رواية الصمت الباكى بقلم سارة نيل
انت في الصفحة 1 من 95 صفحات
وم ملبد بالغيوم وأصوات الرعد تصم الأذن والسماء قاتمه السواد الا من هذا الخط الكهربائي الذى يظهر فى السماء بين الحين والآخر وفى هذا الأثناء تسمع صرخه تصم الأذن تعم كل الأجواء من جوف غابه يتبعها صرخه أخرى يليها صوت الړصاص فى مكان موحش بعيد عن الاحياء وكأنك فى عالم أخر ولا حياه لمن تنادى .
يأتى يوم جديد وتشرق شمسه الزاهيه على جميع الأحياء وفى حى شعبى وفوق أحد البنايات تحديدا فى غرفه ما فوق سطح البنايه نجدها شاردة تنظر من النافذة على المارة منهم من يذهب إلى عمله ومنهم طلاب ذاهبون إلى مدارسهم ومنهم من يقوم بفتح محلاتهم بعد عاصفه أمس كلا يسعى لأجل لقمه عيشه فزعت بسبب فتح الباب
أسوة لا يا تيتا أنا قايمه أحضرة أهو
الجدة أنتى يا بت أنتى أنا قلت كام مرة بلاش تيتا دى أنا مش جدته حد هنا ولا أنتى مبتفهميش خالص
أسوة تمام يا مدام بتول
الجدة انجرى شوفى شغلك
دخلت أسوة الجزء المخصص للمطبخ وقامت بتحضير الإفطار إلى ما تسمى جدتها وقامت بتحضير كوب من القهوة لنفسها لكى تفيق فهى لم تنام ليله أمس لكى تنتهى من مهمتها وقامت بإرتداء ملابسها وحمل حقيبه الظهر التى لا تفارقها ابدا وخرجت من باب منزلها ......... ولكن قبل خروجها
الجدة فى داهيه ومتنسيش فلوس الإيجار بتاعه الأوضه إنتى ناسيه إن الشهر إللى فات أنا اللى دفعاه
أسوة بإختصار حاضر
نزلت أسوة إلى أسفل البنايه وقامت بدفع الباب الزجاجى
أهلا أهلا عامله أيه يا ويسى صباح الخير عليكى
أسوة ضاحكه ويسى تانى ماشى مقبوله يا سوو صباح الخير الحمد لله أنا بخير إنتى إللى عامله ايه وأخبارك
أسوة أيوة عندى محاضرة مهمه هحضرها وهاجى عالطول علشان استلم المخبز بعدك عالطول
سارة براحتك يا حبيبتى خدى محاضراتك كلها وأنا موجودة اهو
أسوة ربنا ميحرمنيش منك ابدا انا مش هغيب هاجى عالطول علشان المعلم إبراهيم أنتى تايهه عنه
سارة خلاص ماشى يا أسوة ربنا يوفقك
فى هدوء شديد تلتفت فى جميع الأنحاء كمن جاء يسرق الى أن صارت بداخل المعمل وظلت تحدث نفسها وبعدين المادة خلصت والكليه منعت وجودها فى المعمل تانى طب هعمل أيه وأجيبها منين مفيش قدامى الا حل واحد إنى أستخلصها من مصدرها الأساسى من النبات بتاعها وهنأ مشكله جديدة أنا هجيب النبات ده منين دا تقريبا مش موجود خالص يلا أما أخرج بقى قبل ما حد يشوفنى وأروح أشوف ليلى فين تخرج لتجد ليلى جالسه على أحد السلالم فتجلس بجوارها
ليلى أيه التأخير دا كله يا سوو بقالى كتير منتظراكى كنتى فين
أسوة ولا حاجه يا ليلى كنت فى المكتبه بدور على كتاب
ليلى اااه طب إنتى عامله ايه وأخبارك
أسوة بخير الحمد لله
ليلى على فكرا انا اخترقتها امبارح
أسوة والله دا بجد طب لقيتى أيه فى حاجه ولا أيه
ليلى هنا المصېبه بقى
أسوة أيه إللى حصل يا بنتى اتكلمى
ليلى أنا أول ما اخترقت الموقع كل حاجه اتمسحت تلقائى وهما تفريبا عرفوا إن حد اخترق الموقع بتاعهم وربنا يستر بقى
أسوة إزاى دا حصل طب هما هيعرفوا يوصلولك كدا ولا أيه
ليلى لا إطمنى أنا مأمنه نفسى بس ربنا يستر لأنهم ناس فعلا مش سهله.
