الأحد 24 نوفمبر 2024

حتي أقتل بسمة تمردك بقلم مريم غريب

انت في الصفحة 4 من 61 صفحات

موقع أيام نيوز


بقولك ايه يا بت غوري من قدامي دلوقتي مش عايز اسمع حرف زيادة يلا امشي.
أومأت رأسها قائلة.. ماشي يا اخويا ماشية استمتع بقي بوقتك او باللي فاضل من وقتك قبل ما يرجع عز الدين.
ثم إلتفتت وقبل أن تذهب إستوقفها قائلا.. استني هنا يا بت .. رايحة فين كده بالهدوم دي
إستدارت مرة أخري لتكون في مواجهته ثم قالت.. رايحة party في بيت لينا صحبتي ايه

برقت عيناه بإبتسامة خبيثة ثم قال.. لينا ! .. البت الشقرا ام شعر كيرلي دي
.. ايوه يا اخويا هي.
.. طيب ما تاخديني معاكي من زمان وانا نفسي اتعرف.
ضحكت بقوة قائلة.. يا اخويا اقعد علي جنب هتيجي معايا ازاي وهتتعرف ازاي وانت مشلفط كده ههههه
في ثانية إختفت إبتسامته بينما إستمرت تضحك فأمسك بوسادته وقڈفها بها فصړخت راكضة إلي الخارج!
أسدل الليل ستاره حين إنقضت الطائرة ذات اللون الفضي في مدرج مطار القاهرة الدولي وصل عز الدين أخيرا إلي الأراضي المصرية بعد أن أنهي كافة الأجراءات بالمطار غادر برفقة خالد إستقلا السيارة معا قام بتوصيل خالدأولا ثم توجه إلي منزله .. علي بوابتا ذلك القصر الفاخر توقف عز الدين بسيارته الفارهة حتي إنفتحت له الأبواب فإنخرف بالسيارة إلي اليسار وسار مسافة قصيرة حتي توقف تماما دخل عز الدين منزله إجتاز بهو طويل أرضه رخامية بيضاء مضاء بمصابيح و ثريات برونزية مصقولة بإناقة بين الركائز والأعمدة الفخمة التي تتوسطها مرايا كبيرة محفورة بداخل الحائط موضوعة علي الأثاث العاجي الضخم وفي وسط القاعة الكبيرة التي تكفي للإستضافة حشد عظيم وقف وهتف بإسم أحد الخدم .. لم تمر لحظات حتي أتت بنت متوسطة في العمر ترتدي يذلة العمل البيضاء .. إنحنت أمامعز الدينلتحييه ثم قالت.. حمد لله علي السلامة يا بيه.
إبتسم عز الدين إبتسامة لم تصل إلي عينيه ثم قال.. الله يسلمك يا فاطمة عاملة ايه
.. الحمدلله يا بيه بخير.
.. طيب كويس اومال فين عمر وعبير 
.. عمر بيه رجع من الضهر ولسا في اوضته وباين نايم والست عبير خرجت من بدري ولسا مارجعتش.
ثم صمتت قليلا و سألته.. تحب احضرلك العشا
.. لالا يا فاطمة .. روحي انتي نامي انا اكلت في الطيارة.
أومأن الفتاة برأسها ثم إنسحبت بهدوء .. بينما شعر عز الدين پألم في رأسه كان يود أن ينتظر أخته و لكن غلبه الألم كثيرا فصعد إلي غرفته ليستريح ... !
أستيقظت داليا في الصباح التالي متأخرة .. قامت منتفضة من فراشها تركض إلي حجرة الجلوس لتنظر في الساعة المعلقة هناك .. لقد تأخرت في النوم كثيرا أسرعت إلي غرفتها وبدلت ملابسها بسرعة غادرت المنزل علي عجل وسارعت بإستيقاف سيارة أجرة أخبرت السائق بالمكان الذي تقصده .. دقائق و كانت أمام مقر الشركة أعجبها المكان كثيرا لرقيه وتأثيثه الأكثر رقيا عندما دخلت إلي الشركة كانت السماعات المنتشرة في جوانب السقف تبث موسيقي هادئة متناغمة متوافقة مع الديكور الداخلي ساعدتها تلك الأجواء في إستعادت حيويتها ..كانت هناك فتاة ذات مظهر أنيق خلف مكتب الإستقبال حدثتها بصوت خاڤت وأعطتها إستمارة لتملأها ..لم تكن داليا متأخرة كثيرا .. يوجد ثلاث أو أربع فتيات في إنتظار المقابلة الشخصية أخذت داليا الإستمارة وجلست علي أحد المقاعد الوثيرة الموزعة في قاعة الإستقبال أسندتها إلي منضدة صغيرة بجوارها و بحثت في حقيبة يدها عن قلم وعيناها علي الأخربات .. واحدة فقط لفتت نظرها بملابسها الأنيقة الأخريات لم تري فيهن منافسا محتملا كن إما صغيرات جدا أو كبيرات جدا ..