الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية في قبضة الاقدار (كامله جميع الفصول) بقلم نورهان ال عشري

انت في الصفحة 33 من 115 صفحات

موقع أيام نيوز

من بين شفتيه 
طب ايه العمل يا دكتور علشان نحافظ عليها هي و الطفل 
لم يدقق قبل أن يتفوه بتلك الكلمات في حين ضاقت عيني سالم بينما الټفت فرح تناظره بغموض أصاب كبرياؤه في الصميم و لكنه تجاهل كل ذلك و الټفت إلي الطبيب الذي قال بتحذير 
طبعا احنا حاولنا نظبط الهيموجلوبين و أن شاء الله منحتجش نقل ډم بس في المجمل هي محتاجه الراحه التامه عشان وضع الحنين يستقر كمان ياريت نمنع عنها أي ضغط نفسي و لازم نهتم بالأكل الصحي و أنا هكتبلها علي الفيتامينات اللازمه و بإذن الله الحاله تستقر 
تقدر تمشي امتا 
هكذا تحدث سالم ليجيبه الطبيب 
مش قبل بكرة عشان نطمن اكتر علي حالتها و لو حصل لا قدر الله اي حاجه نقدر ندخل في الوقت اللازم 
ممكن اشوفها 
أخيرا خرج صوتها متحشرجا جافا ليجيبها الطبيب قائلا 
ممكن طبعا هي هتتنقل لاوضه عاديه و تقدروا تشوفوها بس زي ما قلت مش عايز اي ضغط عصبي و لا مجهود بدني .
هزت رأسها بتفهم بينما شعر هو و كأن حديث الطبيب موجها إليه فكل ما حدث لها كان بسبب غباءه في التعامل معها و تلك الكلمات المهينة و الإتهامات القاتله التي امطرها بها كوابل من الړصاص لم يحتمله جسدها الرقيق و سقط معلنا استسلامه أمام طوفان الظلم ! 
لم يتفوه بحرف بل استدار علي عقبيه يخرج من المشفي و هو يلعن كل شئ حوله فقد أوشك الليله علي ارتكاب چريمه شنعاء و هي القتل ! و كان ضحيته الشئ الوحيد المتبقي من أخاه الذي لا زال للآن يحمل ذنبه هو الآخر و الذي كان يظن بأن بإنتقامه منها سيكفر عنه و لكنه وجد نفسه يغرق بوحل بالذنوب أكثر. فزفر بحنق و أخذ يملئ رئتيه بالأكسجين الذي يحتاجه حتي يهدئ من حرقه صدره و لكنه نسي أن الأكسجين غاز يساعد علي الاشتعال أكثر خاصة و هو يحمل رائحتها العالقه بملابسه و دمائها التي طبعت بقعه فوق قميصه نفذت الي أعماقه دون أن يشعر !
إلي أولئك الذين مازالوا محتجزين خلف أسوار الماضي عالقون بتلك العلاقات المشوهه التي لم تكتمل و لم تستطع قلوبهم تحمل نهايتها فك الله أسركم ..
نورهان العشري 
كانت نائمة علي غيمه ورديه تحملها كالريشه و تطير بها هنا و هناك أو هكذا كان حال قلبها الذي غزته ذكريات جميله حد البكاء رائعه حد اللعنه التي اصابتها ذلك اليوم حين أقرت بتسليمها الي راية العشق .
كانت تترجل من إحدي سيارات الأجرة تنوي الدلوف الي جامعتها و لكن استوقفتها نبرة صوت أصبح قلبها يعرفها جيدا حتي لو أنها كانت تخفي ذلك خلف قناع من الغرور و اللامبالاة و لكن داخلها كان يميل إلي ذلك الشاب الوسيم العابث الذي يلاحقها بكل مكان دون أي حديث فقط نظرات اذابت بروعتها حصون قلبها التي كانت متماسكه الي حد ما قبل أن تسقط كليا عندما ضايقها أحد الشباب ذات يوم
و كان له هو بالمرصاد قرر قطع حرب النظرات الدائرة بينهم و اقترب منها بلهفه لمست أوتار قلبها حين قال 
عملك حاجه 
هزت رأسها دون أن تتفوه بحرف بينما تولت عيناه زمام الأمور بينهم لبعض الوقت قطعته كلمات حانيه مدروسه اخترقت جدران قلبها حين قال بخفوت 
