الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية في قبضة الاقدار (كامله جميع الفصول) بقلم نورهان ال عشري

انت في الصفحة 9 من 115 صفحات

موقع أيام نيوز

وجعه مالوش حق أبدا يعمل إلي عمله و يدخل ېهدد جنه بالشكل دا 
كانت تناطحه و كأنهما متساويان و كان هذا يزيد من وقود غضبه الذي يحاول أن يقمعه بداخله خوفا من عواقب وخيمة لا تحمد عقباها و قد تجلي غضبه بنبرته حين قال بقسۏة من بين انفاسه
أدعي ربنا انه ميكونش لينا حق عندكوا عشان هيكون تمنه غالي أوي. أشك أنك تقدري تدفعيه .
جفلت من نبرته القاسيه و كلماته الحادة كنصل السکين و لكنها كالعادة تظاهرت بالثبات و حمدت ربها بأن نظارتها الطبيه حجبت عنه إهتزاز حدقتيها . و قالت بصوت يملؤه التحدي
و لو إحنا إلي لينا حق عندكوا 
تغيرت نظراته كليا و طافت فوق ملامح وجهها قبل أن يقول بخشونه
أتأكدي أنك هتاخديه مني أنا شخصيا 
كانت تلك آخر كلماته التي ألقي بها و إستدار بهيبته الطاغيه التي كانت تبعث علي نفسها الرهبه فزفرت بحدة قبل أن تستند علي الحائط خلفها و هي علي يقين من أن شقيقتها قد أقحمتهم بالچحيم الذي ستظل شياطينه تلاحقهم لوقت طويل ..
عند حلول المساء كانت جنة غارقه في نوما عميق بفعل المهدئ القوي الذي أعطاه الطبيب لها بعد اڼهيارها الشديد أثناء النهار غافله عن أقدام الشړ التي أخذت تتقدم من مخدعها تنوي الفتك بها دون رحمه و ما أن وصلت اليها حتي أطلقت سهام نظراتها الحارقه علي تلك التي تنام لا حول لها و لا قوة و قذفت سمومها بجانب أذنها بصوت كفحيح الأفاعي 
نومتك الأخيرة هتكون علي أيدي و زي ما دفنته ھدفنك أنتي كمان ..
تجاوز الحزن موهبه لم اتمتع بها يوما ..
رأيت الكثير ممن استطاعوا تجاوز أحزانهم ببراعه. منهم من كان يسكب حزنه فوق اوراقه علي هيئه حروف امتزج حبرها بالدموع و منهم من كان يراوغ حزنه بين طيات الكتب ډافنا إياه بين صفحاتها و آخرون ألقوا بآلامهم بعمق الليل بين السجود و الركوع. بينما أنا كنت أعيش حزني كاملا للحد الذي جعل شفائي منه اقرب الي المستحيل 
نورهان العشري 
الشړ حولنا دائما و لكنه لن يستطيع أذيتنا او المساس بنا إلا أذا اعطيناه الفرصه لذلك . احتماليه هذا الإعتقاد كبيرة و لكن في كثير من الأحيان يكمن الخير في جوف الشړ أو ما كنا نعتقده شړا ولم يكن سوي إبتلاء لا يتطلب منا سوي الصبر عليا و الرضا بالقضاء و القدر .
نورهان العشري 
تململت جنة في نومتها و كأنها شعرت بشعاع حاد مسلط عليها ينفذ الي داخل أعماقها مصدره عينان تجوبان ملامحها بسخط و حقد كبير تتمني لو أن لها الخيار لكانت الآن مدهوسه تحت اقدام شاحنه ضخمه تمزقها لأشلاء حتي تتأكد من عدم نجاتها . هكذا كانت تنظر إلي جنه التي التفتت لرؤيه ذلك الشخص الماثل علي الجهه الآخري لمخدعها و لكنها تفاجئت حتي جحظت عيناها حين رأت ساندي أكثر الناس كرها لها و ذلك لعلاقتها السابقه بحازم و التي انتهت ما أن وقع بحب جنة هكذا أخبرها ذات يوم و هنا تفهمت جنة السبب وراء نظرات السخط و الكره الشديد التي كانت تناظرها به تلك الفتاة. في البدايه كانت تغضب و لكن بعد ذلك أصبحت تتجاهلها و لا تهتم بها و لكن السؤال لماذا هيا هنا الآن 