نظرت إلي الإستمارة فوجدتها مليئة بعشرات الأسئلة عن مؤهلاتها و خبراتها و عن بياناتها الشخصية وكذلك عن أحلامها و أفكارها وطموحاتها و نظرتها للمستقبل ومدي رغبتها في الإستقلال وإنشاء عمل يخصها .. لم نكن قد رأت شيئا كهذا من قبل .. لم تملأ أساسا إستمارة سيرة ذاتية كهذه في أي عمل تقدمت له من قبل وفي ذروة تركيزها سمعت صوتا يقول.. يا انسة .. ممنوع تسيبي اي سؤال فاضي حتي لو عن شيء صغير او حاجة مش في ال CV بتاعك.
كان هذا صوت موظفة الإستقبال التي هتفت لتنبه داليا بينما سارعت داليا ونظرت إلي تلك الإستمارة وجدت أن خانات الأسئلة لا تزال فارغة ثم فجأة تذكرت كلام فاتن زميلتها في العمل السابق عن أن قليل من الكذب لا يضر وإنما يجمل لم يكن هذا رأيها وبرغم أن بعض الأسئلة حيرتها كثيرا لكنها قررت أن تقول الصدق وليساعدها الله ..ملأت الإستمارة بتمهل وهي تراقب بين الحين والأخر الفتيات وهن يدخلن ويخرجن .. جاءت فتاتان بعدها فأحست براحة لذلك فهي لا تحب أن تكون أخر من جاء .. أعادت الإستمارة للفتاة المسؤولة عن الإستقبال ثم عادت إلي مكانها مرة أخري وتساءلت في نفسها هل يقرءون تلك الإستمارات فعلا
وبعد قليل بدأت داليا توتر .. كانت ماهرة في عملها السابق حيث كانت تعمل لدي مكتب صرافة و لكنها لم تكن متحدثة لبقة ولهذا تم إستبعادها من الوظيفة تمنت في تلك اللحظة أن يكون هناك إختبار للقدرات في هذا المكان وعندها سيتحدث عنها عملها أما هي فلن تستطيع التحدث عن نفسها ..فكرت داليا في أن تسأل إحدي الفتيات عند خروجها من المقابلة لكنهن كن يذهبن خارج المكان بمجرد خروجهن من الحجرة المخصصة للمقابلة الشخصية كانت تحتاج إلي العمل لكنها لم تكن واثقة من الحصول عليه تماما و لكنها أيضا لم ترد أن تفقد الأمل .. توقعت أن دورها سيحين علي الفور لكن هذا لم يحدث فقد أخذت كل فتاة وقتا طويلا جدا في إجراء المقابلة مما زاد من توترها فشعرت بالعرق يملأ راحتي يديها فأخرجت منديلا قطنيا وفردته في هدوء ثم جففت به يديها في بطء وعادت تطويه و تضعه في حقيبة يدها مرت دقائق أخري خالتها داليادهرا وفي هذه اللحظة إقتربت منها موظفة أخري نحيلة ذات مظهر طيب و طبيعة حسنة ترتدي زي العمل الرسمي ثم قالت لها
.. اتفضلي معايا يا انسة دور حضرتك.
نهضت داليا وهي تشعر بعدم الثقة بنفسها رغم أنها كانت تبتسم مما ضاعف عصبيتها وإرتباكها كانت تعلم قدرتها علي العمل لكنها شكت في قدرتها علي توصيل ذلك لهم ولكنها أخيرا أخذت نفسا عميقا ثم تبعت الموظفة عبر الممر الطويل المغطاة أرضه بالسجاد الأحمر
كانت أعصابها مشدودة كالوتر و لم تكن تعرف ماذا تتوقع فهي علي بعد خطوات من حجرة المقابلة حيث يجلس رب العمل فتحت الموظفة أبوابا بيضاء مزدوجة و أشارت لها بالدخول دخلت داليا إلي الحجرة المخصصة للمقابلة الشخصية حدقت إلي تلك السجادة السميكة ذات اللون الرمادي التي وضعت علي أرض بيضاء رخامية وإلي ذلك الأثاث الفاخر شعرت وكأنها خارج نفسها بصورة يائسة تفحصت المكان في ذهول لم يحدث لها أن رأت مثل ذلك الترف في حياتها أبدا مقاعد بيضاء جلدية و ستائر قرمزية حشب أسوجي وطاولات تكسوها مفروشات حريرية .. وقفت في ملابسها
 

انت في الصفحة 4 من 61 صفحات