رواية السندباد كاملة وحصريه بقلم كاتب مجهول
انت في الصفحة 9 من 9 صفحات
قد جئت من مكان ما ذهب إليه أحد قط إلا وهلك وهو جبل القرود..
ثم إني مكثت عنده ثلاثة أيام..
فلما كان اليوم الرابع جائني كبير التجار وقال
اليوم عليك يا سندباد أن تأتي برفقتي لتعاين بضاعتك.. إن شئت بعتها وإن شئت خزنتها لك..
فاستغربت كلامه وقلت في نفسي
عن أي بضاعة يتحدث هذا الرجل
لكنني کرهت أن أخالفه فمضيت معه الى السوق..
وبعد المزاد.. وصل سعر الطوف الى عشرة دنانير ذهب..
فالټفت إلي كبير التجار وقال
وأنا أزيدك عشرة من عندي ليصبح المجموع عشرين دينارا ذهبا.. فإن شئت يا سندباد بعته لي.. وإن شئت خزنته لك في مخازني الى العام المقبل حتى يغلى ثمنه..
قد بعتك إياه يا عم..
ثم أن كبير التجار لم يتركني لحالي بل قد غمرني بفضله وساعدني على الإستقرار في المدينة بما معي من مال..
كما قام بتعييني ككاتب في ميناء المدينة حيث أقوم بتسجيل جميع البضائع الواردة والصادرة من الميناء الى السفن وبالعكس..
فلما وجدني صادقا أمينا وأهلا للثقة حسب قوله قرر أن يزوجني ابنته الوحيدة..
فشكرته على حسن ظنه بي.. لكنني وقبل أن أقبل عرض الزواج إقتربت منه وهمست في اذنه قائلا
أنتم هنا لا ټدفنون الرجال وهم أحياء مع زوجاتهم المتوفيات.. أليس كذلك
فضحك هو ضحكة شديدة ثم قال
سامحك الله يا سندباد... لا يابني نحن لا نفعل ذلك..
وبعد أشهر..
ټوفي كبير التجار.. فورثت ابنته جميع أملاكه وأمواله.. وأصبحت أنا الوصي عليها..
لكنني بقيت على وظيفتي في الميناء.. والسبب هو أني كنت أحن للعودة الى بغداد.. فقد طال فراقي عنها زمنا طويلا.. لذا تراني أطالع السفن القادمة والمغادرة لعلي أحظى بسيفنة تحملني الى معشوقتي الأثيرة..
وبينما كنت أؤدي عملي في الميناء.. وإذا بسفينة ليست بغريبة عني تصل الى الميناء..
فصعدت على متنها وقمت بتدوين البضائع التي تم أنزالها منها.. ثم الټفت الى الربان وسألته إن كانوا قد انتهوا من تفريغ البضائع
فأخبرني أن في العنبر بضاعة لشخص قد غرق في البحر.. وأنه يحتفظ بها لأجل أن يعيدها الى أهله في بغداد..
وما اسم ذلك الشخص
أجاب
اسمه السندباد..
هنا.. دققت النظر جيدا في الربان فإذا بي أعرفه... إنه الربان الذي استأجرته لقيادة السفينة في أول سفري..
وتلك السفينة هي ذاتها سفينتي التي استأجرتها من البصرة..
آنذاك.. أمسكت بالربان وقلت له بلهفة
أبشر يا سيدي.. فأنا والله السندباد.. والبضاعة بضاعتي والسفينة سفينتي..
لكن الرجل فاجئني بأن دفعني عنه ثم أخذ يهز يديه بخيبة أمل وقال
لا حول ولا قوة إلا بالله.. ما بقي في هذا العالم ذمة ولا ضمير..
ثم نظر إلي باستهزاء وصدمني بقوله
ظننتك رجلا... لكنك لست سوى سفيه ووضيع..
فاستغربت وقلت
لماذا تقول ذلك
فقال
كلما دخلت ميناءا وذكرت قصة سندباد وبضاعته يأتيني شخص ويقول أنا سندباد..
ثم الټفت نحوي وقال بأسف
أما تستحي من نفسك.. لقد نظرت إليك فتوسمت فيك الخير والصلاح.. لكنني كنت مخطئا..
فقلت له
أنت لست بمخطئ يا سيدي الربان ثم ناديته باسمه وأضفت.. أنا السندباد... وهاك الدليل على ما أقول..
هنا.. أخرجت له عقد السفينة والذي كنت لا أزال محتفظا به بين طيات ملابسي وكان ممهورا بأسم وختم الربان وكذلك باسمي وختمي..
وفوق ذلك رحت أحكي له تفاصيل البضاعة وكذلك بعض الوقائع التي حصلت بيني وبينه بدقائقها التي لا يعلمها إلا الله ونحن الإثنان..
فلما اتضح له حقيقة مقالي قربني إليه وبكى ثم عانقني وقال
أنت السندباد أنت السندباد حقا......!!!!!!
فما زال يردد باسمي وهو ما مصدق بنجاتي.. فأخبرته بخبر الجزيرة التي اتضح أنها سمكة جبارة وما جرى علي بعد ذلك مما لا يطيقه عقل إنسان فكيف بخوض تلك المواقف والعيش في أدق تفاصيلها
لكن لولا لطف الله تعالى ورأفته بي لكنت الآن في خبر كان..
ثم قبل الربان رأسي وهنئني بالسلامة وأعاد
لي بضاعتي وسفينتي..
وبعد ذلك.. أطلعت زوجتي حول عزمي ونيتي على السفر الى بغداد بعد أن هيئ الله لي سفينة مؤاتية بطريقة لم أكن لأحلم بها..
فوافقتني زوجتي وطلبت مني أن نمضي معا على بركة الله..
فأوكلتني زوجتي على بيع جميع أملاكها في تلك المدينة وتصفية كل الأصول المتعلقة بها..
وبعد أن أتممت ذلك انطلقنا بحمد الله وتوفيقاته نخوض البحار تلو البحار بلا معوقات أو أخطار ودون أن يقطع طريقنا حوت أو إعصار..
الى أن وصلنا في نهاية المطاف الى البصرة.. ومنها سرنا على ضفاف نهر دجلة صعودا الى بغداد..
فلما بلغتها.. هويت ساجدا شكرا لله وقبلت تربتها..
وكان ذلك آخر العهد مني على الرحلات وخوض غمار الهلكات..
تمت بحمد الله.