أسوة خير إنشاء الله أنا هقوم بقى علشان أستلم المخبز مكان سارة
ليلى تمام يا أسوة أنا كمان هروح
أسوة تمام يلا بينا
وصلت أسوة إلى الحى الشعبى الذى تقطن به وذهبت إلى المخبز
سارة الحمد لله على سلامتك يا ويسى
أسوة ضاحكه الله يسلمك يا سوو يلا بقى أبدأ ويلا روحى إنتى باقى أيه إنتى واقفه لغايه فين
سارة القرص والعيش فى الفرن يدوب هتخرجيهم والواد عمرو هيساعدك وأنا همشى بقى علشان إمى بعتتلى
أسوة تمام يا سارة ربنا يعينك مع السلامه
وأخذت أسوة تكمل عملها لكى تنتهى منه وتذهب إلى عملها الآخر فهى تعمل وظيفتين لكى تكفى مصاريفها
داخل سلسله شركات الصياد كان جالس والچحيم يحتضن عينيه
وصلت لأيه يا صالح
صالح يا مؤمن الأمور مش بتتاخد كدا لازم نصبر شويه
مؤمن بصوت مرتفع صبر صبر صبر كل ما أكلمك تقولى صبر
صالح طب أنا أعمل أيه الحساب طلع مش مظبوط وانا كلمت ليث علشان يشوف الموضوع دة
مؤمن بعيون تمتلئ غموض تمام قوم شوف شغلك
يخرج صالح من المكتب ويتركه تتراقص الشياطين حوله
تصل سارة إلى منزلها وتجد والدتها مكفهرة الوجه ....
سارة السلام عليكم
والدتها وتدعى أمانى أيه يا ختى كل دة تأخير .
سارة أنا آسفه يا ماما بس على ما خلصت وسلمت المخبز لأسوة
أمانى وانا مالى ومال أسوة والشعل إللى وراكى هنا
سارة خلاص يا ماما انا هدخل أخلص كل الشغل
أمانى إدخلى يا اختى إعملى الاكل لإخواتك واغسلى المواعين إللى جوا وشوفى شغلك
سارة حاضر يا ماما هصلى وأخلصلك كل حاجه
أمانى إدخلى يا اختى تك مو اما يسم بدنك عيله فقر من يومك
تدخل سارة إلى الغرفه وتتوضئ وتؤدى فريضتها ثم تنتقل بعد ذلك لكى تنجز كل ما كلفتها بها والدتها
............................
تدخل ليلى إلى شقتها فى منطقه شعبيه فهى تعيش وحيدة بعد خروجها من الملجأ ثم تقوم بإمساك اللاب توب الخاص بها لتتأكد من أنها لم تترك ورائها أى شئ
......................................
أنا بحاول والله بس صدقنى فى ظرف اربعه وعشرين ساعه هكون جايبه تحت رجلك
صالح إحنا معتمدين عليك
ليث تمام يا صالح طمن مؤمن وقله ميقلقش
صالح خلاص سلام
كانت تسير وهى متهالكه فقد ذهبت إلى عملها الثانى بعد خروجها من المخبز وها هى الساعه تعدت الثامنه وهى لم تعد إلى منزلها بعد قامت بترق الباب لكن لم يفتح أحد
أسوة يا ترى تيتا فين وأنا نسيت مفاتيحى جوا أنا هقعد هنا أستناها أنا مش عارفه هى بتمشى تروح فين
.......................
وفى وسط الظلام الدامس
مجهول ١ كل حاجه خلصت وتمت كدا
مجهول ٢ أيوة يا باشا إحنا انتهينا والبضاعه بكرا هتكون فى المخازن
مجهول ١ أنا مش عايز أى غلطه
.....................
كان جالس وشارد فى أفكارة فقاطع شروده رنين الهاتف رفع هاتفه على أذنه