رواية في قبضة الاقدار (كامله جميع الفصول) بقلم نورهان ال عشري
من بين شفتيه
طب ايه العمل يا دكتور علشان نحافظ عليها هي و الطفل
لم يدقق قبل أن يتفوه بتلك الكلمات في حين ضاقت عيني سالم بينما الټفت فرح تناظره بغموض أصاب كبرياؤه في الصميم و لكنه تجاهل كل ذلك و الټفت إلي الطبيب الذي قال بتحذير
طبعا احنا حاولنا نظبط الهيموجلوبين و أن شاء الله منحتجش نقل ډم بس في المجمل هي محتاجه الراحه التامه عشان وضع الحنين يستقر كمان ياريت نمنع عنها أي ضغط نفسي و لازم نهتم بالأكل الصحي و أنا هكتبلها علي الفيتامينات اللازمه و بإذن الله الحاله تستقر
هكذا تحدث سالم ليجيبه الطبيب
مش قبل بكرة عشان نطمن اكتر علي حالتها و لو حصل لا قدر الله اي حاجه نقدر ندخل في الوقت اللازم
ممكن اشوفها
أخيرا خرج صوتها متحشرجا جافا ليجيبها الطبيب قائلا
ممكن طبعا هي هتتنقل لاوضه عاديه و تقدروا تشوفوها بس زي ما قلت مش عايز اي ضغط عصبي و لا مجهود بدني .
لم يتفوه بحرف بل استدار علي عقبيه يخرج من المشفي و هو يلعن كل شئ حوله فقد أوشك الليله علي ارتكاب چريمه شنعاء و هي القتل ! و كان ضحيته الشئ الوحيد المتبقي من أخاه الذي لا زال للآن يحمل ذنبه هو الآخر و الذي كان يظن بأن بإنتقامه منها سيكفر عنه و لكنه وجد نفسه يغرق بوحل بالذنوب أكثر. فزفر بحنق و أخذ يملئ رئتيه بالأكسجين الذي يحتاجه حتي يهدئ من حرقه صدره و لكنه نسي أن الأكسجين غاز يساعد علي الاشتعال أكثر خاصة و هو يحمل رائحتها العالقه بملابسه و دمائها التي طبعت بقعه فوق قميصه نفذت الي أعماقه دون أن يشعر !
نورهان العشري
كانت نائمة علي غيمه ورديه تحملها كالريشه و تطير بها هنا و هناك أو هكذا كان حال قلبها الذي غزته ذكريات جميله حد البكاء رائعه حد اللعنه التي اصابتها ذلك اليوم حين أقرت بتسليمها الي راية العشق .
عملك حاجه
هزت رأسها دون أن تتفوه بحرف بينما تولت عيناه زمام الأمور بينهم لبعض الوقت قطعته كلمات حانيه مدروسه اخترقت جدران قلبها حين قال بخفوت
مټخافيش أبدا طول مانا موجود محدش يقدر يأذيكي أو حتي يقرب منك !
طب مش كفايه كدا بقي !
لم تجب بل لم تلتفت علي الرغم من صراعها الداخلي و لكنها دون أن تلحظ توقفت بمكانها ليتقدم تجاهها إلي أن توقف أمامها و هو يناظرها بقوة أثارت خجلها بشدة و جاءت كلماته لتجهز علي ما تبقي من ثبات
طب انا مستسلم ! متستغربيش بس زي مانتي كنتي بتقاوميني كدا انا كمان كنت بقاومك بس انا فعلا مبقتش قادر ! انا الي كنت برن عليكي كل يوم قبل ما تنامي اسمع صوتك و بعدين اقفل عشان اعرف انام .و كل يوم كنت ببعتلك الصبح صباحك جنة تشبه عيونك !
الحقيقي اني كنت بحاول امنع نفسي عنك بصعوبه بس لما شفت في عنيكي النظرة دي مقدرتش اسكت.
كانت كلماته حانية بشكل لم تعهده من قبل . تغريها كطفل حرم من الحلوي طوال حياته فإذا بالسماء تمطر أشهى انواعها أمام عينيه الجائعتين . هذا هو حالها في تلك اللحظه و لكنها تمسكت بآخر خيط من إرادتها حين قالت بتوتر
نظرة ايه ايه الي انت بتقوله دا
توترها الملحوظ و اهتزاز حدقتيها كانتا خير دليل علي مقاومتها الواهيه فاستغل هو ذلك قائلا بلهفه
عنيكي بتكذب كل كلامك دا ! أرجوك مش عايز منك حاجه غير انك تديني فرصه ! فرصه واحده بس عايزك تعرفيني فيها. عايز احكيلك علي حازم الوزان . عايزك تشوفي الي كل الناس مش شيفاه .
رغما عنها اماءت برأسها ملبية نداء قلبها و بالفعل تقابلا في أحدي الاماكن العامه و جلست هي تناظره بخجل كبير تجلي في خدها الوردي و ارتباك شفتيها التي لم تستطع الحديث ليقطع هو صمتهم قائلا بمزاح
قبل اي حاجه عايزك تعرفي اني اكبر منك بسنتين لكن كنت بسقط و مش مكسوف و أنا بقولك كدا .بس فعلا انا مكنش عندي هدف يخليني أنجح. لكن دلوقتي ..
صمت متمهلا يناظرها بجرأة بينما لاح التساؤل في حدقتيها اللامعة حين قال بحماس
دلوقتي عندي هدف قوي اني انجح و اخلص كليتي عشانك . ايوا عشانك يا جنة . انا بقالي شهر براقبك شهر مفيش في تفكيري غيرك بنام و بقوم علي صورتك الي انطبعت جوايا . عايزك تعرفي اني عمري ما حسيت كدا ناحية اي بنت . و عمري ما هضحي بالإحساس الي جوايا دا أبدا حتي لو فضلتي تقاوميني هفضل اقولك اني بحبك !
برقت عيناها فيما اخترقت كلمته أعماق فؤادها الذي انصاع لتلك المشاعر الجامحه التي اجتاحتها لتستسلم لسحرها الأخاذ حين أخذ يسرد لها كل شئ عن عائلته و حياته و كأنه يعرفها منذ زمن و قد بدأت هي في التجاوب معه لتبدأ بينهم قصه حب كبيرة انتهت بعرض مسرحي للزواج أمام المارة بأحد الشوارع بينما قلبها يدق پعنف من فرط فرحتة لروعه ذلك الحدث الذي تتمناه أي فتاة في العالم و نظرا لبرائتها و قله خبرتها لم تلحظ المكر الذي غلفته عيناه بالحب الوهمي و أفصحت شفتيها عن قبولها لعرضه و الذي كان المفتاح لأبواب الحجيم الذي اجتاح حياتها بعد