قصة كواسي بقلم نسمة مالك كاملة
و فرجتي علينا خلق الله..بصي في المرايا كده شوفي أنتي ماسكة أيه!..
ابتعدت كواسي بعينيها عنه و التفتت ببطء نحو المرآة لتصعق حين لم تجد انعكاس صورة هذا الرجل في المرآة معاها وجدت نفسها بمفردها و الأدهي أنها قابضة بكفيها على رقبتها هي!!!
تنقلت بنظرها بين الواقف أمامها بشحمه و لحمه وابتسامته التي تزين ملامحه الوسيمة و بين المرآة التي تثبت عدم وجوده!
عفريت!!!..
حرك رأسه لها بالنفي و اجابها بهنجعية تليق بوسامته كثيرا..
عبيد ..
غمز لها بعينيه مكملا بشقاوة..
مش عفريت..
تلاشت أنفاسها و هي تنطق إسمه لمراتها الأولى..
عبيد!!!..
يتبع
و استغفروا لعلها ساعة استجابة.
كواسي..
نسمة مالك..
..بسم الله الرحمن الرحيم.. لا حول ولا قوة إلا بالله..
وقفت كواسي تتنقل بين عبيد و بين عائلتها بأعين ذائغة
الجميع بلا استثناء تأكدوا الآن أنها حقا مجنونه
كانت تصرخ صرخات مذعورة ثلهث بأنفاس متقطعة مرددة بهمس مرتجف..
صدقوني أنا مش مچنونة.. في عفريت في الأوضة معانا قالي محدش يقدر يشوفه غيري أنا بس يا ماما..
اممم.. عفريت ايه اللي أنتي شيفاه يا كواسي.. أنتي مش هتبطلي هزارك ده يا بت ..دمدمت بها صفية و هي تصطك على أسنانها پغضب رمقتها بنظرة متوعدة مكملة..
لو متعدلتيش و بطلتي حركاتك دي هطلع أنا عليكي عفاريتي.. عايزة الناس تقول عليكي مچنونة يا بنت سيد! ..
خرجيهم يا كواسي..
نظرت لأهلها الذين يرمقونها بنظرات تقدح شرر لا تعلم من أين أتت تلك الإبتسامة التي زينت ملامحها الباهتة تشعر بحزن بأعماقها يفوق التحمل نظراتهم لها ټحرق قلبها عادت بنظرها ل عبيد الواقف أمامها بطوله المهيب و وابتسمت له هو الأخر فأطبق جفنيه بقوة لعلمه بمدى حزنها
أطلقت تنهيده حارة و قالت بنبرة مرتجفة تظهر ذعرها الشديد..
أنتو مش مصدقين أني شايفة عفريت!..
حالة من الفزع أصابت الواقفين فبدأو يهرولوا للخارج حتى لم يتبق سوي والدتها و والدها و جدتها تطلعوا لها بنظرات يملؤها الشفقة و من ثم تبادلوا النظرات بينهما..
همست بها صفيه بصوت خفيض لكنه وصل لسمع كواسي..
بقت ساكنة محلها تطلع لهم بملامح خالية من التعبير فقط احتشد الدمع عند المقل من دهشة الألم ..
كواسي.. نطق بها عبيد جعلها تنظر له و تابع بلهجه هادئة يبث الطمأنينة من خلالها..
مټخافيش مني.. أنا مستحيل أذيكي..
صمت لبرهة و تابع بإبتسامته الجذابة..
أنا هنا عشان أشيل عنك حزنك و وجعك..
بغمضة عين تبدلت ملامحها المذعورة لأخرى مطمئنة قليلا بعد ما قاله لها و برأسها يدور سؤال واحد
هل ما يحدث لها نتيجة حزنها الذي كف عن التطور حتى أصابها الجنون! ..
لتندهش عائلتها حين رأوها تسير بعينيها بانحاء الغرفة حتى توقفت بجوارهم تماما تحديدا بجوار جدتها حيث وقف هو عقد عبيد حاجبيه بتعجب و هو يتأمل حاجبين جدتها قائلا..
قوليلهم يخرجوا و ياخدوا جدتك و حواجبها معاهم..
بهتت ملامحها من جديد و صاحت ببوادر هذيان..
أخرجوا و خدوا تيته و حواجبها معاكوا..
أنهت جملتها و تمسكت بجدتها بكلتا يديها و حتى أنها تعلقت بها بقدميها أيضا و نظرت لها نظرة متوسلة و هي تقول..
لا لا متسبنيش أنتي يا تيته..أخرج يا بابا أنت و ماما بس خليكي معايا أنتي يا وليه يا تيته بالله عليكي..
قالت جدتها پغضب و هي تدفعها بعيدا
عنها لكن كواسي ظلت متمسكة بها بكل قوتها..
بقى بتتريقي على حواجبي تاني و عايزانى أفضل معاكي.. أوعى يا بت أنا هخرج مع ابني و أسيبك لوحدك مع العفريت يكش ياكلك أنتي و أمك و يريحنا منكم..
صاحت صفية بغيظ قائلة..
تصدقي يا كواسي يا كبيرة أن انا اللي هاخد جوزي و نمشي واسيبك أنتي مع بنت ابنك و عفرتها ..
أنهت جملتها و سحبت زوجها خلفها للخارج مكملة..
يالا يا سيد.. أنا ضغطي عالي لوحده مش ناقصة فرسة من أمك و بنتك ..
قالت الجدة پغضب..
ماشي.. أما وريتك يا صفية يا مفترية