رواية الصمت الباكى بقلم سارة نيل
اتربيت فى ملجأ ولما خرجت إشتغلت هنا ومخرجتش نهائى
أسوة بحزن أنا آسفة جدا والله مقصدش إن أجرحك تانى ... متزعليش منى
صفيه بإبتسامه حزينه باهتة ولا يهمك يا أسوة عادى خالص مش زعلانه يا قمر ....
سلوى متدخله لتنهى هذا الحديث البائس كفايه كلام بقى على الأكل .... أما أروح أشوف عزة مجيتش ليه علشان تتغدى
سلوى تسلميلى يا بنتى رجلى شادة عليا وبطلع بالعافيه
صعدت أسوة للأعلى مسرعة فهذة فرصتها لتعلم اى معلومه أو تبحث عن اى شئ يساعدة فى الخروج من هذا السچن أو أى شئ يدل على وجود زهرة محطمة الأفيون فهذا المچرم ليس بالقصر وهذة فرصتها للبحث بداخل غرفته....
أسوة أكيد هى دى شكلها كئيبه زى صاحبها ...
ظلت تنظر حولها لتتأكد أن لا أحد يراقبعا ... ثم ولجت لداخل الغرفه .....
بنظرة واحدة فقط علمت أنها غرفته ...... لتقف برهه تشاهد جمال هذة الغرفه .. فهى غرفه كبيرة الحجم ذات طابع رجولى صارخ .. وذات ذوق راقى جدا يغلب عليها اللون الأبيض الممزوج بالرمادى.. فلم تكن كئيبه كما كانت تتوقع ولكنها غرفه غامضه كصاحبها .... أفاقت من تأملها لتبحث بداخل أرجاء الغرفه .. دخلت لغرفه الملابس لتبحث بداخلها ما بين ملابسه .. إنتقلت لتبحث بداخل الأدراج مع حرصها لترجع كل شئ إلى ما كان عليه ... وبعد مرور بعض الوقت من البحث قد خاب ظنها فلم تجد اى شئ نافع .. شعرت بلإحباط والملل لتقف فى وسط الغرفه
وقفت برهه لتتذكر كيف لم يخطر هذا ببالها ...
أسوة صح أوضه المكتب أكيد هلاقى حاجه فيها ... لازم أدخل أدور فيها لازم الاقى اى حاجه تدل على مكان الزهرة أو أى حاجه تدينه اى دليل عليه وأنا حتى مش عارفه أصور أى حاجه فى المعمل ...
إلتفت لتخرج من الغرفه لكنها تخشبت مكانها عندما وجدت الباب يفتح ... لتجحظ عينيها بشدة ووو ......
تلتف الأحداث وتغادر من قصر الصياد حيث الفخامه والغموض للنقيض تماما حيث الطيبه والبساطة . بداخل هذا الحيى الشعبيى خصوصا داخل عطارة صغيرة تفوح من رائحه الأعشاب والتوابل النفاذة ....
منعزله عن واقعها لا تبالى بكل هذة الأصوات...
مزق شرودها إرتفاع صوت بجانبها مناديا إيها
يا ست جميله .... يا ست جميله
أم محمود سلامه عقلك يا ست جميله أيه إللى واخد عقلك كدا .
جميله لا ابدا كنت سرحانه شويه خير يا أم محمود كنت عايزة حاجه .
أم محمود ايواا .. إدينى خلطه التوابل إللى باخدها منك عالطول وادينى باكو قهوة ... البت يا أختى ما بتذاكرش إلا ولازم ولابد من شرب فنجان القهوة
جميله بالهنا والشفا على قلبها يا حبيبتى .. ربنا يوفقها
يارب ويسدد خطاها .. ثانويه بقى ربنا معاها .
أم محمود يااارب يا أختى يسمع من بوقك ربنا .
جميله أهو يا ستى اتفضلى القهوة لست البنات .. وادى خلطه التوابل .
أم محمود تسلميلى يا أختى .. وادى حسابك اهو .
جميله خلى عليا يا ست أم محمود
أم محمود تسلمى يا حبيبتى مستورة والحمد لله ...
