رواية في قبضة الاقدار (كامله جميع الفصول) بقلم نورهان ال عشري
إلي جانب عيناها الفاتنه فوقعت جنة بعشقها من أول نظرة و امتدت يدها تتحسس جبينها برفق و هي تقول بحنو
اذيك عامله ايه يا جميله انا جنة ! انتي اسمك ايه
أخذت الفرس تحرك رقبتها تفاعلا مع لمسات جنة الناعمه و التي ظلت تمسد خصلاتها بحنان قبل أن تقول برقه
انتي جميله اوي .. تعرفي انك اجمل حاجه حصلتلي النهاردة. اصلك متعرفيش انا يومي كان سئ اوي . و كنت بتمني يعدي بأي شكل.
حياتي كلها اصلا بقت سيئه لدرجه بتمني أني الست شهور الي فاتوا من عمري يكونوا كابوس . كابوس و هصحي منه الاقي حياتي لسه جميله و هاديه زي ما هي !
خرج صهيل الفرسه أمامها ليشق السكون المحيط بها فابتسمت جنة برقه قبل أن تقول بخفوت
زفرت ثاني أكسيد الحزن العالق بقلبها قبل أن تقول من بين قطراتها المتساقطه
وحشتني ماما اوي . مع اني مش فاكرة ملامحها بس صوتها لسه في وداني . بالرغم من أن فرح عمرها ما خلتني افتقد حد و لا احس اني يتيمه بس حاسه ان لو كان ماما و بابا موجودين كانت حياتنا هتبقي غير كدا ! علي الأقل كانوا هيقفوا جمب فرح . و مكنتش هتبقي مضطرة تشيل الحمل كله لوحدها كدا ! تعرفي اني نفسي اعتذرلها بس مش قادرة . اي اعتذار في الدنيا يكفر عن ذنبي و غلطي!
نسيت اقولك مش انا هجيب بيبي .. تعرفي اني طول عمري بحبهم اوي و نفسي يكون عندي واحد . يمكن الطريقه الي جه بيها كانت وحشه اوووووي بس انا واثقه أنه هيعوضني عن.
اختنقت لهجتها بالحديث و أسندت رأسها علي السياج أمامها تحاول قمع ذكريات كفيله بجعلها ټنهار في تلك اللحظه و ظلت علي حالها لدقائق قبل أن تسمع صوت صهيل الخيل بقوة و كأنها ترحب بأحدهم فالتفتت لتصدم عندما وقعت عيناها علي آخر شخص في العالم ترغب برؤيته و الذي كان يطالعها بجمود و عينان يقطر منها الڠضب الذي تجلي في نبرته حين قال
حاولت سحب اكبر كميه من الأكسجين بداخلها قبل أن تقول بهدوء
زي مانتا شايف . بتفرج عالخيل !
استأذنتي قبل ما تيجي هنا
كانت نبرته حادة كنصل سکين اخترق قلبها و لكنها جاهدت حتي تظهر بمظهر الثبات الذي حاولت أن تتخلي به و هي تجيب بإختصار
لا !
تحركت شفتيه بسخرية قبل أن يقول بإحتقار
كان الإحتقار في نبرته يغضبها و يضفي المزيد من الحزن علي قلبها لذا تجاهلت حديثه و تحركت تنوي المغادرة فما أن مرت بجانبه حتي استوقفتها قبضته القويه التي أمسكت برسغها توقفها عن الحركه فالتفتت تناظره و التقت الأعين في صراع غريب من نوعه علي كليهما وصل دويه إلي صدوهم فقد كانت ترتجف و قلبها إثر نظراته الناريه و عيناه التي لا تهدأ أبدأ و قد كان هو الآخر يشاطرها التخبط و هناك نبضه قويه تعثرت بداخل قلبه و هو يناظر بحرها الأسود اللامع الذي يتخلله حزن ممزوج پخوف كبير حاولت إخفاؤه و لم تنجح !
المكان دا خاص بأصحاب البيت الي انتي مش منهم و لا عمرك هتكوني منهم أبدا ! و قبل ما تفكري تدخليه لازم تستأذني !
حاولت الحديث و لكنه أوقفها حين قال پغضب
و إياك تخرجي في وقت متأخر زي دا لوحدك . عشان عيب! و لو انتي متعرفيش العيب هعلمهولك . في رجاله بتشتغل هنا في الأسطبل و في كل مكان حواليكي و ميصحش يشوفوا أرمله حازم الوزان بره في الوقت دا . التسيب و الإنحلال الي اتعودتي عليهم دول تنسيهم انتي في بيت ناس محترمين
رغما عنها انهار قناع القوة التي كانت تحتمي خلفه جراء نبرته المحتقره و لهجته المهينه و تساقط الدمع من مقلتيها بغزارة و قد صډمه مظهرها كثيرا للحد الذي اشعره بشعور غريب من الألم و الندم معا و خاصة عندما سمع صوتها الذي جاهدت حتي تخرجه من بين شفتيها المرتعشتين
خلصت !
لم يجيبها انما اماء برأسه و عيناه لا تحيد عنها فقامت بجذب ذراعها من بين قبضته و هرولت الي حيث يقع الملحق الذي تقطن به هي و شقيقتها و قد كانت شهقاتها تشق سكون الليل المحيط بهم و قد كان يراقب اڼهيارها و رحيلها بقلب مټألم فهو بحياته لم يكن شخصا ظالما بل كان برغم غضبه إلا أنه كان مسالما حنونا ذو قيم و مبادئ و لكن الإنتقام شوه الرؤيه لديه و جعله كالاعمي لا يري أمامه إلا من شعور بعدم الراحه وصل إلي حد الألم احيانا الذي يؤرقه ليلا حين يتذكر حديثه معها و طريقته الفظه و المحتقرة !
زفر بحدة و قرر الذهاب إلي الجراج الخاص بهم ليمارس هوايته المفضله و الوحيدة التي تنجح في جعله يفرغ شحنات غضبه و أثناء مروره بالملحق الذي تقطن به توقف لثوان و القي نظره علي أحد النوافذ قبل أن ينطلق في وجهته و ما أن خطي خطوتان حتي سمع صړاخ قادم من هناك جعل كل خلاياه تضطرب و دب الذعر في جميع أوصاله فهرول الي هناك و قام بالطرق بقوة علي الباب الذي انفتح و أطلت فرح المرتعبه و فجأة تجمدت الډماء بعروقه حين وقعت عيناه علي تلك الملقاه أرضا و أسفلها بقعه من الډماء..
يتبع .
أن تعشق امرأة مثلي إنه أمر شاق للغايه
لم أكن أنثى إستثنائيه يوما بل انا الاسوء من بين جميع
النساء و عليك أن تدرك هذا اولا لأن الطريق الي قلبي لن يكون سهلا
فعليك تتقبل جميع صفاتي السيئة و تراها ميزات ! أن تتقبل جميع تصرفاتي المتقلبة دون أن تسأل عن الأسباب ! أن تتعامل مع ردودي الغير متوقعه علي أنها أمور طبيعيه! أن تراني جميله بجميع حالاتي و تري مزاجيتي اجمل أنواع الدلال ! أن تراني دائما مميزة ببساطتي بعفويتي بحماقتي! ألا أكون مجبرة دائما علي إدهاشك ! أريد عشقا خالصا يرمم شقوق قلبي و يصلح ندبات روحي اريد أمانا ينتزع الخۏف العالق بثنايا