قصة صراع الجبابرة كاملة
دموعها ..
ثم مضت في طريقها ولم تلتفت ..
فطفق يوزار يرعاها بعينيه حتى غابت عن ناظريه ..
.
.
في اليوم التالي..
اقترب الجميع من سفح الجبل المؤدي الى دير العرافات ..
فقالت زينة
لم يجرؤ أحد من قبل على الإقتراب الى هذا الحد .. إنه مكان خطېر للغاية ..
وما إن قالت ذلك.. حتى خرج لهم شقيف من العدم وعيناه تشتعلان ڼارا وهو يحمل حربة سوداء هاجم بها يوزار ..
فانذهل بقية الجنود من قوة شقيف فأحجموا عن التدخل .. عدا زينة التي شاركت مروان القتال حتى أجبر الإثنان شقيف على التراجع ..
ثم ركل شقيف الارض فانشقت .. ثم وثب داخل الشق واختفى عن الأنظار ..
ألا ترى يا يوزار بأنك تستخدم قوتك كجني حتى دون أن تشعر
فمنذ متى وأنت تجيد المبارزة
ثم إنه لا يوجد بشړي باستطاعته أن يقف ندا لشقيف .. لكنك استطعت ذلك لأنك ابن زحل ..
فرد يوزار عليها باستياء
أرجوك كفي بالله عليك فقد بات الأمر مزعجا للغاية ..
كما تشاء يا يوزار .. لكن إعلم أن شقيف سيواصل تدخلاته حتى ينجح في تحطيمك في النهاية ما لم تذعن لقدرك وتستجيب لأصلك ..
.
.
تسلق الجميع الجبل حتى بلغوا دير العرافات ..
فكان عبارة عن أطلال حجرية تنذر بالشؤم وتشعر بضيق النفس في كل زاوية من زواياه ..
فاقتربت زينة من يوزار وقالت
يوزار اسمعني جيدا .. مهما سيحدث الآن فلا تطلب من العرافات معرفة ما يخبئ لك القدر ..
إذ سمعوا حديث ثلاث أصوات مختلطة تتكلم معهم وكأنها صوت واحد ..
ثم بانت لهم العرافات العجائز الثلاثة بمنظرهن الكئيب المخيف .. وكن بلا عيون !!!
لكن إحداهن كانت تمسك بيدها عينا باصرة كبيرة ..
فلاحظ يوزار أن العرافة التي تحوز بيدها تلك العين يكون بمقدورها الرؤية والكلام كأحسن ما يكون .. ثم تقوم بعد ذلك بتمريرها الى شقيقتها المجاورة فتتحدث هذه الشقيقة وتتحرك كما كانت تفعل سلفها ..
إستغرب يوزار ذلك فتقدم منهن وقال
إذن فهذه العين بإمكانها أن تكتشف أسرار ماضينا الدفينة ..
ردت احداهن
ليس الماضي فحسب .. بل الحاضر أيضا ..
كلا .. لا أصدق ..
قالت الاخرى
ولم لا تصدق أذكر أي شيئ وسترى ..
هنا قال يوزار
حسنا .. أريد أن أعرف كيف السبيل الى القضاء على مارد البحار ..
حينها..
نطقت العرافة التي تمسك بالعين قائلة
لقد كدت أن تخدعنا أيها الحذق بإسلوبك الماكر ..
فكما ترى لا يوجد في هذا العالم شيئ مجاني ..
فإذا أردت الإجابة على سؤالك فعليكم أن تقدموا لنا شيئ بالمقابل ..
تسائل يوزار
وما الذي يا ترى تطلبنه أيتها العرافات الجليلات
أشارت العرافة الى زينة وقالت
نريد من تلك الأنثى أن تقيم على خدمتنا حتى يوافيها الأجل ..
هنا قال يوزار
من الذي يخادع الآن
فمن المؤكد أنكن قد حزرتن أنها خالدة ..
أي إنكن تطلبن منها أن تتحمل عجرفتكن وقرفكن ما دامت الحياة على الأرض ..
غير أن زينة خاطبت يوزار قائلة
لا بأس يا يوزار .. إذا كان ذلك ما يتطلبه الأمر لتكمل مشوارك فسأتقبله بسرور ..
لكن يوزار فاجئها بالقول
كلا يا زينة .. ماذا تقولين بالتأكيد أنا لن أرضى لك بذلك المصير أبدا ..
وهنا..
وأمام دهشة الجميع ..
تحرك يوزار بسرعة خاطفة .. أسرع حتى من تفكير العرافات .. فقام بانتزاع العين العجيبة لحظة تمريرها من يد إحداهن الى الأخرى !!!
ثم وقف على حافة الجبل وهددهن بإلقاء العين الى سحيق الهاوية ما لم يجبنه على سؤاله السابق ..
انذهلت العرافات من سرعة تحرك يوزار وارتعبن من تهديده فقمن على الفور بالجواب على سؤاله بالقول
هناك.. بعد عبور نهر المۏتى .. ستصادفون الحيزبون .. وهي امرأة متوحشة لها جسد أفعى ..
شعرها عبارة عن ثعابين صغيرة ..
ولها القابلية على تحويلك الى صخر بمجرد النظر الى عينيها ..
قالت زينة
وكيف سنجبر تلك المخلوقة على مرافقتنا
رد يوزار
الأمر سهل .. سنأخذ رأسها فقط معنا ..
ثم أعاد يوزار العين الى العرافات ..
ولما استدار ليرحل وإذا بالعرافات يخاطبنه بالقول
ألا تريد أن تعرف ما يخبئ لك القدر يا فتى
هنا التفتت زينة الى يوزار وقالت
لقد حصلنا على ما جئنا من أجله يا يوزار ... فهيا أرجوك لنمضي في طريقنا وتذكر ما قلته لك أسفل الجبل ..
كانت هي تشير الى مغبة معرفة ما يخبئ له القدر ..
لكن يوزار الټفت الى العرافات وأشار لهن بالكلام .. فقلن له
لن تضطر لإكمال هذه الرحلة يافتى لأنك ستموت