تم تابعت سائله
ألا صحيح نسيت أسألك هى البت سارة مالها مختفيه بقالها مدة كدة حتى معدتش بتروح للمعلم إبراهيم..
هو الكلام إللى بتقوله الست أمانى دا صح إنها هربت مع عشيقها ..
جميله بعتاب عيب يا أم محمود هو إحنا تايهين
عن سارة وأدبها وأخلاقها ... ومش تايهين بردوة عن أمانى وإللى كانت عملاه فيها والبت كانت ساكته ومستحمله .
أم محمود والله دة إللى قولته يا حاجه بردوة ..
سارة بنت حتتنا وإحنا عارفينها كويس وعمرها ما تطلع
منها العيبه ... بس الناس مش بتسيب حد فى حاله
يا أختى ..... والست أمانى مش فى بالها خالص .
جملتها الأخيرة آثارت إستغراب جميله فأردفت متسآئله
مش فى بالها إزاى !
نظرت إليها بتعجب
إنتى متعرفيش إللى حصل ... دا إنتى جارتهم
فى البيت حتى! ....
جميله لا والله ما اعرف حاجه ! .. أيه إللى حصل خير ..
أم محمود الست اماني خدت عيالها وعزلت من هنا ..
وبيقولوا اشترت بيت كبير كده زي الفيلا بتاعه الاغنيه ودخلت عيالها مدارس كبيره وحلها اتشبرق خالص
وبقت ست هانم خالص ومحدش عارف جايبه الفلوس دي كلها منين ...!
آثار هذا الحديث دهشه جميله فقد بدأت تربط الأحداث بعضها ببعض وتجمع الخيوط
ازاي ده حصل والله ما اعرف الكلام ده وفي سرها انا عرفت هي عملت في البت ايه يا رب ما يطلع اللي في بالي صح .
أم محمود يلا الله يسهلها ويسترها مع الغلبانه دي اللي ما حدش عارف هي فين .
جميله بشرود ايواا ربنا معها .
أم محمود يلا فوتك بعافيه يا ست جميله .
جميله مع السلامه ..
وظلت تحدث نفسها حائرة بعد هذا الحديث المٹيرة للريبه
يا ترى حصللك أيه يا سارة .. ويا ترى عملتى فيها أيه يا أماني .. أنا مش مصدقه أي كلمه من اللي بتتقال على البنت الغلبانه دي خالص.. بس اللي خاېفه منه تكون باعتها ودي تبقى مصېبه ربنا يسترها عليكى يا بنتي ويحفظك من كل مكروه .. مش في ايدي اي حاجه اعملها.... ولا حتى اعرف طريقها... طول عمري عاجزه كده... حتى ولادي ماعرفتش انقذهم ...
__________________
دخل الى غرفته يصفر باستمتاع بعد ما حدث ... فهو قد تركه يفعل ما يحلو له لكن بالنهايه قام بتبديل الاماكن والادوار ... عندما يتذكر الصدمه التي رائها على وجهه يضحك بإستمتاع شديد فهو قد اقسم بدمارهم جميعا ..وها هي الحجرة الاولى تسقط وټنهار عزت الانصاري فقد خسر كل ما يملك ما امامه وما وراءه
وسيقضي باقي ايامه خلف القضبان اذا ظل على قيد الحياه .. فهو قد علم بعد خروجه انه اصيب بنوبه قلبيه ..... ظل يضحك ويضحك بصوت مرتفع بإستمتاع كبير ...
توقف بمنتصف الغرفه ثم ابتسم ابتسامه غامضه وبدأ بفك ازرار قميصه ليخلع عنه ملابسه بتروى وهدوء مهلك للأعصاب وابتسامته لم تفارق ثغرة ...
بينما خلف الستائر تقف بتوتر شديد وټلعن تعاسه حظها .... فهي قد كانت على وشك الخروج لتجد ان أحد على وشك الدخول إلى الغرفه ولم يكن سوى هذا المچرم لتتخفى وراء أحد الستائر الضخمه ...
جحظت عينيها