( نيران ظلمه ) للكاتبه المتالقه ( هدير نور )
النزول والاختلاط بهم زفرت متنهدة بضيق قائلة
معلش يا انصاف بلغي فريال هانم اني تعبانه ومش هقدر انز.....
هتفت نهي من خلفها قائلة
انزلي انتي يا انصاف واحنا هانيجي وراكي علي طول
اومأت انصاف رأسها بالايجاب قائله وهي تغادر المكان.
حاضر يا ست نهي
التفتت حياء لنهي تهتف پغضب
لييه يا نهي انا مش عايزه انزل مش عايزه اتعامل معاهم
لا طبعا هتنزلي وتتعاملى عادى معاهم وهتقعدي وتضحكي وتهزري كمان
لتكمل بتصميم وهي تقترب منها
يا حياء انتي حياتك كلها هتبقي في البيت ده مع الناس دي ..مش معقوله هتفضلي طول حياتك محپوسه في اوضتك لوحدك خاېفه منهم
تنهدت حياء باستسلام وهي تفكر بكلماتها تلك فهي تعلم بانها علي حق وبانها عاجلا او اجلا يجب عليها الاختلاط بهم همست بصوت منخفص
قاطعتها نهي بتصميم
لا من النهاردة يا حياء ..من النهاردة
لتكمل وهي تربت فوق ذراعها بحنان
وعايزاكي تبقي عارفه اني هبقي دايما معاكى يعني متخفيش من حاجه...
وقفت حياء تنظر اليها بتردد عدة لحظات قبل ان تومأ برأسها لها وهي تشعر بمعدتها تنعقد پخوف
كانت حياء تجلس بجوار نهي علي طاولة الطعام بينما بالجانب الاخر كانت تجلس زوجة عمها فريال وبجانبها تالا..
شايفه العقربه..ھتموت علشان نزلتى ازاي
همست لها حياء بصوت منخفض
انتي مش شايفه عماله تبصلي ازاي انا حاسه انها في اي لحظه هتهجم عليا ټضرب السکينه اللي بايدها في قلبي
زفرت تالا پعنف وهي تتمتم بخبث
بس مش ملاحظه يا خالتو
ان حياء اخيرا شرفتنا وقبلت انها تنزل وتاكل معانا
ابتسمت فريال تجيبها وهي تنظر الي حياء بحنان
عروسه يا حبيبتي و من حقها تدلعلها حبه ...بس من النهارده بقي حياء هتنزل كل يوم تاكل معانا مش كده ولا ايه يا حياء..!
ان شاء الله يا طنط
هزت فريال رأسها برضا قائلة
انا وانتي لنا قاعده مع بعض. قريب بس مش كحما ومرات ابنها لا كبنت وامها...
هزت حياء رأسها لها وهي ترسم علي وجهها ابتسامه متشجنه متوتره تشعر بالقلق من هذه الفكره
انتفضت تالا واقفه تضع الشوكه التي كانت بيدها فوق صحنها بصخب تمتمت فريال وهي تنظر اليها بدهشه
اجابتها تالا پحده وهي تنظر نحو حياء پحقد
شبعت يا خالتو شبعت
لتنهض وتترك غرفة الطعام بخطوات غاضبه تشعر بالاحباط فمحاولتها لاحداث مشكلة بين خالتها و حياء قد فشلت همست بغل وهي تقبض بيدها بقوه
فلتي المره دي ..بس وديني ما هتفلتي المره الجايه..
كان عز الدين جالسا بغرفة المكتب الخاصه به بالقصر يدرس بعض الاوراق التي امامه باهتمام عندما دخلت والدته الي الغرفة قائلة
مش هتغير رايك يا عز وتيجى معانا...
اجابها و هو يرفع عينيه عن الاوراق التي
مش هينفع والله يا ماما ...
