غرام ـ رواية كاملة بقلم ولاء رفعت
و ليس هو كما فعل معها والده.
سرحتي في إيه يا سوزي
انتبهت إليه وعادت من أفكارها قائلة
بتخيل حياتي معاك هتبقي إزاي
أمسك يدها يخبرها
هتبقي جنة
صدح رنين هاتف المكتب ابتلعت ريقها وقالت
ده رأفت بيتصل
ردي عليه و أنا كدة كدة راجع علي مكتبي هاتصل عليكي بالليل
نكمل كلامنا
تمام
نظرت إليه مبتسمة و بعد أن ذهب تلاشت ابتسامتها وجلست علي الكرسي تفكر كيف تلعب علي كلا الجانبين دون خسائر بينما الضمير لديها في سبات بل في غيبوبة لن يستيقظ منها قط.
كان صوت سماح الذي وقفت أسفل النافذة فأنتبهت إليها الأخرى بنفاذ صبر
نعم يا سماح عايزة إيه
مالك ياختي متزرزره عليا كدة ليه! الحق عليا جايبلك شغل وفلوسه حلوة أوي أحسن من مرمطك في المتروهات بشوية عبايات مضړوبة
زفرت الأخرى بضيق أوشك علي الڠضب
اقتربت من حافة النافذة تخبرها بصوت خاڤت تسمعه غرام فقط
بصي هبعتلك رقم واحدة علي الواتس هتتواصلي معاها هي من أمريكا بس بتتكلم لبناني علي فلسطيني أو أردني ما تفهميش جنسيتها إيه بالظبط المهم هاتطلب منك بياناتك وصورة ليكي و هتبلغك بالمطلوب منك
و يا تري هي مين الست دي و إيه اللي هاتطلبه مني!
بصي اسمعيني للأخر من غير ما تقطعيني هي كل اللي هتطلبه منك مقاطع فيديو ليكي مخبية وشك و لا بسه هدومك عادي مرة وأنتي بترتبي أوضتك مرة و أنتي بتطبخي أي حاجة أنتي بتكنسي مثلا أو بتمسحي بس تكوني باينة كلك علي بعضك و هتاخدي علي المقطع الواحد 200 دولار و أنتي و شطارتك لو عملتي مقطعين و لا أربعة و لا خمسة في الأسبوع الواحد أحسبي بقي كمان لما يتحولوا بالمصري
و يا سلام بقي لو الهدوم خفيفة و اللي تحتها باين و لا تكون مبلولة و لازقة عشان تجيب فلوس أكتر صح
ابتسمت سماح كالحمقاء
برافو عليكي طول عمرك ناصحة
هنا لن تعد غرام في تحمل أمر أخر صاحت بصوت وصل إلي جميع سكان الحارة
بقولك إيه يا سماح أنا سيباكي يا حبيبتي تتكلمي و تقولي كل اللي عندك عشان أقطع الشك اللي جوايا و أكذب اللي بسمعه عنك علي كل لسان رجالة وشباب حتي الصبيان الصغيرة في الحارة أتاريهم عندهم حق و ما خفايا كان أعظم عايزاني أعمل زيك عشان إيه شوية دولارات أخسر بيهم دنيا وأخرة و سمعتي!
مالك يا بت شايفة نفسك عليا كدة ليه فاكرة نفسك مين يا ختي و الكلاب اللي بيجيبوا في سيرتي أخواتهم وأمهاتهم فيديوهاتهم مالية التيك توك يعني لا تعايرني و لا أعايرك و اللي بيته من إزاز ما يحدفش الناس بالطوب يا عينيا
تجمع المارة وبعض الجيران فتدخل سعيد شقيق غرام
أخواتنا وأمهاتنا أشرف منك يا سماح و لا الۏسخ فاكر كل الناس
ۏسخة زيه
صاحت غرام في شقيقها
واد يا سعيد ما تدخلش في الكلام و أدخل جوة
ثم ألتفت إلي سماح و تمسك بخشب النافذة قائلة
و أنتي يا أخت سماح روحي أتكلي علي الله ربنا يهديكي أو يهدك المهم تريحنا منك عن إذنك
اوصدت النافذة في وجهها و تركتها تتشدق كالتي فقدت عقلها حتي توقفت عن الصياح عندما رأت عاطف يحدق نحوها بازدراء.
في صباح اليوم التالي...
واد يا سعيد بت يا ابتسام قوموا يلا جهزوا نفسكم عقبال ما أعملكم الفطار والسندوتشات
تناديهم والدتهم و كانت غرام مازالت مستيقظة منذ الأمس لم تأكل و لم تملك الرغبة في التحدث مع أحد أثرت الصمت حتي لا تزيد من الآلام داخلها و كيف لا تزيد و تجد كل أبواب العمل مغلقة
مهما سعت إليها.
اكتفت ابتسام بالرد علي والدتها
ما تعمليش حسابي يا ماما أنا مش رايحة المدرسة النهاردة
و صدح صوت سعيد أيضا
و أنا مش رايح عشان المستر حلف علينا إمبارح اللي مش هيدفعله فلوس المجموعة مش هيدخله المدرسة
ولجت والدتهم إلي الغرفة تسأل ابنتها
و أنتي يا ست ابتسام يا
أم ثانوية عامة مش هاتروحي ليه
لو تعلم السبب الحقيقي لعدم ذهابها إلي المدرسة و هو تخشى و تخجل في آن واحد من رؤية