حكاية بقرة اليتامي كاملة
أريد أن أراها هنا أجابها لقد أوصتني بها زوجتي خيرا ثم أنها لا تقلقني فهي ترعى وحدها وتحرس الأطفال لما يذهبون للعب في الضيعة ما على عيشة إلا أن تبتعد عنها سأحظر لها غدا عنزة صغيرة لتكون صديقتها وتشرب من لبنها .
صمتت المرأة وقالت سأذهب إلى المكان التي تجمع منه البقرة الكمأ والتوت وأعطيه لعيشة و سترضع حليب العنزة .لما وصلت إلى ذلك المكان وجدت أشجار التوت يابسة ولا أثر لحبة كمأ واحدة تعجبت زوجة الأب وتساءلت من أين تأتي البقة بتلك السلة لا يوجد شيئ هنا !!! لما رجع الصبيان في المساء ظهر الغيظ على زوجة الأب لجمال فاطمة وبياضها لكن البقرة رمقتها بسخرية فهاجت المرأة وأمسكت عصى وضړبتها .دارت لها الدابة ونطحتها في مؤخرتها فوقعت على الأرض وامتلأ وجهها بالتراب فضحكت منها وواصلت طريقها مرفوعة الرأس .
فبقرة اليتامى لن يكون لها شار أبدا .. سمع الناس الصوت فهربوا وهم يقولون أن جنا يسكن البقرة وطلب الباعة من الرجل أن يرحل من هنا قبل أن تكسد تجارتهم بسببه فساق بقرته ورجع بها إلى البيت ..
فلما رأت المرأة البقرة أمامها صاحت ويحك ماذا كنت تفعل في السوق أجابها أمر هذه البقرة عجيب كأني بها تتكلم !!!
لم تكن المرأة مقتنعة بهذا الرأي فالأطفال يذهبون إلى هناك كل يوم وستعرف كيف تعثر عليهم وتواصل إطعامهم !!! في النهاية مشكلتها ليس مع البقرة بل مع الصبيين وخصوصا فاطمة فلم تعد تطيق أن تراها قرب إبنتها عيشة لكي لا يلاحظ أحد الفرق في الجمال بين البنتين وكان هزال إبنتها يألمها أكثر من أي شيئ آخر لهذا يجب عليها أن تتخلص من البقرة لكي لا يشبعا من الطعام وتسوء صحتهما ولم تكن تعرف أن ما حل بابنتها هو عقاپ من الله على معاملتها القاسېة لتلك الصبية اليتيمة وأخيها الصغير.
في الغد ما إن خرج زوجها للضيعة حبست الأولا د في غرفتهما وأحظرت جزارا ضخما قبيح الوجه ومعه رجلان فجروا البقرة إلى فناء البيت ثم رموا حبلا في عنقها و شدوه حتى سقطت على الأرض فأوثقوا أقدامها بحبل نظرت البقرة حولها بحزن وسقطت الدموع من عينيها فإرتعد الرجلان وابتعدا عنها لكن الجزار لم يكن يعرف الرحمة وأهوى على رقبتها بالسکين وقبل أن ټموت شاهد الجميع حمامة بيضاء تطير ولم يعرف أحد من أين خرجت ثم قطعوها ووضعوها في عربة .
قالت لهم المرأة أتركوا لي الرأس فسأطبخه وآكله وقبل أن ينصرف الجزار رمى إليها بصرة نقود ولما فتحتها خرج منها القمل والبق ودخل