رواية في قبضة الاقدار (كامله جميع الفصول) بقلم نورهان ال عشري
المشكلات و سقطت علي الكرسي خلفها بتعب و وجدت عيناها تقع علي حروف ذلك الاسم المدون علي اللوحه أمامها
ياسين وفيق عمران !
أخذت تردد الاسم بين شفتيها بخفوت و هيا تنظر أمامها بشرود قطعه صوت نفس السيدة و هي تقول بنصح
اسمعي مني روحي اعتذريله انتي قليتي ادبك عليه جامد و الراجل معملكيش حاجه
خرج الكلام منها حادا و هي تقول بنفي قاطع
كان يقف أمام احدي ماكينات صنع القهوة ينتظر أن تنضج قهوته و هو يتنفس بحدة من تلك الجميله سليطه اللسان التي تتحول بلحظه من قطه ناعمه الي نمرة مفترسه !
انا اسفه !
أخرجه من شروده صوت انطبع في مخيلته منذ أن وقع علي مسامعه اول مرة و علي الرغم أن رقته حاليا تتنافي مع قوته سابقا و لكنه تعرف إليه و علي الفور ارتسمت ابتسامه خافته علي شفتيه حاول قمعها قبل أن يلتفت يناظرها بجمود و كأنه لم يسمع حديثها ممسكا بكوب القهوة الخاص به يناظرها بتفحص من رأسها حتي أخمص قدميها دون حديث و قد أغضبها تفحصه هذا فلعنت نفسها انها أقدمت علي ذلك الإعتذار السخيف و قررت تصليح خطأها لذا التفتت تنوي المغادرة لتتوقف بمكانها حين استمعت لنبرته الصارمة
توقفت بمكانها و أخذت نفسا قويا قبل أن تلتفت تناظره پغضب مكبوت بينما كان هو مستمتعا بمظهرها و لكنه كان يحتفظ علي جمود ملامحه حين اقترب منها بخط سلحفيه بينما عيناه لم تحيد عنها و ما أن وقف أمامها مباشرة حتي قال بخشونه
اسمك ايه
رفعت رأسها بشموخ قبل أن تقول بنبرة قويه ممزوج بغرور لاق بها كثيرا
لم يبدو و كأنه تأثر حين سمع حديثها بل تابع بنفس لهجته
فرقه كام
أجابت بملل
تالته !
ياسين بهدوء مستفز
تخصصك ايه
حلا بنفاذ صبر
فلسفه ! آداب قسم فلسفه . ها في اسأله تانيه
ياسين بلا مبالاه
لا. تقدري تمشي !
كان يطالعها بينما يرتشف من قهوته بهدوء اغضبها فكل ما صدر من ذلك المتعجرف يغضبها حديثه و إستجوابه و ايضا تجاهله لأعتذارها الذي جاهدت كثيرا حتي تخرجه لذا تمنت في لحظه أن ټحرق القهوة لسانه اللاذع عله يخرج عن طور البرود المستفز هذا.
جلست علي إحدي المقاعد بعيدا عن الجميع و لم تكد تستقر في مقعدها حتي تفاجأت بذلك الضخم المتعجرف يدخل من باب القاعه و يقف خلف الطاوله الكبيرة و هو يناظرهم و تحديدا هي قائلا بنبرة بها الكثير من التحدي المغلف بخبث يطل من عيناه
برقت عيناها من هول ما يحدث معها و ودت لو أن الأرض تنشق و تبتلعها في تلك اللحظه فهذا المتعجرف هو دكتور إحدي المواد المقررة عليها لهذا كان يستجوبها و هي كالبلهاء إجابته بمنتهي الصراحه !
أخيرا انتهت الزيارة و استقل كلا من عدى و مؤمن السيارة و انطلقوا عائدين إلي القاهرة و ما أن غادرت السيارة ابواب المزرعه حتي اڼفجر عدى قائلا پغضب
ناظره مؤمن پغضب حارق قائلا بتقريع
بطل استعباط و كلام أهبل كلنا عارفين مين ضحك علي مين
عدى بإنفعال
تقصد ايه يا مؤمن وضح كلامك !
مؤمن باحتقار
قصدي انت عارفه كويس يا عدى ! كفايه الي حصل لحازم فوق بقي من غفلتك دي احنا ممكن نكون مكانه في أي وقت !
عدى بنفاذ صبر
بطل حكم و مواعظ و فكر معايا . ازاي قدرت تضحك عليهم بالشكل دا
ناظره مؤمن بحنق قبل أن يقول مستنكرا
تضحك علي مين انت عبيط ! دا سالم الوزان! محدش يقدر يضحك عليه و اكيد لو عنده شك و لو واحد في الميه أنها كذابه مكنش جابها تعيش وسطهم
ثم أعطاه نظره حانقه محتقره و هو يقول بتقريع
معلقتش علي موضوع الحمل يعني ! انت الي شجعت حازم أنه يعمل عملته دي صح !
تراجع عدى للخلف و نظر أمامه قبل أن يقول بلامبالاه
مشجعتش حد كل حاجه كانت بمزاجها . و بعدين زيها زي اي واحده حازم مشي معاها و سابها. بس دي طلعت حويطه اوي و عرفت تلعبها صح !
كانت جملته الأخيرة تحمل حقدا من نوع خاص فهمه مؤمن علي الفور فقال بتوبيخ
بطل افتري و ظلم انت اكتر واحد عارف انها مش زي البنات دي و انت السبب في كل العك الي حصل دا !
عودة الي ما قبل سته اشهر
توجه الثلاثي مؤمن و عدى و حازم الي إحدي القاعات لحضور محاضرة لذلك الدكتور اللزج الذي جعلهم يرسبون في مادته للمرة الثانيه فأصبح لزاما عليهم أن يحضروا جميع محاضراته حتي يتثني لهم النجاح بها فهذه سنتهم الأخيرة و يريدون للخلاص حتي يشق كلا منهما طريقه نحو الحياة .
اتخذ كل واحد منهم مقعدهم ينتظرون مجئ الدكتور الوغد كما أسموه و ما هي الا ثوان و دلف الي القاعه و ما ان وقعت عيناه عليهم حتي رماهم بنظرة متهكمه و اتخذ مكانه حتي يستعد لبدأ المحاضرة التي مر منها قرابه العشر دقائق و الثلاثي قد بلغ الملل بهم لذروته و لكن ما أن سمعوا طرقا علي الباب الذي انفتح بعد سماح الدكتور للطارق بالدلوف و الذي لم يكن سوي فتاه جميله بشعر اسود حريري و عينان تضاهيه سوادا تناقض كثيرا مع بياض بشرتها التي يتوسطهم التفاح الشهي المنثور فوق خديها الحمروان كلون شفتيها تماما فقد كانت جميله فاتنه بجسد صغير و لكنه به انوثه قاتله تظهر علي إستحياء في ملابسها التي لم تكن جريئه فتفصل قوامها الممشوق و لا فضفاضه فتخفيه و لكنها كانت علي قياسها و أظهرت مدي جمالها الخارق و عندها حبس الثلاثه أنفاسهم لدي رؤيتها و قد كانت تعتذر من الدكتور بخجل علي تأخرها و قد سمح لها بالدخول و ما هي إلا دقائق حتي انخرطت معه في المحاضرة وصارت تناقشه بجرأة و لباقه و لم تكن تعلم بأن هناك ثلاث ازواج من العيون تقتنص جميع حركاتها الي أن انتهت المحاضرة فخرجت جنة مع اصدقائها تضحك هنا و تبتسم هناك و تشاكس هذا و