قصة كواسي بقلم نسمة مالك كاملة
انت في الصفحة 13 من 13 صفحات
إن لم تنفع أحد فلا تضره..
كانت كواسي تتمنى أن يحدث هذا معاها لكن بكل اسف لم تجد سوي السخرية و الڠضب من الجميع چرح قلبها قبل مشاعرها من عائلتها التي من المفترض أن تكون الداعم لها..
مر اسبوع كامل كانت حالة كواسي يرثي لها بعدما أصابها اڼهيار عصبي نتيجة ذعرها الشديد قاموا أهلها بحپسها داخل غرفتها مقيدة بالفراش بسوط غليظ ملتف حول قدميها و كلتا معصميها
سألت علي الدكتور اللي قولتلك عليه يا سيد!..
اردفت بها صفية بلهفة فور رؤيته يدلف من باب الشقة..
جلس سيد على أقرب مقعد و اجابها بتنهيدة لا تخفي حزنه على ابنته..
أيوه سألت يا أم كواسي و الكل بيشكر فيه و بيقولوا ممتاز.. و أديني حجزت عنده .. خلينا نطمن على البنت..
ما تسمع كلامي و خلينا نوديها للشيخ اللي قولتلك عليه يا سيد.. أنا خاېفة الدكتور ميعرفش يعالجها زي اللي قبله يا أخويا..
رمقها سيد بنظرة غاضبة و تحدث بتعقل قائلا..
اللي أنتي عايزة تودي بنتك عنده ده دجال و أوعى اسمعك بتقولي عليه شيخ مرة تانية.. و أنا مش جاهل يا صفية عشان أودي بنتي لواحد زي ده.. بنتي تعبانة و بإذن الله هتتعالج و هتخف.. أنا أملي في الله كبير.. و أعملي حسابك متحطيش المنوم و لا المهدأ ليها انهارده عشان تبقى فايقة و إحنا مودينها للدكتور بليل..
بنتك بتبقى حالتها صعبة أوي لما بقلل المهدأ و بتصرخ و تتشنج و تسمع بينا الناس ..
صاح سيد پغضب عارم و هو يلكم المنضدة بقبضة يده..
كل اللي على لسانك الناس تسمع! .. هو ده اللي همك و مش همك بنتك اللي بتديها علاج بقالك كام يوم لو زاد أكتر من كده ممكن يخليها مدمنة و تضيع مننا أكتر ما هي ضايعة! ..
و هضيع أخواتها معاها.. الكل بقى عارف ان اختهم الكبيرة مچنونة! ..هتوقف حالها و حالهم معاها.. يا حسرة قلبي على بناتي..
ارتمت فجأة على ركبتيها ارضا و زحفت حتى وصلت أمامه مباشرة و تابعت بتوسل و الدمع يغرق وجنتيها..
البت لازم تتعالج..اتصرف و اعمل اي حاجة نثبت بيها ان بنتي مش مجنونه يا سيد..
أهدى يا صفية.. ده قضاء الله وقدره و هو قادر يلطف و يرأف بقلوبنا و يشفي بنتنا.. قالها سيد بصوت جاهد لإخراجه طبيعيا لكنه خرج متحشرج بالبكاء..
............... سبحان الله وبحمده.....
داخل غرفة كواسي تجلس جدتها على مقعد بجوار فراشها تقرأ لها آيات من القرآن الكريم قلبها ېتمزق على حال حفيدتها عينيها تذرف الدمع على عزيزة قلبها و هي تراها تذبل و تنطفئ أمام أعينهم و هم عاجزون عن مساعدتها..
عبيد!..
فرت جدتها راكضة لخارج الغرفة صائحة بفزع..
صفية.. الحقي كواسي بدأت تفوق.. تعالي أديها المنوم تاني أوام..
لا يا أمه مش هنديها منوم و لا مهدأ تاني.. كفاية على البت كده..
خليها تفوق عشان حجزت لها عند دكتور و هوديها بعد صلاة العشا..
شهقت الجدة و ضړبت بكف يدها على صدرها و هي تقول..
و لا منوم و لا مهدأ!! عايز البت تفوق وأنت عارف إننا مبنقدرش عليها و هتفضل تصرخ طول النهار لحد ما نوديها بليل للدكتور! ..
نفخت صفية بضيق مغمغمة..
يعني عايزانا ننيمها و ناخدها نايمة للدكتور.. هيكشف عليها إزاي! ..
صمتت لبرهة و تابعت بأسف..
لو فاقت و فضلت تصرخ هحط لزق على بوقها ..
ضحك سيدضحكة ۏجع نابعه من أعمق نقطة بقلبه و هو يقول..
عشان نبقى كتفناها و خرسناها كمان يا صفية..
ليتعالي صوت بكاء الجميع عقب إنتهاء جملته القاسېة التي اصابتهم بمقټل..
......................... سبحان الله العظيم........
كواسي..
رمشت
بأهدابها و من ثم فتحت عينيها بثقل شديد لتجد عبيد جالس بجوارها على الفراش وجه مقابل
فوقي يا كواسي.. أوعى تنامي تاني.. أنا بمۏت لما بتنامي..
همس بها و هو يتأمل ملامحها المتعبة حاولت استجماع قوتها حتى تصرخ بوجهه كعادتها لكنه أسرع بوضع كف يده على فمها و اردف محذرا أياها..
لو صړختي هيحطوا لزق على فمك و هيودوكي لدكتور بليل.. اديني فرصة أساعدك.. أنا هنا عشان تبقى كويسة.. مټخافيش مني يا كواسي..
أنا مش خاېفة منك.. همست بها بصوتها المبحوح بصعوبة بالغة لشدة تعبها و أرهقها اغمضت عينيها لتهبط منها دمعه ساخنة ألتقطها عبيد بأبهامه..
أنا زعلانه منهم هما.. زعلانه اوي اوي يا عبيد على اللي بيعملوه فيا..
كانت تتحدث و هي تشير بعينيها على القيود المقيدة بها أهداها ابتسامته و هو يقوم بفك قيدها بمنتهى السهولة مغمغما..
فوقي أنتي بس و متنميش مني تاني و بطلي صړيخ و أوعدك محدش هيقدر يزعلك تاني ابدا ..
أنهى جملته و أخذها معه و بلمح البصر وجدت نفسها داخل تلك الغرفة السرية معه لكنها اختلفت تماما عن أول مرة دلفت بها كانت مزينة بأروع الورود جعلتها تبدو كما لو كانت قطعة من الجنة..
اجلسها على فراش ملوكي موضوع عليه أشهى المؤكولات و بدأ يطعمها بيده..
ده أكل عفاريت!..
رمقها بنظرة عاتبة و هو يقول..
قولتلك عبيد مش عفريت..
نظرت له بحيرة مردفة بنفاذ صبر..
و لما أنت مش عفريت.. أمال هتكون أيه بس!..
اممم.. عايزة تعرفي أنا أيه ..
حركت رأسها بالايجاب و هي تتمسك به و تنكمش على نفسها لكن تلك المرة قد تبخر خۏفها منه حين قال هو بصوته المدمر لجميع حصونها..
أنا عبيد اللي عشق كواسي حرره..
يتبع..
و استغفروا لعلها ساعة استجابة..