الإثنين 25 نوفمبر 2024

حتي أقتل بسمة تمردك بقلم مريم غريب

انت في الصفحة 17 من 61 صفحات

موقع أيام نيوز


بمساعدة إحدي الممرضات ثم بللت قطعة قماش نظيفة وأحضرت ما يلزم لتضميد الچروح أجرت عليه كشفا سريعا ثم بدأت تضمد چروحه بعناية بالغة حيث كانت لمساتها قوية وحازمة ولكنها أيضا رقيقة وناعمة إنتهت ياسمين من عملها في فترة وجيزة ثم خرجت من حجرة الكشف ليتلقاها خالد بقلق متسائلا.. ها يا دكتورة لو سمحتي طمنيني هو عامل ايه دلوقتي

إبتسمت ياسمين بخفة قائلة.. متقلقش اوي كده حضرتك الاستاذ بخير تماما هو بس عنده شوية كدمات و في كسر بسيط في الرجل الشمال غير كده هو احسن مني انا شخصيا شكله بس قلبه خفيف شوية عشان كده فقد الوعي.
.. يعني هو بخير يا دكتورة كويس يعني
.. والله كويس اوي وعشان اطمنك اكتر ممكن يمشي معاك لما نجبسله رجله ولو حب يقعد معانا لحد ما نفكله الجبس مافيش مشكلة بردو اللي يريحه.
قال خالد مسرعا.. لالا خليه خليه لحد ما يفك الجبس احسن.
ثم قال في نفسه خليه لحد ما اشوفله حل مع اخوه...
تأفف في ضيق إزاء تلك الأجواء المشحونة بالكآبة التي صنعتها فتقدم نحوها ثم جلس إلي جانبها علي الأريكة الصوفية التي توسطت حجرة نومه ثم أمال رأسها علي صدره قائلا.. خلاص خلاص بقي يا حبيبتي مش كده .. خلاص يا عبير اهدي.
.. مش قادرة يا حسام.
قالت عبير باكية ثم تابعت.. لو كنت شفته هو بيضربه ! اول مرة اشوف عز الدين بوشه التاني بصراحة تخيلت نفسي مكان عمر تخيلت انه عرف بعلاقتنا من ساعتها وانا مش قادرة اتلم علي اعصابي.
.. يا حبيبتي اهدي كده بس وهو هيعرف منين مټخافيش طول ما سرنا بينا احنا الاتنين وبس ماتقلقيش.
كفكفت عبير دموعها في سرعة ثم رفعت وجهها ونظرت إليه قائلة.. ما هو عشان كده يا حسام انت لازم تتصرف وبسرعة لازم تطلب ايدي عشان نرتبط رسمي بقي والكل يعرف احسن زي ماقلتلك من ساعة اللي حصل لعمر وانا اعصابي تعبانة.
تأفف حسام في ضيق قائلا.. وبعدين يا عبير احنا كام مرة اتكلمنا في الموضوع ده
.. اتكلمنا كتير يا حسام بس المرة دي غير اي مرة انا فعلا جبت اخري بقولك اعصابي تعبانة خاېفة وعايزة اطمن.
أمسك يدها بين يديه ثم ضغط عليها برفق قائلا.. اطمني يا حبيبتي انا جنبك اهو ومش هسيبك مټخافيش المهم انك تحاولي تظبطي اعصابك عشان محدش يشك فيكي وينبش وراكي لحد ما ارتب اموري ساعتها هنقعد مع بعض ونقرر كل حاجة علي مهلنا بس هدي نفسك انتي ومتقلقيش عشان محدش يشك فيكي زي ما قلتلك اتفقنا يا حبيبتي
أومأت رأسها بالموافقة بينما إبتسم بخفة وهو يحتضنها ثم تنهد بثقل وقد علت وجهه ملامح الضيق والضجر 
شعر عمر بالضيق الشديد خلال الأيام التالية لبقائه بالمشفي كان أمرا مملا بالنسبة له بالإضافة إلي غيظه وغضبه من شقيقه الذي كان هو السبب الأكبر والأساسي بوجوده هنا في تلك المشفي وتلك الغرفة الموحشة بين الجدران الباردة لم يسبق ل عمر أن تكبد عذاب الوحدة كما الأيام السابقة كان جالسا علي فراشه شارد الذهن كم ضايقه ذلك الشعور بالعجز حيث ذاك الكسر بقدمه يعلم أن ذلك سينتهي بعد فترة وجيزة ولكنه لا يملك فضيلة الصبر تنهد في ضيق ثم أطرق بعينيه إلي الأرض الرخامية كاظما حنقه الذي أوشك أن يفقده رباطة جأشه فإذا ب باب الحجرة يفتح لتدخل ياسمين في هدوء وقد علت وجهها إبتسامة بسيطة ثم أخذت تقترب منه بينما كان يحدق فيها من موضعه إنتابه شعور بأنه رأها من قبل وصلت إليه فظل يرمقها عن كثب بينما قالت.. صباح الخير ها يا تري حاسس بتحسن إنهاردة
