النهار في قټلها. لكن الحشرات إختبأت منهم في شقوق الأشجار و لما جن الليل أطلت برؤوسها فكان البوم بانتظارها ومزقها إربا وفي نهاية اليوم الثالث لم يتبق منها شيئ حتى أعشاشها حطمتها الطيور وأكلت ما فيها من يرقات .
في الصباح جاء السلطان مع الحاشية وأرسل أحد العبيد يستكشف له البستان فرجع وقال لقد ماټت المخلوقات وبإمكان مولاي دخول بستانه !!! تجول السلطان بين الأشجار وقال لجوهر لا أصدق ما أرى !!! كيف فعلت ذلك إسمع الليلة أنت مدعو إلى مائدتي وأريدك أن تحكي لي عن نفسك فلديك من الحكمة ما لم أره عند أي إنسان !!! رجع السلطان إلى القصر لكن جوهر بقي في البستان وقد أعجبته كثرة الأزهار والثمار وبينما هو يدور سمع صوتا يستغيث ورأى فراشة ملونة وقربها عنكبوتة ضخمة تفتح فكيها لتأكلها فقال لقد نجوت من الطيور لكني سأجهز عليك ثم إلتقط عودا طويلا و طعنها في أحد عيونها الثمانية ولما تململت من الألم قطع بخنجره الشبكة وأنقذ الفراشة .
فقالت له إعلم إني أعرف قصتك وقد سمعتك وأنت تكلم السلطان الليلة سيطلب منك المهمة الثالثة وستحتاج لمساعدتي ثم طارت تعجب الخادم من الفراشةوتساءل وماذا ستقدر أن تفعل بمفردها في المساء جلس الخادم مع السلطان حول مائدة كبيرة وقد لبس ثيابا من الحريروكل من رآه إعتقد أنه من الأشراف وكان هناك الوزراء والأمراء وزوجاتهم وجاءت القيان بآلات الطرب وبدأن يغنين وفجأة فتح العبيد الباب ودخلت سبعة بنات ذهبيات الشعر وجلسن بجانب السلطان وبدأ الجميع في الأكل والمرح وكان جوهر يسترق إليهن النظر وقد أعجبه جمالهن البديع بعد قليل دارت الفواكه والقهوة ثم وقف السلطان وقال للحضور لقد جاء هذا الفتى من بلاد بعيدة لخطبة الأميرة حورية لسيده وهو بيننا اليوم لأنه نجح في مهمتين صعبتين وبقيت الثالثة والأميرة كما تعلمون لها ستة أخوات يشبهنها في وجهها والآن من هي الأميرة حورية يا جوهر
نظر الخادم بدهشة فكل البنات لهن شعر ذهبي جميل وعيون خضراء فاحتار في أمره وقال ويحي كيف سأعرفها أجاب السلطان إن لم تعرف من هي خلال خمسة دقائق سأعطيك هدايا كثيرة وتنصرف من حيث أتيت !!! بدأت الأميرات في الابتسام و في هذه اللحظة دخلت الفراشة وحطت على رأس إحداهن فصاح جوهر إنها صاحبة الفراشة !!! فصفق الحضور وقالوا له أحسنت !!! ضحكت حورية بسعادة وأعجبها جوهر فقد كان ظريفا وسيم الوجه ولما ذهبت إلى غرفتها لم يفارق خيالها لكنها لم تكن قادرة أن تعصي أباها وفي الغد تجهزت للرحيل مع جوهر في موكب عظيم ...
في الطريق كانت حورية تجلس مع جوهر وحكى لها عن قصته وكيف نشأ يتيما وتربى في القصر وعينه القيم لخدمة السلطان ثم عن السمكة التي أكل منها وبفضلها أصبح يفهم لغة الحيوانات وعن الشعرة الذهبية الذهبية التي سرقها الغراب وبسببها طاف في البلدان للبحث عن صاحبتها كانت حورية تسمع وتتعجب من هذه الحكاية ثم قالت له لماذا لا تأتي للعيش عندنا ونتزوج أجابها حياتي في القصر مع سيدي لقد تعودت على ذلك منذ صغريولن أقدر على العيش في أي مكان آخر إني أعرف كل شبر في القصر وكل حجرة فيه تحمل ذكريات جميلة هل تفهمين هذا الشعور الذي يجذبك إلى مكان ما ويلح على نفسك ويجعلك تشعر بالسعادة كلما أتيت إليه أجابت الأميرة إني أفهمك وأنا أيضا أحس بالحنين لمدينتي التي ولدت فيها لكن أعتقد أن السلطان لن يبقيك حيا بعدما عرفت سره وإني أخشى عليك منه أجابها إن كان الأمر كذلك فهو قدري الذي لا مفر منه
وأحد الأيام حكى لها عن السحلية التي ماټت ورجعت للحياة وأراها النبتة السحرية التي ترجع الروح ولما إقترب الموكب من المملكة قالت الأميرة إعلم يا جوهر أني لن أحب سواك وحتى إذا تزوجت السلطان فقلبي سيظل دائما معك أجاب جوهر لكني مجرد خادم يا سيدتي نظرت له بعينيها الجميلتين وقالت له الرجال بأفعالهم وليس بمناصبهم تذكر هذا جيدا !!! لما وصلوا إلى القصر إستقبل السلطان الأميرة وأعجب بها أيرما إعجاب لكنها لم