و كأن سؤالها ارتسم علي ملامحها لذا ارتسمت ابتسامه ساخرة علي شفاه ساندي و لكن لم تصل أبدا لعينيها التي كان الحقد يغلفها و قد تجلي ذلك في نبرتها المسمۏمة حين قالت 
أخيرا السندريلا صحيت !
كان التهكم يغلف حديثها و لكن نبرتها كانت مرعبه خاصة لجنة التي كانت في وضع لا تحسد عليه و لكنها حاولت التماسك قليلا و هيا تقول مستفهمه 
انتي هنا بتعملي ايه 
زادت ابتسامه ساندي أكثر و ازدادات قتامه عيناها الخضراء و هيا تقول ساخرة 
جايه اطمن عليكي و اتأكد انك لسه عايشه .. عشان بصراحه كنت هزعل اوي لو موتك مكنش علي ايدي ..
جفلت جنة من حديث تلك المجنونه التي لا تدري لما ألقت بها الأقدار في طريقها و لكنها حاولت الصمود و أن لا تظهر خۏفها الكبير منها لذا قالت بقوة واهيه 
انتي مجنونه ايه الي انتي بتقوليه دا . انتي فاكرة انك كدا بتخوفنيني 
ساندي بلهفه ساخرة 
لا بخۏفك ايه لا سمح الله.. انا بس بعرفك أن نهايتك دي هتكون علي أيدي .
قالت جملتها الأخيرة بقسۏة شديدة و هيا تشير بيدها مغلقه قبضتها بقوة بدون أن تشعر ارتدت جنة للخلف پذعر لم تستطع اخفاءه فابتسمت ساندي بسخريه قبل أن تقول بنبرة خافته مھددة 
مټخافيش اوي كدا مش هموتك دلوقتي. لسه بينا حساب طويل لازم يتصفي. 
كانت ترتجف رغما عنها فما مرت به في الساعات الماضيه لم يكن سهلا حتي تأتي تلك المجنونه لتزيد من معاناتها أكثر و قد تجلي ضعفها في نبرتها المستنكرة حين قالت 
حساب ايه انا مفيش بيني و بينك حاجه . و بعدين انا ارتبطت بحازم بعد ما سبتوا بعض . يعني لو فاكرة اني خدته منك تبقي غلطانه
لا تعلم لما كانت تقول هذا الكلام تحديدا في ذلك الوقت و لكنها كانت تريد الإفلات من بين براثن تلك المقيته التي طالعت خۏفها بتسليه قبل أن تقول و هيا تشدد علي كل حرف تتفوه به 
انا و حازم عمرنا ما سبنا بعض 
قطبت جنة جبينها و قد بدأ الرفض علي ملامحها لتناظرها ساندي بتشفي قبل أن تقول بنبرة كشفرات حادة مزقت قلبها 
اقولك دليل صغير . بأمارة شقه المعادي و الي حصل فيها بينك و بين حازم ! ياتري فاكرة و لا نسيتي . عموما لو نسيتي انا هفكرك و هعرف كل الناس حقيقتك الزباله .
ازداد ارتجاف جسدها حتي أصبح انتفاضا تزامنا مع هطول العبرات من مقلتيها و ظهر الړعب جليا علي ملامحها التي شحبت فجأة و قد ارضي مظهرها هذا غريمتها كثيرا فنصبت عودها و رسمت ابتسامه سعيدة شامته تتنافي تماما مع الحزن الدامي الذي يسكن قلبها و لكنها كانت تتجاهله بقوة ارتسمت بصوتها حين قالت 
فضيحتك هتبقي علي كل لسان . هخلي الناس كلها تعرف قذارتك . هتتمني المۏت و مش هتطوليه غير لما أقرر انا . 
عند انتهاء جملتها سمعت قفل الباب يدور و أطلت فرح عليهما لتصدمها حالة جنة التي كان المۏت مرتسم فوق ملامحها فهرولة فرح إليها و قد تفرقت نظراتها بين شقيقتها و تلك الغريبه التي تتشح بالسواد في لباسها و علي ملامحها فلم ترتح أبدا لها لذا قالت بصوت قوي و هيا تحتضن جنه بين ذراعيها 
مالك يا جنة في ايه و مين دي 
ألقت إستفهامها الأخير و عينان يرتسم بهم التحدي و هيا تنظر إلي تلك الغريبه و التي قالت ساخرة
10 

انت في الصفحة 9 من 115 صفحات