أجابها بشرود و هو يتفحصها بإمعان.. اه تمام.
ثم سألها.. هو انتي مين انا شفتك قبل كده
تبادلا النظرات لفترة وجيزة فقالت.. انا دكتورة ياسمين عبد المجيد بشتغل هنا بس مش بإستمرار وعلي فكرة انا اللي اسعفتك اول ما وصلت المستشفي من كام يوم.
ثم قطبت حاجبيها و تابعت.. بس غريبة انا كمان حاسة اني شفتك قبل كده !
هز عمر رأسه و هو يحاول أن يتذكر أين رأها .. أين ثم هتف فجأة.. إفتكرتك.
إبتسم و هو يرمقها بخبث فنظرت إليه بإمعان وعلي الفور تعرفت عليه 
عادت أخيرا إلي عملها بعد تفكير عميق كانت تود لو تترك العمل بعد أخر مواجهة بينهما فمنذ ذاك الحين وهي تشعر بأنه ترك بداخلها شعلة بثت فيها ڼارا لا تخمد تداهمت أفكارها عنه فما عادت قادرة علي طرد صورته من ذهنها فقد سحرها بطريقة لم تشعر بها من قبل وهاهي الأن تجد صعوبة كبيرة في إيجاد أعذار مناسبة لتصرفاته معها تري لماذا تحول فجأة في المرة الماضية حيث عمل علي ملاطفتها و التودد إليها بطريقة وقحة التفسير الوحيد المنطقي الذي قفز برأسها حينذاك بمنتهي السرعة كان انه يود أن يتسلي بها قليلا وليس أكثر ..
كانت جالسة وراء مكتبها تعمل بجد ونشاط وبتركيز بالغ راحت تتصفح بعض الأوراق والملفات حتي أنها لم تشعر به حين دلف إليها و وقف أمامها.. أحم !
إنتفضت في إنتباه ثم حولت نظرها إلي مصدر الصوت فوجدته يقف أمامها كما الۏحش البشري الأسود ذا العينان الذهبيتان حاولت أن تقاوم مشاعر الإضطراب والفوضي التي إستبدت بها فنظرت إليه في ثبات ثم وقفت لتحيه قائلة.. صباح الخير يافندم.
.. صباح الخير يا داليا.
رد لها التحية بهدوء بينما سمرتها نظراته في مكانها فظلت صامتة لحظات طويلة سادها التوتر والعصبية أرادت أن تصرخ بوجهه متوسلة له بأن يدعها وشأنها تكفي همسات وغمزات الموظفين عليها فجميعهم مازالوا يسردون قصة توعكها المفاجئ وما حدث لها بالتفصيل ذلك اليوم وخاصة ما شاهدوه بأعينهم وبالطبع مع بعض الإضافة الكاذبة السخيفة الناتجة عن كثرة النميمة والثرثرة .. .. طلبت منك عقود الإندماج !
قال ذلك بهدوء وهو يغرز نظراته بها ببنما أومأت رأسها قائلة.. وانا بعتهملك يافندم مش عم كامل وصلهم لحضرتك
هز رأسه ثم قال متجهما.. ورق مهم زي ده يا أنسة المفروض تسلميهولي يدا بيد مش تبعتيهولي مع عم كامل الساعي.
شعرت بوخز كلماته ولهجته العڼيفة الهادئة فأبعدت وجهها عنه بسرعة  كان يجب أن تتوقع ذلك يريد الإنتقام مازال يذكر صڤعتها غير ذلك من المحتمل جدا أنه يشعر بشيء من السرور والترفيه عن النفس عندما يغازل قليلا السكيرتيرة البسيطة  ولكنه بالتأكيد لا ينوي مغبة الإستمرار في فعل ذلك ثم فجأة سألها بلهجة هادئة جدا.. يا تري صحتك اخبارها ايه دلوقتي
.. الحمدلله بقيت كويسة جدا متشكرة.
.. العفو.
تأججت ڠضبا حينما وجه إليها نظرته المعتادة المفعمة بالإهانة والسخرية فتقدمت صوبه في ڠضب ثم وقفت أمامه مباشرة وقالت بشيء من الخۏف.. اسمع حضرتك .. انا اتحملت منك اهانات كتير من يوم ما بدأت شغل هنا لكن انا عايزة اقولك اني من دلوقتي مش هسمحلك تهني تاني سامع
.. بجد !
هتف ساخرا ثم تابع.. طب ولو ماسمعتش هتعملي ايه هتديني بالقلم زي المرة اللي فاتت انصحك متكرريهاش لانه هيبقي صعب عليا جدا اني مردش القلم بأقوي منه.
أضطربت كثيرا فقالت.. انا ماعملتش كده
 

16  17  18 

انت في الصفحة 17 من 61 صفحات