حكاية بقرة اليتامي كاملة
انت في الصفحة 1 من 7 صفحات
امرأة رزقت طفلين فاطمة و حسن وكانت دائما تساعد زوجها في ضيعته وتهتم بالحيوانات .وفي أحد الأيام سقطت بقرتهم الصغيرة في حفرة وكسرت ساقها فجاء الرجل وقال سأذبحها فهي لم تعد تصلح لشيئ لكن المرأة أجابته سأهتم بها وأعالجها فربطت ساقها وأطعمتها وبعد مدة شفيت وأصبحت تتبع سيدتها أينما تذهب وتنظر لها بعينيها الواسعتين كأنها تشكرها على معروفها .
وبعد عام رزق ببنت سماها عيشة كان الطفلان يعرفان أن امرأة أبيهم لا تحبهم أما والدهما فأصبح يؤثر أختهما الصغرى ويسعى لإرضاء زوجته الجديدة. كانا يفتقدان والدتهما بشدة هما يدركان أنها في عالم آخر لكنها تشعر بهما وتراهما . في بعض الأحيان كانا يفكران أنها سترجع وسيفتحون يوما لها الباب ويجدونها أمامهما . وكلما إشتد بهما الحزن كان يذهبان ويجلسان بجانب تلك البقرة الصغيرة التي كبرت الآن .
كان الصغيران يخرجان البقرة كل صباح لترافقهما إلى الضيعة فقد كانت تعرف كل الدروب والمسالك وتخاف عليهما من البرد والثلج وكانا يشعران بحنانها فقلب الطفل دليله إلى من يحبه. وهناك كانا يلعبان ويجريان وراء الفراشات ولما ينتصف النهار يخرجان إلى الغابة ويجلسان قرب عين ماء صافية وتقسم فاطمة قرصا من خبز الشعير مع لأخيها وكانت البقرة تحفر الأرض وتستخرج الكمأ وتجمع ا لهم لتوت البري فيأكلان حتى يشبعان عندئذ تتمدد البقرة وبنظرة منها يقتربان من ضرعها ويشربان .ثم يضعان رأسهما على صدرها ويحسان بالدفئ .
لكن المرأة أصبحت تحس بالحقد لما رأت أن الصببين قد كبرا بسرعة وإزداد جمالهما وأصبحت فاطمة تفتن القلوب بعينيها العسليتين وبشعرها الأسود الطويل كأنه قطعة من الليل في حين أن عيشة بقيت ضعيفة رغم كل ما تقدمه لها من عسل ولحم ولبن فقالت في نفسها هؤلاء الأطفال ورائهم سر ولا بد أن أعرفه ...
وفي أحد الأيام قالت المرأة لإبنتها إسمعي يا عيشة أريدك أن ترافقي هذين اللعينين وتأكلين مما يأكلانه وتقلديهمافيما يفعلان ولما ترجعين قصي علي كل ما حصل واحرصي أن لا تغيب عنهم نظراتك أريد معرفة كل شيئ هل فهمت أجابت البنت نعم يا أمي !!!
لعب الإخوة مع بعضهم في الضيعة كما تعودوا أن يفعلوا ولما حان وقت الغداء ذهبوا معا للعين وسط الغابة أخذت فاطمة قرص الشعير وقسمته على نصفين أما عيشة فكان معها قرص خبز وزيت وزيتون وفجل وضعت كل ذلك في حجرها وبدأت تأكل دون أن تلتفت إلى أحد .كانت تنظر للبقرة تختفي بين الأشجاروترجع بسلة صغيرة فيها كمأ وتوت بري ولما مدت عيشة يدها ڼهرتها البقرة بشدة . اتم الصبيان طعامهما وحمدا الله ثم شربا من لبنها أما أختهما فأرادت أن تشرب أيضا وإقتربت من ضرع البقرة لكنها رفستها بقدميها ورمت بها في الوحل .
رجعت عيشة للدار متسخة وعينها منتفخة فصاحت زوجة الأب من فعل بك هذا أجابت البنت وهي تبكي إنها البقرة يا أمي !!! لقد أحضرت لهم طعاما من الغابة وأرضعتهم من لبنها ولما أردت أن آكل وأشرب معهم أشبعتني ضړبا وشتما .ڠضبت المرأة ولما جاء زوجها قالت له أنظر ما فعلته بقرتك بإبنتي !!! لا