مټخافيش أبدا طول مانا موجود محدش يقدر يأذيكي أو حتي يقرب منك !
خفقت دقات قلبها پعنف كلما مرت ببالها تلك الكلمات الرائعه و التي بثتها شعور كانت تفتقده في أعماق قلبها كثيرا و كأنها جاءت مثلما تمنت تماما فلاحت ابتسامه خجوله علي شفتيها و هي تتوجه الي بوابه الجامعه لتوقفها كلمات عابثه تراقصت علي أوتار ثباتها
طب مش كفايه كدا بقي !
لم تجب بل لم تلتفت علي الرغم من صراعها الداخلي و لكنها دون أن تلحظ توقفت بمكانها ليتقدم تجاهها إلي أن توقف أمامها و هو يناظرها بقوة أثارت خجلها بشدة و جاءت كلماته لتجهز علي ما تبقي من ثبات 
طب انا مستسلم ! متستغربيش بس زي مانتي كنتي بتقاوميني كدا انا كمان كنت بقاومك بس انا فعلا مبقتش قادر ! انا الي كنت برن عليكي كل يوم قبل ما تنامي اسمع صوتك و بعدين اقفل عشان اعرف انام .و كل يوم كنت ببعتلك الصبح صباحك جنة تشبه عيونك ! 
الحقيقي اني كنت بحاول امنع نفسي عنك بصعوبه بس لما شفت في عنيكي النظرة دي مقدرتش اسكت. 
كانت كلماته حانية بشكل لم تعهده من قبل . تغريها كطفل حرم من الحلوي طوال حياته فإذا بالسماء تمطر أشهى انواعها أمام عينيه الجائعتين . هذا هو حالها في تلك اللحظه و لكنها تمسكت بآخر خيط من إرادتها حين قالت بتوتر
نظرة ايه ايه الي انت بتقوله دا 
توترها الملحوظ و اهتزاز حدقتيها كانتا خير دليل علي مقاومتها الواهيه فاستغل هو ذلك قائلا بلهفه 
عنيكي بتكذب كل كلامك دا ! أرجوك مش عايز منك حاجه غير انك تديني فرصه ! فرصه واحده بس عايزك تعرفيني فيها. عايز احكيلك علي حازم الوزان . عايزك تشوفي الي كل الناس مش شيفاه . 
رغما عنها اماءت برأسها ملبية نداء قلبها و بالفعل تقابلا في أحدي الاماكن العامه و جلست هي تناظره بخجل كبير تجلي في خدها الوردي و ارتباك شفتيها التي لم تستطع الحديث ليقطع هو صمتهم قائلا بمزاح 
قبل اي حاجه عايزك تعرفي اني اكبر منك بسنتين لكن كنت بسقط و مش مكسوف و أنا بقولك كدا .بس فعلا انا مكنش عندي هدف يخليني أنجح. لكن دلوقتي ..
صمت متمهلا يناظرها بجرأة بينما لاح التساؤل في حدقتيها اللامعة حين قال بحماس 
دلوقتي عندي هدف قوي اني انجح و اخلص كليتي عشانك . ايوا عشانك يا جنة . انا بقالي شهر براقبك شهر مفيش في تفكيري غيرك بنام و بقوم علي صورتك الي انطبعت جوايا . عايزك تعرفي اني عمري ما حسيت كدا ناحية اي بنت . و عمري ما هضحي بالإحساس الي جوايا دا أبدا حتي لو فضلتي تقاوميني هفضل اقولك اني بحبك !
برقت عيناها فيما اخترقت كلمته أعماق فؤادها الذي انصاع لتلك المشاعر الجامحه التي اجتاحتها لتستسلم لسحرها الأخاذ حين أخذ يسرد لها كل شئ عن عائلته و حياته و كأنه يعرفها منذ زمن و قد بدأت هي في التجاوب معه لتبدأ بينهم قصه حب كبيرة انتهت بعرض مسرحي للزواج أمام المارة بأحد الشوارع بينما قلبها يدق پعنف من فرط فرحتة لروعه ذلك الحدث الذي تتمناه أي فتاة في العالم و نظرا لبرائتها و قله خبرتها لم تلحظ المكر الذي غلفته عيناه بالحب الوهمي و أفصحت شفتيها عن قبولها لعرضه و الذي كان المفتاح لأبواب الحجيم الذي اجتاح حياتها بعد
32  33  34 

انت في الصفحة 33 من 115 صفحات