ليكمل وهو يشير الي الملفات الموضوعه فوق المكتب
زي ما انتي شايفه عندي شغل كتير
نظرت والدته اليه بشك قائلة
ده فرح بنت خالك يا حبيبي مينفعش كلنا نحضر وانت لا
لتكمل عندما وجدت نظراته لازالت مصممه رافضه
طيب حتي حياء تيجي معانا ..انت بتقول عندك شغل يعني مش هتبقي فاضيلها..مش معقول هتفضل لوحدها في البيت تعقد تكلم في نفسها يا بني
اجابها بجدية وهو ينهض واقفا بجانبها
حياء تعبانه ...مش هتقدر على السفر والطريق طويل زى ما انتي عارفه
ليكمل بمرح وهو يحيطها بذراعيه مغيرا مجري الحديث
بعدين سيبك انتي من ده كله ..ايه الجمال ده يا فريال هانم
ليكمل وهو يغمز لها بعينيه بخبث فخر بيه سابك ازاي تخرجي وانتي بالجمال ده مش خاېف حد يعكسك
ضحكت والدته بمرح تضربه بخفه فوق ذراعه
بطل بكش ...ومتغيرش الموضوع
امسك بيدها يقبلها بحنان قائلا
مش هنقدر والله...سامحينا المرة دي
ابتعدت عنه والدته قائله بتصميم وهي تتجه نحو باب الغرفة
ماشي يا عز براحتك...عمتا احنا هنبات عند خالك النهارده لان زي ما انت عارف الفرح مش هيخلص الا متأخر وصعب نسافر من المنصورة للقاهرة بليل كده
لتكمل وهي تلتفت نحو عز
اها صحيح انصاف هاتيجي معانا علشان تساعد في التجهيزات..
اومأ لها عز قائلا
تمام مفيش مشكله احنا هنبقي نتصرف و نطلب اكل من برا
اجابته والدته وهي تهز رأسها قبل ان تغادر الغرفة
ممكن تطلبوا العشا من برا النهارده لكن من بكره خليل و جنات هيكونوا رجعوا من البلد بتاعتهم يعني متقلقش...
اومأ لها برأسه وهو يراقبها تغادر الغرفه زافرا پغضب فور تاكده من مغادرة والدته فهو يعلم انها غاضبه منه بسبب عدم ذهابه معهم لكنها لا ترغب باظهار هذا حتي لا تضغط عليه لكنه حقا منشغلا في عمله فلديه اسبوع واحد فقط قبل ان يعقد اكبر صفقه في تاريخ عمله...
نهض يجمع الملفات التى سوف يعمل عليها الليله مقررا الصعود الي غرفته لاكمال عمله من هناك حيث لايجب عليه ان يترك حياء بمفردها خصيصا بعد ان غادرة جميع عائلته واصبح المنزل فارغا
كانت حياء جالسه فى الشرفة تراقب ذهاب الجميع لحفل الزفاف بتحسر فها هى تجلس بمفردها مجددا مثل السجينه باحدى الزنزانات بينما خرج الجميع للاحتفال والمرح زفرت ببطئ وهى تمرر يدها فوق خصلات شعرها بضيق وهي تتحسر علي الوضع الذي اصبحت عليه حياتها مسحت بيدها سريعا دمعه قد انزلقت فوق وجهها عندما شعرت بعز الدين يدخل الي الغرفة...ظلت جالسة بمكانها مفضلة الجلوس بعيدا عنه لمحته بطرف عينيها يحمل العديد من الملفات فمن الواضح انه سوف يكمل عمله هنا بالغرفة لكنها تفاجأت عندما وجدته يتجه الي نحو الشرفة بخطوات متكاسله هادئه اشاحت بوجهها بعيدا عندما اصبح يقف بجانبها يضع يده في جيب بسرواله قائلا بهدوء
الساعه بقت 8 تحبي نطلب العشا دلوقتى !
هزت حياء رأسها بالرفض قائله وهي تدير وجهها عنه تتامل بصمت
الاشجار المترصة بحديقة القصر والتي كانت تهتز بشدة بفعل هواء الليل
مش جعانه دلوقتى..
اومأ عز الدين رأسه قائلا بجدية
تمام لما تجوعي عرفينى..وانا هبقي اطلبلك اللي. انتي عايزاه
لم تجبه وظلت عينيها مسلطة علي المنظر خارج الشرفة
وقف يراقبها عدة لحظات بتردد قبل ان يلتفت و يعود مره اخرى الي الغرفة لاكمال عمل....
كان مندمجا بدراسة الاوراق الخاصة بمناقصة الغد عندما شضع رنين هاتفه الخاص يملئ ارجاء المكان لمح بعينيه اسم ياسر مدير اعمال يسطع بشاشه الهاتف تناول هاتفه مجيبا عليه وهو لايزال عينيه مسلطه فوق الاوراق التي بين يديه
هااا...يا ياسر في ايه !
وصل اليه صوت ياسر من الجانب الاخر قائلا بارتباك
اسف يا عز باشا ان اتصلت في وقت زي ده بس مستر اندرو وصل القاهرة من ساعه وطالب يجتمع بحضرتك لوقتى لانه مضطر يسافر بكره الصبح تانى ويرجع ايطاليا
صاح عز الدين و هو يلقي الاوراق من يده فوق الطاولة پغضب
يعني ايه ينزل مصر ويقدم ميعاد الاجتماع بمزاجه.... الاجتماع ده مش كان ميعاده الاسبوع الجاي ...
اجابه