أن اشغلها وابعدها عن يوسف و عملت كدة بالنسبة لطلبك التاني مش هيحصل يوسف إستحالة يمشيها من الشركة وعرفت أن رأفت بيه وكمان نور موصيين عليها خصوصا بعد ساعدتهم يوصلوا للمصنع اللي كان بيقلدنا
انا قولت أنك ذكي يا رامي و هتفهم من غير ما أشرحلك أنت ممكن تخلي يوسف زي ما جابها الشركة هو بنفسه يمشيها
نهضت من خلف المكتب وجلست علي المقعد المقابل لرامي وتابعت حديثها
زي أنك تلبسها مصېبة تخليها تمشي بڤضيحة من الشركة و ما تخليهاش تعتبها تاني
تجهم وجهه لا ينكر ما قد سمعه جعله يشعر بالضيق حاول أن لا يظهر ذلك للأخرى فسألها
ممكن أعرف حضرتك ليه بتكرهيها أوي كدة رغم اللي أعرفه أنها السبب أن يوسف بقي ملتزم في حياته وشغله
غيرته للأحسن
ابتسامة ظاهرها هدوء تخفي عاصفة من الحقد والكراهية
و ده في نظرك مش سبب كافي يخليني أكرهها! جت فجأة وغيرت حياته ولولا أنك أوهمتها أنك بتحبها وعرضت عليها الجواز كانت زمانها قاعدة جمبه بدل ماهي و يبقي علي أخر الزمن منيرة هانم تبقي مرات ابنها حتة بنت
46  47  48 

انت في الصفحة 47 من 54 صفحات